RT Arabic:
2025-07-13@04:27:50 GMT

استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة

تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT

استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة

يتوقف السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادي على تعلم الولايات المتحدة والصين التعايش مع بعضهما، والجزر غير المأهولة هناك لا تستحق الحرب مع الصين. كوين مارتشيك – ناشيونال إنترست

إن مضاعفة إدارة بايدن جهودها لتعزيز مصالح دول المحيطين الهندي والهادي في مواجهة الصين يمثل استراتيجية متهورة في منطقة حيث ينبغي لواشنطن أن تكون أكثر ذكاء.

وبدلاً من خوض معارك الآخرين والتعرض للفشل، يجب على واشنطن أن تتبنى سياسة إقليمية منضبطة لتأمين مصالحها.

وإحدى الرسائل المهمة لزيارة رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو والرئيس الفليبيني فرديناند ماركوس إلى الولايات المتحدة هي أن الأخيرة على استعداد للتضحية من أجل الصخور والشعاب غير المأهولة في بحر الصين الجنوبي.

في الواقع ليس للولايات المتحدة مصلحة حيوية في نتيجة النزاعات الإقليمية في جزر سينكاكو/دياويو أو في بحر الصين الجنوبي. فهذه الجزر غير مأهولة وصغيرة الحجم وليس لها قيمة استراتيجية تذكر. والمواقع العسكرية في هذه المناطق المتنازع عليها معرضة بشدة للهجمات، وتواجه كوابيس إعادة الإمداد، والقضايا البيئية المتأصلة. إضافة إلى أن حرية الملاحة في بحري الصين الشرقي والجنوبي تشكل مصدر قلق مشروع، فمن غير المرجح أن توقف بكين التجارة لأنها المستفيد الرئيسي. ناهيك عن أنه يمكن إعادة توجيه التجارة بتكلفة مالية، ولا داعي للتضحية بالأرواح أو تدمير العالم من أجل سلع أرخص قليلاً.

إن إصرار الرئيس جو بايدن على معاهدات الدفاع الأمريكية مع اليابان والفلبين التي تغطي جزر سينكاكو/دياويو والنشاط العسكري الفلبيني في بحر الصين الجنوبي يزيد من التوترات ويخاطر بالصراع مع الصين. وتنظر بكين إلى النزاعين على أنهما مصالح حيوية. وعلى هذا النحو، فإن الصين مستعدة للمخاطرة بالحرب لتأكيد مطالبتها إذا لزم الأمر.

وقد أصبحت بكين أكثر حزماً بعد أن أعلنت واشنطن عن "محورها نحو آسيا"، خوفاً من أنها قد تفقد فعلياً مطالباتها الإقليمية. ولن يختفي تأكيد الصين مع وجود علاقات أقوى بين الولايات المتحدة واليابان والفلبين، ولكن من المرجح أن يتكثف لاختبار العلاقة ومحاولة ردعها.

فضلاً عن ذلك فإن الضمانات الأمنية المقدمة لليابان والأراضي المتنازع عليها في الفلبين تشجع السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. وما فاقم الصراع مع الصين هو تأميم اليابان لجزر سينكاكو/دياويو في عام 2012. وقد يخفف إلغاء تأميم الجزر وتنظيم ملكيتها التوترات، ولكن الأمرغير مطروح على الطاولة طالما أن واشنطن تؤيد مطالبات اليابان.

وعلى النقيض من ضبط النفس الذي تمارسه اليابان، شهدت الفلبين توترات متزايدة مع الصين في ظل إدارة ماركوس، حيث رفضت مانيلا التنازلات التي قدمتها الصين للتنمية المشتركة في بحر الصين الجنوبي واختارت توسيع العمليات العسكرية في المنطقة. وسمحت للقوات الأمريكية بالوصول إلى المزيد من القواعد في شمال الفلبين. ويفرض هذا النشاط العسكري الأمريكي في المنطقة ضغوطًا على بكين للرد، مما يزيد من خطر وقوع حادث يمكن أن يتحول إلى صراع.

ومع انجرار الولايات المتحدة إلى حرب للدفاع عن المطالبات اليابانية والفلبينية ضد الصين، فإن واشنطن تخاطر بخسارة منطقة المحيطين الهندي والهادي. وفي حين أن العلاقات مع اليابان وأستراليا ونيوزيلندا من المرجح أن تنجو من الصراع، إلا أن جنوب شرق آسيا قد يضيع. وللمرة الأولى، قد تختار النخب في جنوب شرق آسيا بكين بدلاً من واشنطن إذا اضطرت لذلك.

وفي أفضل الأحوال، قد تؤدي الحرب بين الولايات المتحدة والصين إلى إضعاف الولايات المتحدة بشدة عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا. وسيكون الأمريكيون أقل قدرة على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم وتوفير الأمن لهم.

وبدلاً من المخاطرة بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة، يجب على واشنطن التراجع عن التزاماتها بالدفاع عن الصخور غير المأهولة والشعاب المرجانية والجزر في بحر الصين الجنوبي والشرقي. فهل ستخاطر الولايات المتحدة حقاً بحرب نووية على مسافة آلاف الأميال من المياه الضحلة؟

إن السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادي يتوقف على تعلم الولايات المتحدة والصين التعايش مع بعضهما، وليس على علاقات أمنية أكثر اتساعًا.

إن إصرار إدارة بايدن على تعريف الشؤون الدولية بأنها صراع كبير بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية يجعل الوضع أسوأ. ورداً على ذلك، ترى بكين بشكل متزايد أن السياسة الأمريكية تشكل تهديداً لسيادتها.

ولذلك لابد من استبدال النهج القائم على الإيديولوجية والعسكرة إلى نموذج جديد يتمحور حول المصالح الحيوية والدبلوماسية.

المصدر: ناشيونال إنترست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: المحيط الهندي الاسلحة النووية المحيط الهادي جو بايدن فی بحر الصین الجنوبی الولایات المتحدة مع الصین

إقرأ أيضاً:

عجز الموازنة يتفاقم في الولايات المتحدة رغم إيرادات الرسوم الجمركية

الثورة نت /..

ارتفع عجز الموازنة العامة الأميركية بين أكتوبر و يونيو، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، رغم ارتفاع عائدات الرسوم الجمركية، بحسب وثائق أصدرتها وزارة الخزانة اليوم الجمعة.
في الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية الأميركية، ارتفع العجز بمقدار 64 مليار دولار، ليصل إلى 1,400 مليار دولار، مقارنةً بما يزيد قليلاً على 1,300 مليار دولار قبل عام أي بزيادة قدرها 6%، وفقا لبيانات وزارة الخزانة.
ويعود هذا العجز المتزايد جزئيا إلى ارتفاع الإنفاق لا سيما على برنامجي الرعاية الصحية للأميركيين المتقاعدين وذوي الدخل المنخفض.
ومن العوامل الأخرى ارتفاع تكلفة الدين الأميركي، اذ تدفع الحكومة أكثر من 920 مليار دولار كفوائد، وهو رقم قياسي.
أما من ناحية الإيرادات فارتفعت عائدات الجمارك من 61 مليار دولار قبل عام إلى 113 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من السنة المالية الحالية.
ويُفسَّر هذا الارتفاع بزيادة الرسوم الجمركية المفروضة على السلع التي تدخل الولايات المتحدة والتي زاد معدلها المتوسط من 2,5% في نهاية العام 2024 إلى 17,6% في 1 يوليو 2025، وفقا لبيانات صادرة عن جامعة ييل.
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، توقع وزير الخزانة سكوت بيسنت أن تدر الرسوم الجمركية 300 مليار دولار إضافية بحلول نهاية العام.

مقالات مشابهة

  • فاينانشال تايمز: البنتاغون يطالب اليابان وأستراليا باتخاذ موقف واضح في حالة الحرب مع الصين
  • أميركا تطالب اليابان وأستراليا بتوضيح دورهما إذا خاضت حربا مع الصين
  • الولايات المتحدة تختبر غواصات مسيّرة لمكافحة الألغام البحرية
  • عجز الموازنة يتفاقم في الولايات المتحدة رغم إيرادات الرسوم الجمركية
  • الولايات المتحدة تعتقل إيرانيًا بتهمة انتهاك العقوبات
  • من كوالالمبور .. روبيو: التواصل مع الصين ضرورة استراتيجية لتفادي التصعيد
  • إسرائيل تدعو الولايات المتحدة لاستئناف ضرباتها على الحوثيين
  • قرار قضائي جديد بشأن منح الجنسية الأميركية للمولودين في الولايات المتحدة
  • نجلاء العسيلي: زيارة رئيس وزراء الصين للقاهرة ترسي دعائم شراكة استراتيجية أوسع بين القاهرة وبكين
  • السيسي يبحث مع رئيس وزراء الصين ملف مبادلة الديون ويشيد بدور بكين في المشروعات التنموية بمصر