بوابة الوفد:
2025-05-22@18:33:46 GMT

لا تكن نيوتن!

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

في الآونة الأخيرة، اصطدمت كثيرًا بالواقع الأليم الذي نعيشه بتوجيهات تحريضية ضد التفكير والتدبر، حتى أصبح العلم والتأمل الفكري سُبة يتبارى الكثيرون في السخرية من أصحابه، والتحقير من شأنه دون سبب منطقي واضح. 

مؤخرًا، انتشرت الدعوات ضد طريقة تفكير العالم إسحاق نيوتن، وتبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي السخرية منه في الحكاية المتداولة حول كيفية اكتشافه قانون الجاذبية حين سقطت عليه تفاحة أثناء جلوسه أسفل شجرة في عام 1687، ما دعاه للتدبر هذا التساقط حتى وصل إلى هذا القانون الهام.

 

ادعى البعض أن نيوتن اكتشف قانون الجاذبية بالصدفة، بينما سخر آخرون منه لأنه بدلًا من أن يشكر الله - عز وجل- على رزقه بالتفاحة ويأكلها، فإنه تعمق في التفكير حول سبب التساقط وآليته حتى توصل إلى قاعدة علمية ما زالت تدرس حتى اليوم. 

"لا تكن نيوتن" تلك العبارة التي تداولها الكثير مؤخرًا مصحوبة بأمنيات لو أنه قد تناول التفاحة دون أن يتدبر ويتأمل بها حتى يصل لقانون الجاذبية، وربما الشيء الأخطر أن من يتناول مثل تلك الدعوات من فئة الشباب وطلاب المدارس. 

لا يجب أن ننظر إلى تلك المنشورات على أنها دعابة ومزاح بين فئة الشباب، ولا يجب أبدًا أن تمر دون تحليل حقيقي من متخصصين حول الأسباب الحقيقية التي دفعتهم للضجر من التفكير والتدبر، واللهث وراء الشهوات والعلوم السريعة الجاهزة. 

علينا جميعًا أن نشعر بالخزي بأن الجيل الصاعد يتعامل مع التفكير على أنه شيء يدعو للتنمر والسخرية، ولنحاسب أنفسنا جميعًا عن هذا الحال الذي وصلنا إليه بأن يكره طالب العلم التعلم والتفكير والإبداع، ويميل إلى الاستسلام لإشباع الرغبات واللهث وراء الألعاب المدمرّة وتعزيز النمط الاستهلاكي. 

للأسف، أشم رائحة الحرب الباردة من كثرة ترديد تلك الدعاوي الشيطانية في صورة دعابة، لكنها في الحقيقة تتسلل إلى الوجدان وتدخل في تشكيل الشخصية خاصة مع الجيل الجديد الصاعد، الذي نشأ دون توعية حقيقية بقيمة العلم والتعلم، وأهمية التفكير والتدبر، الجيل الذي ترعرع وسط الوجبات السريعة سواء الغذائية أو العلمية. 

في الحقيقة، إن ما دعا نيوتن إلى التفكير هو تدربه على التعلم والتأمل والرغبة في البحث عن الحقيقة، ومعرفة أصل الأشياء، وحرصه على تقديم علم نافع للبشرية، فلو كان قد اكتفى حين إذ بإرضاء شهوته والاعتماد على رد الفعل "العادي" بأكل التفاحة لما كنا قد توصلنا إلى قانون الجاذبية. 

عزيزي طالب العلم، إن لم تجد من يدربك على التفكير فلتدرب نفسك بنفسك، ولا تستسلم لتلك المحاولات البغيضة لوأد طاقات الشباب وقتل العقول، وتحويلهم إلى آلات تتلقى معلومات دون أية معالجة، ولا تترك نفسك تنجرف وراء الألعاب غير النافعة، والمسلسلات التافهة، والأغاني الهابطة، والفكر الاستهلاكي، والهروب من التفكير العلمي السليم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نيوتن السخرية نرمين عشرة

إقرأ أيضاً:

عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟

إنجلترا – يطرح في كثير من الأحيان سؤال عن عدد الأصدقاء الذي نحتاجه لتحقيق السعادة الكاملة في المجتمع الحديث، حيث تلعب الروابط الاجتماعية دورا مهما في حياة كل شخص.

في تحذير هام، يشدد علماء النفس من جامعة ليدز البريطانية على أن العدد الهائل من الأصدقاء على منصات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يعوّض قيمة وجود دائرة مقربة من الأصدقاء الحقيقيين في الحياة الواقعية.

وتؤكد دراسة نُشرت في مجلة Psychology and Aging أن السعادة الحقيقية لا تقاس بعدد الصداقات، بل بجودتها وعمقها. حيث يرى الباحثون أن العلاقات الوثيقة القائمة على التفاهم والدعم المتبادل هي العامل الأساسي في تحقيق الرضا النفسي والرفاهية العاطفية، خاصة مع التقدم في العمر.

وقد حلل الباحثون نتائج استطلاعين عبر الإنترنت شارك فيهما ما يقرب من 1500 شخص. طلب من المشاركين الإشارة إلى عدد الأشخاص من مختلف المجالات الاجتماعية (الأصدقاء، والمعارف، والأقارب، والجيران، وزملاء العمل، والموظفين الذين يقدمون خدمات مختلفة، وما إلى ذلك) الذين اتصلوا بهم خلال الأشهر الستة الماضية، ومدى تكرار هذه الاتصالات وبأي شكل (وجها لوجه، أو عبر الهاتف، أو عبر البريد الإلكتروني، أو في محادثات مختلفة). بالإضافة إلى ذلك، طلب منهم تقييم مدى سعادتهم ورضاهم عن حياتهم خلال الشهر الذي سبق الاستطلاع.

وكشفت التحليلات الإحصائية عن نمطين اجتماعيين بارزين:

التباين العمري في الشبكات الاجتماعية: أظهر المشاركون الأكبر سنا (فوق 60 عاما) تضيقا ملحوظا في دائرة العلاقات الاجتماعية المباشرة اتسمت المجموعات الأصغر سنا (تحت 30 عاما) باتساع الشبكات الرقمية وزيادة عدد الصداقات الافتراضية المحددات الحقيقية للسعادة: ارتبطت مستويات السعادة والرضا الحيوي ارتباطا موجبا ذو دلالة إحصائية مع: وجود صداقات وثيقة في الواقع المادي تواتر التفاعلات وجها لوجه لم تُسجل أي علاقة معنوية بين: عدد الصداقات الرقمية، ومستوى السعادة. ظلت هذه النتائج ثابتة عبر جميع الفئات العمرية.

يؤكد العلماء أن التواصل مع الأصدقاء الحقيقيين فقط هو ما يجلب السعادة، ولا يمكن استبدال هذا التواصل بمجموعة واسعة من الاتصالات الاجتماعية مع الآخرين.

ووفقا لكبيرة الباحثين واندي بروين دي بروين، تعني الشيخوخة في ثقافات عديدة الحزن والوحدة. ولكن هذه الدراسة أظهرت أن ضيق الدائرة الاجتماعية لكبار السن لا يعني بالضرورة تعاستهم ووحدتهم. لأن كبار السن في الواقع يتمتعون بالحياة أكثر من الشباب، وأن الوحدة لا تتعلق بعدد الأصدقاء بقدر ما تتعلق بنوعيتهم، ويمكن أن تمس الشخص في أي عمر.

المصدر: mail.ru

مقالات مشابهة

  • قيمة نفسك الفريدة
  • الشي الوحيد الذي أصاب ترامب فيه
  • ارفعوا العلم عاليًا
  • «مزيج رائع من العلم والثقافة».. صلاح عبد الله عن التعاون مع أشرف عبد الغفور
  • عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟
  • صلاح عبدالله يتذكر أيامه مع الراحل أشرف عبدالغفور في كواليس حرب الجبالي
  • التفكير العلمي. . المُنجَز الحقيقي للتجربة البشرية
  • الوعي المجتمعي في مواجهة التحديات المعاصرة: ندوة علمية تثقيفية بفرع الأزهر بطنطا
  • العلم يوضح 5 أسباب رئيسية تقف وراء سيلان الأنف المزمن
  • المغرب يظفر بذهبية أولمبياد الكيمياء بباريس بمشروع يجمع العلم بالتبوريدة