حذر تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، من أن تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"سلاح يوم القيامة" لإسرائيل جدّي، في إشارة إلى قضية تجميد شحنة قنابل أميركية ذكية إلى إسرائيل هذا الأسبوع.

وقال التحليل الذي كتبه آموس هاريل، أحد أبرز خبراء الإعلام الإسرائيليين في القضايا العسكرية والدفاعية، إن تهديد الرئيس الأميركي بوقف شحنات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل قد يؤدي إلى تراجع قدرات الجيش في الشمال، حيث الصراع مع حزب الله.

وكان بايدن هدد بحجب الأسلحة عن إسرائيل إذا اجتاحت قواتها مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفي أشد تصريحاته حدة حتى الآن، قال بايدن في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن الأربعاء "أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أزودهم بالأسلحة". وذكر بايدن أن إسرائيل لم تقدم خطة مقنعة لتأمين المدنيين في رفح.

"القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين بغزة".. بايدن يعلن رفضه تزويد #إسرائيل بأسلحة هجومية لشن هجوم شامل على #رفح#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة #جو_بايدن pic.twitter.com/zTJLLHsmzd

— قناة الحرة (@alhurranews) May 9, 2024

وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن أوقفت تسليم شحنة مكونة من 1800 قنبلة زنة 900 كيلوغراما و1700 قنبلة زنة 225  كيلوغراما، إلى إسرائيل بسبب المخاطر التي تهدد المدنيين في غزة.

يشير هاريل إلى أنه كان من المفترض أن يقدم البيت الأبيض، الأربعاء، تقريرا إلى الكونغرس حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الأميركي والدولي في غزة. 

ويضيف أنه جرى تأجيل هذا الأمر في اللحظة الأخيرة، لكن مع هذا فإن الخطر لا يزال قائما.

ينقل هاريل عن شخص وصفه بأنه كان في قلب العلاقات الأمنية الإسرائيلية مع الولايات المتحدة لسنوات عديدة، القول إن الأميركيين واجهوا إسرائيل بسلاح "يوم القيامة" في إشارة منه إلى القنابل الثقيلة التي يصل وزنها لنحو 900 كيلوغراما الخارقة للتحصينات.

الكاتب لفت إلى أن شخصيات أميركية رفيعة المستوى وجهت الاتهام في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين، بأن إسرائيل نفذت قصفا عشوائيا على غزة وهي اتهامات ينفيها الجيش الإسرائيلي جملة وتفصيلا.

في تصريحاته، الأربعاء، ميز بايدن بين المساعدات الدفاعية لإسرائيل، التي لن تكون شحناتها محدودة بأي حال من الأحوال، والذخائر الهجومية التي سيتم إيقاف تسليمها إذا أصر نتانياهو على الذهاب إلى رفح.

ويقول الكاتب إنه "ردا على ذلك، هاجم عدد من الوزراء الإسرائيليين بايدن، في عرض آخر للجحود والغباء"، حسب تعبيره.

هل تُعجّل مواقف وزراء اليمين المتشدد بنهاية حكومة نتانياهو؟ أثار تهديد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة في حال شنت هجوما بريا على رفح، انتقادات داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خاصة بسبب ما وصفته صحف إسرائيلية محلية بـ"إهانة" حلفائه اليمينيين المتطرفين للولايات المتحدة ودفع الإدارة الأميركية لاتخاذ مثل هذا الموقف.

ويتابع أنه "لم يتضح بعد مسار العمل الذي سيتبناه نتانياهو بعد الخطوة الأميركية، لكنها يمكن أن توفر ذريعة له يستخدمها ليشرح لحلفائه سبب عدم تحقيق النصر الكامل الذي وعد به في غزة".

يرى كاتب المقال أن "التوقف المؤقت لتزويد سلاح الجو بالذخائر سيعرقل قليلا جهود الحرب في غزة، لكن الاحتمال الأكثر خطورة هو أنه مع مرور الوقت سيكون له تأثير ضار على استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب ضد حزب الله في لبنان".

ومنذ اليوم الذي أعقب بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي. لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيدا في وتيرة الهجمات. 

ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 402 على الأقل في لبنان، بينهم 262 مسلحا من حزب الله و79 مدنيا، استنادا الى بيانات رسمية وحزب الله. وفي الجانب الإسرائيلي، قتل 14 عسكريا وتسعة مدنيين، وفق الجيش الإسرائيلي.

وأجلت إسرائيل عشرات الآلاف من المدنيين من المناطق القريبة من الحدود اللبنانية منذ اندلاع الحرب في غزة.

ويهدد نتانياهو بشن هجوم على رفح التي يعتبرها آخر معاقل حركة حماس والتي يتكدس فيها بسبب الحرب 1,4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.

في وقت سابق من الأسبوع الراهن، نشر الجيش الإسرائيلي دبابات في المدينة حيث سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

قصف إسرائيلي ومعارك في غزة والولايات المتحدة تسعى لوقف إطلاق النار

قصف الجيش الإسرائيلي الخميس مدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث يحتدم القتال البري مع حماس، بعد جولة في الشرق الأوسط لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الساعي إلى تأمين وقف لإطلاق النار.

وبعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء الحرب، تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتأمين اتفاق بناء على خطة أعلنها الرئيس جو بايدن، أحالت الحركة الفلسطينية ردا أوليا بشأنها على دول الوساطة فيما لم تعلن إسرائيل موقفا رسميا منها.

وتصاعد التوتر أكثر على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث أعلن حزب الله، حليف حماس، الخميس أنه شن هجمات « بالصواريخ والمسي رات » ضد تسعة مواقع للجيش الإسرائيلي، بينها قاعدة قال إنها تضم مقرا استخباراتيا « مسؤولا عن الاغتيالات ».

وتوعدت إسرائيل بالرد « بقوة » على كافة « الاعتداءات » التي يقوم بها حزب الله.

وبعد عدة هجمات صاروخية الأربعاء على شمال إسرائيل، أكد الحزب أن الهجمات الجديدة تهدف إلى الانتقام لمقتل القيادي طالب عبدالله في غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان الثلاثاء.

في قطاع غزة، استهدف قصف مدفعي عنيف وغارات جوية مناطق عدة في القطاع الفلسطيني فجر الخميس، من بينها مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

من جهتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن عناصرها يخوضون قتالا في الشوارع ضد الجنود الإسرائيليين في غرب رفح حيث أفاد شهود عيان بإطلاق مروحيات أباتشي النار.

وقال الجيش إن الجنود « يواصلون عملياتهم المستهدفة في قطاع رفح »، مضيفا أنهم « قضوا على عدد من الإرهابيين في قتال مباشر » الأربعاء.

وتحد ث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن « ليلة عنيفة للغاية » في رفح بسبب القصف والتوغلات التي نفذها جنود إسرائيليون.

أطلق الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على رفح في 7 أيار/مايو، ما أجبر مليون فلسطيني على الفرار منها وفق الأمم المتحدة، ويتجمعون حاليا في منطقة المواصي الساحلية التي تصفها إسرائيل بأنها « منطقة إنسانية ».

وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي قصف المواصي، وهو ما نفاه الأخير الخميس.

ودان المجلس النروجي للاجئين، وهو منظمة غير حكومية، الخميس « استخدام المنطقة الإنسانية المعلن عنها من جانب واحد كساحة معركة الأسبوع الماضي ».

تعتبر إسرائيل الهجوم على رفح ضروريا للقضاء على حماس، لكن القتال تجدد في الأسابيع الأخيرة في عدة مناطق أخرى، وخصوصا في وسط القطاع.

وقال الجيش، الخميس، إنه يواصل عملياته في وسط غزة، حيث انتشل الدفاع المدني ثلاث جثث في منزل تعرض لقصف إسرائيلي في مخيم النصيرات.

وأكد بلينكن الأربعاء في الدوحة أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع دول الوساطة الأخرى من أجل وقف إطلاق النار.

وأضاف « كلما طال أمد ذلك، زاد عدد الأشخاص الذين سيعانون، وقد حان الوقت لوقف المساومات ».

أعلنت حماس الثلاثاء أنها سلمت قطر ومصر ردها على خطة المراحل الثلاث التي أعلنها جو بايدن في 31 مايو.

وتنص الخطة في مرحلتها الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

لم يتم الكشف عن مضمون رد حماس، لكن بلينكن قال إن « بعض التغييرات » التي تطالب بها الحركة « ممكنة والبعض الآخر غير ممكن »، مضيفا « أعتقد أن هذه الفجوة يمكن سدها ».

كذلك أكد وزير الخارجية أن الولايات المتحدة ستقدم « في الأسابيع المقبلة عناصر أساسية » لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، خصوصا ما يتعلق « بكيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار ».

ولم يدل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتصريحات رسمية بشأن الخطة التي أعلنها جو بايدن، واكتفى بالتأكيد على مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ عام 2007 وتصن فها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي « منظمة إرهابية ».

وتطالب حماس من جانبها بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

وقالت حماس الأربعاء إنه « بينما يواصل بلينكن الحديث عن موافقة (إسرائيل) على المقترح الأخير، فإننا لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث بهذه الموافقة »، داعية « بلينكن، وإدارة الرئيس بايدن، إلى توجيه الضغط إلى حكومة الاحتلال ».

بحسب مصدر مطلع على المحادثات، فإن رد الحركة الفلسطينية يتضمن « تعديلات » على الخطة الأولية، « وأبرزها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة ».

وحث منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الحكومة الإسرائيلية على التحرك بسرعة لأن « أي تأخير قد يعرض الرهائن للخطر الشديد ».

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر بعد شن حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية خلف 1194 قتيلا  وفق معطيات إسرائيلية رسمية.

خلال هذا الهجوم احتجز 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37232 شخصا في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

في جنيف، خلصت لجنة تحقيق أممية الاربعاء إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في غزة بما يشمل « الإبادة » فيما شددت على أن الدولة العبرية ومجموعات مسلحة فلسطينية ارتكبت جرائم حرب.

وسارعت إسرائيل إلى رفض ما خلص إليه التقرير متهمة اللجنة بممارسة « تمييز منهجي » في حقها.

وتسببت الحرب في كارثة إنسانية في قطاع غزة، حيث تبدي الأمم المتحدة قلقها من خطر المجاعة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثمانية آلاف طفل دون سن الخامسة في غزة تلقوا علاجا من سوء التغذية الحاد ، « من بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد »، مشيرة إلى أن 28 من هؤلاء الأطفال فارقوا الحياة.

كلمات دلالية إسرائيل المغرب حرب غزة مدنيون

مقالات مشابهة

  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مبنى عسكري لحزب الله في منطقة يارون وإزالة تهديد في منطقة العمرة جنوبي لبنان
  • مدرعة النمر.. كيف تحولت إلى فخ مميت لجنود إسرائيل؟
  • إسرائيل تعلن هدنة تكتيكية في جنوب قطاع غزة
  • نتائج صادمة عمّن كان يضحي بهم شعب المايا.. تحليل حمض نووي يكشف
  • مسؤول إسرائيلي يكشف رفض الاحتلال إرسال وفد للمفاوضات.. ما السبب؟
  • الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو هاجم مبنى في جناتا ردًا على هجمات حزب الله
  • الاحتلال يهدد برد قوي على أعنف هجوم صاروخي لـ حزب الله
  • أبرز التعديلات التي وضعتها حماس على مقترح بايدن لوقف إطلاق النار
  • تحقيق يكشف قتل الاحتلال 120 فلسطينيا أغلبهم من عائلة واحدة
  • قصف إسرائيلي ومعارك في غزة والولايات المتحدة تسعى لوقف إطلاق النار