السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
آمل أن تجدك هذه الرسالة وأنت بخير وسط التحديات والتعقيدات التي تحيط بك. وبصفتي lواطن مهتم بشدة بمستقبل السودان، شعرت بالحاجة إلى الاتصال بك والتعبير عن امتناني العميق لالتزامك الثابت بقيادة أمتنا نحو مسار التقدم والديمقراطية والازدهار. لقد كانت لقيادتكم في أوقات الشدة والاضطراب، مصدر أمل لعدد لا يحصى من مواطني السودان مثلي.

لقد أثر اهتمامك بتعزيز الشمولية والشفافية والحوكمة الديمقراطية بعمق مع تطلعات شعبنا، ملهماً شعوراً جديداً بالتفاؤل والوحدة في وطننا الكبير
الدكتور حمدوك، من الضروري أن تفهم الأثر العميق الذي أحدثته فترتكم كرئيس للوزراء في الوعي الجماعي لمجتمع السودان. فمن خلال جهودك الجادة في تفكيك تراث الاستبداد والفساد، غرست ثقة وثقة في مؤسسات حكومتنا، ممهدة الطريق نحو مستقبل أكثر عدالة ومساواة لجميع السودانيين. وبالرغم من التحديات والعوائق التي نشأت، فإن إصرارك الثابت على الحفاظ على مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون لم يتزعزع أبداً. إن التزامك بالحوار الشامل والتعايش السلمي قد وضع مثالاً قوياً للقادة داخل حدودنا وخارجها، معتمداً موقع السودان المشروع بين مجتمع الدول كمصدر أمل وتقدم في المنطقة.
الدكتور حمدوك، كمواطن سوداني، أقف معكم تضامناً وتوحيداً وأنتم تتنقلون في تعقيدات المشهد السياسي. كانت قيادتك أساسية في توجيه أمتنا خلال الأوقات العصيبة، ولذا فلكم احترامي وتقديري العميق. وفي ضوء الأحداث الأخيرة، من الضروري أن نواصل التعرف والتأكيد على موقعك الشرعي كرئيس وزراء للسودان. ولا تقلل الأحداث التي جرت بانقلاب 25 أكتوبر، رغم التحديات التي تحملها، من شرعية قيادتك أو الوكالة التي منحتها لك الشعب السوداني. وعليه، أناشدك بالاستمرار في التأكيد على لقبك وسلطتك الشرعية كرئيس وزراء، متمسكاً بقوة في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.
الدكتور حمدوك، وأثناء مواصلتنا للتنقل في تعقيدات المشهد السياسي، فلتعلم أنك لا تقف وحدك. الشعب السوداني يقف معكم، متحداً في التزامنا ببناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. كانت قيادتك مصدر إلهام وأمل لنا جميعاً، ولذا فنحن ممتنون لكم إلى الأبد. ولا تنسى تلك المليونيات التي كانت باسكم وباسم السودان.
وقد كان ظني انكم ستنجحون في تسيير دفة السودان والخروج به من عهد الظلام الى عهد المدنية والديمويقراطية. وكان ظني أايضا انكم ستتمكنون من ارساء أسس الدولة الحديثة واجراء انتخايات نزيهة تتوجون بها نجاحاتكم العظيمة، ولكن أعداء البلاد آثروا أن يقفوا عثرة في سبيل النجاح حسداً وحقداً على الخير الذي جرى على يديكم في وقت قصير، فقد اخرجتمونا من العتمة السوداء الى رحاب الاعتراف الدولي رغم الحاقدين والشامتين. وكان ظني أن ذلك كله سيقودكم في نهاية الفترة الى ترشيحكم يا دكتور عبد الله حمدوك لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة عن افرقياي خلفا(لبطرس بطرس غالي وكوفي عنان) للاثر العميق الذي تركته قيادتكم ليس فقط على السودان ولكن أيضاً على القارة الأفريقية بشكل عام. وكمواطنين ملتزمين بشدة بمستقبل السودان وأفريقيا، فإن ثقتنا في ترشيحكم كانت لا تخلو من الأساس ، فسجلكم المتميز في الخدمة، والتزامهكم الثابت بالمبادئ الديمقراطية، ورؤيتكم لعالم أكثر عدالة ومساواة سيجعلكم مرشحاً مقنعاً لمثل هذا المنصب المرموق.
فقد تميزت فترتكم قبل كل شيء، كرئيس وزراء للسودان بجهودكم الدؤوبة لتعزيز السلام والاستقرار والديمقراطية في بلد كان يعاني من الصراع والاضطراب لفترة طويلة. تحت قيادتكم، انطلق السودان على مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي، ممهداً الطريق لمستقبل أفضل لمواطنيه. وقد كسب التزامه بالحوكمة الشاملة والحوار إعجاباً واسع النطاق سواء في البلاد أو في الخارج، مما جعله لاعباً ادولياً مرتقباً. وعلاوة على ذلك،كانت رؤيتكم تتجاوز حدود السودان لتشمل القارة الأفريقية بشكل أوسع. كمدافع متحمس عن وحدة وتنمية أفريقيا، فلعبتم دوراً حيوياً في تشكيل أجندة القارة في قضايا تتراوح من التنمية المستدامة إلى السلام والأمن. بفهمكم العميق للتحديات التي تواجه أفريقيا، إلى جانب نهجكم الابتكاري في مواجهتها، مما يجعلكم مرشحاً مثالياً لقيادة الأمم المتحدة في وقت يتصارع فيه العالم مع تحديات معقدة ومترابطة.
وعلاوة على ذلك، تجعل فخبرتكم مؤهل بارز لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. فبعد مسيرة متميزة تمتد عقوداً في كل من الأكاديمية والخدمة العامة، بما في ذلك الأدوار في المنظمات الدولية مثل اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، فهو يجلب ثروة من الخبرة إلى الطاولة. مؤهلاتكم القيادية والخبرات الدبلوماسية، وسجلكم المثبت في بناء التوافق، يجعلكم مؤهلين تماماً للتنقل في دهاليز الأمم المتحدة المعقدة والتقدم في مهمتها في تعزيز السلام والأمن والتنمية على الصعيدين الوطني والعالمي.
هذا ما كنت (احلم) به ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فقد جاء الانقلاب البائس ليقطع علينا هذه الاحلام الوردية، ولكن أرى الأمل يبرق من جديد بعودتكم الى العمل طوعاً وحباً للسودان في قيادة (تقدم). وما توقيعكم البارحة مع عبد الواحد محمد نور في العاصمة الكينينة الا لبنة في هذه المسيرة. الشعب السوداني يطمح في تجميع كل الجهود التي تصب في ايقاف هذه الحرب العبثية ويتطلع للاسراع بدوركم في هذا الشان.

ومن هذا المكان نؤكد على دوركم غير المنكور ونناشدكم بتحمل المسؤلية و الاستمرار في التوقيع باسم عبدالله حمدوك (رئيس وزراء السودان) وليس (السابق) فأنتم ما زلتم في نظر الشعب والمجتمع الدولي، الرئيس الشرعى للسودان رغم أنف الانقلابيين.
نرجو لكم النجاح - اليوم - هنا وغداً هناك.
ودمتم
مع فائق الامتنان والاحترام،
محبكم المواطن/أحمد جمعة صديق
كالقاري - كندا

aahmedgumaa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رد مجلس الامارات للإفتاء الشرعي عن حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد

قال مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إنَّ مسألة إقامة صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد مسألةٌ خلافيةٌ بين العلماء، والذي يُفتي به المجلس: إقامة كلٍّ منهما في وقتها ووفق سنتها وهو قول جمهور العلماء، ومذهب مالك، وإليه ذهب أبو حنيفة، والشافعي، وهو رواية عن أحمد .
وجاء رد المجلس على سؤال الكثير من النَّاس عن حكم صلاة الجمعة إذا اجتمعت مع العيد في يوم واحد مستندا إلى الأدلة الشرعية التالية:

1. قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون) [الجمعة: 9].
ووجه الاستدلال أنَّ الآية قد أمرت بالسعي للجمعة عند النداء للصلاة، وهذا الأمر يعمّ سائر الجمع، ولا يخصص إلا بدليل قطعي، والأدلة الواردة في إسقاط الجمعة عمن صلى العيد تبقى جميعها ظنية الثبوت ظنية الدلالة.

2. عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ؛ قَالَ: وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ".
متفق عليه. وهذا صريح في أن الرسول ﷺ صلى كلا منهما في وقتها، ولم يرد عنه أنَّه لم يصلِ الجمعة لأنَّه اكتفى بصلاة العيد.

أخبار ذات صلة سفير الدولة لدى السعودية يتفقد مخيمات حجاج الإمارات «الفار» ينجح بدرجة امتياز في «ملاعب اليد»

3. إنَّ صلاة الجمعة هي من أعظم فرائض الإسلام، وهي الصلاة الوحيدة التي أجمع العلماء على أنَّ حضورها جماعةً فرض عين على المكلف بها إذا لم يكن له عذر يبيح له التخلف، أمَّا صلاة العيد فحكمها عند أهل العلم دائر بين السنية والوجوب العيني أو الكفائي؛ ومن القواعد الأصولية المقررة أنَّ الفرض لا يسقط بما هو أقل مرتبة في حكم الشرع.

5. إنَّ الأدلة الشرعية الواردة في هدي النبي ﷺ بشأن الترخيص لمن حضر صلاة العيد بأن يصلي الظهر بدلاً عن الجمعة، لم تغب عمّا اختاره المجلس وفقًا لما جرى عليه العمل ورجحه الدليل، وإنَّ جميع هذه الأدلة قد أجاب عنها العلماء ووضحوا المقصود منها، ويمكن الرجوع في ذلك إلى مواضعه من كتب الفقه وشروح الحديث، علمًا أنَّه من أخذ بالقول الآخر للعلماء الذين رأوا الرخصة بترك الجمعة لمن صلى العيد وصلى الظهر بدلاً عنها في البيت فلا حرج عليه في ذلك، وإن صلاها جمعةً مع الإمام أخذًا بالعزيمة فهو الأولى؛ خروجًا من الخلاف واستصحابًا للأصل.

6. إنَّ الجمعة في كل الأقوال لا تسقط عن الإمام على الصحيح بل يصليها بمن حضر معه، لما روى أبو هريرة عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ".
ودعا مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عموم المسلمين أن يتزودوا بالتقوى والإيمان، وأن يتخذوا العيد فرصةً لصلة الرحم، وإصلاح ذات البين، وتحقيق السلام ونشر الوئام بين الناس، وأوصى بالحرص على الإحسان إلى الفقراء والمساكين، وإدخال السرور على اليتامى والأرامل والمحتاجين، لتكتمل فرحتنا بالعيد.
وتوجه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إلى الله تعالى بالدعاء أن يعيد هذه الأيام المباركة باليمن والبركات على دولة الإمارات قيادةً وشعبًا، وعلى المجتمعات العربية والمسلمة، وعلى العالم أجمع بالخير واليمن والبركة، إنَّه سميعٌ مجيبٌ.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم | ترامب يرفع الرسوم الجمركية على الصلب.. إسرائيل ترفض دخول وزراء خارجية عرب إلى رام الله.. إيران تحذر أمريكا من الخط الأحمر النووي
  • هل صوت المرأة عورة؟.. يسري جبر يوضح الرأي الشرعي
  • رد مجلس الامارات للإفتاء الشرعي عن حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد
  • إنهم الآن يذوقون من الكأس ذاتها التي أرادوا أن يذيقوها للسودان
  • أول تعليق من رئيس وزراء السودان كامل إدريس بعد وصوله بورتسودان ويفجر جدلًا
  • محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • نقابة أطباء السودان تستبعد القضاء على الكوليرا في ظل استمرار الحرب .. حمدوك يخاطب العالم… و«أطباء بلا حدود» تحذِّر من ازدياد الإصابات
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟