يشهد حي الزيتون بمدينة غزة شمالي القطاع مواجهات شرسة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في تطور يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن المقاومة مستعدة له.

ونشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في وقت سابق مقطعا مصورا يظهر قواتها وهم يقصفون بقذائف الهاون قوات إسرائيلية إثر معارك جنوب حي الزيتون، كما أظهر المقطع إجلاء الطيران المروحي الإسرائيلي للقتلى والجرحى.

وفي تعليقه على هذه التطورات، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي -في تحليله العسكري على قناة الجزيرة- أن المقاومة الفلسطينية تملك قدرات تمكنها من التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة مجددا في حي الزيتون وجباليا (شمال قطاع غزة)، فهي تنشط في بيئة صديقة تعرف مداخلها ومخارجها، وثانيا أنه يسهل على المقاومين رصد القطاعات الإسرائيلية الثقيلة عندما تتوغل وتتقدم في المدن الفلسطينية.

كما أن المقاومة لديها إمكانيات ومعلومات استخباراتية دقيقة جدا لرصد القوات الإسرائيلية خلال دخولها وخروجها، وهو ما أظهرته عمليات التصوير التي تبثها فصائل المقاومة، كما جرى في محور نتساريم.

ويشير العقيد الفلاحي إلى أن كتائب القسام استخدمت في عملياتها الأخيرة الهاون "عيار 60 مليمترا" والذي يصلح للاشتباكات في منطقة قريبة جدا، موضحا أنه خفيف ويحمل بسرعة، كما يستخدم لشل المنطقة المستهدفة بشكل كامل.

وفي المقابل، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي إن الاحتلال الإسرائيلي يفتقد إلى القطاعات الكبيرة التي تمكنه من التوغل في حي الزيتون وبقية المناطق، وخاصة تلك التي تتقدم إلى اليمين وإلى اليسار.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي لديه 13 فرقة، أغلبها مشغولة في مناطق أخرى، وإذا أراد أن يتوغل من جديد في المناطق الشمالية من قطاع غزة، فهو يحتاج إلى قطاعات أكبر من لواء ناحال، مشيرا إلى أن قطاعات الاحتياط تكون قدراتها القتالية ضعيفة بالمقارنة مع القوات النظامية.

ويذكر أن صحيفة "إسرائيل اليوم" نقلت عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولها إن حركة حماس أعادت تنظيم قواتها بحي الزيتون، مشيرة إلى أن ذلك يعرض قوات جيش الاحتلال في محور نتساريم للخطر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات حی الزیتون

إقرأ أيضاً:

كمين الــ “همر” .. لماذا فشل الاحتلال في إخلاء جنوده؟

#سواليف

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إستراتيجية المقاومة ترتكز على القتال في الأماكن البعيدة عن عمق قطاع غزة، كاشفا أسباب استهداف مقاتلي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عربة “همر” وفشل الطيران المروحي بإخلاء الخسائر.

وجاء حديث حنا للجزيرة بعد إعلان مواقع إخبارية إسرائيلية مقتل 3 جنود وإصابة 11 في استهداف سيارة عسكرية من نوع “همر” في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة.

في السياق ذاته، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- خوض مقاتليها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر شرق مخيم جباليا، مشيرة إلى إيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وسط استمرار الاشتباكات.

مقالات ذات صلة الجيش يفتح باب التجنيد / تفاصيل وشروط 2025/06/03

وبنظرة عسكرية، قال حنا إن عربة “همر” ليست مدرعة، ويستقلها جنود الاحتلال في الأماكن التي تعتبر آمنة وسهلة، مرجحا أن العملية وقعت قرب المناطق السكنية، مما أسفر عن عدم قدرة جيش الاحتلال على إخلاء القتلى والجرحى.

ولم يستبعد استهداف المقاومة عربة “همر” في الخطوط الخلفية لجيش الاحتلال أو مسافة قريبة من مركز العمليات، مشيرا إلى أن هذه العربة تعد الهدف الأسهل، وتعطي نتيجة مؤلمة للاحتلال، مستدلا بسقوط 3 قتلى بين الجنود وعدد من الجرحى وفق ما أعلنت مصادر إسرائيلية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن العملية في جباليا نجمت عن “كمين مركب وصعب”، مشيرة إلى أن قتلى الجيش من اللواء التاسع.

وأوضحت المصادر ذاتها أن مروحيات عسكرية تطلق نيرانا كثيفة في منطقة العملية، مشيرة إلى أن عملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى فشلت بسبب كثافة النيران، وأن مروحية عسكرية تعرضت لإطلاق نار خلال محاولتها إجلاء الجرحى.

وفي مثل هذا النوع من الحروب -وفق حنا- تتساوى القوى بين الطرفين مستدلا بعدم قدرة جيش الاحتلال على استعمال الطيران الحربي بسبب وقوع اشتباك أقرب إلى المسافة صفر لذلك استعان بالمروحيات.

ولفت إلى أنه في الحرب الحالية كانت تهبط المروحيات وتنقل الخسائر في مناطق تعتبر آمنة، لكن عدم قدرتها على الهبوط في جباليا يعني أنها ليست آمنة.

واعتادت فصائل المقاومة عند نصب كمائن للقوات والآليات الإسرائيلية -حسب الخبير العسكري- استهداف قوات النجدة والإنقاذ، خاصة في ظل عدم توفر استعلام تكتيكي لدى جيش الاحتلال يقول إن المنطقة آمنة.

ويعني عدم استعمال جيش الاحتلال الطائرات الحربية، أن الاشتباك وقع ضمن مسافة قصيرة، إذ تستطيع القدرة التفجيرية لأي قنبلة قتل أحد الجنود عبر ما يسمى بـ”النيران الصديقة”، كما يقول حنا.
إستراتيجية الاحتلال

وبشأن توسيع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية، قال حنا إن هدف الجيش الإسرائيلي احتلال 75% من مساحة القطاع، من أجل حرمان المقاومة من هذه المساحة والضغط عليها، وإبقاء ما يقرب من 25% للغزيين.

وفي ظل هذا الوضع، تذهب المقاومة إلى القتال في الأماكن البعيدة مثل بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمالا حتى حي الشجاعية شرقي غزة وخان يونس جنوبا، من أجل كسب الوقت واستنزاف الاحتلال إلى درجة متقدمة.

ووفق الخبير العسكري، فإن منطقة جباليا شهدت قرابة 50 عملية ضد جيش الاحتلال بينها عمليات استشهادية وأخرى بالسلاح الأبيض.

وشدد على أن الدخول إلى عمق قطاع غزة ليس أمرا سهلا، وبالتالي الذهاب إلى احتلال 75% منه ستكون كلفته كبيرة، إضافة إلى حجم القوة التي خُصصت لهذه العملية العسكرية الجديدة.

ومطلع الشهر الجاري، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إنه أصدر تعليمات إلى قواته بتوسيع نطاق العملية العسكرية لتشمل مناطق إضافية في شمال قطاع غزة وجنوبه.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسرائيل تفرض قواعد اشتباك جديدة وتريد شرعنة التدخل المتكرر بلبنان
  • إعلام فلسطيني: 3 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال لمنزل بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة
  • خبير عسكري: الاحتلال يحاول تطويق مدينة غزة وعقدته الشجاعية وجباليا
  • خبير عسكري: عمى الاحتلال تكتيكيا وإستراتيجيا وراء تكرار عمليات المقاومة
  • جيش الاحتلال يحذر من التوجه إلى مراكز توزيع المساعدات يوم غد.. لهذه الأسباب
  • خبير عسكري: هذا ما تريده أوكرانيا بعد هجماتها النوعية ضد روسيا
  • وزير الدفاع: القوات المسلحة على استعداد للتصعيد ضد كيان العدوّ الإسرائيلي
  • مصدر: الزمالك يرفض عودة جنش للفريق لهذه الأسباب
  • كمين الــ “همر” .. لماذا فشل الاحتلال في إخلاء جنوده؟
  • مخاطر تسليم سلاح المقاومة