أهلا أصدقائي علماء المستقبل ... لا تعلمون كم أنتم محظوظون لتوافر جميع المعلومات التي تحتاجونها لتصبحون «أي شي، وكل شيء» ترغبون به، وفي هذا العدد سنساعدكم في تخيل المستقبل وما يمكن أن تصنعه التكنولوجيا في أقل من عشر سنوات فقط من الآن، وكمية التقدم الذي سنحظى به، لعلكم تصبحون جزءًا منه. إليكم أهم خمسة تطورات تقنية يمكن أن يشهدها العالم بحلول ٢٠٣٠ وفقًا لمنصة «بلورال سايت» التقنية التعليمية:
قطعة لحم من المختبر لصحنك
يمكنك اليوم أن تزرع مكونات صحن السلطة الذي تتناوله في أحواض مائية صغيرة وأن تتحكم بالمناخ المحيط بها لإنتاجها في أي وقت، ولكن التكنولوجيا تعدنا بأبعد من ذلك، تخيل أن شريحة اللحم التي ستتناولها بعد أقل من عشرة أعوام من الآن قد تكون ببساطة قد صُنعت في مختبر، بواسطة علم التقانة الحيوية، ويهدف العلماء من ذلك إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واستخدام المياه.
إشعارات قبل المرض
بعد أقل من عشرة أعوام يقول العلماء إنك لن تتفاجأ بالحمى الشديدة في صباح يوم المدرسة أو العمل، وأن التقنيات الطبية في طريقها لاكتشاف مجسات وأجهزة تقرأ حالة جسدك وتتنبأ بالأمراض التي قد تصاب بها قبل تطورها وتفاقمها، مما سيعطينا الوقت الكافي لمحاربتها بالأدوية اللازمة. إذن لا غيابات مفاجأة بعد اليوم.
مساعد شخصي متوفر طوال الوقت
تخيل أن هناك موظفا يلازمك طوال الوقت، يذكرك بواجباتك، وبضرورة شرب الماء، بل ويقوم بالرد على الرسائل عوضًا عنك، ويذكرك بعيد ميلاد أختك الصغرى. هذا ما تعدنا به التقنية في السنوات القادمة، مساعدٌ شخصي بالصوت والصورة التي تختارها، ودون أجر.
بطاريات خارقة
هل تفكر في نوع السيارة التي تود شراءها في المستقبل؟ ربما فعلت وربما استبعدت أن تكون كهربائية حتى لا تنفد بطاريتها في منتصف الطريق. لكن هذا التحدي نعاني منه اليوم فقط، ما لا تعرفه أن الذكاء الاصطناعي بات يقدم حلولا لبطاريات بسعة تخزين عالية تتحمل العمل لأيام متواصلة، ويقول العلماء: إن ذلك سيؤدي إلى الاستغناء عن السيارات التي تعمل بالوقود بالكامل بحلول 2030!
القدرة على التواصل مع الجميع
يقول القائمون على الصناعات التكنولوجية: إن زمن الحاجة إلى مترجم قد ولى! فنظارات «جوجل جلاس» على سبيل المثال تمكنك من فهم أي لغة يتحدث بها شخص أمامك في اللحظة نفسها. لذا استعد لاكتساب أصدقاء من مختلف أنحاء العالم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية:
أقل من
إقرأ أيضاً:
كارثة علم الفيزياء.. هل نعيش في “فقاعة كونية” كبيرة؟
الجديد برس| على مدى عقود، ظل ما يسمى “توتر هابل” أحد أعقد الألغاز التي تؤرق علماء الكونيات أثناء محاولتهم قياس سرعة تمدد الكون. وتعتمد هذه قياسات التي يجريها
العلماء لحساب سرعة
الكون على تقنيتين رئيسيتين: الأولى تستند إلى بيانات مأخوذة من المراحل المبكرة جدا لتاريخ الكون، مثل إشعاع الخلفية الكونية، في حين ترتكز الثانية على رصد المجرات القريبة والنجوم المتغيرة في الكون المحلي (القريب من مجرتنا). تفترض الدراسة أن هذه الفقاعة الكونية هي السبب في أننا نلاحظ توسعا أسرع للكون محليا مقارنة بما يُحسب من النموذج الكوني التقليدي (ناسا)
أصل التوتر المدهش والمثير لانتباه العلماء دوما كان أن نتائج الطريقتين تختلف بشكل واضح رغم تكرار التجارب وتحسين دقتها، إذ يقاس تمدد الكون بما يُعرف بـ”ثابت هابل-ليميتر”، وهو مقياس يحدد السرعة التي تتباعد بها المجرات عن بعضها البعض. وعند حساب هذا الثابت استنادا إلى البيانات الكونية القديمة، تُقدّر القيمة بنحو 244 ألف كيلومتر في الساعة لكل مليون فرسخ فلكي (ما يعادل نحو 3.2 ملايين سنة ضوئية). أما إذا استُند إلى قياسات المجرات الأقرب إلينا في الزمان والمكان، فإن القيمة ترتفع إلى 264 ألف كيلومتر تقريبا لنفس المسافة. هذا الفارق -الذي لا يمكن تفسيره بسهولة- يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كنا نواجه حدودا في فهمنا لطبيعة الكون أم أننا على أعتاب اكتشافات جديدة تغير قواعد الفيزياء كما نعرفها.
فقاعة كونية وتقدم دراسة جديدة، عُرضت خلال اجتماع الجمعية الفلكية الملكية لعام 2025 في مدينة دورام البريطانية، فرضية جريئة، تقول إننا، نحن والكوكب الأرضي، بل مجرتنا درب التبانة، نعيش داخل “فقاعة كونية” ضخمة، قد تكون السبب في أننا نُلاحظ توسعا أسرع للكون محليا مقارنة بما يُحسب من النموذج الكوني التقليدي. ويفترض الباحثون أن قُطر هذه الفقاعة يساوي حوالي مليار سنة ضوئية، وكثافتها أقل بنحو 20% من متوسط كثافة الكون ككل. وبحسب الدراسة، يؤدي وجودنا في مركز الفراغ إلى تدفق المادة خارجه نحو الخارج، وهذا يجعل سرعتنا النسبية (أي السرعة داخل الفقاعة مقارنة ببقية الكون) أكبر، فيعطي ذلك انطباعا بتوسع محلي أسرع، إلا أن السرعة في الأصل متطابقة بين الكون المبكر والمحلي. يوضح الدكتور إندرانيل بانيك، من جامعة بورتسموث في تصريح حصلت الجزيرة نت عليه نسخة منه: “أحد الحلول المحتملة لهذا التناقض (يقصد توتر هابل) هو أن مجرتنا قريبة من مركز فراغ محلي كبير”. ويضيف: “سيؤدي ذلك إلى سحب المادة بفعل الجاذبية نحو الجزء الخارجي عالي الكثافة من الفراغ، وهذا يؤدي إلى أن يصبح الفراغ أكثر فراغا مع مرور الوقت، ومع هذا التوجه، ستكون سرعة الأجسام بعيدا عنا أكبر مما لو لم يكن الفراغ موجودا. وهذا يُعطي انطباعا بمعدل تمدد محلي أسرع”. ويوضح بانيك أنه من تلك النقطة، فإن “توتر
هابل ظاهرة محلية إلى حد كبير”.
أصداء الانفجار العظيم وجدت هذه الفرضية الجديدة دعما بسبب الاتفاق مع ما يسميه العلماء “التذبذبات الصوتية الباريونية”، ولفهمها تخيل الكون في لحظاته الأولى (قبل 13.8 مليار سنة) كـ”حساء ساخن وكثيف” مليء بالجسيمات دون الذرية، بما في ذلك فوتونات الضوء. في ذلك الوقت، كانت هناك موجات صوتية تنتشر عبر هذا الخليط بسبب التفاعلات بين المادة والضوء، مثل التموجات في بركة ماء. وبعد حوالي 380 ألف سنة من الانفجار العظيم، برد الكون بما يكفي لكي يطلق الضوء بحرية (وهو ما نراه اليوم كالخلفية الإشعاعية الكونية)، وعند هذه اللحظة، توقفت هذه الموجات الصوتية، لكن “الأصداء” أو الآثار المتبقية لهذه التموجات بقيت محفوظة في توزيع المجرات. ويستخدم العلماء هذه الأصداء الكونية لمقارنة المسافة بين المجرات لأنها تترك ما يشبه البصمة في العلاقة بين المسافة وما يسمى بالانزياح الأحمر، لكن إذا كنا داخل فراغ كوني ضخم، فإن ذلك يجعل بيانات لتذبذبات الصوتية الباريونية “منحنية” قليلا مقارنة بالتوقعات العادية. وبحسب الدراسة، فإن هذا الانحناء في البيانات قد لوحظ بالفعل في دراسات الكون المحلي، وبدراسة قياسات لتذبذبات الصوتية الباريونية المتاحة على مدار الـ20 عاما الماضية، أظهر الفريق البحثي أن نموذج الفقاعة أكثر احتمالا بحوالي 100 مليون مرة من نموذج اللافقاعة.
كارثة علم الكونيات توتر هابل هو كارثة علم الكونيات الحالية، لأن ثابت هابل يسري حكمه على كل ما هو كوني، فهو يحدد المعدل الذي يتوسع من خلاله الكون، وبالتالي يرشدنا إلى معرفة عمره، ويرسم الجدول الزمني لتتالي الأحداث فيه وصولا إلى حجمه الحالي والمستقبلي. كما أنه يساعد العلماء على تقدير المسافات إلى الأجرام الأخرى في جميع أنحاء الكون. إلى جانب ذلك، فإن قيمة ثابت هابل تساعد العلماء على فهم خصائص الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، وهما مكونان غامضان يمثلان 95% من تركيب هذا الكون، لا يعرف العلماء عنهما إلا أقل القليل. والخلل في ذلك معضلة، حيث أدى إلى انقسام في المجتمع العلمي بين مَن يرى أن المشكلة في البيانات أو الإحصاءات أو الأساليب المستخدمة لقياس الثابت، وبين مَن يعتقد أن الخلل امتد إلى النظرية نفسها أو قُل النموذج والأساس النظري الذي تعتمد عليه تلك القياسات أو حتّى فيزياء الكونيات من الأساس، التي تبني نفسها على نتائج النظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين. ويعد “بافيل كوروبا”، الأستاذ بمعهد هيلمهولتز للإشعاع والفيزياء النووية بجامعة بون الألمانية، واحدا من أولئك الذين يعتقدون أن الخلل يكمن في الأساس النظري، وبالتالي هو أحد العلماء الذين يكرسون أنفسهم لحلٍّ لهذه الكارثة، عبر وضع نظرية بديلة. وأوضح كوروبا في تصريحات للجزيرة نت أنه “يمكن تفسير توتر هابل عبر دراسة اختلاف كثافة المجرات، فمجرتنا توجد في منطقة من الكون ذات كثافة مجرية منخفضة نسبيا”. وتأتي فكرة كوروبا التفسيرية هذه في إطار دراسة نشرها في 2023 بصحبة فريق من الباحثين في دورية “مونثلي نوتيس” التابعة للجمعية الفلكية الملكية، وتشير الورقة إلى أننا نسكن داخل فقاعة كونية هائلة، بما يتفق مع افتراض الدراسة الأخيرة.
تحديات ليست بالسهلة الفرضية الجديدة التي تعتمد عليها الدراسة الجديدة تواجه لا شك تحديات كبيرة، فهي تتعارض مع مبدأ أساسي في النموذج القياسي لعلم الكونيات، أو اختصارا “لامدا سي دي إم”. ويفترض هذا النموذج أن الكون أشبه ما يكون بحساء متجانس، موزع بشكل متساو ومتشابه في كل الاتجاهات إذا نظرنا له على مقاييس ضخمة جدا (مليارات السنين الضوئية)، بمعنى أنه لا يوجد مكان “خاص” أو منطقة فارغة تماما وأخرى ممتلئة جدا. وبالتالي، لو كان هناك فراغ ضخم جدا حولنا، فهذا يعني أن الكون غير متجانس على مقياس كبير، ومن ثم فإذا صحت الفرضية الجديدة، فإن العلماء بالتبعية سيكونون بحاجة لإعادة النظر في أسس علم الكونيات، التي بنيت عليها النظريات المعاصرة، وهذا ما يؤكد علماء مثل كوروبا ضرورة حدوثه.