أشاد الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش»، بدور سلطنة عُمان فى تعزيز الحوار والتعاون متعدد الأطراف فى المنطقة وخارجها، بما فى ذلك فى اليمن، جاء ذلك خلال لقائه بالسلطان هيثم بن طارق فى العاصمة العُمانية مسقط، حيث ناقشا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها الجهود المبذولة فى غزة لضمان الوقف الفورى لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية.

وشكر الأمين العام، السلطان هيثم بن طارق على التزامه الشخصى النشط بتعزيز الحوار والدبلوماسية فى جميع أنحاء المنطقة وخارجها. وكان الأمين العام قد زار المتحف الوطنى العُمانى ومركز شباب مسقط، الذى يعمل بالشراكة مع اليونسكو والمنظمة العالمية للملكية الفكرية. وخلال جولته، شاهد الأمين العام كيف يتم منح الشباب الفرص لإنشاء شركات ناشئة والتعرف على التقنيات الجديدة والمشاركة فى الأنشطة الإبداعية.

سلطنة عمان والأمم المتحدة تشددان على ضرورة وقف العدوان وفك الحصار عن غزة

واستقبل بدر بن حمد البوسعيدى، وزير الخارجية أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة والوفد المرافق له فى إطار زيارته الرسمية لسلطنة عُمان. تمّ خلال المقابلة التأكيد المتبادل على علاقات التعاون القائمة بين سلطنة عُمان والأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة، وأشاد الجانبان بالشراكات والمبادرات المُثمرة بما فيها المبادرات الإنسانية والبيئية ومجالات التنمية المستدامة فضلًا عن دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار وإعلاء قيم العدالة والنظام الدولى القائم على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى.

واستعرض الجانبان التحدّيات الجسيمة الراهنة التى يواجهها العالم علاوة على الأوضاع المريرة فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية فى ظلّ استمرار الاحتلال الإسرائيلى اللامشروع لها وممارسات القتل والتدمير العشوائى التى تُعدُّ خروجًا عن كل المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية وتسهم فى تفاقم المعاناة الإنسانية.

وأكّد وزير الخارجية على ضرورة تحميل إسرائيل المسئولية عن هذه الممارسات مع ضرورة تحقيق الوقف الفورى لإطلاق النار وفكّ الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون أى عوائق، وأنّ على المجتمع الدولى، وبشكل خاص مجلس الأمن، مسئولية كبرى ومركزية فى هذا الإطار.

من جانبه، أشاد الأمين العام بدور سلطنة عُمان الملموس فى دعم جهود السلام والاستقرار وفى تقريب وجهات النظر والتهدئة من خلال التشجيع على الحوار والتفاهم الإقليمى والدولى. وأكّد الجانبان على أنّ حلّ الصراع الإسرائيلى الفلسطينى لا يمكن بلوغه إلا بقيام حلّ الدولتين وعبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية التى تجسدها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن عميق شكره وتقديره للسلطان هيثم بن طارق على الشراكة غير العادية بين سلطنة عُمان ومنظمة الأمم المتحدة. وأشاد بدور سلطنة عُمان وجهودها فى حلحلة العديد من القضايا الإقليمية، واصفًا إيّاهَا بأنها «صانعةٌ للسّلام» فى المنطقة.

جوتيريش: سلطنة عُمان «صوت الحكمة» و«شريك لا غنى عنه»

كما وصف معاليه سلطنة عُمان بأنها «صوت الحكمة» و«شريك لا غنى عنه» كونها تحظى باحترام الجميع، وأثبتت قدرتها على التحدث مع مختلف القوى العالمية نظرًا لأنها «شريك موثوق به» ونظراً لجهودها فى خفض التوترات التى تشهدها المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمى.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أهمية علاقات التعاون القائمة بين سلطنة عُمان والأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة ودعمها المستمر لجهود الأمم المتحدة ودورها المتفرّد فى تهيئة الظروف للحوار والتوصل إلى اتفاقيات سلام فى المنطقة.

وفيما يتعلق بالأوضاع الحالية فى قطاع غزة، أكد أن الأمم المتحدة لا تألُو جهدًا لحشد الإمكانات لخدمة السكان فى غزة وسط ظروف مأساوية وفى غاية الصعوبة، معبّرا عن أسفه لسقوط عدد كبير وغير مسبوق من الضحايا المدنيين.

وناشد الدول ذات التأثير على إسرائيل ضرورة فتح كل منافذ العبور لضمان تدفق ووصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق فى قطاع غزة، مشدّدًا فى الوقت نفسه على أهمية تبنى وقف فورى وإنسانى لكل العمليات العسكرية فى غزة لإنهاء المعاناة المستمرة للمدنيين. وأكد أهمية وقف الحرب فى قطاع غزة والدفع بالجهود نحو مسار تحقيق قرار حلّ الدولتين ومنح فلسطين السيادة الكاملة على أراضيها.

وفيما يتعلق بالجهود الأممية لمنح فلسطين عضويتها الكاملة فى الأمم المتحدة، تطرق الأمين العام إلى التحديات التى تواجهها منظمة الأمم المتحدة التى تأسّست فى عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية وتتمثل فى الانقسامات العالمية الحالية والتطورات الجيوسياسية، والحاجة إلى تعزيز الثقة بين الدول وإجراء إصلاحات واستراتيجيات فى نظام الأمم المتحدة تتناسب مع التطورات العالمية الحالية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمین العام للأمم المتحدة الأمم المتحدة فى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تدين العدوان العسكري الإسرائيلي على إيران

العُمانية: أعربت سلطنة عُمان عن إدانتها الشديدة للعدوان العسكري الغاشم الذي شنّته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي استهدف منشآت سيادية وأوقع ضحايا. وتعتبر سلطنة عُمان هذا العمل تصعيدًا خطيرًا ومتهورًا يُشكل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، ويمثل سلوكًا عدوانيًّا مرفوضًا ومستمرًا يقوّض أسس الاستقرار في المنطقة.

وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم أن هذا الاعتداء يأتي في توقيت بالغ الحساسية، تتكثف فيه الجهود الدولية لاستئناف المفاوضات النووية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة، الأمر الذي يكشف بوضوح عن نية متعمدة لعرقلة المسار الدبلوماسي، وإشعال فتيل صراع أوسع ستكون له عواقب وخيمة على السلم الإقليمي والدولي.وإذ تُحمّل سلطنة عُمان إسرائيل المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته، فإنها تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا النهج الخطير، الذي يهدد بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة.

وتجدد وزارة الخارجية تأكيدها على موقف سلطنة عُمان الثابت بأن الأمن لا يُبنى بالعدوان، وإنما بالحوار والوسائل السلمية، مع احترام سيادة الدول وتطبيق القانون الدولي والعدالة.

مقالات مشابهة

  • سودانيون يطلبون من «غوتيريش» الإطاحة بـ«لعمامرة»
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدين الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية في إيران
  • الأمم المتحدة تدين أي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط
  • تنديد أممي بفشل مؤسسة غزة الإنسانية واتهام للاحتلال بعسكرة المساعدات
  • سلطنة عُمان تدين العدوان العسكري الإسرائيلي على إيران
  • الأمم المتحدة: الحروب شردت 122 مليون شخص حول العالم
  • الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى إطلاق سراح موظفيها من سجون الحوثيين
  • فيتش: سياسات التنويع في سلطنة عُمان تحسن آفاق الاقتصاد وتخلق فرص نمو للقطاع المصرفي
  • الأمين العام لمجلس التعاون يلتقي الطلبة الخليجيين الدارسين في جامعة دورهام بالمملكة المتحدة
  • سلطنة عُمان تشارك في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بنيويورك