التدخين أسهل وسيلة يلجأ إليها الشباب فى فترة المراهقة، فى محاولة منهم لإثبات ذاتهم وفرض تمرّدهم والشعور بأنهم وصلوا إلى مرحلة النُّضج، دون أن يُدركوا مدى خطورة هذه العادة على صحتهم وصحة من حولهم، وفى مرحلة متقدّمة يبذل بعضهم جهداً كبيراً من أجل الإقلاع عن التدخين، هكذا كان حال أحمد منسى، الذى اتخذ هذه الخطوة المهمة فى التوقيت الصحيح، حسب تعبيره.

منذ سنوات طويلة، اتّجه أحمد منسى إلى الطريق الذى يصعب الرجوع منه، وهو التدخين الذى تطور بعد ذلك إلى إدمان المخدرات.. مراحل كثيرة وصعبة مر بها، وخسر خلالها الكثير، وفى مقدمة ما فقده حقه فى ممارسة الحياة بشكل طبيعى، فضلاً عن فقدان الوزن والإجهاد بصورة كبيرة.

إرادة قوية تمتّع بها ابن محافظة الإسكندرية، للخروج من الطريق الذى سلكه منذ البداية: «كنت زى أى شاب عايز يجرّب، وجربت ورجعت ندمت على التجربة دى.. وأول قرار أخدته إنى لازم أبطل، مش مجرد محاولة وخلاص»..

«حياة بلا هوية»، هكذا وصف «أحمد» حياته قبل الإقلاع عن الإدمان والتدخين، مضيفاً: «دلوقتى بقى ليّا هوية وشخصية وكيان خاص بيّا بعيداً عن التدخين والمخدرات، وبقيت شغال فى نفس المجال (مجال مكافحة التدخين والمخدرات) علشان أحاول أعالج الناس من الوهم اللى عايشين فيه».

وأشار «أحمد» إلى أن اتخاذ القرار لم يكن سهلاً إطلاقاً، لكنه كان من أهم القرارات التى اتخذها فى طريق التغيير والابتعاد عن التدخين.

التعليم والتغيير كان الهدف أمام صاحب الـ26 عاماً، حتى إذا استغرق الأمر سنوات طويلة لتحقيقه: «مهما طالت السكة وكانت الظروف صعبة مش هارجع فى قرارى، عندى شغف إنى أكسر أى دائرة مؤذية فى طريقى، وده ليه متعة خاصة فى مشوار النّضوج.. والحمد لله الصعب بيعدى».

وفى النهاية تبقى «الإرادة القوية هى أول شرط فى مشوار الإقلاع عن التّدخين، وكل حاجة هتبقى سهلة بعدين»، هكذا عبّر «أحمد»، موضحاً أنه فى السنة الثانية من الإقلاع عن التدخين، الذى شعر من خلال الابتعاد عنه أنه شخص ناضج يُفكر بطريقة مختلفة وسوية، كما أنه أصبح ينظر إلى من حوله نظرة مختلفة عن السابق، ووجّه نصيحة إلى الشباب: «اللى عايز يلاقى نفسه بجد يبطل تدخين ويبعد عن السكة دى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التدخين عن التدخین الإقلاع عن

إقرأ أيضاً:

متى بدأ الشر؟!

ما إن تُذكر كلمة "الشر" حتى تستدعى المخيلة كل ما هو سيئ وقبيح ومؤلم ومرعب انتهاءً برسم صورة لرمز الشر؛ أى "الشيطان أو إبليس أو لوسيفير أو بلعزبول أو عزازيل" أو أيًا ما كان يُطلق عليه فى الحضارات القديمة أو الأديان حيث بدأت البذرة الخبيثة لما نطلق عليه الشر.
قبل ظهور الأديان السماوية نجد أن الشر ورموزه حاضرة فى كل الحضارات القديمة على مدار التاريخ الإنسانى باختلاف أشكالها، فيطالعنا رمز الشر الفرعونى المتمثل فى الإله ست الذى قتل أخاه أوزوريس، وكذلك نجد رمز الشر الإله موت عند الفينيقيين، أما حضارات الأزتيك والمايا والهند والصين مثلًا فقد تمثل الشر لديها فى وجود آلهة متعددة يدور بينها وبين آلهة الخير الصراع المحتدم ما يلقى بظله على الإنسان الذى يختار مصيره فيما بينها، فيما تم اختزال فكرة الشر فى وجود إله واحد فقط للشر فى مواجهة إله الخير، أو الظلام فى مواجهة النور، فى حضارات دول آسيا بشكل خاص. بينما نجد الشر وفق نظريات عقائدية وفلسفية أخرى هو مجرد طيف غير ذى شكل محدد أو روح يتمثل فيها الشر.
بالنسبة للديانات السماوية فنجد الشر فى التوراة ليست له بداية محددة، بل نقرأ عن «شياطين» من جند الإله «يهوه»، يرسلهم لتنفيذ مهام الإهلاك بحق المغضوب عليهم، كذلك يرسل أرواحًا شريرة تُسَلّط على مَن يخطئ فى حق الإله فتتلبسه وتصيبه بالجنون، من أبرزهم «عزازيل»، وهو شيطان عظيم الشأن عالى المكانة إلى حد أنه يقتسم مع «يهوه» قربان الخطيئة الذى يغسل بدمه خطايا الشعب اليهودى.
بينما يعزى الشر فى المسيحية إلى جوانب السلوك البشرى المخالفة للوصايا العشر والتى تمثل خرق أوامر الرب، فالمخلوقات بطبيعتها بما فيها الشيطان ليست شرًا، بل إنه ينتج عن سوء استخدام وتوجيه الحرية، فالشر لا يكمن فى الشىء نفسه لأن كل ما هو مخلوق من الله ليس شرًا إنما يتمثل الشر فى موقفنا تجاه هذا الشىء، وبالتالى يكون الإنسان سبب الشر لنفسه وللآخرين.
أما القرآن فيروى لنا عن إبليس، ذلك المخلوق النارى الذى كان أشد المخلوقات طاعة لله، والذى أدى به غروره وخيلاؤه اللذان واجه بهما الأمر الإلهى «اسجد» إلى عصيان الخالق ومن ثم غضبه عليه وإخراجه من النعيم ولعنه إلى الأبد، فتوعد الإنسان بأنه لن يعدم وسيلة لإغوائه حتى يلقى الهلاك، حينها فقط بدأت قصة الشر ولن تنتهى حتى قيام الساعة.
إذن، فوجود الشر مقرون بوجود الإنسان، وما يعتبره البعض معضلة فلسفية تناقض فكرة الإله الرحيم، يعتبره البعض الآخر -الأستاذ عباس العقاد مثلًا- فاتحة خير، إذ لم يكن للإنسان معرفة قيمة الخير إلا بمقاساته ألوان الشر بصوره المتعددة ولم يكن قادرًا على أن يفرق بينهما، فوجود الشر متمثلًا فى إبليس وضع آدم أمام أعظم اختبار وهى حمل الأمانة - "الحرية" - التى أبت الجبال أن تحملها، كى يعبد الله بإرادته المحضة، ومناط الحكمة الإلهية بأن يبلغ مخلوقه الطينى هذا - الإنسان - أعلى مراتب النورانية الإيمانية التى لم تبلغها الملائكة المطبوعة على الطاعة، فسبحان الخالق الحكيم.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • منها التدخين والبنطلونات المقطعة.. قائمة محظورات العام الدراسي الجديد
  • حكاية شهيد شيعه الأموات قبل الأحياء.. انطلقت جنازته بعد 57 عاما من وفاته
  • متى بدأ الشر؟!
  • مدرب أونجي يبعد عبدلي وفرحات عن مواجهة نانت
  • لو عايز حياة أفضل.. 4 فضائل من أمهات الأخلاق لا تتركهم
  • تعرف على سيمون.. الموهوبة التي لا تتكرر كثيرًا
  • حيل الأمهات للتغلب على أسعار «سبلايز المدارس».. تتكلف آلاف الجنيهات
  • مسلحون يقتحمون مطار عدن الدولي ويمنعون كابتن الطائرة من الإقلاع.. لهذا السبب الغريب
  • في دورته الـ 40.. إقامة ورشة إخراج سينمائي للمخرج علي بدرخان في مهرجان الإسكندرية السينمائي
  • أخطر 3 صحاري في العالم.. إحداها يعيش بها وحش نادر