عبد الله حمدوك، التأكيد على موقعكك الشرعي كرئيس وزراء للسودان
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
آمل أن تجدك هذه الرسالة وأنت بخير وسط التحديات والتعقيدات التي تحيط بك. وبصفتي lواطن مهتم بشدة بمستقبل السودان، شعرت بالحاجة إلى الاتصال بك والتعبير عن امتناني العميق لالتزامك الثابت بقيادة أمتنا نحو مسار التقدم والديمقراطية والازدهار. لقد كانت لقيادتكم في أوقات الشدة والاضطراب، مصدر أمل لعدد لا يحصى من مواطني السودان مثلي.
الدكتور حمدوك، من الضروري أن تفهم الأثر العميق الذي أحدثته فترتكم كرئيس للوزراء في الوعي الجماعي لمجتمع السودان. فمن خلال جهودك الجادة في تفكيك تراث الاستبداد والفساد، غرست ثقة وثقة في مؤسسات حكومتنا، ممهدة الطريق نحو مستقبل أكثر عدالة ومساواة لجميع السودانيين. وبالرغم من التحديات والعوائق التي نشأت، فإن إصرارك الثابت على الحفاظ على مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون لم يتزعزع أبداً. إن التزامك بالحوار الشامل والتعايش السلمي قد وضع مثالاً قوياً للقادة داخل حدودنا وخارجها، معتمداً موقع السودان المشروع بين مجتمع الدول كمصدر أمل وتقدم في المنطقة.
الدكتور حمدوك، كمواطن سوداني، أقف معكم تضامناً وتوحيداً وأنتم تتنقلون في تعقيدات المشهد السياسي. كانت قيادتك أساسية في توجيه أمتنا خلال الأوقات العصيبة، ولذا فلكم احترامي وتقديري العميق. وفي ضوء الأحداث الأخيرة، من الضروري أن نواصل التعرف والتأكيد على موقعك الشرعي كرئيس وزراء للسودان. ولا تقلل الأحداث التي جرت بانقلاب 25 أكتوبر، رغم التحديات التي تحملها، من شرعية قيادتك أو الوكالة التي منحتها لك الشعب السوداني. وعليه، أناشدك بالاستمرار في التأكيد على لقبك وسلطتك الشرعية كرئيس وزراء، متمسكاً بقوة في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.
الدكتور حمدوك، وأثناء مواصلتنا للتنقل في تعقيدات المشهد السياسي، فلتعلم أنك لا تقف وحدك. الشعب السوداني يقف معكم، متحداً في التزامنا ببناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. كانت قيادتك مصدر إلهام وأمل لنا جميعاً، ولذا فنحن ممتنون لكم إلى الأبد. ولا تنسى تلك المليونيات التي كانت باسكم وباسم السودان.
وقد كان ظني انكم ستنجحون في تسيير دفة السودان والخروج به من عهد الظلام الى عهد المدنية والديمويقراطية. وكان ظني أايضا انكم ستتمكنون من ارساء أسس الدولة الحديثة واجراء انتخايات نزيهة تتوجون بها نجاحاتكم العظيمة، ولكن أعداء البلاد آثروا أن يقفوا عثرة في سبيل النجاح حسداً وحقداً على الخير الذي جرى على يديكم في وقت قصير، فقد اخرجتمونا من العتمة السوداء الى رحاب الاعتراف الدولي رغم الحاقدين والشامتين. وكان ظني أن ذلك كله سيقودكم في نهاية الفترة الى ترشيحكم يا دكتور عبد الله حمدوك لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة عن افرقياي خلفا(لبطرس بطرس غالي وكوفي عنان) للاثر العميق الذي تركته قيادتكم ليس فقط على السودان ولكن أيضاً على القارة الأفريقية بشكل عام. وكمواطنين ملتزمين بشدة بمستقبل السودان وأفريقيا، فإن ثقتنا في ترشيحكم كانت لا تخلو من الأساس ، فسجلكم المتميز في الخدمة، والتزامهكم الثابت بالمبادئ الديمقراطية، ورؤيتكم لعالم أكثر عدالة ومساواة سيجعلكم مرشحاً مقنعاً لمثل هذا المنصب المرموق.
فقد تميزت فترتكم قبل كل شيء، كرئيس وزراء للسودان بجهودكم الدؤوبة لتعزيز السلام والاستقرار والديمقراطية في بلد كان يعاني من الصراع والاضطراب لفترة طويلة. تحت قيادتكم، انطلق السودان على مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي، ممهداً الطريق لمستقبل أفضل لمواطنيه. وقد كسب التزامه بالحوكمة الشاملة والحوار إعجاباً واسع النطاق سواء في البلاد أو في الخارج، مما جعله لاعباً ادولياً مرتقباً. وعلاوة على ذلك،كانت رؤيتكم تتجاوز حدود السودان لتشمل القارة الأفريقية بشكل أوسع. كمدافع متحمس عن وحدة وتنمية أفريقيا، فلعبتم دوراً حيوياً في تشكيل أجندة القارة في قضايا تتراوح من التنمية المستدامة إلى السلام والأمن. بفهمكم العميق للتحديات التي تواجه أفريقيا، إلى جانب نهجكم الابتكاري في مواجهتها، مما يجعلكم مرشحاً مثالياً لقيادة الأمم المتحدة في وقت يتصارع فيه العالم مع تحديات معقدة ومترابطة.
وعلاوة على ذلك، تجعل فخبرتكم مؤهل بارز لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. فبعد مسيرة متميزة تمتد عقوداً في كل من الأكاديمية والخدمة العامة، بما في ذلك الأدوار في المنظمات الدولية مثل اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، فهو يجلب ثروة من الخبرة إلى الطاولة. مؤهلاتكم القيادية والخبرات الدبلوماسية، وسجلكم المثبت في بناء التوافق، يجعلكم مؤهلين تماماً للتنقل في دهاليز الأمم المتحدة المعقدة والتقدم في مهمتها في تعزيز السلام والأمن والتنمية على الصعيدين الوطني والعالمي.
هذا ما كنت (احلم) به ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فقد جاء الانقلاب البائس ليقطع علينا هذه الاحلام الوردية، ولكن أرى الأمل يبرق من جديد بعودتكم الى العمل طوعاً وحباً للسودان في قيادة (تقدم). وما توقيعكم البارحة مع عبد الواحد محمد نور في العاصمة الكينينة الا لبنة في هذه المسيرة. الشعب السوداني يطمح في تجميع كل الجهود التي تصب في ايقاف هذه الحرب العبثية ويتطلع للاسراع بدوركم في هذا الشان.
ومن هذا المكان نؤكد على دوركم غير المنكور ونناشدكم بتحمل المسؤلية و الاستمرار في التوقيع باسم عبدالله حمدوك (رئيس وزراء السودان) وليس (السابق) فأنتم ما زلتم في نظر الشعب والمجتمع الدولي، الرئيس الشرعى للسودان رغم أنف الانقلابيين.
نرجو لكم النجاح - اليوم - هنا وغداً هناك.
ودمتم
مع فائق الامتنان والاحترام،
محبكم المواطن/أحمد جمعة صديق
كالقاري - كندا
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرا من خطر تقسيم البلاد وتداعيات ذلك على جهود السلام، وداعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيان الجديد. اعلان
دعا الاتحاد الإفريقي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرًا من تداعيات هذه الخطوة على وحدة البلاد وجهود السلام الجارية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
تحذير من تقسيم السودانوفي بيان له، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي "جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية" التي شكلتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو "حميدتي".
وأكد البيان أن هذه الخطوة "ستكون لها عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان"، منددا مجددا بـ"جميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج النزاع السوداني، في انتهاك صارخ" لقرارات الأمم المتحدة.
حكومة موازية وسط رفض محلي ودوليوأعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26 تموز/يوليو تشكيل حكومة موازية تتألف من 15 عضوا، يرأسها حميدتي، ويتولى عبد العزيز الحلو، زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي. كما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، والإعلان عن حكام للأقاليم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور.
وكان حميدتي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي، في الذكرى الثانية للحرب الأهلية، نيته تشكيل "حكومة السلام والوحدة"، مؤكدا أن التحالف الجديد يمثل "الوجه الحقيقي للسودان"، مع وعود بإصدار عملة ووثائق هوية جديدة، واستعادة الحياة الاقتصادية.
وقد أعربت الأمم المتحدة في حينه عن قلقها العميق من خطر "تفكك السودان"، محذّرة من أن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع وترسيخ الأزمة.
Related 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال.. اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم على مدنيين في السودان11 قتيلًا في هجوم دموي لقوات الدعم السريع بشمال كردفانعبر تذاكر مجانية.. مبادرة مصرية لإعادة اللاجئين السودانيين من القاهرة إلى الخرطوم اتهامات لـ"الدعم السريع" باستهداف المدنيينوقبل أيام، اتهمت مجموعة "محامو الطوارئ" السودانية، المعنية بتوثيق الانتهاكات خلال الحرب المستعرة في البلاد، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم استمر يومين على قرية بريما رشيد بولاية غرب كردفان.
وذكرت المجموعة، في بيان صدر الجمعة 25 تموز/يوليو، أن الهجوم وقع يومي الأربعاء والخميس واستهدف القرية الواقعة قرب مدينة النهود، وهي منطقة استراتيجية لطالما شكلت نقطة عبور للجيش السوداني في إرسال التعزيزات نحو الغرب. وأسفر اليوم الأول من الهجوم عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينما ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 27.
وأكد البيان أن "من بين القتلى نساء وأطفال، ما يجعل من الهجوم جريمة ترقى إلى انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، لاسيما من حيث الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين".
وفي تطور خطير، اتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام عدد من المنشآت الطبية في النهود، بينها مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك صارخ لحرمة المرافق الطبية".
ولم تصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات.
انقسام ميداني يعمق الأزمة الإنسانيةوتخوض قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر قوات الجيش على مناطق الشمال والشرق والوسط، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.
في ظل هذا الانقسام، تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم مع انتشار المجاعة وصعوبة وصول المساعدات.
13 وفاة بسبب الجوع في دارفوروفي مؤشر على عمق الكارثة الإنسانية، أعلنت مجموعة "شبكة أطباء السودان" أمس الثلاثاء عن وفاة 13 طفلا في مخيم لقاوة بشرق دارفور خلال الشهر الماضي بسبب سوء التغذية. ويأوي المخيم أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الغذاء.
ودعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل، محذرة من تفاقم الوضع في ظل تزايد معدلات الجوع بين الأطفال. كما ناشدت منظمات الإغاثة الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى مناطق النزاع.
أزمة إنسانية خطيرةوبحسب تقييمات الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تحول دون الوصول الآمن للمساعدات. ومع تزايد المبادرات المنفردة لتقاسم السلطة، تبدو البلاد مهددة بتفكك فعلي، في غياب تسوية شاملة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه "رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا".
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن "أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%".
وتوقع بلبيسي عودة "نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة