هل الابتلاء بالمرض يكفر الذنوب.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل امتن على عباده بأن جعل صبرهم من غير اعتراض على ما يصيبهم من أذًى سببًا لتكفير ذنوبهم وخطاياهم.
واستشهدت الإفتاء بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ، وَلا هَمٍّ وَلاَ حزنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» أخرجه البخاري في "صحيحه".
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ وَهُوَ مَحْمُومٌ، فَقَالَ: «كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ»، أخرجه أحمد في "مسنده". فالمريض محلٌّ للعناية الإلهية بصبره على ما نزل به ورضاه بقضاء الله تعالى فيه، وأمره بذلك كله خير، والله تعالى أعلى وأعلم.الإفتاء توضح حكم الجمع بين الصلاتين لعذر المرض
قالت دار الإفتاء المصرية، إن صاحب العذر يجوز له أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، وله أن يصلي الظهر والمغرب في آخر وقتهما، والعصر والعشاء في أول وقتهما: جمعًا صوريًّا كما ذهب إليه المالكية.
أوضحت أن الجمع بين الصلاتين لعذر المرض جائز عند الحنابلة وبعض الشافعية، يقول العلامة: [(يجوز) الجمع (بين الظهر والعصر) في وقت إحداهما، (و) بين (العشاءين في وقت إحداهما للمريض يلحقه بتركه) أي الجمع (مشقة وضعف).
واستشهد بما روي، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع من غير خوف ولا مطر، وفي رواية: من غير خوف ولا سفر، رواهما مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ولا عذر بعد ذلك إلا المرض، وقد ثبت جواز الجمع للمستحاضة وهي نوع مرض، واحتج أحمد بأن المرض أشدُّ من السفر، واحتجم بعد الغروب ثم تعشى ثم جمع بينهما.
أضافت الدار، أن الإمام النووي قال في "روضة الطالبين" (12/ 401، ط. المكتب الإسلامي): [المعروف في المذهب أنه لا يجوز الجمع بالمرض ولا الخوف ولا الوحل، وقال جماعة من أصحابنا: يجوز بالمرض والوحل، ممن قاله من أصحابنا: أبو سليمان الخطابي والقاضي حسين، واستحسنه الروياني، فعلى هذا يستحب أن يراعي الأرفق بنفسه، فإن كان يُحَمُّ مثلًا في وقت الثانية قدَّمها إلى الأولى بالشرائط المتقدمة، وإن كان يُحَمُّ في وقت الأولى أخرها إلى الثانية، قلتُ: القول بجواز الجمع بالمرض ظاهر مختار، فقد ثبت في "صحيح مسلم": أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع بالمدينة من غير خوف ولا مطر، وقد حكى الخطابي عن القفال الكبير الشاشي، عن أبي إسحاق المروزي جواز الجمع في الحضر للحاجة من غير اشتراط الخوف والمطر والمرض، وبه قال ابن المنذر من أصحابنا].
وتابعت: وأجاز المالكية للمريض الجمع الصوري بأن يصلي الأولى في آخر وقتها والثانية في أول الوقت خروجًا من الخلاف في جواز الجمع بالمرض؛ يقول العلامة الخرشي في "شرحه على مختصر خليل" (2/ 68، ط. دار الفكر): [(وكالمبطون) ثاني أسباب الجمع أي الجمع الصوري، وليس الحكم مخصوصًا بالمبطون، بل يشاركه فيه كل من تلحقه المشقة بالوضوء أو القيام لكل صلاة، فإن كان الجمع للمريض أرفق به لشدة مرض أو بطن منخرق من غير مخافة على عقل جمع بين الظهر والعصر في وسط وقت الظهر وبين العشاءين عند غيبوبة الشفق].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية الإفتاء دار الإفتاء السيئات جمع بین ى الله من غیر الله ع فی وقت
إقرأ أيضاً:
أدعية جامعة للشفاء ورفع الابتلاء.. كلمات لرحمة وسكينة للمريض
يبتلي الله عباده بالمرض ليختبر صبرهم ويزيدهم قربًا منه، وفي الوقت نفسه يكون بابًا لرحمته وغفرانه، فالمريض أشدّ الناس حاجة إلى الدعاء، يلجأ إلى ربه ليرفع عنه ما ألمّ به، ويأتيه العون من السماء.
ويزداد فضل الدعاء حين يأتي من قلبٍ صادق يدعو بظهر الغيب، فقد قال النبي ﷺ:«ما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل: آمين ولك بمثله» — رواه مسلم، وفي السطور التالية نعرض الأدعية الصحيحة والأكثر شيوعًا لطلب الشفاء، مع بيان فضلها.
فضل الدعاء للمريض
الدعاء للمريض يُعدّ من أعظم القُربات، لما فيه من رقة القلب والتضرع لله، ولِما جاء في السنة من الحثّ عليه. وقد نقلت دار الإفتاء المصرية في فتاواها أن دعاء المسلم لأخيه وقت الشدة والمرض من أعمال البر التي تُرجى معها الاستجابة.
كما جاء في صحيح البخاري أن النبي ﷺ كان إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات ودعا له بالشفاء، مما يؤكد مكانة هذا الدعاء وتساميه بين الأذكار النبوية.
أدعية الشفاء العاجل
تتنوع الأدعية التي يرفع بها المسلم حاجته إلى الله، ومن أشهر الدعوات المأثورة:
1. دعاء “رب الناس”ورد في صحيح البخاري ومسلم:
«اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشفه أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا».
قال ﷺ كما في صحيح مسلم:
«ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر».
كما ورد عنه ﷺ قوله:
«ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك... أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ» — رواه أبو داود.
«اللهم افرح قلوبنا بشفائه، وأبعد عنه كل تعب، ولا ترينا فيه مكروهًا».
«اللهم أنزل شفائك لمن مسّه الضر، واجبر من أنهكه الوجع».
«اللهم اشفه شفاءً تامًا وعافيته من كل بلاء، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك».
أدعية جامعة للشفاء ورفع الابتلاءتضم كتب الأذكار والأحاديث مجموعة من الأدعية الجامعة التي تُقال وقت المرض:
• “ربّ إني مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين”دعاء نبي الله أيوب، وقد ذكره الله في القرآن عند كشف الضر عنه
.
«اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تمنّ علينا بالشفاء العاجل».
«أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه».
«بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني ومن شر كل نفس أو عين حاسد».
• دعاء الرحمة والسكينة للمريض«يا مُفرّج الكرب ويا مُجيب دعوة المضطرين، اللهم ألبس كل مريض ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل».
«اللهم اجعل ما أصابه رفعة له، وطهورًا ورحمةً، وسببًا لتبديل حاله خيرًا بحال».
الدعاء للميت يوم الجمعة
يوم الجمعة من الأيام المباركة، وقد ذهب كثير من العلماء إلى أن الدعاء فيه أرجى للقبول. ومن الأدعية التي يستحب ترديدها:
«اللهم اغفر له وارحمه، واجعل قبره روضة من رياض الجنة».
«اللهم اجعل نوره في قبره مضاعفًا، واربط على قلب أهله بالصبر والرضا».
«اللهم اجعل عمله الصالح شافعًا له، ونقّه من الذنوب كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس».
هل يُستجاب الدعاء وقت نزول المطر؟
أجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي بأن الدعاء وقت نزول المطر مستجاب، لما جاء في الحديث:
«ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر» — حديث حسن رواه الحاكم والبيهقي.
وقد اتفق الفقهاء على أن المطر من مواطن إجابة الدعاء لما فيه من رحمة الله النازلة.