حلو الكلام.. نحو ديارِ العشقِ والمحبّه
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لو أننا كنّا كغُصنيْ شجره
الشمسُ أرضعتْ عروقَنا معا
والفجرُ روّانا ندىً معا
ثم اصطبغنا خضرةً مزدهره
حين استطلنا فاعتنقنا أذرُعا
وفي الربيع نكتسي ثيابَنا الملوّنه
وفي الخريف، نخلعُ الثيابَ، نعرى بدَنَا
ونستحمُّ في الشتا، يدفئنا حُنوُّنا!
لو أننا كنا بشطّ البحر موجتينْ
صُفِّيتا من الرمال والمحارْ
تُوّجتا سبيكةً من النهار والزبدْ
أَسلمتا العِنانَ للتيّارْ
يدفعُنا من مهدنا للحْدِنا معا
في مشيةٍ راقصةٍ مدندنه
تشربُنا سحابةٌ رقيقه
تذوب تحت ثغر شمسٍ حلوة رفيقه
ثم نعودُ موجتين توأمينْ
أسلمتا العنان للتيّارْ
في دورة إلى الأبدْ
من البحار للسماءْ
من السماء للبحارْ !
لو أننا كنا بخَيْمتين جارتينْ
من شرفةٍ واحدةٍ مطلعُنا
في غيمةٍ واحدةٍ مضجعُنا
نضيء للعشّاق وحدهم وللمسافرينْ
نحو ديارِ العشقِ والمحبّه
صلاح عبد الصبور
.المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
الفساد والحرام عملة واحدة
صراحة نيوز- بقلم /منتصر السليمان
في الثلاثة أيّام الماضية ، إنتشر على مواقع التّواصل الإجتماعي خبر يحمل تفاصيل نقل ٣ حالات أسعفت للمستشفى في مدينة الزرقاء ، تبيّن أن السّبب وراء ذلك تناولهم المشروبات الكحولية التي تحتوي على مادة الميثانول السّامة ، طالت هذه الحادثة بشكل تدريجي البعض من محافظات المملكة ، لتسجل هذه الكارثة أكثر من ٢٧ مصاباً و٩ وفيات حتى مساء اليوم الإثنين .
الأجهزة الأمنيّة ، لم تنم عينها عن هذه المجزرة ، تابعت عن قرب من موقع الحدث ، أخذت العينات ، حققت بالقضية ، وصلت لكافة التفاصيل عن مواقع بيع هذه العينات من الكحول في الأسواق ، وأصدرت قراراً بإغلاق المصنع المنتج لهذه المواد وإلقاء القبض على المتورطين ، إضافة لإجراءات أمنية طالت جمع المواد المباعة في الأسواق وإتلافها ، جهاز الأمن العام بقيادته ومرتّباته يديرون المشهد بكل كفاءة وإخلاص .
ما سبق ، يتحدّث عن خبر فاجعة تناول الكحول الميثيلي ، يتحدث عن ٩ أرواح قُتلت في ظل غياب الرقابة والمسؤولية ، لكن في الطرف الآخر ، أصبح مألوفاً لدينا كيف يتعامل الناس بمثل هذه القضايا ، نألف مزاحهم على وليمة المصائب ، وإرتفاع أصواتهم يتندّرون في كل فاجعة أصابت غيرهم ، هذه المرّة كانت على مقاس طموحاتهم تماماً ، حلالاً وحراماً ، فقالوا من يخمر حق عليه القبر !
للتو نسينا الخبر ، ونسينا الفساد والإفساد جريمة ويشبه الحرام في وقعه مختلفاً في شكله ، متى سندرك حجم الكارثة ، وأن الإنسان مشروعاً للأوطان ، كم روحاً نحتاج بعد هذه المجزرة حتى نتعدى توزيع المواقع بين الجنة والنار ، ونعترف مؤخراً أن الفساد والحرام عملة واحدة ..!
ومن الضرورة أن نحوّل مثل هذه المصائب الى إصلاحات حقيقية ، وأن نحوّل الالم الى حل ، وأن نفرّق بين من يخطئ مع نفسه ومن يرتكب جرماً بحق المجتمع ، رحم الله من رحل وأصلح من بقي ، وحفظ الله الأردن من كل شر .