عربي21:
2024-06-12@05:32:41 GMT

لكسبرس: هكذا يزدري قيس سعيد الديمقراطية في تونس

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

لكسبرس: هكذا يزدري قيس سعيد الديمقراطية في تونس

لا تزال الاعتقالات الأخيرة في تونس، ضد نشطاء المجتمع المدني، والمعارضين السياسيين، تثير حفيظة الكثيرين في بلد كان ينظر إليه على أنه انتقل نحو "الديمقراطية".

ونشر موقع "لكسبرس" الفرنسي حوارًا جمعه مع أستاذ العلوم السياسية الفرنسي والباحث المتخصص في العالم العربي، فنسنت جيسر تحدث فيه عن ممارسة الرئيس التونسي حكمًا استبداديًّا أخطر من حكم الدكتاتور بن علي.



وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن سنية الدهماني، المحامية والكاتبة اعتقلت في 11 مايو/أيار في مقر نقابة المحامين في تونس بتهمة تشويه سمعة سياسة قيس سعيد المناهضة للمهاجرين بعد انتقادها الرئيس التونسي.

وتفسيرًا لاعتقالات نهاية الأسبوع الماضي، يقول جيسر إنه ينبغي النظر إلى الملف الشخصي للشخصيات المعتقلة. لقد انتقلنا من القمع "الكلاسيكي"، الذي يستهدف المعارضين المعلنين، إلى الاعتقالات الشاملة للأشخاص المستهدفين بسبب صفتهم؛ الصحفيون والمحامون والنساء والشخصيات المنفتحة على العالم، الذين يرمزون إلى حرية التعبير.



وحسب جيسر؛ يجسد قيس سعيد الحكم الاستبدادي مثل مشروعه. وبالتالي، فإن الشخصيات التي ترمز إلى الانفتاح الدولي، والمجتمع الذي تسود داخله حرية التعبير مهددة بالقمع.

لم يكن زين العابدين بن علي ضعيفًا، فقد أمضى حياته المهنية بأكملها في وزارة الداخلية، في جهاز المخابرات، ولكن قمعه كان يستهدف بشكل رئيسي خصومه.

ويضيف جيسر بأن سعيد يعتبر محافظًا للغاية من حيث القيم، فهو قومي عربي يتحدث العربية الأدبية الكرتونية في بلد كان رؤساء الدول يخلطون فيه دائما اللهجة التونسية العربية والأدبية العربية والفرنسية. يتبنى سعيد مشروعًا ثقافيًّا وأيديولوجيًّا لتونس، فهو يكره الديمقراطية البرلمانية ولا يخفي ذلك، معتبرًا هذا النظام السياسي لم يصنع للتونسيين.

وذكر جيسر أنه عند انتخاب سعيد سنة 2019، كان مجرد أستاذ قانون يُعرف بكونه شخصً بسيطًا وعاديًّا وقريبًا من الناس ويتحدث مع الشباب في المقاهي. لكن تدريجيًا، أدركنا أن لديه رؤية شخصية استبدادية للغاية للسلطة، مقرونة بنزعة محافظة قوية. وعند تجميد عمل البرلمان ومنح نفسه صلاحيات كاملة في تموز/يوليو 2021، حصل في البداية على دعم كبير، سواء من الأشخاص الذين يرون في الدفاع عن الهوية التونسية ضرورة، وأن الديمقراطية مفهوم مستورد من الغرب، أو من الأشخاص الذين اعتبروه الرجل الذي سيعيد النظام في خضم الأزمة الاقتصادية ووباء كوفيد 19. وقد وضع جميع الفاعلين السياسيين تحت المراقبة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية أو الفلسفية وتفكيك كافة مجالات الحرية مثل الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والدوائر الفكرية.
ووفق جيسر؛ فإن قيس سعيد، وهو دستوري محترف يعرف المؤسسات تمامًا لكنه يكن ازدراءً عميقًا للديمقراطية، وحقق مشروعه في النهاية.



بخصوص ما إذا كانت هذه الممارسات شائعة، يقول جيسر إن قيس سعيد يعتمد أكثر فأكثر على الشعب لمهاجمة أعدائه. ففي وقت بن علي كان القمع اختصاص الجهاز الأمني وضباط الشرطة. ولكن هنا، دخل منطق الميليشيات حيث يهاجم التونسيون العاديون "الأعداء" بحسب الرئيس مثل مطاردة مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء.

وردًّا على سؤال، من يستطيع إيقاف هذا الانجراف نحو الديكتاتورية الشاملة، قال جيسر إن بعد انقلاب تموز/ يوليو 2021، اعتقد العديد من المراقبين أنه في حالة تحول قيس سعيد إلى ديكتاتور، فإن الشعب سوف ينتفض وهو ما لم يحدث. هناك حالة رضوخ قوية للسكان، بما في ذلك بين الشباب، ومرارة كبيرة تجاه "سنوات الديمقراطية" في مرحلة ما بعد الثورة، حتى أن البعض يتحدث عن العشرية السوداء.

في الوقت الراهن، جُمد النشاط السياسي، ومع ذلك، فإن تدهور الوضع الاقتصادي لا يزال نقطة ضعف قيس سعيد؛ حيث إن مسألة العدالة الاجتماعية والفشل الكبير للديمقراطية التونسية، قد يضعف نفوذه في المستقبل. وعليه، فإن الأطفال أو الإخوة الصغار لأولئك الذين قاموا بالثورة في 2010 و2011، والأكثر تأييدًا لقيس سعيد، يمكن أن ينقلبوا عليه للأسباب نفسها التي أزاحت بن علي.

وفي ختام التقرير يقول جيسر إن تونس قد تشهد انقلابًا عسكريًّا، بحيث يمكن للجيش التونسي، بدعم من جهات مؤثرة لا سيما الجزائر الاحتجاج في حال أصبح قيس سعيد عاملًا من عوامل الفوضى. في حال تحقق هذا السيناريو، لن يكون الأمر انقلابًا لاستعادة الديمقراطية.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تونس الديمقراطية سعيد قيس سعيد تونس ديمقراطية سعيد قيس سعيد ملف التامر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قیس سعید بن علی

إقرأ أيضاً:

الموقف من المائدة المستديرة في مصر أول امتحان أمام تقدم!

الموقف من المائدة المستديرة في مصر أول امتحان أمام تقدم!

رشا عوض

رحبت بعض الأحزاب السياسية السودانية المنضوية في تحالف “تقدم” بالمبادرة المصرية الخاصة بتنظيم مؤتمر مائدة مستديرة للقوى المدنية السودانية في القاهرة تحت إشراف وزارة الخارجية المصرية نهاية يونيو الجاري.

على هذه الخلفية أرجو من هذه الأحزاب ومن تنسيقية “تقدم” أن تفكر بجدية في الحقائق الآتية:

أولا: لن ترضى عنكم مصر الرسمية حتى تتبعوا ملتها! وهذه الملة هي الحكم العسكري وهو خيار مدمر للسودان، وكانت الحرب الكارثية الحالية هي نتيجته الحتمية! ولو توقفت الحرب على أساس حكم عسكري بأي صيغة، ستندلع الحرب مجدداً وفي زمن قياسي.

ثانيا: اي اجتماع سياسي تنظمه الحكومة المصرية سوف تتحكم فيه بالكامل ابتداء من تحديد الشخصيات التي ستشارك مرورا باجندة الاجتماع وصولا الى مخرجاته، وهذا يتناقض مع جوهر فكرة المائدة المستديرة التي يتساوى اطرافها ويتحاورون بندية وبحرية دون وصاية او ترغيب او ترهيب ودون اي شكل من اشكال الهيمنة! يستحيل ان تسمح مصر للسودانيين بان يتحاوروا بحرية دون تدخلات مباشرة واملاءات مخابراتية مجهزة سلفا! ولن تتحرج مصر من ذلك ابدا لان ذهنية الوصاية على السودان مسيطرة عليها تماما، وضعف النخب المدنية والعسكرية السودانية المزمن امام الحكومات المصرية كرس هذه الوصائية المصرية وجعلها امرا طبيعيا جدا! لدرجة ان المخابرات المصرية في الماضي القريب، بكل بساطة اصدرت اوامرها لشخصية بقامة الامام الصادق المهدي- رحمه الله وتقبله في جنة رضوانه- بأن لا يسافر الى باريس للمشاركة في اجتماع قوى “إعلان باريس” عام 2017! وكانت تتوقع ان الامام سيسمع الكلام لان هذا ما اعتادت عليه! وعندما خالف الامام اوامرهم عاقبوه بعدم السماح له بدخول مصر!! وهو رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا ويمثل اكبر حزب سياسي.

هذا هو اسلوب مصر في التعامل مع اكبر كبير في السياسة السودانية!! الاوامر الفوقية ثم العقاب حال عدم التنفيذ!!
الان الامور ازدادت سوءا! اذ ان دخول السياسي السوداني وخروجه من والى مصر يحتاج الى موافقة امنية! فهل يعقل ان تخرج توصيات المائدة المستديرة دون “موافقة امنية”!!

ثالثا: انسب مكان لانعقاد مائدة مستديرة حقيقية هو دولة ديمقراطية مثل جنوب افريقيا التي نحتاج لاستلهام تجربتها الرائدة في التحول الديمقراطي، واتمنى ان تسعى تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية تقدم لانجاح فكرة المائدة المستديرة باختيار المكان الصحيح، وقبل ذلك الاستعداد بالاجندة الصحيحة والتسلح بالارادة الصلبة لتحقيق السلام وانجاح الانتقال التأسيسي الى دولة مدنية ديمقراطية.

نتمنى ان تثبت تقدم تقدميتها فعلا بتقديم دليل عملي على انها محصنة من المرض المستوطن في السياسة السودانية والذي استعصى على العلاج لعقود طويلة ممثلا في “الخوف من مصر والخضوع غير المشروط لاملاءاتها بل الارتجاف رعبا من مجرد توجيه انتقادات علنية للسياسة المصرية وزجر من يفعل ذلك من السودانيين الشجعان امثال الدكتور النور حمد”!! إن التعافي من هذا المرض يجب ان يكون اهم معيار في تقييم وطنية وديمقراطية السياسي السوداني وكذلك في تقييم جدوى التحالفات السياسية للقوى المدنية.

سيكون امرا محبطا ومخيبا للامال لو رأى المواطنون السودانيون “تقدم” التي استبشروا بميلادها خيرا لا تختلف عن ما يسمى “الكتلة الديمقراطية” وغيرها من الدمى التي تتلاعب بها مصر!!

رابعا: من حق “القوى المدنية الديمقراطية السودانية” ان تسجل موقفا احتجاجيا ضد السياسة المصرية تجاه السودان منذ اندلاع الثورة وحتى الان! فمصر لم تسمح باذاعة خبر عن ثورة ديسمبر في اعلامها حتى يوم 9 ابريل 2019! وبعد سقوط البشير تدخلت تدخلات سافرة وموثقة في تخريب الفترة الانتقالية وفي تخطيط وتنفيذ ومساندة انقلاب البرهان وفي احتضان المطبخ الكيزاني الذي هندس الانقلاب والحرب، وبعد ان اتت رياح الحرب بما لا تشتهي سفن التآمر العسكركيزاني على الثورة السودانية طرأ تغيير في الخطاب الرسمي المصري عن الحرب في السودان باتجاه تبني الحل السلمي التفاوضي ولكن لم يطرأ اي تغيير على الموقف المصري من القوى المدنية الديمقراطية، وظلت السياسة المصرية هي تصنيع الحواضن السياسية للعسكر وتقوية وكلاء الحكم العسكري وتمكينهم من الفضاء السياسي والاعلامي والاشتراك المباشر معهم في تسفيه القوى المدنية الديمقراطية والتقليل من شأنها والتآمر عليها اختراقا وتقسيما واضعافا، فما هو المنطق في ان ترحب القوى الديمقراطية بعقد مائدة مستديرة تحت اشراف وزارة الخارجية المصرية؟

خامسا: واجب القوى السياسية المدنية ان تقدم سودان السلام والديمقراطية للجوار الاقليمي وفي مقدمته مصر كصديق متعاون في حفظ الامن والسلام وكشريك مخلص في بناء علاقات اقتصادية وتنموية منتجة تحقق المصالح المشتركة بين السودان والدول المجاورة له بما فيها مصر، ولكن لن يتحقق ذلك بعدالة تحفظ كرامة السودان والسودانيين الا بواسطة قوى سياسية تعرف متى تقول نعم ومتى تقول لا، وبناء العلاقات الايجابية بين الدول لا يتم بالمجاملات والسباق المحموم لإرضاء دولة لن ترضى بغير التبعية المذلة، بل يكون بتقوية المنصات الوطنية والتسلح بالتحالفات الذكية داخليا واقليميا ودوليا والقدرة على التعامل من مواقع الشراكة لا من مواقع التبعية.

مصر ناصبت الانتقال المدني الديمقراطي في السودان العداء السافر واضرت بمصالح السودان الاستراتيجية ويجب ان تدفع مقابل ذلك ثمنا دبلوماسيا وبصورة معلنة.

لا للمشاركة في اي مائدة مستديرة او مستطيلة في مصر هل هناك معضلة في تبني مثل هذا الموقف وهو اضعف الإيمان؟!

الوسومالسودان الصادق المهدي القوى الديمقراطية الكتلة الديمقراطية المائدة المستديرة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم رشا عوض مصر

مقالات مشابهة

  • كاساس: أنا سعيد
  • الجزيرة نت تقف على قصص لجوء في رواندا
  • سفير الكونغو في زيارة لمكتبة الإسكندرية
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر اول امتحان امام تقدم!
  • عاجل.. مشجع غاضب ينهي حياة حكم في مباراة بالكونغو الديمقراطية.. ماذا حدث؟
  • مؤرخ فرنسي: الديمقراطية الأميركية تعيش حالة انهيار
  • مدرب الجزائر سعيد بالفوز على أوغندا في تصفيات كأس العالم 2026
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر أول امتحان أمام تقدم!
  • «خدام» بطل كأس رئيس الدولة للخيول العربية في تونس
  • جيش الكونغو يستعيد 3 قرى