RT Arabic:
2024-05-20@07:32:25 GMT

استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة

تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT

استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة

يتوقف السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادي على تعلم الولايات المتحدة والصين التعايش مع بعضهما، والجزر غير المأهولة هناك لا تستحق الحرب مع الصين. كوين مارتشيك – ناشيونال إنترست

إن مضاعفة إدارة بايدن جهودها لتعزيز مصالح دول المحيطين الهندي والهادي في مواجهة الصين يمثل استراتيجية متهورة في منطقة حيث ينبغي لواشنطن أن تكون أكثر ذكاء.

وبدلاً من خوض معارك الآخرين والتعرض للفشل، يجب على واشنطن أن تتبنى سياسة إقليمية منضبطة لتأمين مصالحها.

وإحدى الرسائل المهمة لزيارة رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو والرئيس الفليبيني فرديناند ماركوس إلى الولايات المتحدة هي أن الأخيرة على استعداد للتضحية من أجل الصخور والشعاب غير المأهولة في بحر الصين الجنوبي.

في الواقع ليس للولايات المتحدة مصلحة حيوية في نتيجة النزاعات الإقليمية في جزر سينكاكو/دياويو أو في بحر الصين الجنوبي. فهذه الجزر غير مأهولة وصغيرة الحجم وليس لها قيمة استراتيجية تذكر. والمواقع العسكرية في هذه المناطق المتنازع عليها معرضة بشدة للهجمات، وتواجه كوابيس إعادة الإمداد، والقضايا البيئية المتأصلة. إضافة إلى أن حرية الملاحة في بحري الصين الشرقي والجنوبي تشكل مصدر قلق مشروع، فمن غير المرجح أن توقف بكين التجارة لأنها المستفيد الرئيسي. ناهيك عن أنه يمكن إعادة توجيه التجارة بتكلفة مالية، ولا داعي للتضحية بالأرواح أو تدمير العالم من أجل سلع أرخص قليلاً.

إن إصرار الرئيس جو بايدن على معاهدات الدفاع الأمريكية مع اليابان والفلبين التي تغطي جزر سينكاكو/دياويو والنشاط العسكري الفلبيني في بحر الصين الجنوبي يزيد من التوترات ويخاطر بالصراع مع الصين. وتنظر بكين إلى النزاعين على أنهما مصالح حيوية. وعلى هذا النحو، فإن الصين مستعدة للمخاطرة بالحرب لتأكيد مطالبتها إذا لزم الأمر.

وقد أصبحت بكين أكثر حزماً بعد أن أعلنت واشنطن عن "محورها نحو آسيا"، خوفاً من أنها قد تفقد فعلياً مطالباتها الإقليمية. ولن يختفي تأكيد الصين مع وجود علاقات أقوى بين الولايات المتحدة واليابان والفلبين، ولكن من المرجح أن يتكثف لاختبار العلاقة ومحاولة ردعها.

فضلاً عن ذلك فإن الضمانات الأمنية المقدمة لليابان والأراضي المتنازع عليها في الفلبين تشجع السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. وما فاقم الصراع مع الصين هو تأميم اليابان لجزر سينكاكو/دياويو في عام 2012. وقد يخفف إلغاء تأميم الجزر وتنظيم ملكيتها التوترات، ولكن الأمرغير مطروح على الطاولة طالما أن واشنطن تؤيد مطالبات اليابان.

وعلى النقيض من ضبط النفس الذي تمارسه اليابان، شهدت الفلبين توترات متزايدة مع الصين في ظل إدارة ماركوس، حيث رفضت مانيلا التنازلات التي قدمتها الصين للتنمية المشتركة في بحر الصين الجنوبي واختارت توسيع العمليات العسكرية في المنطقة. وسمحت للقوات الأمريكية بالوصول إلى المزيد من القواعد في شمال الفلبين. ويفرض هذا النشاط العسكري الأمريكي في المنطقة ضغوطًا على بكين للرد، مما يزيد من خطر وقوع حادث يمكن أن يتحول إلى صراع.

ومع انجرار الولايات المتحدة إلى حرب للدفاع عن المطالبات اليابانية والفلبينية ضد الصين، فإن واشنطن تخاطر بخسارة منطقة المحيطين الهندي والهادي. وفي حين أن العلاقات مع اليابان وأستراليا ونيوزيلندا من المرجح أن تنجو من الصراع، إلا أن جنوب شرق آسيا قد يضيع. وللمرة الأولى، قد تختار النخب في جنوب شرق آسيا بكين بدلاً من واشنطن إذا اضطرت لذلك.

وفي أفضل الأحوال، قد تؤدي الحرب بين الولايات المتحدة والصين إلى إضعاف الولايات المتحدة بشدة عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا. وسيكون الأمريكيون أقل قدرة على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم وتوفير الأمن لهم.

وبدلاً من المخاطرة بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة، يجب على واشنطن التراجع عن التزاماتها بالدفاع عن الصخور غير المأهولة والشعاب المرجانية والجزر في بحر الصين الجنوبي والشرقي. فهل ستخاطر الولايات المتحدة حقاً بحرب نووية على مسافة آلاف الأميال من المياه الضحلة؟

إن السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادي يتوقف على تعلم الولايات المتحدة والصين التعايش مع بعضهما، وليس على علاقات أمنية أكثر اتساعًا.

إن إصرار إدارة بايدن على تعريف الشؤون الدولية بأنها صراع كبير بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية يجعل الوضع أسوأ. ورداً على ذلك، ترى بكين بشكل متزايد أن السياسة الأمريكية تشكل تهديداً لسيادتها.

ولذلك لابد من استبدال النهج القائم على الإيديولوجية والعسكرة إلى نموذج جديد يتمحور حول المصالح الحيوية والدبلوماسية.

المصدر: ناشيونال إنترست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: المحيط الهندي الاسلحة النووية المحيط الهادي جو بايدن فی بحر الصین الجنوبی الولایات المتحدة مع الصین

إقرأ أيضاً:

أنطونوف: واشنطن مستاءة من علاقات روسيا الجيدة مع دول أمريكا اللاتينية

موسكو-سانا

أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن واشنطن لا تروقها طبيعة العلاقة الدافئة التي تربط روسيا بدول أمريكا اللاتينية، لذلك تسعى لتشويه سمعة موسكو بأي طريقة.

ونقلت وكالة تاس عن أنطونوف قوله: إن”دول أمريكا اللاتينية تنجذب إلى روسيا التي تبادلها المشاعر بالمثل أكثر من الولايات المتحدة”، مضيفاً إن “محاولات المسؤولين الأمريكيين تشويه سمعتنا ودفعنا بعيداً عن عواصم أمريكا اللاتينية أمر مفهوم، فهم لا يحبون طبيعة العلاقات التي تربط بلادنا بدول القارة في مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك التجارة والأمن”.

وشدد السفير الروسي على أن “الولايات المتحدة لا تزال تنظر إلى المنطقة على أنها باحة خلفية لها، وتعتبر أنه لا أحد حر في التعاون أو حتى التواجد هناك، وهذا ينطبق بشكل خاص على روسيا والصين”، مشدداً على أن “نهج واشنطن هذا لا يناسب دول أمريكا اللاتينية وهم لديهم كل الحق في اتخاذ قرارات مستقلة، بما في ذلك ما يتعلق بتعزيز العلاقات متبادلة المنفعة مع الدول الأخرى”.

وأضاف: “إن روسيا تقدر التعاون مع دول أمريكا اللاتينية بشدة، وتدعو دائما إلى حوار عملي ومتبادل المنفعة، كما لا تفرض مطالب ولا تملي قواعدها الخاصة”.

وفي موضوع آخر اعتبر أنطونوف أن التلميحات الأمريكية حول احتمال تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية “عارية من الصحة وهي جزء من حرب المعلومات العدوانية التي تشنها الولايات المتحدة ضد روسيا” وقال: إنهم يحاولون وانطلاقاً من جنون العظمة الذي يسيطر عليهم رؤية يد الكرملين في كل مشاكلهم الخاصة”.

هذا وزعمت واشنطن في وقت سابق أن “روسيا تشكل أكبر خطر على الانتخابات الأمريكية المقبلة إلى جانب الصين وإيران”.

مقالات مشابهة

  • الصين تفرض عقوبات على شركات أميركية تبيع أسلحة لتايوان
  • ماذا تعني التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها بايدن على الصين؟
  • هل اقتربت أميركا والصين من الانفصال اقتصاديا؟
  • ماركوس يتعهد بالدفاع عن حقوق الفلبين في بحر الصين الجنوبي وسط تصاعد النزاع مع بكين
  • "نيويورك تايمز": فرض واشنطن رسومًا جمركية مرتفعة على الصين نتائجه عكسية
  • "نيويورك تايمز": حفاوة ترحيب جينبينج ببوتين في بكين رسالة إلى الغرب بقوة دعم الصين لروسيا
  • طبول تقرع في المحيط الهادي.. كوريا الشمالية تطلق صواريخها على اليابان
  • الدفاع الصينية: بكين ستتصدى بحزم لما يسمى استقلال تايوان
  • أنطونوف: واشنطن مستاءة من علاقات روسيا الجيدة مع دول أمريكا اللاتينية
  • بكين: واشنطن مسؤولة عن اندلاع الأزمة الأوكرانية وتفاقمها