جنوب أفريقيا تستأنف النضال ضد الفصل العنصري.. ولكن هذه المرة من أجل فلسطين
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
عُقد في جوهانسبرغ بتاريخ 10 مايو/أيار وعلى مدار 3 أيام مؤتمر دولي بعنوان "المؤتمر العالمي ضد الفصل العنصري في فلسطين"، شارك فيه المئات من النشطاء والمناضلين الأمميين، ومجموعات الضغط الدولية ومؤسَّسات المجتمع المدني؛ بهدف التأسيس لحركة عالمية ضد الفصل العنصري في فلسطين، استنادًا للتجرِبة الطويلة والناجحة لجنوب أفريقيا في النضال ضد نظام الفصل العنصريّ.
عَقدُ هذا المؤتمر ليس خطوة عادية أو شكلية، لا سيما من حيث المكان أو التوقيت أو الأفق. فجنوب أفريقيا دولة تتمتع بسلطة أخلاقية على المستوى العالميّ، وعندما يكون الحديث حول النضال ضد الفصل العنصري، فهم أصحاب خبرة طويلة وناجحة في مثل هذه المعارك، وكل من يزور هذا البلد العظيم يشعر كم هم مفعمون بالنضال من أجل فلسطين، وكم يشعرون بالالتزام السياسيّ والأخلاقي للانخراط في هذه المعركة العادلة من أجل الحرية والاستقلال الفلسطينيّ، وهذا ما تلمسه لدى كل الجنوب أفريقيين بغض النظر عن لونهم أو دينهم أو توجّههم السياسي.
أمُّ الجرائموفي كل لقاء أو فعالية ما زالوا يرفعون الشعار الخالد للقائد التاريخيّ لنضال جنوب أفريقيا "نيلسون مانديلا: "حرية الجنوب أفريقيين لن تكتمل حتى تتحقق الحرية للفلسطينيين"، ولذلك لم تتردّد جنوب أفريقيا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول في الإعلان عن موقف صريح في دعم حقوق الشعب الفلسطينيّ، وفي مقدمتها حقّه في المقاومة بكافة أشكالها، بل اتخذت العديد من الخطوات العملية لتعزيز ذلك، ولعلّ أهمها الذهاب إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لإثبات تهمة ارتكاب الإبادة الجماعية بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة، وهذا ما أكّدته المحكمة، وإن لم تأخذ الإجراء المتوقّع لوقف هذه الجريمة، لكن ولأوّل مرّة يقف هذا الكيان الفاشي أمام العدالة، مُتهَمًا بأمّ الجرائم: "الإبادة الجماعية"، وأهمية ذلك أنها التهمة التي يستند إليها بشكل رئيس في تبرير وجوده.
وها هي اليوم تنطلق في خطوة إستراتيجية جديدة لمحاصرة هذا الكيان الفاشي وعزله وملاحقته وصولًا إلى تفكيكه، من خلال "الحركة العالمية لمناهضة الفصل العنصري"، والتي يتوقع أن تتحول إلى مظلة عالمية تجمع وتنسق وتعمل على توحيد الجهود الدولية في هذا المضمار.
ومنذ نشأة الكيان وهناك حراكات دولية لمناهضة الكيان الصهيوني، ولم تتوقف للحظة وشملت قارات الأرض الخمسة، ولكنها لم تستطع تحقيقَ هدفها الأساس بعزل الكيان وتفكيكه، وإن كانت لعبت دورًا جوهريًا في إبقاء الضمير البشري حيًا تجاه العدوان المستمر على شعبنا وما يرتكب بحقه من جرائم، ولكننا اليوم وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول المجيد، وما تلاه من مشاهد البطولة والصمود من ناحية، والكارثة الكبرى التي حلَّت بشعبنا؛ بسبب الإبادة الجماعية على يد الجيش الصهيونيّ من ناحية أخرى، اكتسبت هذه الحراكات زخمًا غير مسبوق، حتى إننا لا نبالغ إذا قلنا؛ إن "طوفان الأقصى" المبارك تبعه "طوفان بشري" عالمي لم نشهده في أيّ من مراحل الصراع ولا حتى في صراعات أخرى.
والأهمّ أنه "طوفانٌ بشري" متصاعد ومستمرّ، وفي كل مناحي الكرة الأرضيّة، وبكل اللغات حتى لغة الصمّ، كما شاهدنا في أستراليا مؤخرًا. طوفانٌ يقوده الشباب الحرّ المتنور والنخبوي، والذي اكتشف أنه خضع لعملية تضليل ممنهجة لعقود لصالح روايات وأساطير الكيان وحلفائه وأنه باسمه وبالنيابة عنه وبأمواله ترتكب كل هذه الأهوال والفظاعات، ولذلك اعتبر معركة غزة أنها ليست معركة الفلسطينيين فقط، بل هي أيضًا معركته هو ضد عدو مشترك: قوى الاستكبار والظلم العالمي، ومعركة الجميع من أجل الحرية والكرامة والعدالة.
إذًا تأتي هذه الخطوة في لحظة تاريخيّة مهمة أبدع الجنوب أفريقيين في اختيارها، ويتوقع أن تجد صداها في كل أركان المعمورة.
ثنائية متداخلة ومترابطةقد يتساءل البعض ما قيمة مثل هذه الخطوات في ظل منظومة دولية فاسدة وظالمة ومحكومة بقوى من الصعب إن لم يكن من المستحيل هزيمتها؟ وللإجابة عن هذا السؤال، لابد أن نتذكر تجارب كل الشعوب التي سبقتنا في فيتنام والجزائر، وهنا في جنوب أفريقيا، حيث مروا بظروف مشابهة جدًا وتعرضوا لنفس الوحشية والقهر الشديد، وفي لحظات أصاب البعض اليأس من إمكانية هزيمة قوى الاستبداد والقهر، وخاصة في ظل الأثمان الكبيرة جدًا على الطريق، ولكن في النهاية بالصبر والصمود والثبات بلغوا غايتهم بالحرية والاستقلال.
البعض قد يتساءل عن قيمة مثل هذه الخطوات في ظل معادلات دولية محكومة من قبل الصهاينة وحلفائهم؟ ولذلك وجب التذكير بأنّ الكيان يقوم ويستمر في البقاء اعتمادًا على ثنائية متداخلة ومترابطة، وبدونها لا يمكن لهذا الكيان أن يستمر في البقاء. الأولى: هي قدراته العسكرية والأمنية والاقتصادية وهذه منوط بشعبنا ومقاومته الباسلة التصدي لها وتحطيمها، وهذا ما بدأ بشكل إبداعي ومؤثر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مبنيًا على نضالات شعبنا الطويلة منذ النكبة.
أما الثانية: فهي أن هذا الكيان هو صنيعة المجتمع الدولي وكتبت شهادة ميلاده في الأمم المتحدة. وهذا الكيان يمثل لحظة تقاطع استثنائية بين قوى الاستعمار الكولونيالي في الغرب، والحركة الصهيونية بدايات القرن الماضي. فالقوى الاستعمارية، التي رفضت التعاطي مع الحركة الصهيونية ردحًا من الزمن، وجدت أنها أمام فرصة لزراعة كيان غريب في جسد المنطقة يخدم مصالحها الإستراتيجية إذا اضطرت للمغادرة، وفي نفس الوقت التخلص من اليهود والتكفير عن خطيئتها. أما الحركة الصهيونية فتحقق هدفها بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
ولذلك "الموقف الدولي" الداعم للكيان هو في إطار اعتبار هذا الكيان ممثلًا وحارسًا لمصالح الغرب الاستعماري في المنطقة، وعليه فإن هذا الدعم يتجاوز حدود التعاطف أو التضامن السياسي أو الديني، ليصل إلى المستوى الذي يمثله الكيان كقاعدة متقدمة للغرب الاستعماري.
وهذا ما رصده الجميع في ردة الفعل لهذه القوى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول المجيد، حيث حركوا أساطيلهم وحشدوا قواتهم واستنفروا أدواتهم السياسية والإعلامية لحماية هذا الكيان وإقالته من عثرته، ولكن دون جدوى فقد وقع الضرر الإستراتيجي، وتكشفت أوراق هذا التحالف الخبيث، وانطلقت حركة شعبية عالمية مناهضة لهذا الكيان، وخاصة في محاضنه الأساسية.
مظلة عالميةوهنا يأتي دور هذه الحركة العالمية التي أعلن عن انطلاقها في مؤتمر جوهانسبرغ، والتي يتوقع أن تتحول إلى مظلة عالمية لكل حالة التضامن الدولي، تحشد وتنسق وتنظم كل ذلك؛ بهدف عزل الاحتلال وملاحقته في كل المحافل، وعلى كل المستويات على طريق تفكيكه وردّ البضاعة لأصحابها. هذا النضال العالمي يجب أن يتحرك جنبًا إلى جنب مع كل أشكال النضال الفلسطيني، حتى يتحوّلَ هذا الكيان عبئًا على مَن صنعوه ويضطروا إلى تفكيكه؛ حرصًا على مصالحهم الاستراتيجية.
هل يتناقض هذا النضال العالمي مع المقاومة بكل أشكالها، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة؟ بالتأكيد لا؛ لأن كل قصص النجاح للشعوب في مناهضة الاستعمار والعنصرية دمجت بين كل هذه الأشكال في إطار رؤية إستراتيجية واحدة يعزز بعضها بعضًا، وهنا من الجدير ذكره أن من أكثر ما سمعنا في المؤتمر من الجنوب أفارقة أن نضالهم ضد نظام الفصل العنصري ارتكز على أربع أدوات أساسية: المقاومة الشعبية، والتنظيم السري، والمقاومة المسلحة، والتضامن الدولي، وكلها سارت جنبًا إلى جنب في تناسق وانسجام كاملين، وعزّزت إحداها الأخرى.
وأعتقد أننا كفلسطينيين بحاجة ماسّة لاقتناص هذه الفرصة الإستراتيجية التي قدّمها لنا "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المجيد؛ لإعادة ترتيب أوراقنا وإرجاعها إلى سيرتها الأولى عندما تحرّكت كل أدواتنا النضالية في بداية انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي القلب منها المقاومة المسلحة، جنبًا إلى جنب بانسجام وتكامل ضمن رؤية إستراتيجية واضحة وأداء قيادي وطني شامل وواعي بكل أبعاد المعركة وضروراتها.
للأسف الشديد فإن نضالنا الوطني أصيب بضربة قاصمة أفقدته توازنه عندما تم توقيع اتفاقية أوسلو المشؤومة، حيث أُسقطت معظم أدواتنا النضالية الإستراتيجية لصالح أداة تكتيكية واحدة وهي: "المفاوضات"، وحتى تتعمق الكارثة فعندما حصل الانتقال القيادي الإجباري بداية القرن تعمّقت الأزمة أكثر، حيث تم بشكل منهجي محاصرة كل الأدوات الأخرى وقمعها وملاحقة كل من يحاول إحياءها، فكانت الكارثة الوطنية التي نحياها اليوم والتي أسست لكل الخطط الصهيونية لشطب القضية الفلسطينية، بل ومكنتها.
خطوة على الطريقالسابع من أكتوبر/تشرين الأول المجيد أعلن انتهاء هذه المرحلة البائسة من تاريخ شعبنا وفتح الأبواب واسعة لإعادة ترتيب الصفوف من جديد، وتفعيل كل أدواتنا النضالية بزخم ثوري معمّد بدماء آلاف الشهداء والجرحى، ومستندًا إلى هزيمة إستراتيجية لحقت بالعدوّ الصهيوني بغض النظر عن مآلات هذه الجولة.
ختامًا؛ مؤتمر جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا وإطلاق الحركة العالمية لمناهضة الفصل العنصري خطوة كبيرة على طريق حشد الطاقات العالمية في مساندة نضال شعبنا الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال، ولكن هذه الخطوة تعتمد كثيرًا على وحدة الموقف الفلسطيني وإفساح المجال لهذه الطاقات والمبادرات العالمية للمشاركة في هذه المعركة الأقدس للقضية الأعدل، لا سيما أن الكثيرين حول العالم يعتبرونها معركتهم الوطنية باعتبار العدو المشترك، ولذلك فعلينا كفلسطينيين أن نكون أول من يحتضن هذه المبادرة ويدعمها ويجنبها أي تجاذبات ويعفيها من أي حسابات أو تبعات شخصية أو فصائلية، فإن أوضاعنا الداخلية الفلسطينية المؤسفة ألقت بظلالها السلبية على الحراكات الدولية التضامنية وأضعفتها بل في أحايين كثيرة أجهضتها.
انطلاقُ قطار النضال الدولي من أجل فلسطين من جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا في محطته الأولى هو بُشرى خير بكل ما تحمله هذه البلد من رمزية وسلطة أخلاقية في هذه المساحة بالذات.. سيصل القطار إلى محطته النهائية وسنحتفل بتفكيك نظام الفصل العنصري، كما احتفلت جنوب أفريقيا، وقريبًا بإذن الله.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ضد الفصل العنصری جنوب أفریقیا هذا الکیان وهذا ما من أجل
إقرأ أيضاً:
من السيطرة المطلقة إلى القلق.. تحولات في تعامل الكيان الصهيوني مع الأمن السيبراني
الثورة / متابعات
تفرض التطورات الأخيرة داخل منظومة الاحتلال الأمنية أسئلة جوهرية حول طبيعة التحولات التي تشهدها تل أبيب في تعاملها مع التكنولوجيا والأمن السيبراني.
فالإجراءات التي اتخذت تجاه كبار الضباط، وتحديداً حظر استخدام هواتف الأندرويد وسحب السيارات الصينية من الخدمة، لم تكن مجرّد تعديلات إدارية، بل بدت وكأنها إعلان غير مباشر عن اهتزاز منظومة كان الاحتلال يعتبرها إحدى ركائز تفوقه الاستراتيجي.
هذه القرارات فتحت الباب أمام نقاش واسع حول تغيرات النظرة الإسرائيلية للتكنولوجيا، وكيف تحولت من أداة سيطرة إلى مصدر تهديد، وما يكشفه ذلك عن مستوى القلق داخل الأجهزة الأمنية.
إجراءات تكشف عمق القلق
وقال الكاتب اللبناني يحيى دبوق في صحيفة الأخبار إنّ الخطوات الإسرائيلية الأخيرة، وأبرزها حظر هواتف الأندرويد وسحب السيارات الصينية، تعبّر عن اعتراف واضح بوجود ثغرات أمنية تهدد ما يعتبره الاحتلال تفوقه التكنولوجي المطلق.
وأشار إلى أن هذه القرارات لم تُتخذ إلا بعدما أصبح واضحاً أن ما بعد “طوفان الأقصى” فرض معادلات جديدة في ميدان التكنولوجيا.
التكنولوجيا… سلاح ذو حدين
وأضاف دبوق أنّ الأجهزة الذكية، التي طالما اعتمدت عليها إسرائيل في عمليات المراقبة والعمل الميداني، فقدت دورها الأحادي، وأصبحت قابلة للاختراق والاستغلال، مما يهدد كشف مواقع وتقديرات وتحركات رفيعة المستوى.
وأوضح أنّ التحوّل نحو أجهزة “آيفون” ليس خياراً مبنياً على ثقة مطلقة، بل محاولة لتقليل حجم المخاطر في بيئة تقنية معقّدة تتداخل فيها مصالح الدول والشركات على مستوى الشرائح والبرمجيات.
تحوّل في العقيدة الأمنية
وأشار الخبير في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة إلى أنّ لجوء الاحتلال إلى ما يشبه إجراءات “الأمن الوقائي” التي تعتمدها الدول الأقل قوة يعكس قلقاً استراتيجياً داخل المؤسسة الأمنية.
ويوضح في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، أنّ هذا التحول يدلّ على أنّ التفوّق الهجومي وحده لا يكفي إذا لم يكن محاطاً بمنظومة دفاعية رقمية صارمة، وأن الاحتلال بات يواجه تهديدات لا يمكن التنبؤ بها أو السيطرة الكاملة عليها.
سقوط وهم التفوّق التكنولوجي المطلق
يكشف هذا المشهد عن لحظة إدراك إسرائيلية بأن التكنولوجيا لم تعد ساحة أحادية الاتجاه، بل مجال مواجهة متبادل يستطيع الخصوم خلاله استغلال الثغرات نفسها التي بنت عليها تل أبيب جزءاً من قوتها.
ويؤكد هذا أنّ إسرائيل لم تعد قادرة على تغطية هذه التحديات بمجرد خطاب التفوّق التكنولوجي، بعدما أصبحت الأجهزة الحديثة قادرة على كشف الحركة وتتبع التحركات واستنتاج النوايا.
البعد التقني… ثغرات لا يمكن إخفاؤها
وقال الخبير التقني اللبناني علي أحمد، المختص في الأمن السيبراني وتحليل البنى الرقمية، إن الخطوات الإسرائيلية تكشف عن مشكلة أعمق في فهم المخاطر التقنية الحديثة، حيث تعتمد البنية الرقمية على منظومات مغلقة وغير شفافة، بعضها مستورد من دول لها مصالح متشابكة ومعقدة، مما يجعل السيطرة الكاملة على الأمن شبه مستحيلة.
وأضاف في تصريح لمراسلنا، أن التحول نحو استخدام أنظمة أقل انكشافاً لا يعني زوال الخطر، إذ أنّ التهديدات السيبرانية الحديثة تتعلق بسلوك المستخدمين وسلسلة التزويد العالمية والبنية السحابية التي تمرّ عبرها البيانات.
وأشار إلى أنّ الإجراءات الإسرائيلية تعكس تحوّلاً من الثقة المفرطة إلى محاولة تقييد المخاطر، وهو مؤشر على أنّ إسرائيل لم تعد اللاعب المسيطر في المجال السيبراني، بل طرفاً يتنافس مع جهات لديها قدرات مكافئة.