بينما نكّست السلطات السورية الأعلام على المباني الرسمية، وأعلنت الحداد لثلاثة أيام حزناً على مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه، وزّع سكان في شمال غرب سوريا الحلوى، باعتبار بلاده من أبرز داعمي دمشق منذ اندلاع النزاع.

منذ لحظة الإعلان عن فقدان الاتصال بمروحية رئيسي حتى تأكيد مقتله صباح الإثنين، تسمّر السوريون أمام هواتفهم الخلوية أو شاشات التلفزة، بينهم نزار جمول (29 عاماً) الذي يقول لوكالة فرانس برس “أول شيء فعلته هذا الصباح كان متابعة الأخبار إلى أن أعلنوا بشكل رسمي وفاته”.

ويضيف بينما يجلس مع رفاقه في مقهى وسط دمشق “كان الخبر صادماً ومفاجئاً”.

على مقرّ السفارة الإيرانية في منطقة المزة، والتي طال قصف منسوب لإسرائيل مبنى قنصليتها في نيسان/أبريل، جرى تنكيس العلم الإيراني. وتحت صورة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة أميركية في بغداد عام 2020، معلّقة على مدخل السفارة، تم رفع راية سوداء.

ويقول عاصي شلهوب (40 عاماً) من داخل منزله المجاور للسفارة “أترقب الفترة المقبلة، لأن ما يجري في إيران سينعكس بكل تأكيد على سوريا بسبب التحالف القديم والوثيق بين البلدين”.

ويضيف الرجل الذي يعمل كمطور برمجي “طهران داعم أساسي لنا، وأي ضرر يصيبها، سنتأثر به”.

ومنذ اندلاع النزاع الذي يعصف بسوريا منذ عام 2011، شكّلت إيران أحد أبرز داعمي الرئيس بشار الأسد، وقدمت له دعماً عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً. وساهم تدخلها في الميدان الى جانب حلفاء آخرين أبرزهم روسيا في ترجيح الكفة لصالح قواته على جبهات عدة.

لا تخفي ربّة المنزل هزار مظهر (49 عاماً) قلقها من أن “نتأثر من النواحي الاقتصادية والمعيشية، لأننا نعتمد على إيران في تزويدنا بالمحروقات مثلاً، وهي تمدّنا وتساعدنا بأمور خدمية”.

وتضيف “أتمنى ألا يؤثر الحادث على لقمة عيشنا لأنها أولوية لنا”.

ونعى الرئيس بشار الأسد رئيسي والمسؤولين الإيرانيين الذين قضوا معه جراء تحطّم مروحية أقلتهم في منطقة جبلية في شمال غرب البلاد. وقال “لقد عملنا مع الرئيس الراحل كي تبقى العلاقات الإستراتيجية التي تربط سوريا وإيران مزدهرة على الدوام”، مستذكراً زيارته دمشق في أيار/مايو 2023.

وأعلنت دمشق لاحقاً الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام على المقرات الرسمية.

مشهد مغاير

في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في إدلب ومحيطها، بدا المشهد مغايراً. وسارع بضعة سكان في بلدة الدانا الى توزيع الحلوى، بعيد تأكيد مقتل رئيسي، بينهم ماهر بولاد (40 عاماً) النازح من مدينة حلب (شمال).

ويقول بولاد لفرانس برس إن مقتل رئيسي “شكّل فرحة لجميع أهالي إدلب والمهجرين فيها لأن الإيرانيين كانوا شريكاً في سفك الدم السوري وفي قتل الأطفال وتهديم المنازل وتهجير العائلات”.

وتؤوي مناطق سيطرة الفصائل الجهادية والمعارضة في إدلب ومحيطها أربعة ملايين نسمة نصفهم تقريباً نازحون، فروا تباعاً على وقع المعارك بين الفصائل المعارضة والقوات الحكومية، التي ساندتها إيران ومجموعات موالية لها.

وإثر اندلاع النزاع، أرسلت طهران مستشارين عسكريين الى سوريا، ودفعت بمجموعات موالية لها على رأسها حزب الله اللبناني، لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات الجهادية والمعارضة.

على طاولة وسط سوق في الدانا، وضعت عليها صواني الحلوى، علقت ورقة كتب عليها “بمناسبة هلاك رئيس إيران وحاشيته نوزع الحلوى”.

ويدعو خالد حسين الشيخ (62 عاماً) القاطن في مخيم للنازحين سكان المنطقة الى توزيع الحلوى.

ويقول “فرحتنا اليوم لا تقدر”.

المصدر أ ف ب الوسومإيران سوريا

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: إيران سوريا

إقرأ أيضاً:

مفاجأة من العيار الثقيل في سوريا: طفل يُعيَّن متحدثًا رسميًا باسم وزارة الاتصالات!

 

 في خطوة غير مسبوقة، أثارت دهشة البعض وإعجاب آخرين، أعلنت وزارة الاتصالات السورية تعيين الطفل سليم عمر التركماني، المعروف بلقب "التقني الصغير"، ناطقًا رسميًا باسم الوزارة لأبناء جيله، ليصبح بذلك أصغر متحدث رسمي في تاريخ البلاد.

سليم، البالغ من العمر 13 عامًا، يدير حسابًا شهيرًا على إنستغرام باسم "little_tech_salim"، يقدّم فيه محتوىً تقنيًا مبسطًا للأطفال واليافعين.

وقد اختارته الوزارة ليكون جسرًا للتواصل مع جيل الناشئة في مسعى لتبسيط مفاهيم التحول الرقمي وتعزيز الثقافة التقنية لدى الصغار.

وقال وزير الاتصالات عبد السلام هيكل، عبر منصة "إكس"، إن هذه المبادرة تأتي "ضمن رؤية وطنية تسعى لتمكين الأطفال من الإبداع الرقمي، وتثق بقدراتهم"، مؤكداً أن انضمام سليم إلى فريق الوزارة "يعكس التزام الحكومة ببيئة تشجّع المواهب منذ الطفولة".

الخطوة سرعان ما أشعلت مواقع التواصل، حيث انتشرت صور للطفل سليم مع الوزير وأسرته، وتباينت الآراء بين مشيدين بمبادرة تدعم جيل المستقبل، وآخرين اعتبروها رمزية تحتاج لترجمة فعلية على أرض الواقع.

وتأتي هذه المبادرة في سياق سلسلة من النشاطات الحكومية الداعمة للطاقات الشابة، أبرزها مؤتمر "نهضة تك"، وجولات من التدريب على التجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب مشاركة طلاب سوريين في بطولات دولية في مجال البرمجة والروبوتات.

فهل ستكون هذه الخطوة بداية حقيقية لتمكين الأطفال في مفاصل العمل العام؟ أم أنها مجرد فلاش إعلامي مؤقت؟ الأيام كفيلة بالإجابة، لكن الأكيد أن سليم حجز مكانه في سجل "الاستثناءات الملهمة".

مقالات مشابهة

  • الخطوط الجوية السورية تطلق أولى رحلاتها إلى مطار إسطنبول بعد انقطاع دام 12 عاماً
  • توضيح رسمي بشأن زيادة رسوم تأشيرة دخول العراقيين الى سوريا
  • كلية طب الأسنان في جامعة دمشق تحصل على الاعتماد الأوروبي ضمن ‏برنامج ‏Leader‏ الذي تقدمه الجمعية الأوروبية لطب الأسنان ‏
  • طريق الحج الشامي… شريان روحي وحضاري امتدّ لثلاثة عشر قرناً
  • كيف ستدير سوريا علاقتها بإسرائيل في هذه المرحلة؟
  • مفاجأة من العيار الثقيل في سوريا: طفل يُعيَّن متحدثًا رسميًا باسم وزارة الاتصالات!
  • سوريا تعود إلى سويفت بعد 14 عاماً من العزلة
  • شبح القاتل المتسلسل يُخيّم على نيو إنغلاند… الجثة رقم 13 تُكتشف في الغابة
  • تحالفات دمشق تتعزز… والاستثمار مفتاح الحضور العربي في سوريا
  • أصغر متحدث رسمي في سوريا.. من هو الطفل الذي عينته وزارة الاتصالات؟