رؤساء جامعات عربية وإسلامية التقوا، تحاوروا، تناقشوا، سألوا بعضهم بعضاً، باحثين عن إجابة لتساؤلات الشارع في البلدان العربية والإسلامية، عن أهمية الاحتجاجات الطلابية لدى الجامعات الأميركية والأوروبية، ولماذا لم تصل هذه الاحتجاجات إلى الطلبة العرب والمسلمين في بلادهم، بعد كل الذي حصل لأشقائهم الفلسطينيين من «مذابح» و»إبادة جماعية» و»تطهير عرقي» فاقع واضح معلن من قبل المستعمرة الإسرائيلية وقياداتها وأحزابها وعنصرييها.
رئيس جامعة عربية قال: إن طلبة جامعته من المستنفرين المتحفزين لأي نداء ليتجاوبوا معه، وإدارة الجامعة معهم، ولكن الأولويات للدراسة فهذه جامعة مهنية، وليست حزباً سياسياً، ونحن لا نمنعهم إذا أرادوا أي تحرك، فبلدنا يختلف عن أميركا وأوروبا، لا قمع لدينا، ولا شرطة يدخلون للجامعات، فنحن بلد مستقر وآمن، ونتفوق على أوروبا وأميركا ولم تسجل الوقائع قمعنا للطلبة، كما فعلوا في جامعات أميركا وبريطانيا والمانيا!!.
رئيس جامعة آخر قال: طلبتنا مدربون وهم يشاركون في العمليات الكفاحية، بدون ضجيج وادعاء، وهم يتناوبون في مساعدة الفدائيين في أماكن متعددة، ولذلك الذي يمارس الكفاح لا يحتاج للمظاهرات والاحتجاجات و»الحكي الفاضي» كما يحصل في جامعات الولايات المتحدة وأوروبا!!.
أما الثالث فقد تبجح أكثر وقال: نحن من جامعة خرجت قادة الأمة الثوريين الذين غيروا شكل النظام السياسي، بعد الحرب العالمية الثانية بدءاً من :
1 - انقلاب حسني الزعيم في سوريا عام 1949.
2 - انقلاب عبد الناصر في مصر 1952.
3 - انقلاب عبد الكريم قاسم في العراق 1958.
4 - انقلاب عبد الله السلال في اليمن 1962.
5 - وعدد واسع من الانقلابات الثورية في موريتانيا، لا تُعد ولا تُحصى.
6 - انقلابات متعددة متتالية في السودان.
جامعات ثورجية، أو هادئة متزنة، وما بينهما، فالمستعمرة فرضتها أوروبا: بريطانيا وفرنسا والمانيا، ومن بعدهم الولايات المتحدة، وبات التطبيع عنواناً ملزماً، رغم أن هذه المستعمرة:
1 - تحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية.
2 - تضطهد شعبا بأكمله، بمكوناته الثلاثة: من فلسطينيي مناطق 48، وفلسطينيي مناطق 67، وفلسطينيي الشتات واللجوء ومنعهم حق العودة واستعادة ممتلكاتهم في المدن والقرى التي طُردوا منها.
3 - لا توجد لها حدود يمكن الاعتراف بها !!
أين هي حدود المستعمرة الإسرائيلية: أ- هل هي حدود التقسيم 1947، ب- حدود ما استطاعت احتلاله عام 1948، د- حدود كامل فلسطين 1967، و- حدود الضم للقدس والجولان ومستعمرات الضفة الفلسطينية؟؟.
وتسير الأمور بهدوء وروية، رغم الوجع والألم والجوع والقتل لفلسطينيي قطاع غزة، بينما طلبة جامعات العالم واحتجاجاتهم فقد سارت باتجاه ثلاثة عناوين:
أولاً: ضد سياسات المستعمرة وإجراءاتها القمعية الفاشية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني.
ثانياً: التعاطف والدعم والتضامن مع معاناة الفلسطينيين.
ثالثاً: ضد سياسات حكوماتهم الداعمة المؤيدة للمستعمرة.
تحول إيجابي غير مسبوق بهذا المستوى والامتداد الطلابي من قبل طلبة أهم جامعات العالم، لصالح الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته وشرعية نضاله، وتحول وتعرية لسلوك المستعمرة، كمشروع استعماري توسعي أمام العالم، سيكون له ما بعده، من تأثير وتطور وتحول لا يقل أهمية عن انحياز العالم لشعب جنوب إفريقيا، وضد النظام العنصري البائد في جنوب إفريقيا.
التطور الهام في مواقف وسلوك وانحيازات طلبة الجامعات الأميركية والأوروبية، يحتاج لتطور في السلوك السياسي الفلسطيني، وكيفية التعامل مع هذا التطور، لا سياسة سلطة رام الله جديدة بهذا الانجاز، ولا سلطة غزة كذلك، بل يحتاج كل من فتح وحماس أن يتطورا في سلوكهم ومواقفهم والارتقاء بها بالأداء والتعبير ليصل إلى مستوى السلوك الديمقراطي حقاً، والاعتماد في إدارة السلطة على صناديق الاقتراع، حيث لا شرعية لسلطة أو نظام أو حزب إلا عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع، فهل يرتقون؟؟ هل يفعلون؟؟ هل يستجيبون؟؟.
(الدستور الأردنية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين غزة الاردن فلسطين حماس غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إعادة رسم خرائط أنهار العالم كله لتحسين التنبؤ بالفيضانات
في خطوة متقدمة، يمكن ان تُشكل نقلة نوعية في مجال التنبؤ بالفيضانات والتخطيط لمخاطر المناخ وإدارة موارد المياه، أنشأ فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد خريطة تختلف عن خرائط أنهار العالم السابقة، يمكن ان تُعتبر الأكثر اكتمالًا على الإطلاق.
وتُقدم الدراسة الجديدة، التي نُشرت في دورية ووتر ريسورسز ريسيرتش، نظاما جديدا لرسم الخرائط يظهر كيفية تدفق الأنهار وتفرعها وترابطها بين المناظر الطبيعية.
في الوقت الذي تعتبر فيه الأنهار إحدى أهم دعائم الحياة، الا أنها تُشكل أيضًا مخاطر متزايدة، نظرًا للتغيرات المناخية التي أدت إلى عدم انتظام هطول الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحر، حيث من المتوقع أن تزداد وتيرة الفيضانات وشدتها في أنحاء كثيرة من العالم، ولهذا وبحسب بيان جامعة أكسفورد، فإن خرائط الأنهار العالمية الحالية قديمة ومبسطة للغاية، إذ إنها تفترض أن الأنهار تتدفق في اتجاه واحد ولا تنقسم أبدًا
ويقول الدكتور ميشيل ورتمان، الذي طوّر برنامج "طوبولوجيا الأنهار العالمية" في جامعة أكسفورد، في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "لقد افترضت نماذج الفيضانات في خارطة الأنهار العالمية السابقة، (الخاصة بدول أو قارات العالم بأكمله)، أن الأنهار ستلتحم فقط عند جريانها باتجاه مجرى النهر".
إعلانويضيف "وغفلت هذه الخارطة مسار الأنهار وخاصية انقسام الأنهار"، إذ إن العديد من الأنهار الكبيرة تنقسم عند تدفقها باتجاه مجرى النهر، إما إلى قنوات مختلفة، أو أذرع متعددة في الدلتا، أو قنوات من صنع الإنسان، ولهذا فان شبكتنا النهرية تلتقط هذه الأنهار المنقسمة أو المتفرعة، مما يُمكّن نماذج الفيضانات وأنظمة الإنذار المبكر بالأنهار من تمثيلها بدقة".
ويقول البيان الصحفي الصادر من جامعة أكسفورد "تُعد أنظمة الأنهار المتفرعة هذه مهمة لأنها غالبًا ما توجد في مناطق مكتظة بالسكان ومعرضة للفيضانات، وهي ضرورية لفهم حركة المياه عبر سطح الأرض".
ولمعالجة هذا القصور في خرائط الأنهار الحالية المستخدمة لإدارة المياه والتنبؤ بالفيضانات، طوّر الفريق العلمي في جامعة أكسفورد شبكة عالمية جديدة للأنهار تُسمى "طوبولوجيا الأنهار العالمية"، والتي تشمل تدفق هذه الأنهار المتفرعة والقنوات الكبيرة، وترابطها مُجسّدةً بذلك تعقيدها.
طوبولوجيا الأنهار العالميةيقول البيان الصادر من جامعة أكسفورد إن الشبكة العالمية لطوبولوجيا الأنهار العالمية، أُنشئت من خلال الجمع بين صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة للأنهار وبيانات الارتفاعات المتقدمة لسطح الأرض.
وبحسب الدراسة تُظهر الشبكة جميع الأنهار التي يزيد عرضها عن 30 مترًا، بالإضافة إلى أجزاء مجرى النهر، إضافة إلى شبكة الأنهار متعددة الخيوط على نطاق إقليمي في 7 مناطق مُختارة من العالم، مثل نهر فريزر، ونهر الأمازون، ونهر الراين-ميز، ونهر الكونغو، ونهر بادما-براهمابوترا، ونهر ميكونغ، ونهر اللؤلؤ.
هذه الشبكة لا تشمل قنوات الأنهار الأساسية فحسب، بل تُوفر أيضًا معلومات عن اتجاهات تدفق الأنهار وعرضها ونقاط انقسامها، حيث يبلغ الطول الإجمالي لأنهار خارطة الشبكة العالمية 19.6 مليون كيلومتر، وتشمل 67 ألف تشعب.
إعلانيقول الدكتور ميشيل ورتمان في تصريحه الذي تضمنه بيان جامعة أكسفورد: "كنا بحاجة إلى خريطة عالمية تعكس سلوك الأنهار الفعلي، إذ لا يكفي افتراض أن الأنهار تنحدر في خط مستقيم، خاصةً عندما نحاول التنبؤ بالفيضانات، أو فهم النظم البيئية، أو التخطيط لتأثيرات المناخ، وبالتالي فان هذه الخارطة تظهر أنهار العالم بكل تعقيداتها".
وحول الأنهار العربية التي شملتها خريطة أنهار العالم الجديدة، يقول ميشيل روثمان في تصريحاته للجزيرة نت: "نعم، تشمل خريطة شبكتنا جميع أنهار العالم التي تزيد مساحة تصريفها عن 50 كيلومترًا مربعًا. وهذا يشمل أيضًا أنهار الشرق الأوسط ذات القنوات الكبيرة والتشعبات النهرية، وعلى سبيل المثال، نهر دجلة حيث ينقسم شط الغراف عن فرع دجلة الرئيسي.، وهذا التشعب الكبير وغيره من التشعبات النهرية لم يُمثل في شبكات الأنهار السابقة. "
مميزات وتطلعاتبحسب بيان جامعة أكسفورد، تُعدّ الأنهار حيوية للنظم البيئية والحياة البشرية، ولكن مع ازدياد تطرف الطقس بفعل تغير المناخ، فإنها تزداد خطورة – خاصةً أثناء الفيضانات.
وللاستعداد، يحتاج العلماء والحكومات إلى فهم أين يُحتمل أن تتجه المياه على نطاق واسع، وبالتالي فأنه من المتوقع أن تُحسّن شبكة طوبولوجيا الأنهار العالمية، بشكل كبير التطبيقات في مجالات علم المياه والبيئة والجيومورفولوجيا وإدارة الفيضانات، كما يمكن أن تُشكل خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال التنبؤ بالفيضانات والتكيف مع تغير المناخ.
يتيح نظام شبكة الأنهار الجديدة رؤية أكثر شمولاً لحركة المياه، مما يُساعد على تحسين نماذج الفيضانات، وأنظمة إدارة المياه، والتخطيط للكوارث، إضافة الى ذلك فان نظام الشبكة الجديدة، تدعم تطوير نماذج عالمية قائمة على البيانات (الذكاء الاصطناعي) للفيضانات، والجفاف، وجودة المياه، والحفاظ على الموائل، والمخاطر البيئية، وتمثل قفزة إلى الأمام.
إعلانويقول ميشيل ورتمان في تصريحه للجزيرة نت: "يستخدم نظام شبكتنا أيضًا صور الأقمار الصناعية للأنهار، فإن هذا يُمكّنه من إظهار طبيعة الأنهار المعقدة، وكيفية تفرّعها عبر المناظر الطبيعية، كما يُتيح لنا تضمين قنوات متعددة للنهر نفسه، أو قنوات كبيرة تتصل بالأنهار، أو فروع الأنهار المتعددة في الدلتا، كما هو الحال في دلتا النيل".
من جانب آخر، قالت لويز سلاتر، أستاذة علم المناخ المائي بجامعة أكسفورد: "لقد صُمم نظام شبكة الأنهار الجديدة ليتطور نظرًا لكونها آلية بالكامل، على عكس الشبكات العالمية السابقة، يُمكننا تحديثها باستمرار بأحدث صور الأقمار الصناعية والبيانات الطبوغرافية، لفهم التغيرات في الأنهار والمناظر الطبيعية ".