إسرائيل تُثني على المجلس الانتقالي الجنوبي ودوره في “حماية” أمنها القومي
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
الجديد برس:
أثنى كيان الاحتلال الإسرائيلي على المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أنشأته الإمارات جنوب اليمن ضمن الأدوات المحلية الأخرى التي استخدمها التحالف السعودي الإماراتي للحرب على اليمن منذ مارس 2015.
الثناء الإسرائيلي للمجلس الانتقالي الجنوبي، جاء على لسان موشيه ترديمان، مدير معهد دراسات الأمن البيئي والرفاهية الإسرائيلي ومقره القدس، والذي نشر في تقرير له في معهد دراسات الشرق الأوسط الأمريكي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي (جنوب اليمن) أقام علاقات إيجابية مع (إسرائيل) في أعقاب اتفاقيات أبراهام 2020 التي أشهر فيها التطبيع بين الإمارات والبحرين والمغرب من جهة وكيان الاحتلال الإسرائيلي من جهة برعاية أمريكية.
ذكر المسؤول والباحث الإسرائيلي، هذه المعلومات وهو يسرد مزايا اتفاقات أبراهام التي حققت لإسرائيل ما كانت تطمح إليه وهو، السيطرة على حوض البحر الأحمر، واصفاً “وضع إسرائيل في البحر الأحمر قبل 7 أكتوبر بأنه الأكثر أماناً من أي فترة سابقة” في تاريخ الكيان، وأنه “لأول مرة تجري إسرائيل اتصالات وتحافظ على علاقات سواءً في السر أو في العلن مع معظم الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن”.
وأضاف موشيه ترديمان، أنه “مكنت اتفاقيات إبراهيم من إقامة علاقات إيجابية مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في جنوب اليمن. وأخيراً، في السنوات الأخيرة، وخاصة في الأشهر التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، تسارعت أيضاً عملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية بمشاركة كبيرة من الولايات المتحدة”.
وقال ترديمان إن “العلاقات المزدهرة مع الدول الأخرى المطلة على البحر الأحمر أثبتت قيمتها في احتواء الأنشطة التخريبية المدعومة من إيران ضد إسرائيل، لكن تحسن وضع إسرائيل في البحر الأحمر أصبح ذا أهمية خاصة لمصالح أمنها القومي بعد 7 أكتوبر، عندما وجدت إسرائيل نفسها تحت حصار بحري فعال”.
مدير معهد دراسات الأمن البيئي الإسرائيلي، كشف أن الطائرات السعودية أقلعت لإسقاط الطائرات المسيرة اليمنية التي شن بها اليمن أول هجوم باتجاه كيان الاحتلال بعد 12 يوم فقط من انطلاق طوفان الأقصى، قائلاً “في 19 أكتوبر، أطلقت حركة الحوثي اليمنية والتي زعمت تضامنها مع غزة، خمسة صواريخ كروز وأطلقت حوالي 30 مركبة جوية بدون طيار باتجاه إسرائيل، والتي أسقطتها مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس كارني والطائرات السعودية ودفاعاتها الجوية، قبل أن تتمكن من الوصول إلى أهدافها”، حديث مدير المعهد الإسرائيلي يكشف أن الأردن ليست الدولة الوحيدة التي تشغل مقاتلاتها الحربية لمنع وصول أي طائرات بدون طيار هجومية إلى إسرائيل بل أيضاً السعودية أيضاً والتي فعلت ذلك لإسقاط الطائرات المسيرة اليمنية في أول هجوم يمني على كيان الاحتلال في 19 أكتوبر.
وقال تقرير المسؤول الإسرائيلي غير المرتبط بحكومة نتنياهو، أن اليمن قطع كلياً حركة الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر، ونتيجة لذلك يقول التقرير “أصبح وضع إسرائيل في البحر الأحمر في الأشهر الأخيرة يمثل تحدياً متزايداً في المجالات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية”، وأضاف أنه “لولا الشراكات الاستراتيجية في هذه المنطقة لما تمكنت إسرائيل من مواجهة هذه التهديدات”، في اعتراف بأن الدول العربية المحيطة بكيان الاحتلال الإسرائيلي وظيفتها حماية الكيان.
وقال ترديمان، “إن أهم التهديدات الأمنية المباشرة لإسرائيل هي الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة إسرائيل بالإضافة إلى فرض حصار بحري فعلي في البحر الأحمر”.
كما كشف مدير معهد دراسات الأمن البيئي الإسرائيلي، عن مخاوف لدى كيان الاحتلال من احتمال إيقاف شركة الشحن (COSCO) الصينية وشركة الشحن التايوانية (Evergreen) استمرار الشحن نحو إسرائيل أو وقف نقل البضائع، بالإضافة إلى تزايد أعداد السفن التي يطالب أفراد طواقمها من مديريهم الامتناع عن الإبحار في البحر الأحمر أو التوقف نهائياً عن الذهاب نحو الموانئ الإسرائيلية بسبب المخاطر الأمنية المتوقعة.
مصر تنضم للجسر البري للالتفاف على الحصار اليمني
كان رد إسرائيل الطارئ على الحصار الحوثي في البحر الأحمر هو الاعتماد بشكل أكبر على طريق التفافي بري – خط نقل الشاحنات الجديد من دبي والموانئ البحرينية إلى إسرائيل عبر المملكة العربية السعودية والأردن، والذي تم إطلاقه قبل الحرب في غزة مباشرة.. وتشمل البضائع التي يتم نقلها على طول هذا الطريق بالفعل المواد الغذائية والبلاستيكية والمواد الكيميائية والأجهزة أو المكونات الإلكترونية، على الرغم من أن العملية تظل في المرحلة التجريبية قبل الاستخدام الكامل للخط. وتستغرق الرحلة البرية من دبي أربعة أيام، ومن البحرين يومين وسبع ساعات، مقابل 14 يوماً بحراً. يمكن أن تبلغ تكلفة إبحار الناقلة من شنغهاي إلى حيفا حوالي 4800 دولار عبر البحرين و5800 دولار عبر الإمارات العربية المتحدة. ومن المثير للاهتمام أن مصر انضمت إلى هذا الجسر البري في ديسمبر 2023.
*نقلاً عن موقع “المساء برس”
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المجلس الانتقالی الجنوبی فی البحر الأحمر کیان الاحتلال معهد دراسات
إقرأ أيضاً:
تزايد الأصوات ضد الانتقالي في عدن.. وسط آمال بمغادرة المشهد قريباً
تتزايد الأصوات الرافضة لما يعرف بـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، من داخل صفوف المجلس، على خلفية الانتهاكات والتجاوزات التي تمارسها قيادات الانتقالي، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والخدمية وانقطاع الكهرباء وانعدام الغاز المنزلي.
وتشهد عدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة الانتقالي، انهيارا في الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية وتدهور سعر العملة المحلية إلى جانب أزمة خانقة للغاز المنزلي وانقطاع خدمة الكهرباء، وسط ارتفاع شديد في درجة الحرارة مع دخول فصل الصيف.
ومنذ قرابة شهر تشهد عدة مدن جنوب اليمن منها عدن وأبين ولحج مظاهرات شعبية ونسوية تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية وانطفاء الكهرباء وانهيار العملة، لكن تلك المظاهرات قوبلت بقمع شديد من قبل مليشيا الانتقالي، كما أصدرت الأخيرة تعميمات بمنع أي احتجاجات، إلا بتصريح رسمي مسبّق.
والاثنين الماضي توفي الناشط السياسي أنيس الجردمي، جراء عمليات التعذيب التي تعرض لها في سجون مليشيا الانتقالي، وسط انتهاكات يومية تمارسها في العاصمة المؤقتة عدن، وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها المسلحة.
ومطلع أبريل الماضي اختطفت مليشيا الانتقالي الناشط الجردمي، على خلفية مواقفه المعارضة للمليشيا، في الوقت الذي تعرض لعمليات تعذيب نفسية وجسدية مروعة في سجون المليشيا، منها قطع عضوه الذكري بالإضافة للضرب العنيف والمبرح والصعق الكهربائي وغيرها من وسائل التعذيب المروعة والتي أفضت إلى وفاته.
وطالب حقوقيون، ونشطاء، بالتحقيق في مقتل الناشط الجردمي، ووضع حد لعمليات التعذيب التي تمارسها مليشيا الانتقالي بحق المختطفين في سجونها بمناطق سيطرتها المسلحة.
وفي السياق انتقد هاني البيض، نجل الرئيس الأسبق علي سالم البيض، ممارسات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، التي وصفها بالمؤسفة، وذلك على خلفية مقتل الناشط السياسي أنيس الجردمي، جراء عمليات التعذيب التي تعرض لها في سجون تلك المليشيا.
وقال البيض في تدوينة عبر منصة (إكس) رصدها "الموقع بوست" في رسالة وصفها بالمفتوحة إلى قيادة المجلس الانتقالي قبل الرأي العام إن "ما يجري من ممارسات مؤسفة على أيدي عناصر محسوبة على الانتقالي وآخرها مقتل أحد المعتقلين، يمثل انحدارًا خطيرًا يهدد ليس فقط صورة المجلس، بل مستقبله السياسي والوطني".
وأكد أن هذه التصرفات ليست أخطاء فردية يمكن التستر عليها أو تمريرها بالتبريرات الجاهزة، بل هي مؤشرات مقلقة على ثقافة انتهاك متنامية في غياب المساءلة والعدالة".
وأضاف "كل لحظة أو موقف يتم فيه الصمت أمام الشعب عن هذه الانتهاكات، هي لحظات ومواقف يُهدم فيها ما تبقى من الثقة في أي مشروع سياسي يدّعي تمثيله وحمايته أو الدفاع عنه".
وتابع هاني البيض "أما أولئك الذين يصطفّون للدفاع عن هذه الانتهاكات بدافع الولاء الأعمى، أو المحسوبية، أو الطمع في مكاسب آنية، فإنهم ليسوا شركاء في المشروع الوطني، بل شركاء في هذه الأخطاء والتجاوزات".
وقال "الصمت تواطؤ، والتبرير خيانة لمبادئ العدالة والحقوق المدنية، ومن يسكت اليوم على القمع سيكون ضحيته غداً". مستدركا "لا يوجد مشروع وطني حقيقي يبنى على الخوف والترهيب، ولا مستقبل لمجلس يغضّ الطرف عن جرائم تُرتكب باسمه".
وختم نجل البيض تدوينته مخاطبا قيادات الانتقالي "يا تصحّحوا المسار على أهم الأصعدة اليوم، يا تخرجوا من المشهد وقد فقدتم ثقة الناس واحترامهم وتقديرهم".
وقال البيض في تغريدة خرى "آخر نداء للمجلس الانتقالي الجنوبي، يا تمشوا بطريق الدولة والقانون والمساءلة، يا تتحملوا تبعات الفوضى والانهيار، فالصبر والصمت عن الأخطاء لن يكون إلى الأبد".
بدوره قال الكاتب الصحفي، ماجد الداعري "لا تجلدوا الانتقالي ولا تعلقوا عليه آمالكم بعد اليوم، فهو بحكم المغادر للسياسة والوطن معا"، في إشارة إلى فشل الانتقالي في إدارة المشهد وفساد قياداته والانتهاكات الذي يمارسها بحق المواطنين، المطالبين بتحسين الخدمات.
وأضاف: هل مازال الانتقالي قادرا على إنقاذ الموقف أو استيعاب غضب الشارع الجنوبي تجاه استمرار فشله وحكومة المحاصصة في انتشال الأوضاع الاقتصادية والخدمية المتدهورة بشكل غير مسبوق في تاريخ الجنوب واليمن عموماً؟
وتابع: هل بيده اليوم ما يمكن أن يقدمه لتفادي مزيداً من الغضب الشعبي ضد استمرار شراكته السلطوية في تعذيب أهله وشعبه من أجل التمسك بالمناصب والمصالح والامتيازات وعلى حساب جوع ومعاناة من يفترض أنهم فوضوه من أجل ما سماه "السير بالجنوب نحو دولة جنوبية مستقلة" وحياة كريمة وليس من أجل تقاسم المناصب الحكومية والرئاسية مع شرعية التجويع والتركيع لشعبه؟
وأردف الداعري: هل تعتقد قيادة الانتقالي أن صبر ما وصفه بالشعب الجنوبي على صمته وتخليه عن كل واجباته الوطنية والإنسانية والقانونية تجاه معاناة وتجويع شعبه، ستستمر إلى مالا نهاية، وأن حمية وغيرة ونخوة الجنوبيين قد ماتت أو هانت وارتدعت ولا يمكنهم القيام بعد اليوم بأي انتفاضة شعبية أو ثورة جياع مقبلة؟
واستدرك: هل يعرف الانتقالي مستوى خطورة الأوضاع التي وصلت إليها ظروف الناس اليوم بالجنوب، وحالة الشعب المنكوب بكل الازمات والمآسي والنكبات، حتى يتحرك لإعلان موقف ينتصر لشعبه، قبل فوات الأوان؟
وختم الداعري منشوره بالقول "أم أنه يعيش في عالم آخر ومعزول تماماً عن مجتمعه وأهله، ولم يعد يهمه أي شيء يحصل لشعبه، باعتباره قد أصبح أكثر وعيا ومعرفة بحقيقة ضياع المجلس للبوصلة وتخليه فعليا وواقعيا عن أي أهداف لصالح الاستمرار بالسلطة والكراسي والامتيازات، وللجنوب رب يحميه ويستعيده".
الصحفي أحمد ماهر كتب تدوينة مطولة شرح فيها واقعة انتهاكات مارستها مليشيا الانتقالي بحق أسرة في عدن بعد اقتحام منزلها وتصوير النساء في غرفة النور إلى جانب سرقة أموالا وذهبا لتلك الأسرة.
وقال ماهر معلقا "لن نبني دولة في عدن والظلم منتشر فيها".