سيدة تتهم زوجها بإجبارها على جماع غير طبيعي.. وقرار غير متوقع من المحكمة
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
رفض قاضٍ هندي شكوى امرأة، تقول إن زوجها فرض عليها ممارسة "جماع غير طبيعي"، معللا حكمه بأن قانون البلاد لا يعتبر إجبار الزوج لشريكته على ممارسة أفعال جنسية جريمة.
ويُسلط الحكم، الصادر عن المحكمة العليا في ماديا براديش، الأسبوع الماضي، الضوء على ثغرة قانونية في الهند لا تجرم الاغتصاب الزوجي من قبل الزوج ضد زوجته، إذا كانت تزيد عن 18 عاما، حسبما نقلته شبكة "سي ان ان".
ويحاول النشطاء تغيير القانون منذ سنوات، لكنهم يقولون إنهم يواجهون المحافظين الذين يجادلون بأن تدخل الدولة يمكن أن يدمر تقاليد الزواج في الهند.
ولم يقل القضاء الهندي كلمته بعد في النقض المقدّم، بعد أن أصدرت محكمة دلهي العليا حكما منقسما حول هذا التغيير القانوني عام 2022، مما دفع المحامين لتقديم استئناف أمام المحكمة العليا في البلاد لا يزال ينتظر النظر فيه.
ووفقًا لأمر المحكمة العليا في ماديا براديش، أخبرت المرأة الشرطة أن زوجها جاء إلى منزلها عام 2019، بعد فترة وجيزة من زواجهما، ومارس عليها "جماعا غير طبيعي"، بموجب المادة 377 من قانون العقوبات الهندي.
وتشمل الجريمة "المعاشرة الجسدية غير القانونية ضد نظام الطبيعة مع أي رجل أو امرأة أو حيوان"، وكانت تستخدم تاريخيا لمقاضاة الأزواج من نفس الجنس، قبل أن تلغي المحكمة العليا تجريم المثلية الجنسية عام 2018.
ووفقا لوثائق المحكمة، زعمت المرأة أن زوجها كرر هذا السلوك "في مناسبات متعددة"، وأنه هددها بالطلاق إذا أخبرت أي شخص عن الأمر، قبل أن تتقدم أخير بشكوى للمحكمة بعد إطلاعها والدتها، التي شجعتها على التوجه للقضاء.
طعن الزوج في شكوى زوجته أمام المحكمة، وادعى محاميه أن أي "جماع غير طبيعي" بين الزوجين لا يعد جريمة لأنهما متزوجان.
وأشار القاضي، غوربال سينغ أهلواليا، في حكمه إلى استثناء الاغتصاب الزوجي في القانون الهندي الذي لا يجعل من إكراه الرجل على ممارسة الجنس مع زوجته جريمة، وهو من بقايا الحكم البريطاني، بعد أكثر من 70 عاما من الاستقلال.
وقال القاضي: "عندما يتضمن الاغتصاب إيلاج العضو الذكري في فم المرأة أو مجرى البول أو الشرج، وإذا تم ارتكاب هذا الفعل مع زوجته، وليس دون سن الخامسة عشرة، فإن موافقة الزوجة تصبح غير ذات أهمية .. لم يتم الاعتراف بالاغتصاب الزوجي حتى الآن".
ورفعت المحكمة العليا الهندية سن الزواج من 15 إلى 18 عامًا في حكم تاريخي عام 2017.
كما اتهمت المرأة أسرة زوجها بالتحرش النفسي والجسدي "بسبب عدم الوفاء بمطالب المهر"، وفقًا بأمر المحكمة. لا تزال المحاكمة معلقة.
وأثارت ملاحظات القاضي مرة أخرى تساؤلات بشأن معاملة الهند للنساء، اللواتي ما زلن يواجهن تهديد العنف والتمييز في هذا المجتمع الأبوي.
وخطت أكبر ديمقراطية في العالم يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، خطوات كبيرة في سن قوانين لتعزيز حماية المرأة، لكن المحامين والنشطاء يقولون إن تردد البلاد في تجريم الاغتصاب الزوجي يترك النساء دون حماية كافية.
وقالت المحامية إنديرا جايسينغ، التي تترافع مع العديد من المحامين الآخرين لتجريم الاغتصاب الزوجي إن "العديد من النساء سيستفدن" إذا تم إلغاء الاستثناء.
وتابعت: "الجريمة غير مرئية. اليوم ليس لدى هؤلاء النساء مكان يذهبن إليه.. ينبغي القضية لتكون رسالة إلى الجميع مفادها أن العنف ضد المرأة أمر جدي".
ووفقًا للمسح الصحي الوطني للأسرة 2019-2021 الذي أجرته حكومة الهند، قالت 17.6 بالمئة من أكثر من مئة ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا شملهن الاستطلاع، إنهن لم يتمكن من قول لا لأزواجهن إذا كن لا يردن ممارسة الجنس، بينما اعتقدت 11 بالمئة أن الأزواج كانوا محقين في ضرب أو جلد زوجاتهم إذا رفضن.
لدى النساء اللواتي يدعين تعرضهن للاغتصاب في الهند بعض السبل للإجراءات القانونية المحتملة ضد أزواجهن.
على سبيل المثال، يمكنهن السعي للحصول على أمر تقييدي بموجب القانون المدني أو التهم بموجب المادة 354 من قانون العقوبات الهندي، التي تغطي الاعتداء الجنسي أقل من الاغتصاب، والمادة 498 أ، التي تغطي العنف المنزلي.
هذه القوانين مفتوحة للتفسير ويمكن للقضاة استخدامها لفرض عقوبات بالسجن للاعتداء الجنسي في الحالات التي تدعي فيها المرأة المتزوجة تعرضها للاغتصاب، لكن الكثيرين لا يفعلون ذلك، كما قالت المحامية كارونا ناندي لشبكة "سي ان ان".
كما يتم تجاهل العديد من النساء المتزوجات عندما يحاولن تقديم شكوى إلى الشرطة، وفقا لدراسة أجريت عام 2022.
وفحصت الدراسة سجلات من ثلاثة مستشفيات عامة في مومباي من 2008 إلى 2017 ووجدت أنه من بين 1664 ناجية من الاغتصاب، لم تقدم الشرطة أي قضايا اغتصاب.
وأبلغت 18 امرأة على الأقل عن تعرضهن للاغتصاب الزوجي للشرطة، بما في ذلك 10 نساء ادعين تعرضهن للاغتصاب من قبل شريك سابق أو زوج.
وقيل لأربع نساء صراحة من قبل الشرطة، أنه لا يمكنهم فعل أي شيء لأن الاغتصاب الزوجي لم يكن جريمة، وفقًا للتقرير.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المحکمة العلیا غیر طبیعی
إقرأ أيضاً:
37% من القوى العاملة الصناعية في الأردن نساء..
صراحة نيوز- أكدت غرفة صناعة الأردن أن مشاركة المرأة في القطاع الصناعي في المملكة شهدت تقدماً ملموساً، حيث أصبحت النساء عنصرًا أساسياً في القوى العاملة الصناعية. ووفق بيانات الغرفة، تمثل النساء 37% من إجمالي القوى العاملة في الصناعة، مع توظيف أكثر من 42 ألف امرأة أردنية في مختلف الأنشطة الصناعية.
وأظهر تقرير “حقائق وأرقام المرأة في الصناعة” الذي أعدته دائرة الدراسات بالغرفة، أن هذا التقدم يعكس قدرة القطاع الصناعي على استيعاب الطاقات النسائية ودمجها في مختلف مستويات العملية الإنتاجية، ويأتي تماشياً مع السياسات الوطنية لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل والتنمية الاقتصادية.
وأشار التقرير إلى أن المرأة تتمتع بحضور واسع في قطاعات محددة، حيث تصدر قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات قائمة القطاعات الأكثر توظيفًا للنساء بنسبة 70%، يليه قطاع الصناعات العلاجية واللوازم الطبية بنسبة 35%. كما بلغ حضور النساء في قطاعات التعبئة والتغليف والصناعات الكيماوية 15%، وفي الصناعات الغذائية والتموينية 11%، ما يعكس دورها المحوري في سلاسل الإنتاج المختلفة.
وعلى صعيد الريادة والأعمال، كشف التقرير عن وجود أكثر من 1500 امرأة في مواقع الملكية واتخاذ القرار داخل المنشآت الصناعية، حيث يشغل 76.4% منهن صفة “شريك”، بينما تساهم 17% بمعدلات تتراوح بين 20 و30% من رأس مال الشركات، ما يعكس حضورهن المتنامي كقائدات وصاحبات قرار.
ويتوقع التقرير أن تستحدث القطاعات الصناعية 72% من فرص العمل المستقبلية للنساء، مما يعزز دور الصناعة كمحرك رئيسي لتمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية.
وأكدت الغرفة التزامها بتنفيذ مبادرات نوعية لدعم النساء العاملات والقياديات في القطاع الصناعي، من خلال برامج تطوير المهارات، وترقية المسارات المهنية، وتمكينهن من الوصول إلى مواقع صنع القرار، بما يساهم في التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة في المملكة