انعقد هذا الموتمر في أوج صراع الامة العربية والاسلامية بقيادة المقاومة التي تمثلها ، المقاومة الفلسطينية المسلحة والجمهورية اليمنية من صنعاء ( جيش وشعب وقيادة ثورية ) والمقاومة الإسلامية اللبنانية والمقاومة العراقية والمقاومة الإيرانية ( جمهورية ايران الإسلامية قيادة وجيش وشعب ) ، هذا المحور الإسلامي العربي المقاوم يقاتل ببسالة منقطعة النظير منذ بدء معركة طوفان الاقصي المبارك في 7 / اكتوبر / 2023 م وحتى لحظات انعقاد الموتمر الخياني الهزيل للقضية  الفلسطينية في تاريخ 28/ يوليو / 2025 م .

اي ان مؤتمر نيويورك الخياني للقضية الفلسطينية ينعقد بعد قرابة 22 شهراً من القتال العنيف بين محور المقاومة الاسلامية والعربية ، وبين محور الصهاينة من الاسرائيليين والأمريكان والاوربيين والصهاينة العرب والمسلمين ، نعم هي معركة غير متكافئة من الناحية العسكرية والامنية والاستخباراتية والمالية والاقتصادية ، لكن القيادة والسيطرة والمقاتل لمحور المقاومة وظف كل الطاقات الإبداعية في هذه المنازلة التاريخية وجعلها لصالحه ، بغض النظر عن الخسائر البشرية والمادية واللوجستية ، وهذا امر طبيعي في جميع مراحل التاريخ الإنساني بان القوى العسكرية المقاومة عادة ما تكون قدراتها وإمكاناتها العسكرية والمالية والمادية اقل بكثير من قوى الهيمنة والمحتلين الاجانب للأرض والجغرافيا والتضاريس ، لكن تلك المعادلة غير المنصفة لا تعكس النتائج المحققة مطلقاً على مر التاريخ ، وللتدليل علي ذلك القول ما حدث من نتائج مبهرة في فيتنام ، وافغانستان ، والعراق ، والصومال ، ولبنان ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، والمقاومة في الجزائر و جمهورية كوبا الاشتراكية .

وحينما نردد تلك الأمثلة المُبهرة والعظيمة للمقاومين الاحرار  ، إنما نرددها لتذكير من فسدت ذاكرتهم المعطوبة ، وكذلك للقوى التي تفضل مبداء الأستسلام والاستكانة والانهزام على مبداء المقاومة لنيل الحرية والشرف والكرامة والاستقلال ، ذلكم المبداء الذي يقوم على مفهوم [ شعب العلف على شعب السلف المناهض للظلم ].

تخيلوا معي ولو للحظه واحده ان ياتي مؤتمر نيويورك الصهيوني المشبوه بعد عقد سلسلة من المؤتمرات العربية والإسلامية الخيانية وشعبنا الفلسطيني في قمة قتاله ومقاومته وعظمته وكبريائه ودفع مقابل هذا الصمود ما يزيد عن 60000 الف شهيد نصفهم من الأطفال والنساء ، وكذلك ازيد من 130000  الف جريح وجريحة وبأزيد من النصف من الاطفال والنساء ، مع تدمير قرابة 65%  من البني التحتية والخدمات والمساكن في قطاع غزه ، هذه الأثمان الباهضة مع تجويع وإفقار  اثنين مليون وثلاث مائة مواطن فلسطيني غزي محاصر من الغذاء والماء والدواء .

ومع ذلك ياتي هذا الموتمر الخياني كطعنة خنجر مسموم في ظهر الشعب الفلسطيني البطل المقاوم  ، وبيد من حضر وشارك وخطط ونفذ من العرب والمسلمين لمؤتمر نيويورك الصهيوني ،

الم يفكر هؤلاء الحكام العرب والمسلمين بان فلسطين وقضيتها التاريخية هي أمانة دينية واخلاقية وانسانية وسياسية ملزمة السداد والدفاع عنها كمسؤولية مطلقة عليهم للأسباب والدواعي الاستراتيجية الآتية :

 

اولاً :

ــــــ

كيف يحق لهم ان يطالبوا محور المقاومة بتسليم أسلحتهم وعتادهم ، ولم يشيروا البته الي ان العدو الاسرائيلي لديه ترسانة عسكرية وامنية يهدد بها العالم كله ، ولا يهدد فقط العرب والمسلمين ؟.

ثانيا :

ــــــــ

كيف سمع هؤلاء الحكام العرب والمسلمين الصهاينة لأنفسهم بان يطالبوا بإخراج المقاومة الفلسطينية من ارضها وهي تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في التحرر المستمر لأكثر من 100 عام من الجهاد والنضال والكفاح والتضحية من كابوس الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني  ؟.

 

ثالثا :

ـــــــــ

كيف سمح هؤلاء الحكام العرب والمسلمين بان يتآمروا و يخونوا أرواح و دماء الشهداء  الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين روت قطرات دمائهم القضية الفلسطينية وأحيتها من جديد ، وجعلها قضية محورية وأساسية وانسانية عالمية في هذا العالم المنافق الكاذب ، الذي تماهى من الروايات السردية الكاذبة للحركة والإعلام الصهيوني من حول العالم ؟.

 

رابعاً :

ــــــــــ

الم يتعلم هؤلاء الحكام العرب والمسلمين من اكذوبة اتفاق اوسلوا الخيانية التي تم التوقيع عليها بين الرئيس / الشهيد / ياسر عرفات ابو عمار ، والذليل الخائن لقضيته المدعو /  محمود عباس ابو مازن وبين قادة الحركة الصهيونية المجرمين ، وان لا الامريكان ولا اليهود قد أوفوا بعهودهم في تنفيذ بنود اتفاقية اوسلوا سيئة الصيت والسمعة ، وان مجرد ان سلمت حركة فتح سلاحها تمت استباحة الضفة الغربية آلاف المرات من قبل جنود المحتل الإسرائيلي ، وان اعداد المستوطنين المحتلين قدا زادوا في الضفة ازيد من ثمانية أضعاف ماكانوا عليه قبل التوقيع علي تلك الاتفاقية المشؤومة.

 

خامساً :

ــــــــــ  

الم يتعلم الحكام العرب والمسلمين من ان اميركا USA ولا الغرب الأوربي الرأسمالي هم من يعتبر الكيان الاسرائيلي الصهيوني هو القفاز الخشن الخادع الذي تنفذ به أعمالهم الاجرامية القذرة في الوطن العربي والوطن الإسلامي ، يظهروا امام شعوبهم بانهم أمناء أصلاء على مبادئ حقوق الانسان والحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وحقوق المرأة والطفل وحتى في الحفاظ على حقوق الحيوانات الأليفة والمتوحشة ، هكذا تريد اميركا والغرب ان تظهر للعالم اجمع ، فهل وعيتوا ذلك يا حكام بني يعرب ام تكررون غبائكم ؟

 

سادساً :

ــــــــــــ

الم يتعلم حكام آل سعود من ان عليهم التزام اسلامي قاطع مانع كونهم حراس لأطهر بقعتين إسلاميتين على الارض وهما مكة المكرمة والمدينه النبوية المنورة ، وهذا التزام لمن نصب نفسه وصيا وحارسا على تلك البقعتين ، وان اية خيانه للقدس الشريف ، و للمسجد الأقصى المبارك ثالث الحرمين وأولي القبلتين ، تعد من الخيانات الكبري او من الكبائر الذي لايغفر الله لمرتكبها ولن تسمح الامة الاسلامية من أقصى الارض إلى اقصاه مهما طال الزمن ام قصر لتلك الخيانة المريعة ان تمر بسلام ، وستحاسب في الدنيا قبل الآخرة بعون الله وهمة الشجعان من المسلمين الاحرار حكام آل سعود البغاة ، هي رسالة تنبيهية وتحذيرية لهؤلاء فحسب لمن يفهم ويعتبر .

 

سابعاً :

ـــــــــ

رسالة تنبيه لحكام السعودية وتركيا ومصر وقطر والأردن وإندونيسيا والسنغال وجامعة الدول العربية ، لهؤلاء الحكام الذين وقعوا علي البيان الختامي لمؤتمر نيويورك الصهيوني ويعتبرون دولهم حلفاء وأصدقاء وحبايب للعدو الصهيوني والعدو الأمريكي USA ، نذكرهم بان شعوبهم لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه خيانتهم لدماء شهداء القدس وفلسطين المحتلة ، ونذكرهم بان شاه هنشاه الأمبراطور الإيراني/ محمد رضاء بهلوي حينما ثارت عليه جموع الجماهير الإيرانية الحرة وسقط حكمه لم تقبله الولايات المتحدة الأمريكية بزيارتها حتي للعلاج فحسب   وظلت طائرته تحلق وتحوم في أجواء اميركا ربما لساعات ولكن لم يسمح لها بالهبوط على الأراضي الأمريكية وهو الخادم المطيع لمشيئة وارادة أباطرة وحكام الولايات المتحدة الأمريكية ، بسم الله الرحمن الرحيم "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" صدق الله العظيم.

 

الخلاصة :

ــــــــــــ

عمر القضية الفلسطينية وشعبها العربي المسلم والمسيحي البطل المقاوم يزيد على ال 77 عام على اغتصابها من قبل العصابات الصهيونية ، وخلال هذه المسيرة الطويلة قدم الاحرار الأبطال المقاومين الفدائيين المجاهدين طابور طويل من مشاعل النور من الشهداء والجرحى والمهجرين من معظم الأقطار العربية والإسلامية ، هؤلاء الشهداء الأبطال هم مصدر قوة وفخر وديمومة لاشتعال جذوة المقاومة ، اما الخونة ستتم مواصلة دفنهم ولعنهم و تسفيههم في كتب التاريخ للتلاميذ والطلاب والمهتمين في هذا العالم الحر. 

 

وفوق كل ذي علم عليم

*عضو المجلس السياسي الاعلى في الجمهورية اليمنية / صنعاء

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

المقاومة تستهدف مقر قيادة للعدو الصهيوني في خان يونس

الثورة نت/..

أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم السبت، أنها قصفت بالاشتراك مع لواء العامودي التابع لكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح في قطاع غزة) مقر قيادة للعدو الصهيوني في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقالت السرايا في بيان: “استهدفنا بالاشتراك مع لواء العامودي – كتائب الأقصى مقر قيادة وسيطرة تابع لجيش العدو الصهيوني محيط شارع 5 في مدينة خانيونس بتوجيه صاروخ من نوع (107)”.

وأضافت: “رصدنا هبوط مروحية صهيونية واطلاق النار وقنابل دخانية في المكان المستهدف لإجلاء المصابين”.

وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لآليات العدو الصهيوني وجنوده المتوغلة في قطاع غزة ضمن معركة “طوفان الأقصى” ومواجهة العدوان الصهيوني المستمر منذ أكثر من عام ونصف.

مقالات مشابهة

  • الأحرار الفلسطينية” تشيد بموقف اليمن وعملياته المتصاعدة ضد الكيان الصهيوني
  • إعلان نزع الشرعية: كيف شرعن مؤتمر نيويورك حصار الفلسطينيين وتفكيك مقاومتهم؟!
  • صاروخ فلسطين 2 يهز عمق العدو الصهيوني .. والقوات المسلحة اليمنية تتوعد بالمزيد (تفاصيل)
  • عضو برابطة العالم الإسلامي: وثيقة «حل الدولتين» جددت الأمل بتسوية سلمية للقضية الفلسطينية
  • مؤتمر نيويورك وحل الدولتين
  • مؤتمر “نداء الأقصى” يختتم أعماله بتجريم التطبيع والدعوة لإسناد المقاومة الفلسطينية
  • إعلان نيويورك: استعادة مسار الدولة الفلسطينية أم تسويق للوهم؟
  • رابطة العالم الإسلامي: وثيقة مؤتمر حلّ الدولتين فرصة تاريخية للسلام
  • المقاومة تستهدف مقر قيادة للعدو الصهيوني في خان يونس