رئيس جامعة الأزهر يشيد بأبحاث مؤتمر الدراسات الإسلامية
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
أشاد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بالجهود العلمية لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة واختيارها لعنوان مؤتمرها الدولي الخامس الذي يقام تحت عنوان: «دور مشايخ الأزهر الشريف في خدمة العلوم الشرعية والعربية» مثمنًا الأبحاث العلمية التي تقدمت للمؤتمر.
وقال الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، في كلمته: الحمد لله الذي جعل الأزهر الشريف قبلة العلم، وأرسى عماده، ورفع لواءه، وأعلى قدره، وأبقى في العالمين ذكره، فيذكره بالفضل والإحسان من كان لنفسه محسنًا، ويذكره بالذراية والسوء من كان لنفسه ظالمًا، وصلى الله على سيدنا محمد الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء؛ فأنزلهم بأعلى المنازل، ولم يرض لهم إلا بأن يكونوا لأنوار النبوة وارثين، وبعد؛ فإن هذا المؤتمر يشرف برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أطال الله في العافية بقاءه، وحسنًا فعلتْ كلية الدراسات الإسلاميَّة والعربيَّة للبنين بالقاهرة إذ اختارت لهذا المؤتمر موضوعًا تتبارى فيه العقول والأقلام، وهو *«دور مشايخ الأزهر الشريف في خدمة العلوم الشرعية والعربية»*.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن بحوث المؤتمر تلقى ونيران الهجوم على الأزهر الشريف تشتعل، لافتًا أننا لا نخاف من اشتعالها؛ لأنَّ الله -جل جلاله- هو الذي يطفئها، وكم اشتعلت قبلها نيران فلم تحرق إلا مَن أشعلها وذهبوا وذهبت نيرانهم وبقيت قصصا تُحْكَى للناس وعبرة لأولي الألباب.
وتسائل فضيلة رئيس الجامعة: أين مَن أقاموا للناس الشبهات التي استهلكت عقولهم وأقضت مضاجعهم؟ لقد بادت وباد معها أصحابها، أين فلان وفلان ممن كان يملأ الدنيا ضجيجًا؟ لقد رحلوا ورحلت معهم شبهاتهم إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.
وأكد الدكتور سلامة داود أن الأزهر الشريف بقي ثابتًا لا تزحزحه الحوادث ولا تزلزله العواصف الهوج التي تعصف بعقول من تنطلي عليه هذه الحيل والتهويلات الفارغة الخالية من التحصيل ولا تقف على قدم واحدة عرجاء، وصدقت كلمات ربي: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ (سورة الرعد).
وبيَّن رئيس الجامعة أن مناهج علمائنا تتميز بأنها يُقَوِّم بعضُها بعضًا، وقد استدركوا على بعض- فاستدرك تلاميذ أئمة المذاهب على أئمتهم- دون أن تقوم من أجل ذلك فتنة ودون أن تنتطح في ذلك عنزان.
وأوضح رئيس الجامعة أن علماء الأزهر الشريف كانوا علماء، حين يناقش بعضُهم بعضًا يلتزم بأدب العلم وأخلاق المناظرة، ويرون جميعًا أن الهدف هو الوصول إلى الحق والصواب، لا فرق بين أن يكون لك أو عليك، ولم يكن هدفهم إثارة العوام وأشباه العوام، وإشعال نار تمتد لظاها لتأكل أمن الناس وراحتهم واستقرارهم وتمتلىء ساحاتنا ثرثرة تضيع فيها الأوقات والأعمار؛ ويأكل فيها القوي الضعيف، ويشمت الغالب بالمغلوب، وتنقلب حياة الناس بين عشية وضحاها إلى حالة من البلبلة.
وبيَّن رئيس الجامعة أنه كان من مناهج علمائنا في الخلاف أنه (لا يرد إلا على مَن كان له صواب يؤخذ عنه، أما مَن ليس له صواب يؤخذ عنه فلا يُرَدُّ عليه، وإن ملأ الدنيا ضجيجًا)؛ لافتًا أنه قديمًا قالوا: لو سكت مَن لا يدري لاستراح الناس؛ لأنَّ العلم لا يؤخذ بكثرة الضجيج ولا بارتفاع الصوت ولا بكثرة الظهور، وإنما يؤخذ العلم بطول المراجعة والمفاتشة والتحري والتثبت وحسن النظر والإنصات، حتى قال القاضي الباقلاني: إنَّ العلم يحتاج إلى سكون طائر؛ يعني أن المسألة الدقيقة لو زقزق عصفور لطارت الفكرة وشردت وضاعت؛ ولذا كان أصحاب الفكر يستعينون بالظلام على صيد الخواطر وبنات الفكر المهذب، حتى قال أبو تمام بيته المشهور :
خذها ابنة الفكر المهذب في الدجى والليل أسود حالك الجلباب
وشدد رئيس الجامعة أننا اليوم أحوج ما نكون في جامعاتنا إلى إحياء ما كتبه علماؤنا في أدب الخلاف؛ لتتربى الأجيال على هذه الأخلاق السامية والقيم الرفيعة والمضامين السديدة التي تبني ولا تهدم وتصلح ولا تفسد وتقوم المعوج ولا تحطمه، وتعالج الداء دون أن تقضي على المريض.
وبيَّن رئيس الجامعة أنه اطلع على عناوين البحوث المقدمة للمؤتمر فوجدها تدور في مجملها حول فكر الأئمة الكبار الذين تولوا مشيخة الأزهر الشريف، ورأيت من بينها ستة بحوث تدور حول فكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ تناولت: (فكر الإمام بين منابع التكوين المعرفي ومواجهة التطرف الفكري)، و(جهود الإمام أحمد الطيب في تعزيز قيم الحوار الحضاري والتعايش السلمي)، و(جهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في نصرة المستضعفين)، و(الأزهر الشريف وقوته المؤثرة في التفاعلات الدولية في عهد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب)، و(الإمام الأكبر ودوره التجديدي في التفسير...قضايا المرأة نموذجًا)، و(ترجمة معاني القرآن الكريم بين الحظر والإباحة والموقف العلمي للشيخ أحمد الطيب في ضوء ذلك).
وأكمل رئيس الجامعة قائلًا:
وأحببتُ عدم الاكتفاء في هذا المؤتمر بدور المشاهد؛ فتقدمتُ للمؤتمر ببحثٍ علميٍّ لي كتبته منذ سنوات وقت أن كنتُ عميدًا لكلية اللغة العربية بإيتاي البارود ولم أنشره بعد؛ ليكون هو البحث السابع في هذه السلسلة المباركة وعنوانه: «شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيِّب لغةٌ تُصَوِّرُ واقعَ الأُمَّة»، وهو قراءة متواضعة في فكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وخطوة على الطريق يفتح للباحثين الباب لدراسة كلام الإمام- أطال الله تعالى في النعمة والعافية بقاءه- وهي لغة متميزة تستوقف الباحثين؛ لما لها من الأثر المحمود في نفوس الناس وفي التعبير عن الواقع الذي تعيشه الأمة تعبيرًا صادقًا أمينًا، فكلماته في كل محفل درة عقده، وقلادة جيده، تسير مسير الضحى في البلاد، وتملأ الدنيا وتشغل الناس، مشيرًا إلى أن الموضوع أهل لأن تقوم به رسالة عملية تتعمق تفاصيله بصورة أوسع وأرحب.
مضيفًا أنَّ هذه الدِّراسة الوجيزة تفتح هذا الباب الأوسع؛ باب دراسة كلام شيوخ الأزهر الشريف الذي دوت به المحافل، وشرَّق وغرَّب، وكان أنموذجًا يحتذى في علو البيان، ودراسة كلام الأساتذة الكبار من علماء الأزهر الشريف، وهذا مشروع لسلسلة من الرسائل العلمية في البلاغة والنقد.
وفي ختام كلمته دعا فضيلته للمؤتمر بالنجاح والتوفيق، وأن يخرج بتوصيات علمية عملية مفيدة تسهم في النهوض والارتقاء بمؤسسة الأزهر الشريف وتاريخها العريق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإمام الأکبر الدکتور أحمد الطیب الأزهر الشریف شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة البترا يرعى حفل تخريج الفوج 31 ويعلن عن استحداث برامج جديدة
صراحة نيوز- رعى رئيس جامعة البترا، الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم، حفل تخريج الفوج الحادي والثلاثين من طلبة الجامعة للفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2024-2025، والذي أقيم على مدى يومين، وشهد تخرج قرابة ستمئة طالب وطالبة، بحضور أهالي الخريجين والسفير السوداني حسن سوار الذهب، ودبلوماسيين من السفارة الليبية، وعدد من شخصيات المجتمع المحلي.
وأعلن عبد الرحيم خلال كلمته في الحفل عن استحداث جامعة البترا برامج أكاديمية جديدة، هي: بكالوريوس تكنولوجيا صناعة الأسنان، وماجستير ذكاء الأعمال وتحليل البيانات.
وأكد عبد الرحيم أن الجامعة تفخر بخريجيها الذين يثبتون تميزهم في سوق العمل ومختلف ميادين الحياة، مشيرًا إلى أن هذا التميز يعكس رؤية الجامعة في أن تكون “الخيار الأفضل للعلماء والمتعلمين”. كما استعرض أبرز إنجازات الجامعة في مجالي الجودة والاعتمادات الدولية والبحث العلمي باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لنجاح مخرجاتها.
وأشار عبد الرحيم إلى أن الجامعة حصلت على أكثر من عشرين اعتمادًا دوليًا من هيئات أمريكية وبريطانية وألمانية وفرنسية وكندية، لافتًا إلى أن كلية الحقوق حصلت مؤخرًا على الاعتماد الفرنسي لمدة خمس سنوات متتالية، مضيفًا أن جامعة البترا هي أول جامعة أردنية تنال شهادة ضمان الجودة.
وفي مجال البحث العلمي، أوضح عبد الرحيم أن الإنتاج البحثي لأعضاء هيئة التدريس ارتفع من 150 بحثًا سنويًا عام 2012 إلى نحو 600 بحث متوقع هذا العام، مؤكدًا أن ذلك يعود إلى السياسات التحفيزية التي اعتمدتها الجامعة، مثل إطلاق “جائزة الباحث المتميز” على مستوى كل قسم أكاديمي، وربط 30% من تقييم الأستاذ الجامعي بالبحث العلمي، مشيرًا إلى أن هذا التميز البحثي أثمر ابتكارات نوعية حصدت جوائز مرموقة، منها فوز مشروعين بجائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي.
وهنأ عميد شؤون الطلبة، الأستاذ الدكتور إياد الملاح، الخريجين وذويهم، مؤكدًا أن دور العمادة لا يتوقف عند تخرج الطلبة، وقال:
“تحرص العمادة خلال فترة دراسة الطلبة على توفير بيئة جامعية داعمة تنمي مهاراتهم وشخصياتهم، كما تمتد هذه الرعاية إلى ما بعد التخرج من خلال مكتب متابعة شؤون الخريجين.”
وألقت الطالبة رواند شويكي كلمة الخريجين في اليوم الأول معبرة عن امتنانها العميق للجامعة التي منحتها “الثقة الغالية”، وقالت:
“إنها لحظة لا تعبر عنها الكلمات، لكنها ستبقى خالدة في القلب حتى الممات.”
وبيّنت أن الجامعة علمتهم أن “المسؤولية تبدأ بالفكرة، وأن التميز لا يُمنح بل يُنتزع بالصبر والاجتهاد والإيمان بالذات.”
وقدمت شويكي شكرها لأساتذتها قائلة:
“لقد سلحتمونا بالعلم والمعرفة، وزرعتم في وجداننا العزيمة والإرادة والنظر إلى المستقبل بإشراق.”
كما وجهت رسالة امتنان لذوي الخريجين:
“لكم منا كل الشكر والامتنان على تعبكم وسهركم ودموعكم وتحملكم الصعاب. فضلكم لا يضاهيه فضل، ومعروفكم يعلو على كل معروف.”
وفي اليوم الثاني، افتتح الطالب مهدي الشوابكة كلمة الخريجين موجهًا شكره لأساتذته وجامعته قائلاً:
“في هذا اليوم، نقف باحترام أمامكم وأمام جامعتنا، بيتنا الثاني، التي فتحت لنا أبواب المعرفة والحوار، وغرست فينا قيما سنحملها معنا ما حيينا.”
ووجه الشوابكة شكره للأمهات والآباء قائلاً:
“أنتم الحقيقة التي لا تتغير، أنتم التعب الذي لا يُنسى، والدعاء الذي كان يسبقنا دائمًا. نجاحنا اليوم هو ثمرة صبركم وقوتكم وإيمانكم.”
واختتم كلمته قائلاً:
“فليكن هذا اليوم بداية لا تنتهي، ولتكن شهاداتنا جواز عبور نحو تغيير نؤمن به ونستحقه.”
وشهد الحفل استضافة قصص نجاح لخريجي الجامعة، منها قصة الدكتورة لينا الغصين، خريجة تربية الطفل وماجستير الإرشاد النفسي والتربوي، التي عادت لاستكمال دراستها بعد انقطاع تسع سنوات، وتمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز عام 2024. وأكدت الغصين أن الجامعة كانت “الحضن الدافئ والداعم الصادق” لمسيرتها، وأن أساتذتها كانوا مصدر إلهام وتشجيع.
وأضافت الغصين أنها انطلقت بعد تخرجها إلى العمل المجتمعي والخيري، وترأست اللجنة الثقافية في الجمعية الأردنية لرعاية المرأة والطفل، وقدمت محاضرات توعوية ضمن برنامج المقبلين على الزواج، كما حصلت على شهادة مدرب دولي معتمد من كلية أكسفورد، وشاركت في برامج إذاعية وتلفزيونية حول شؤون الأسرة، وأصبحت محاضرة غير متفرغة في جامعة الزيتونة الأردنية.
أما في اليوم الثاني، فقد استضاف الحفل قصة نجاح المهندسة المعمارية دلال عبد الله، خريجة عام 2005، والتي انتقلت من إدارة المشاريع الهندسية الكبرى مثل مشروع العبدلي، إلى عالم ريادة الأعمال وتصميم الأزياء. وأكدت أن “الشغف والفضول كانا يدفعانها دائمًا إلى زيارة مواقع المشاريع، ما ساعدها على فهم المخططات والتفاصيل على الورق.”
وأوضحت عبدالله أنها التحقت بعد تخرجها بدورات في إدارة الأعمال والتسويق والمحاسبة حتى أسست علامتها التجارية الخاصة “Minimal”، التي تهدف إلى تمكين النساء وتغيير مفهوم الجمال. كما عملت مديرة مشاريع في شركة إماراتية كبرى، وقادت مشاريع بارزة في الأردن، منها فندق كمبينسكي ومبنى إيكيا عمان.