أكد مصرفيون وخبراء تمويل، أن إصدار البنك المركزي أول رخصة لبنك رقمي، يستهدف تعزيز الشمول المالي، من خلال تيسير الحصول على الخدمات والمنتجات المصرفية من خلال القنوات الرقمية للبنك.

ووافق مجلس إدارة البنك المركزي المصري على منح شركة (مصر) للابتكار الرقمي الموافقة المبدئية لإطلاق أول بنك رقمي، باسم (وان بنك- onebank).

وأكدت الدكتورة سهر الدماطي أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية ونائب رئيس بنك مصر سابقا- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن البنوك الرقمية تعمل على تعزيز الشمول المالي، وخلق مناخ داعم لصناعة التكنولوجيا المالية.

وقالت الدكتورة سهر الدماطي، إن البنوك الرقمية استحوذت على الاهتمام الأكبر داخل القطاع المصرفي، باعتباره داعما رئيسيا لتحقيق رؤية الدولة للتحول إلى مجتمع أقل اعتمادا على النقد، مشيرة إلى أن البنك المركزي وضع القواعد والشروط لإنشاء بنوك رقمية في فترة سابقة العام الماضي.

وأضافت أن هناك عددا من البنوك التي تقدمت للحصول على الرخصة، للاستفادة من المميزات التي تقدمها البنوك الرقمية، حيث إنها تقدم المنتجات والخدمات المصرفية بجودة تتناسب مع احتياجات كافة فئات المجتمع.

وأشارت إلى أن قواعد ترخيص وتسجيل البنوك الرقمية والرقابة والإشراف عليها، تضمنت ألا يقل رأس المال المصدر والمدفوع عن ملياري جنيه في حالة ممارسة كافة أعمال البنوك باستثناء تمويل الشركات الكبرى، مع إمكانية تمويل تلك الشركات شريطة زيادة رأس المال إلى 4 مليارات جنيه، وكذلك أن يكون المساهم الأكبر مؤسسة مالية ذات سابقة أعمال في أنشطة مماثلة بنسبة لا تقل عن 30% من إجمالي قيمة رأس المال.

واتفق في الرأي الدكتور أحمد أمين أستاذ التمويل والاستثمار بأكاديمية السادات، قائلا إن هناك عددا من المزايا تتعلق بتأسيس البنوك الرقمية في مصر، ومنها انضمام مزيد من العملاء إلى القطاع المصرفي المصري بدلًا من الاعتماد على السوق غير الرسمي، وتحول القطاع غير الرسمي إلى نظم المدفوعات والمعاملات المصرفية الرقمية.

وتقدم البنوك الرقمية الخدمات المصرفية بشكل رقمي أو إلكتروني "عن بعد"، أي أن الأمر لا يتطلب أن يتوجه العميل بنفسة إلى فرع البنك لكي ينفذ متطلبات البنك أو يُحقق احتياجاته المصرفية، وإنما يتمم ذلك بنفسه، عبر المنصات الإلكترونية، من خلال شبكات الإنترنت، وأجهزة الهواتف المحمولة الذكية.

وقال الدكتور أمين، إن المنافسة ستشتد بين البنوك التقليدية والبنوك الرقمية؛ للاستحواذ على النصيب الأكبر من العملاء الجدد والاحتفاظ بالعملاء الحاليين، ما يعني زيادة الاستثمار في تقديم خدمات رقمية وإلكترونية من قبل البنوك التقليدية.

وأشار إلى أن من قواعد إصدار رخصة لبنك رقمي، لابد من تقديم دارسة جدوى مفصلة، يتم من خلالها تحديد الفئات المستهدفة والمنتجات المخطط إتاحتها، وأيضًا تحديد خطط تكنولوجيا المعلومات، وخطط واستراتيجيات الأمن السيبراني.

وأكد أن البنوك الرقمية تخضع لذات القواعد والضوابط الخاصة بالرقابة والإشراف المطبقة على البنوك العاملة بمصر، وأيضًا القوانين والضوابط الخاصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بالإضافة إلى بعض المتطلبات الأخرى بما يتسق مع طبيعة عملها.

بدوره.. قال محمد عبدالعال عضو مجلس إدارة أحد البنوك والخبير والمصرفي، إن إعلان منح أول رخصة لتشغيل بنك رقمي أو إلكتروني خطوة مهمة تشير إلى تقدم هذا القطاع في مصر نحو التحول الرقمي.

وأضاف أن منح رخصة لبنك رقمي يمثل خطوة نحو تطبيق هذه التقنيات الحديثة في القطاع المصرفي المصري، مما يسهم في تحسين الخدمات المالية المقدمة للعملاء وتعزيز الابتكار والتنافسية في هذا المجال، ولهذا فإن إطلاق أول بنك رقمي هو بمثابة خطوة تاريخية تستحق أن تسجل في سجل إنجازات البنك المركزي، وخاصة أن البنك الجديد هو بنك تابع لبنك مصر المملوك للدولة المصرية.

وتابع: "كما تعتبر البنوك الرقمية عادةً أقل كلفة من البنوك التقليدية، حيث إنها لا تحتاج إلى هيكل تكاليف مرتفع أو مقار ذات أجور أو أثمان عالية، وهو الأمر الذي يعكس في النهاية إمكانية تقديم خدمات ومنتجات بعوائد أفضل أو تكاليف أقل، وبالتالي يكون هناك مجال لتعظيم مؤشرات وهوامش الربحية لمساهمي البنك، وتعزيز المراكز التنافسية لتلك البنوك، كما تتميز البنوك الرقمية بالقدرة على تنفيذ المعاملات بشكل فوري، وبسرعة أعلى من البنوك التقليدية، كما تتميز بكونها مركزاً للابتكار والتطوير التقني في صناعة وفنون الخدمات والمنتجات المصرفية.

وأشار إلى أن تاريخيا، فإن الجهاز المصرفي مر بعدة مراحل تطورية مهمة بدأت بالبنوك التقليدية التي تعتمد على العمليات الورقية والتعاملات النقدية، ومن ثم تطورت إلى تبني تقنيات الإنترنت والحوسبة السحابية لتقديم خدمات مصرفية عبر الإنترنت، وبمرور الوقت، زادت الحاجة إلى بنوك رقمية تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، تقنيات التشفير، والتحليل الضخم للبيانات.

وتُعد شركة مصر للابتكار الرقمي إحدى الشركات التابعة لبنك مصر، الذي يعد أكبر المساهمين فيها، وتأسست الشركة في عام 2020 بهدف إنشاء أول بنك رقمي وفقًا للقواعد والتعليمات المنظمة والصادرة من البنك المركزي المصري، ويهدف (وان بنك- onebank) إلى تعزيز الشمول المالي، من خلال تيسير الحصول على الخدمات والمنتجات المصرفية من خلال القنوات الرقمية للبنك.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بنك رقمي البنك المركزي شركة مصر للابتكار الرقمي وان بنك البنوک التقلیدیة البنوک الرقمیة الشمول المالی البنک المرکزی بنک رقمی من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

صندوق التنمية الزراعية والمركز الوطني للنخيل والتمور يوقّعان مذكرة تفاهم بهدف تمويل التكاليف التشغيلية لشراء التمور

المناطق_واس

برعاية معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، وقّع صندوق التنمية الزراعية مذكرة تفاهم مع المركز الوطني للنخيل والتمور؛ لتعزيز التعاون في مجال تمويل الفرص الاستثمارية في القطاع الزراعي والاستفادة من البرامج التي يقدمها الصندوق للمستثمرين والمزارعين في سبيل تحقيق الأمن الغذائي.

ووقّع المذكرة عن صندوق التنمية الزراعية الرئيس التنفيذي منير بن فهد السهلي، فيما وقعها عن المركز الوطني للنخيل والتمور الرئيس التنفيذي الدكتور عبدالعزيز بن محمد السهلاوي.

أخبار قد تهمك صندوق التنمية الزراعية يشارك في معرض اليوم الدولي للتعاونيات 2025 7 يوليو 2025 - 11:39 صباحًا صندوق التنمية الزراعية ينفذ ورشة عمل حول تمويل زراعة البُن بمحافظة المخواة 30 يونيو 2025 - 2:46 مساءً

وتهدف المذكرة إلى الإسهام في تطوير واستدامة قطاع النخيل والتمور والصناعات التحويلية من خلال تمويل التكاليف التشغيلية لشراء التمور، وكذلك لخلق منظومة متكاملة من الخدمات لتحقيق الكفاءة الإنتاجية وتوفير حلول تمويلية مبتكرة تناسب احتياجات القطاع.

وأشار الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الزراعية منير بن فهد السهلي, إلى أن المذكرة تأتي في إطار تشجيع ودعم الاستثمار في قطاع النخيل والتمور، حيث يحرص الصندوق على تنوّع وشمولية القطاعات الممولة، ومن ضمنها تنمية وتحفيز وتطوير الاستثمار في قطاع النخيل والتمور في المملكة من خلال توفير القروض للمستفيدين وتذليل التحديات المالية التي تواجه المستثمرين في القطاع، إضافة إلى التعاون في خلق فرص وظيفية جديدة في القطاع.

بينما أشار الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للنخيل والتمور، الدكتور عبدالعزيز بن محمد السهلاوي، إلى أن هذه المذكرة ستسهم في دعم الحركة التجارية في أسواق التمور الموسمية، وتمكين صغار التجار والمشترين، إضافة إلى جذب المزيد من المشترين إلى الأسواق؛ كما تهدف إلى تعزيز السيولة المالية للمزارعين، وتعزيز الكفاءة التجارية، وتشجيع الجهات التمويلية على دخول هذا القطاع الحيوي.

ويسعى الطرفان من خلال هذه المذكرات والاتفاقيات إلى تعزيز دورهما التنموي، حيث يتخصص صندوق التنمية الزراعية في تمويل مختلف مجالات النشاط الزراعي، للإسهام في تنمية القطاع الزراعي ورفع كفاءته الإنتاجية باستخدام التقنيات الحديثة لتعزيز الأمن الغذائي المستدام، بينما يسعى المركز الوطني للنخيل والتمور على تطوير قطاع النخيل والتمور وتعزيز استدامته وذلك من خلال بناء منظومة متكاملة تقدم خدمات زراعية وتسويقية متطورة، من ضمنها منصة الأسواق الموسمية التي تنظم أسواق التمور وعمليات البيع والشراء، مع رفع جودة وكفاءة هذه الأسواق لضمان الشفافية وحفظ حقوق جميع الأطراف المعنية.

مقالات مشابهة

  • الإصلاح الاقتصادي يقود سلطنة عمان إلى الجدارة الاستثمارية والاستقرار المالي
  • وزارة الطاقة تؤكد اتخاذ خطوات تعزز أمن الطاقة العالمي وتدعم استقرار الأسواق
  • أورنج الأردن تواصل تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بدعم تدريب متخصص في الحوار والتوعية الرقمية
  • بخطوات بسيطة.. بادر بالإبلاغ عن عمليات الاحتيال المالي على بطاقتك المصرفية (مدى)
  • بعد القرار الأخير لـ البنك المركزي.. رسوم من البنوك وATM وإنستاباي
  • “المركزي اليمني” يبحث مع البنوك المحلية إطلاق نظام للدفع الفوري وإعادة هيكلة الشبكة المصرفية
  • رسميًا بعد قرار البنك المركزي الجديد.. حدود السحب من البنوك وماكينات الـATM وإنستاباي
  • وزيرة التخطيط: توقيع أول تمويل لمصر مرتبط بالاستدامة بـ 100مليون دولار
  • «بلومبرج العالمية»: بنك مصر الأول بقائمة البنوك في مصر وإفريقيا بترتيب القروض المشتركة
  • صندوق التنمية الزراعية والمركز الوطني للنخيل والتمور يوقّعان مذكرة تفاهم بهدف تمويل التكاليف التشغيلية لشراء التمور