مجموعة الإمارات تسجّل أرباحاً قياسية بلغت 18.7 مليار درهم (5.1 مليارات دولار) في أفضل أداء مالي على الإطلاق
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
أصدرت مجموعة الإمارات، اليوم، تقريرها المالي للسنة المالية 2023-2024، وأعلنت عن تحقيق مستويات قياسية جديدة على صعيد الأرباح والإيرادات والأرصدة النقدية.
وسجلّت كلٌ من طيران الإمارات ودناتا ارتفاعاً كبيراً في الأرباح والإيرادات، حيث توسّعت عمليات المجموعة في جميع أنحاء العالم لتلبية الطلب القوي من العملاء على منتجاتها وخدماتها ذات الجودة العالية.
وأظهر تقرير السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2024، تحقيق مجموعة الإمارات أرباحاً قياسية بلغت 18.7 مليار درهم (5.1 مليارات دولار أميركي)، بنمو 71% مقارنة بأرباح السنة السابقة البالغة 10.9 مليارات درهم (3.0 مليارات دولار). وبلغت إيرادات المجموعة 137.3 مليار درهم (37.4 مليار دولار)، بنمو 15% عن نتائج السنة السابقة. وبلغت الأرصدة النقدية للمجموعة 47.1 مليار درهم (12.8 مليار دولار)، وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، بنمو 11% عن السنة السابقة.
وبلغ إجمالي أرباح المجموعة خلال العامين الماضيين 29.6 مليار درهم، متجاوزة خسائر فترة الجائحة البالغة 25.9 مليار درهم خلال الفترة 2020- 2022.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: “أرست مجموعة الإمارات مجدداً معايير جديدة في الصناعة بتسجيل أداء قياسي في نتائجها السنوية، وهو إنجاز تحقق كثمرة للرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسياسات حكومة دبي وأنظمتها المتقدمة، التي كان لها الفضل في تحقيق هذا الإنجاز”.
وأضاف سموه: “شهدنا على مدار العام نمواً في الطلب على النقل الجوي والخدمات المتعلقة بالسفر حول العالم، وتمكنا من تحقيق نتائج هائلة نتيجة للمرونة والسرعة التي نتحلى بها في التعاطي مع المتغيرات، والآن نجني ثمار سنوات من الاستثمارات المتواصلة في منتجاتنا وخدماتنا، وفي بناء شراكات قوية، وتعزيز قدرات كوادرنا وموظفينا “.
واستطرد سموه بقوله: “تمكنت طيران الإمارات ودناتا من صياغة نماذج أعمال ناجحة تنطوي على المزايا الفريدة التي تتمتع بها دبي، ومن ثمّ توليد قيمة هائلة للإمارة والمجتمعات التي نخدمها في جميع أنحاء العالم، فيما يعزز الوضع المالي الممتاز للمجموعة اليوم، من ثقتنا في المستقبل لتحقيق مزيد من النمو والنجاح، كما يتيح لنا الاستثمار في تقديم منتجات وخدمات أفضل وتوفير قيمة أكبر للعملاء والشركاء”.
وتعمل مجموعة الإمارات على العديد من المشاريع الكبرى، التي تتضمن إضافة مزيد من الطائرات بمليارات الدولارات، وبرنامجاً لتحديث أسطولها من الطائرات، وتعزيز القدرات في مجالات الضيافة والشحن والمناولة الأرضية، وتسخير التقنيات المتقدمة لدعم عمليات المجموعة، إلى جانب توسيع نطاق برامج التدريب وتطوير الموظفين، والمبادرات الرامية إلى تعزيز أجندة الاستدامة للمجموعة.
وخلال السنة المالية 2023-2024، استثمرت مجموعة الإمارات ما مجموعه 8.8 مليارات درهم (2.4 مليار دولار) في طائرات ومرافق ومعدات وشركات جديدة، وتسخير أحدث التقنيات لدعم خطط النمو المستقبلي للمجموعة.
وارتفع إجمالي أعداد العاملين في المجموعة بنسبة 10% إلى 112406 موظفاً، وهو أكبر حجم لها على الإطلاق، مع استمرار طيران الإمارات ودناتا في زيادة أنشطة التوظيف حول العالم لدعم توسعات عملياتهما وتعزيز قدراتهما المستقبلية.
كما قطعت المجموعة أشواطاً كبيرة في رحلة الاستدامة خلال السنة المالية 2023/ 2024، حيث نفذت العديد من المبادرات التي تركز على البيئة والأفراد والعملاء والمجتمعات.
وكانت المواضيع البيئية على رأس أجندة المجموعة خلال السنة الماضية، مع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة في دبي “كوب 28″، أكبر مؤتمر في العالم للعمل المناخي.
كما وقعت طيران الإمارات خلال السنة الماضية اتفاقيات توريد جديدة لتعزيز استخدامها وقود الطيران المستدام SAF في مركزها بدبي للمرة الأولى، وكذلك في أمستردام وسنغافورة. كما شغلت الناقلة أول رحلة تجريبية لطائرة الإيرباص A380 باستخدام وقود الطيران المستدام بنسبة 100% في أحد محركاتها، وجمعت البيانات لدعم جهود الصناعة لتمكين استخدام وقود الطيران المستدام بنسبة 100% في المستقبل.
وانطلاقاً من إدراكها بمحدودية الحلول القابلة للتطبيق لخفض انبعاثات الكربون بشكل ملموس أمام الناقلات الجوية، أطلقت طيران الإمارات صندوقاً بقيمة 200 مليون دولار أميركي لدعم مشاريع البحث والتطوير التي تركز على الحد من تأثير الوقود الأحفوري في الطيران التجاري. كما أصبحت أيضاً أحد المشاركين المؤسسين في “إير- كرافت Air-CRAFT”، أول تحالف بحثي في دولة الإمارات العربية المتحدة يركز على تطوير وإنتاج وتوسيع نطاق تقنيات وقود الطيران المستدام، كما انضمت إلى مجموعة سولنت، وهي مبادرة بريطانية تركز على الاستثمارات منخفضة الكربون لمجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك قطاع الطيران.
وواصلت دناتا استثماراتها في العمليات الصديقة للبيئة، وضمت المزيد من المركبات الكهربائية والهجينة إلى أسطولها العالمي من معدات الدعم الأرضي، وجرارات الأمتعة ورافعات البضائع وجرارات الدفع الخلفية، إلى عملياتها في الولايات المتحدة الأميركية. كما حوّلت وجددت محطات توليد الطاقة التي تعمل بالديزل في إيطاليا لتعمل بالزيت النباتي المهدرج والطاقة الكهربائية. وقامت شركات تابعة لمجموعة دناتا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي “دناتا لوجيستيكس” و”المغامرات العربية” و”ألفا فلايت سيرفيسيز” و”سيتي سايت سيينغ”، بتحويل أسطول مركباتها لتعمل بمزيج الوقود الحيوي.
وخلال السنة الماضية، أصبحت دناتا أول شركة مزودة لخدمات طيران شاملة تحصل على شهادة الإدارة البيئية من الاتحاد الدولي للنقل الجوي، تقديراً لالتزامها الراسخ بالاستدامة عبر محفظتها المتنوعة من الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة. وحصلت طيران الإمارات على المرحلة الأولى من شهادة تقييم أياتا البيئي IEnvA وشهادة تقييم نموذج التجارة غير القانونية في الحياة البرية، تقديراً لالتزامها بالممارسات المسؤولة بيئياً.
وعززت المجموعة استثماراتها في تطوير الأفراد، وأطلقت برنامجاً شاملاً لخيارات التعلم والتدريب لموظفيها بالشراكة مع أفضل الجامعات وشركاء الصناعة الرئيسيين. كما أطلقت مجلس التوازن بين الجنسين لدعم وتعزيز المساواة بين الجنسين داخل المجموعة.
ووسعت مجموعة الإمارات نطاق تقاريرها البيئية والاجتماعية والحوكمة في تقريرها للسنة المالية 2023/ 2024، كما تتبنى جوانب من معايير المبادرة العالمية لإعداد التقارير GRI. وتعتزم تطوير تقاريرها لتلبية متطلبات مجلس معايير الاستدامة الدولية وتوجيهات إعداد تقارير استدامة الشركات في السنوات المقبلة.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد: “ندخل السنة المالية 2024/ 2025 على أسس قوية لتحقيق النمو المستمر، حيث ستتسلم طيران الإمارات 10 طائرات جديدة من طراز A350، ما يعزز أسطولنا ويدعم المرحلة التالية من نمو شبكتها. كما ستواصل دناتا الاستفادة من أوجه التآزر والتوسع عبر أقسام أعمالها لتعزيز حضورها وقدراتها. وبالتوازي، سنواصل الاستثمار في الموارد لتقليل تأثيرنا البيئي، وتطوير مواردنا البشرية، ورعاية عملائنا والمجتمعات التي نخدمها”.
وأضاف سموه: “نمضي في مسيرتنا بنظرة مستقبلية إيجابية، ونتوقع أن يتواصل الطلب القوي على النقل الجوي والسفر في الأشهر المقبلة، فيما سنواصل مراقبة التكاليف والعوامل الخارجية مثل أسعار الوقود وتقلبات أسعار صرف العملات والتغيرات الاجتماعية والسياسية. لقد كان نموذج أعمالنا موضع اختبار من قبل، وأنا واثق من مرونتنا وقدرتنا على الاستجابة السريعة للفرص والتحديات”.
واختتم سموه بقوله: “بالنظر إلى المستقبل، أعلنت حكومة دبي عن خطط لبدء المرحلة التالية من التوسعات في مطار آل مكتوم الدولي، الذي سيشكل المركز الجديد لعمليات طيران الإمارات ودناتا. ومن شأن هذا الاستثمار البالغة قيمته 128 مليار درهم (35 مليار دولار) أن يعزز البنية التحتية لقطاع الطيران والخدمات اللوجستية في دبي، ما يدعم الخطط التنموية في الإمارة ويدفع نمو طيران الإمارات ودناتا”.
أداء طيران الإمارات
ارتفعت السعة الإجمالية لطيران الإمارات من الركاب والشحن بنهاية السنة المالية 2023/ 2024 بنسبة 20% إلى 57.7 مليار طن كيلومتري، لتواصل التعافى إلى مستويات قريبة لما قبل الجائحة.
ولتمكين عملائها من الوصول إلى مزيد من الوجهات، استأنفت طيران الإمارات خدماتها إلى طوكيو هانيدا، وزادت عملياتها إلى 29 وجهة عبر شبكتها، وأطلقت رحلات يومية جديدة إلى مونتريال في كندا. كما وقعت طيران الإمارات اتفاقيات مشاركة بالرمز واتفاقيات إنترلاين مع 11 شريكاً جديداً من الناقلات الجوية، ما ساهم في توسيع نطاق شبكتها. وبحلول 31 مارس 2024، كانت شبكة طيران الإمارات تضم 151 وجهة عبر القارات الست، منها 10 مدن يخدمها أسطول الشحن فقط.
وشغّلت طيران الإمارات طائرتها الرائدة الإيرباص A380 ودرجتها الاقتصادية الممتازة إلى مزيد من المدن هذا العام، حيث دخل الخدمة 16 طائرة إضافية بعد اكتمال تحديثها وتجهيزها بالكامل بأحدث المنتجات المميزة للناقلة بموجب برنامج الناقلة لتحديث الطائرات الذي تبلغ كلفته 2 مليار دولار أميركي. واعتباراً من 31 مارس 2024، تخدم الناقلة 49 وجهة بطائراتها من طراز الإيرباص A380، فيما يستمتع العملاء بتجربة الدرجة السياحية الممتازة من وإلى 15 مدينة حول العالم.
ومع نهاية شهر مارس 2024، بلغ إجمالي عدد الطائرات في أسطول طيران الإمارات 260 طائرة، مع متوسط عمر يبلغ 10.1 سنوات.
وبلغ إجمالي سجل طلبيات طيران الإمارات 310 طائرات، بعد إعلانها عن طلبيات بقيمة 58 مليار دولار أميركي لشراء 110 طائرات إضافية من طراز بوينج 777 و787 وإيرباص A350 خلال معرض دبي للطيران 2023. وستحل هذه الطائرات عريضة البدن من الجيل الجديد محل الطائرات العاملة حالياً لدعم خطط النمو المستقبلية، وبما يتماشى مع التزام الناقلة طويل الأمد بتشغيل طائرات حديثة تتسم بالكفاءة في التشغيل، وقادرة على تزويد العملاء بأحدث وسائل الراحة والتجارب على متن الطائرة.
ومع زيادة السعة المتاحة والطلب القوي في الأسواق، ارتفع إجمالي إيرادات طيران الإمارات للسنة المالية بنسبة 13% إلى 121.2 مليار درهم (33.0 مليار دولار). وتأثرت ربحية الشركة سلبياً بمقدار 2.0 مليار درهم (0.6 مليار دولار أميركي)، نتيجة لتقلبات أسعار صرف العملات وانخفاض قيمة العملة في بعض الأسواق الرئيسية للناقلة، مثل الروبية الباكستانية والجنيه المصري والروبية الهندية.
وشهدت طيران الإمارات تدفقات نقدية تشغيلية بقيمة 37.6 مليار درهم (10.3 مليارات دولار أميركي) خلال السنة المالية 2023/ 2024، ما يدعم نتائجها التجارية القوية ويمكّنها من تنمية أعمالها في المستقبل.
وارتفع إجمالي التكاليف التشغيلية بنسبة 8% مقارنة بالسنة المالية الماضية. وشكّلت تكلفة الملكية (الاستهلاك والإطفاء) وتكلفة الوقود، أكبر مكوّنين في التكلفة الكلية في 2023/ 2024، تلتها تكلفة الموظفين. وشكّل الوقود 34% من التكاليف التشغيلية مقارنة بنسبة 36% في 2022/ 2023. وارتفعت فاتورة الوقود للناقلة بشكل طفيف إلى 34.2 مليار درهم (9.3 مليارات دولار أميركي) مقارنة بـ33.7 مليار درهم (9.2 مليارات دولار أميركي) في السنة المالية السابقة، مع ارتفاع كمية الوقود المحملة على الطائرات بنسبة 24%، مدفوعة بزيادة عدد الرحلات الجوية التي تمت موازنتها بانخفاض متوسط سعر الوقود (انخفض 18%) بما في ذلك مكاسب التحوط.
وانسجاماً مع الرغبة المتزايدة في السفر عبر مختلف قطاعات العملاء، وقوة شبكة وجهاتها العالمية وجاذبية منتجاتها، سجلت طيران الإمارات أرباحاً قياسية بلغت 17.2 مليار درهم (4.7 مليارات دولار أميركي)، متجاوزة أرباح العام الماضي البالغة 10.6 مليارات درهم (2.9 مليار دولار أميركي)، وهامش ربحي استثنائي نسبته 14.2%، ما يُعد أفضل أداء في تاريخ الناقلة.
ونقلت طيران الإمارات 51.9 مليون راكب، بنسبة نمو 19% في السنة المالية 2023/ 2024، مع ارتفاع السعة المقعدية بنسبة 21%. وأعلنت الناقلة أن ملاءة المقاعد بلغت 79.9%، مقارنة بـ79.5% في السنة المالية الماضية. وانخفض معدل العائد على الراكب لكل كيلومتر بنسبة 2% ليصل إلى 36.6 فلساً (10.0 سنتات أميركية)، بسبب تطوير المقصورات وتركيبة المسارات والأسعار والعملات.
وواصلت طيران الإمارات الاستثمار في تقديم تجارب أفضل للعملاء. واستثمرت خلال هذه السنة المالية 30 مليون درهم لتطوير صالاتها المخصصة، مع إعادة فتح المرافق المحدثة لخدمة العملاء والمسافرين الدائمين في كلٍ من بريسبين ودوسلدورف وفرانكفورت وهامبورغ وهونج كونج وجوهانسبرغ ومانشستر وميونيخ. وأعادت الناقلة خدمة “السيارة مع سائق” المميزة إلى 82 مدينة عبر شبكة وجهاتها وقدمت هذا العرض المجاني لعملاء الدرجتين الأولى والأعمال في إندونيسيا والمغرب وتركيا.
كما أدخلت طيران الإمارات أيضاً عدداً كبيراً من التحسينات على متن الطائرة بدءاً من قوائم الطعام ووسائل الراحة وحتى المحتوى الترفيهي، ومن أهمها إطلاق ملابس النوم المجانية والطلب المسبق للوجبات في درجة الأعمال.
وأكدت الإمارات للشحن الجوي مكانتها في الخدمات اللوجستية والتجارة الجوية العالمية، حيث نقلت 2.2 مليون طن من البضائع حول العالم في السنة المالية 2023/ 2024، بنمو 18% عن السنة السابقة، حيث أسهمت زيادة عمليات الركاب وسعة الشحن المتاحة، واستئجار ثلاث طائرات شحن من طراز 747، في تعزيز السعة لتلبية الطلب على المسارات المزدحمة. ويعود هذا الطلب الكبير من العملاء إلى حلول الإمارات للشحن الجوي اللوجستية المتخصصة، ومدى الوصول إلى شبكة طيران الإمارات العالمية، وقدرات دبي كمركز بحري وجوي عالمي المستوى، واستثماراتها المستمرة في التكنولوجيا الرقمية والبنية التحتية والمنتجات.
وعلى الرغم من التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع الخدمات اللوجستية العالمية، سجلت ذراع الشحن في طيران الإمارات إيرادات قوية بلغت 13.6 مليار درهم (3.7 مليارات دولار أميركي)، لتساهم بنسبة 11% من إجمالي إيرادات الناقلة. وانخفضت حصيلة الشحن لكل طن كيلومتري FTKM بنسبة 32%، لتعود إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وخلال السنة المالية، أطلقت الإمارات للشحن الجوي منتجين جديدين مخصصين ضمن قطاع علوم الحياة والرعاية الصحية هما “الإمارات فايتال” و”الإمارات للأجهزة الطبية”. كما أطلقت خدمة “إيمريتس ديليفرز” في الكويت، لربط المتسوقين عبر الإنترنت بمواقع التجارة الإلكترونية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المتوقع أن تتوسع الخدمة بشكل كبير في السنوات المقبلة، مع التركيز على الأسواق التي تعاني من نقص حلول التوصيل بين الشركات والمستهلك.
وبنهاية السنة المالية 2023/ 2024، بلغ إجمالي أسطول طائرات الإمارات للشحن الجوي 11 طائرة بوينج F777. وتتوقع ذراع الشحن في طيران الإمارات البدء في تسلّم 5 طائرات بوينج F777 إضافية اعتباراً من منتصف عام 2024.
كما سجلت شركات مجموعة الإمارات والشركات التابعة نتائج جيدة خلال السنة المالية 2023/ 2024.
فقد حققت الإمارات لتموين الطائرات إيرادات قياسية بلغت 970 مليون درهم (264 مليون دولار أميركي) من عملائها الخارجيين، مدفوعة بنمو حركة السفر عبر مطارات دبي. وقدمت الشركة 76.9 مليون وجبة لعملاء الناقلات الجوية، بنمو 19% عن السنة السابقة، وشهدت طلباً متزايداً على أعمالها الإضافية الأخرى بما في ذلك “لاينين كرافت Linencraft”، مرفق خدمات المصبغة التابعة لها التي تخدم عملاء الناقلات الجوية والضيافة بشكل أساسي.
كما ارتفعت إيرادات شركة الإمارات للترفيه والتجزئة Emirates Leisure Retail (ELR) و”إم إم آي MMI” بنسبة 18% لتصل إلى 2.9 مليار درهم (796 مليون دولار أميركي)، حيث قامت بتوسيع عملياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة لتلبية الطلب المتزايد على تجارة الجملة والتجزئة نتيجة لازدهار قطاع السياحة. وسجلت الإمارات للترفيه والتجزئة نمواً قياسياً في المبيعات على مستوى العالم، مدفوعة بمساهمات قوية من أسواقها الرئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا.
وتراجعت إيرادات محفظة فنادق الإمارات خلال السنة المالية بنسبة 2% إلى 660 مليون درهم (180 مليون دولار أميركي)، نتيجة للإغلاق المؤقت لمنتجع وولغان فالي في أستراليا.
ومع تسجيلها أداءً قوياً مرة أخرى، واصلت طيران الإمارات الوفاء بجميع التزاماتها التعاقدية للمدفوعات المتعلقة بالطائرات وسددت مبلغاً إضافياً قدره 2.2 مليار درهم (596 مليون دولار أميركي) من إجمالي 17.5 مليار درهم (4.8 مليار دولار أميركي) جمعتها خلال الجائحة. وقد أدى ذلك إلى خفض إجمالي ديونها المستحقة بشكل كبير ووضع الناقلة على أساس قوي لتمويل نموها المستقبلي وبرنامج أسطولها الجديد.
واستجابة للتحديات التي فرضتها أسواق الوقود المتقلبة خلال السنة المالية، قامت طيران الإمارات بنشر عقود آجلة وخيارات بسيطة عبر منتجات مختلفة مثل برنت ووقود الطائرات لتقليل تكاليف السنة الجارية، وتأمين أحجام تحوط كبيرة في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، خففت طيران الإمارات إلى حد كبير من تأثير نظام أسعار الفائدة المرتفعة على النتائج من خلال الإدارة الفعالة لصافي الانكشاف. وواصلت اتباع نهجها المتوازن في إدارة مخاطر أسعار صرف العملات الأجنبية من خلال استخدام خيارات العملات والعقود الآجلة والتحوطات العادية. وقد سمحت المقاربة المنهجية بتحسين القدرة على التنبؤ بالتدفقات النقدية في مواجهة التحولات المتقلبة في السوق، وبالتالي تعزيز الاستقرار المالي.
وأنهت طيران الإمارات السنة المالية بأعلى مستوى من الأرصدة النقدية على الإطلاق بقيمة 42.9 مليار درهم (11.7 مليار دولار أميركي)، بنمو نسبته 15% مقارنة بالسنة المالية المنتهية في 31 مارس 2023.
أداء دناتا
ارتفعت أرباح دناتا في السنة المالية 2023/ 2024 بنسبة 330% إلى 1.4 مليار درهم (387 مليون دولار)، محققة نتائج قوية في جميع أعمالها.
وارتفع إجمالي إيرادات دناتا بنسبة 29% ليصل إلى مستوى قياسي جديد قدره 19.2 مليار درهم (5.2 مليارات دولار أميركي)، مدفوعاً بنمو حركة الطيران والسفر في جميع أنحاء العالم. وساهمت عمليات دناتا الدولية بنسبة 75% من إيراداتها، بنمو نسبته 3% عن السنة السابقة. وفازت دناتا بعقود جديدة في مختلف أقسامها، وعملت بشكل وثيق مع عملائها لدعم نمو حركة الطيران والطلب على السفر، خصوصاً في أسواقها الرئيسية: أستراليا وأوروبا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وواصلت دناتا إرساء أسس النمو المستقبلي من خلال استثمارات بلغت 464 مليون درهم (126 مليون دولار) في السنة المالية 2023/ 2024. وتضمنت الاستثمارات الكبيرة خلال السنة: معدات دعم أرضية كهربائية وهجينة جديدة لعمليات المطار في إطار استراتيجيتها البيئية، وتوسيع عمليات مرحبا في الفلبين وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة.
وارتفعت التكاليف التشغيلية لدناتا خلال السنة المالية بنسبة 22% إلى 17.8 مليارات درهم (4.8 مليارات دولار)، تماشياً مع التوسعات في أقسام عمليات المطارات والتموين والتجزئة والسفر، كما تأثرت أيضاً بالضغوط التضخمية المستمرة عبر جميع الأسواق، وخصوصاً تكلفة العمالة وإمدادات الأغذية.
وتراجعت الأرصدة النقدية لدناتا بمقدار 958 مليون درهم إلى 4.2 مليارات درهم (1.1 مليار دولار أميركي)، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى توزيعات أرباح بقيمة 2 مليار درهم (545 مليون دولار أميركي) لمالكها مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، بالإضافة إلى تمويل الاستثمارات وسداد الديون. وشهدت الأعمال تدفقات نقدية تشغيلية إيجابية بلغت 1.9 مليار درهم (507 ملايين دولار أميركي) في 2023/ 2024، وهو ما يعكس التحسن الكبير في الإيرادات.
وارتفعت إيرادات دناتا لعمليات المطار، بما في ذلك المناولة الأرضية ومناولة الشحن، إلى 8.8 مليارات درهم (2.4 مليار دولار أميركي).
وارتفعت أعداد الطائرات التي قدمت لها دناتا خدمات المناولة عبر العالم بنسبة 9% إلى 778026 طائرة. كما ارتفع إجمالي الشحنات التي قامت دناتا بمناولتها بنسبة 5% إلى 2.9 مليون طن، ويُعزى ذلك إلى العقود الجديدة التي فازت بها وزيادة نشاط الرحلات الجوية لعملاء دناتا عبر الأسواق.
وخلال 2023/ 2024، واصلت دناتا الاستثمار في البنية التحتية وأحدث التقنيات لتلبية احتياجات العملاء. ونجحت في دمج طائرات الدرون ذاتية القيادة في عملياتها للشحن في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونفذت حلولاً مدعومة بالذكاء الاصطناعي في سنغافورة، وواصلت طرح نظام إدارة الشحن الرقمي “وان كارغو OneCargo”، نظامها المتقدم لإدارة البضائع على مستوى العالم. ووسعت دناتا أيضاً عملياتها في إيطاليا لتشمل مطار روما فيوميتشينو، حيث حصلت شركة خدمات المطار “إيربورت هاندلينغ Airport Handiling”، التابعة لها والتي تملك دناتا حصة أغلبية فيها، على رخصة لتقديم خدمات المناولة الأرضية، مدتها سبع سنوات. ولدعم هذا التوسع، ستستثمر دناتا 20 مليون يورو لشراء معدات دعم أرضي جديدة ومتقدمة.
وحققت أعمال دناتا للتموين والتجزئة 6.5 مليارات درهم (1.8 مليار دولار)، بنمو نسبته 35%. وحمّلت شركاتها للتموين 123.0 مليون وجبة على طائرات العملاء من الناقلات الجوية، بنمو 10% عن السنة السابقة، بعد استئناف عملائها من الناقلات في جميع أنحاء العالم تسيير رحلاتها الجوية وتوسيعها.
وتمكن قسم التموين والتجزئة في دناتا من توسيع قاعدة عملائه في الأسواق الرئيسية مع فوزه بعقود جديدة في 2023/ 2024، التي تتضمن: الخطوط الجوية السريلانكية والخطوط الجوية التركية في أستراليا (سيدني وملبورن)، والخطوط الجوية الصينية في جمهورية التشيك (براغ)، وجيت بلو في أيرلندا (دبلن)، وخطوط بيمان بنغلاديش الجوية في إيطاليا (روما فيوميتشينو)، والملكية الأردنية في المملكة المتحدة (لندن ستانستيد)، والاتحاد للطيران في الولايات المتحدة (بوسطن). كما وسعت أيضاً شبكة البيع بالتجزئة في المطارات من خلال منافذ جديدة للأطعمة والمشروبات في مطار هنري كواندا الدولي في بوخارست في رومانيا، ومطار الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وارتفعت إيرادات دناتا لخدمات السفر بنسبة 48% إلى 3.5 مليارات درهم (951 مليون دولار أميركي)، بفضل مساهمات قوية من شركة “ديستينيشن آسيا”، شركة إدارة الوجهات التابعة لها في آسيا، وشركة “إيماجن كروزينج” للعطلات البحرية التي استحوذت دناتا على حصة أغلبية فيها. وارتفعت قيمة الصفقات الإجمالية الأساسية (TTV) لخدمات السفر المباعة بنسبة 27% إلى 8.9 مليارات درهم (2.4 مليار دولار أميركي)، ما يعكس قدرة القسم على تقديم المنتجات الملائمة لتلبية الطلب القوي عبر قطاعات السفر على مستوى العالم.
وخلال السنة المالية، أبرم قسم السفر في دناتا اتفاقيات مع كيانات سياحية جديدة وعلامات تجارية للضيافة وشركاء آخرين لتوسيع محفظته من منتجات وخدمات وحلول السفر. وتضمّن ذلك شراكة استراتيجية مع شركة “أميركان إكسبرس غلوبال بيزنس ترافيل AMEX GBT” التي ضاعفت حجم أعمال سفر الشركات في الشرق الأوسط.
يمكن الاطلاع على التقرير السنوي 2023/ 2024 لمجموعة الإمارات، التي تضم طيران الإمارات ودناتا وشركات أخرى، على الموقع www.theemiratesgroup.com/annualreport
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات ترسّخ مكانتها وجهة عالمية في جذب الاستثمارات
جاءت دولة الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً كأكبر وجهة لتدفقات للاستثمار الأجنبي المباشر الواردة في العالم، وسجلت الدولة مستوى غير مسبوق في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة بقيمة 167.6 مليار درهم (45.6 مليار دولار) في عام 2024 بحسب تقرير الاستثمار العالمي 2025 لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد".
وكشف تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات العربية المتحدة 2025، الصادر عن وزارة الاستثمار، عن الأداء المتميز والنجاح غير المسبوق للدولة في جذب رؤوس الأموال عبر مختلف القطاعات الاستراتيجية لتعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة للاستثمار وذلك على الرغم من المشهد العالمي غير المستقر.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن تواجد دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في المركز العاشر عالمياً كأكبر وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر في العام 2024 يثبت أن الإمارات هي أرض الفرص والوجهة المثالية للشركات والأفكار الواعدة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "في تصويت دولي على الثقة في اقتصاد دولة الإمارات... ووفقاً للتقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للدولة 167 مليار درهم (45 مليار دولار) في عام 2024 بنمو 48 بالمئة عن العام الذي سبقه."
وأضاف: "واستحوذت دولة الإمارات على 37 بالمئة من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي على مستوى المنطقة .. (من كل 100 دولار تأتي كاستثمارات أجنبية للمنطقة 37 دولارا منها تتجه لدولة الإمارات) ... كما جاءت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة بعد الولايات المتحدة ... هدفنا الجديد هو جذب تدفقات استثمار أجنبية مباشرة تبلغ 1.3 تريليون درهم خلال الستة أعوام القادمة"، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "واقعنا راسخ .. ومستقبلنا مبشر .. وتركيزنا على أهدافنا واضح ... ورسالتنا: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد هو أهم سياسة."
وعلى الرغم من تباطؤ نمو مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي عالمياً إلى 0.8 بالمئة، حققت الإمارات نمواً ملحوظاً بنسبة 2.8 بالمئة لتعزز بذلك مكانتها وجهةً رئيسية للتدفقات الاستثمارية، وبلغ إجمالي رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسـي التي تم الإعلان عنها في عام 2024 نحو 53.3 مليار درهم (14.5 مليار دولار أميركي).
وحلت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي، حيث تم الإعلان عن 1369 مشروعاً جديداً في عام 2024.
وتتصدر وزارة الاستثمار هذه الجهود عبر تمكين الاستثمار في القطاعات الرئيسية، وتوفير بيئة تنافسية مرنة لرأس المال العالمي، والعمل كشريك موثوق للمستثمرين العالميين. وتواصل الوزارة تعاونها الوثيق مع الهيئات الحكومية الإتحادية والمحلية وهيئات تشجيع الاستثمار وشركات القطاع الخاص والشركاء الدوليين لتطوير سياسات مبتكرة، وتعزيز القيمة الاستثمارية التي تقدمها الدولة، وفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي طويل الأجل.
وقد ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوية من 31.6 مليار درهم (8.6 مليار دولار أميركي) في عام 2015 إلى 167.6 مليار درهم (45.6 مليار دولار أميركي) في عام 2024، فيما بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي 994.9 مليار درهم (270.6 مليار دولار أميركي)، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.5 بالمئة خلال الفترة من 2015 إلى 2024.
وقال محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار " تسجيل هذا المستوى غير المسبوق في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة الإمارات، إنجاز يعكس الخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها قيادتنا الرشيدة ورؤيتها طويلة الأمد لترسيخ مكانة الإمارات وجهةً رائدةً للاستثمار العالمي ، وتلتزم وزارة الاستثمار بتطوير إطار تنظيمي وتشريعي شامل يتماشى مع أولوياتنا الوطنية، ويلبي احتياجات المستثمرين، ويوفر بيئة أعمال تنافسية تجتذب رؤوس الأموال العالمية".
وأضاف: "باتت منظومة الاستثمار في الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى به بفضل استقرارها وشفافيتها والانفتاح التجاري للدولة وسهولة مزاولة الأعمال فيها. ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، نواصل وضع أهداف طموحة لترسيخ مكانة الإمارات وجهةً عالميةً رائدةً للاستثمار الأجنبي المباشر ، ونوفر مساراً واضحاً لدفع عجلة النمو المستدام، ومضاعفة فرص الاستثمار، وتنويع القطاعات ذات الأولوية، وفتح آفاق جديدة للشركات العالمية الساعية إلى الابتكار والتوسع في أسواق المستقبل.
وقد ساهم الأداء القوي للقطاعات الاقتصادية الرئيسية في تعزيز المسار التصاعدي لعدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسية المعلن عنها في الدولة، حيث حلت خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات في المرتبة الأولى من حيث قيمة المشاريع (11.5 بالمئة)، تلتها خدمات الأعمال (9.7 بالمئة)، والطاقة المتجددة (9.3 بالمئة)، والفحم والنفط والغاز (9 بالمئة)، والعقارات (7.8 بالمئة). فيما اجتذب قطاع الطاقة استثمارات أجنبية مباشرة تأسيسية بقيمة 4.8 مليار درهم (1.3 مليار دولار أميركي)، مما عزز الهدف الوطني للدولة بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
و أسهمت السياسات الداعمة للبيئة الاستثمارية والشراكات الاستراتيجية القوية لدولة الإمارات في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كوجهةً رئيسيةً لرؤوس الأموال الأجنبية في المنطقة، حيث استحوذت الإمارات على حوالي 37 بالمئة من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى المنطقة في عام 2024.
وتواصل دولة الإمارات استقطاب أفضل المواهب العالمية مدفوعةً بحزمة من السياسات الداعمة لسياستها الاستثمارية، ويشمل ذلك تمكين الأجانب من التملك الكامل للشركات في البرّ الرئيسي، وتحديد معدل ضريبة شركات تنافسي بنسبة 9 بالمئة، وتبسيط إجراءات الترخيص، وتعزيز الحماية القانونية.
وقد ساهمت هذه السياسات في إرساء بيئة أعمال مواتية للاستثمار، بينما ساهمت الأطر القانونية القوية - مثل مراكز التحكيم الدولية كـ "مركز دبي للتحكيم الدولي" – في تعزيز ثقة المستثمرين وحماية مصالحهم. وتحتل دولة الإمارات المرتبة الخامسة عالمياً في اجتذاب المواهب عالية المهارات (وفق تصنيف المواهب العالمية لعام 2024، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية)، والثالثة في اجتذاب مواهب الذكاء الاصطناعي (مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2024، الصادر عن جامعة ستانفورد)، مما يرسّخ مكانتها كوجهة رئيسية لاستقطاب المهنيين ورواد الأعمال والمبتكرين.
كما تعتبر الشراكات العالمية محركاً رئيسياً آخر لجذب الاستثمارات إلى الدولة، حيث أسهمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة البالغ عددها 21 اتفاقية، و120 معاهدة استثمار ثنائية في دعم المشهد الاستثماري بشكل واضح.
ويرتكز هذا الزخم على الاستثمارات الضخمة للدولة في مجال التحول الرقمي، والذي يتجلى واضحاً في المشروع المشترك بقيمة 5.5 مليار درهم (1.5 مليار دولار أميركي) بين "مايكروسوفت" وشركة "جي42" التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي في الدولة ووضع معايير جديدة للابتكار.
و تهدف الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 إلى مضاعفة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوية بحلول عام 2031، لتصل إلى 1.3 تريليون درهم من الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي خلال الفترة بين عامي 2025-2031، والوصول بحجم مخزون الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 2.2 تريليون درهم .
وتُركز الاستراتيجية على العديد من القطاعات ذات الأولوية مثل الصناعات المتقدمة، والطاقة المتجددة، والخدمات المالية، وتكنولوجيا المعلومات مع التركيز على الاستدامة والابتكار. وتهدف المبادرات المنضوية تحت إطار هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ المكانة الرائدة عالمياً لدولة الإمارات في مجال التنوع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي.