كشف تقرير الأمم المتحدة الرابع للرصد العالمي للنفايات الإلكترونية -الذي صدر يوم 20 مارس/آذار الماضي- عن عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة أن توليد النفايات الإلكترونية في العالم يتزايد بمعدل 5 مرات أسرع من إعادة تدوير النفايات الإلكترونية الموثقة.
تمثل هذه النفايات الهواتف وأجهزة الحاسوب، والساعات الذكية، وفرشاة الأسنان، والدراجات الإلكترونية، والألعاب، والأدوات الكهربائية، والأثاث المزود بمنافذ “يو إس بي” مدمجة، وحتى المراحيض الذكية المزودة بإمكانية الاتصال بشبكة إنترنت لاسلكي.


ووفقا للتقرير، فإن 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية المتولدة عام 2022 ستملأ 1.55 مليون شاحنة بوزن 40 طنا، وهو ما يكفي تقريبا لتشكيل خط من المصد إلى المصد يحيط بخط الاستواء.
وحسب التقرير، ارتفعت كمية النفايات الإلكترونية بمقدار 2.6 مليون طن سنويا، منذ عام 2019 حين كانت تقدر بنحو 53.6 مليون طن.

إعادة التدوير
في عام 2022، تم جمع وإعادة تدوير 22.3% فقط من مجموع النفايات الإلكترونية العالمية بشكل صحيح، وفقا للتقرير. وبشكل عام، فإن كمية النفايات الإلكترونية ترتفع بمعدل 5 مرات أسرع من معدل إعادة تدوير النفايات الإلكترونية الموثقة.
في السياق، يقول المؤلف الرئيسي للتقرير كيس بالدي كبير المتخصصين العلميين في معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، إن هناك كثيرا من الحديث عن النفايات الإلكترونية، ولكننا بحاجة إلى مزيد من العمل للتعاطي مع تعاظم كميات النفايات الإلكترونية التي من المتوقع أن ينخفض معدل إعادة تدويرها، إذ يتوقع التقرير أن ينخفض جمع النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها على مستوى العالم إلى 20% بحلول عام 2030.
ويقول الخبراء إن عملية إعادة التدوير بشكل عام معطلة، لكن النفايات الإلكترونية هي قضية تحتاج إلى اهتمام خاص. ويضيف بالدي أن “كل جهاز من هذه النفايات يحتوي على مواد خطرة ومواد قيمة. يجب أن نتأكد من تفكيك المواد الخطرة والتخلص منها بشكل آمن، ومن إعادة تدوير المواد القيمة، حتى نتمكن من استعادة المواد الثمينة المتوفرة”.
ويلفت التقرير إلى أنه عندما لا تتم إعادة تدوير الإلكترونيات بشكل صحيح، فمن الممكن أن تتسرب المواد الكيميائية السامة، مثل الزئبق إلى التربة والماء والهواء، مما يؤدي إلى الإضرار بالبيئة وتهديد صحة الإنسان. وفي الوقت نفسه، فإن كل معدن لا يتم جمعه من النفايات الإلكترونية المعاد تدويرها يعني مزيدا من المعادن الجديدة التي يجب استخراجها من أجل صناعة الإلكترونيات، والتي لها آثارها البيئية والاجتماعية الكارثية.

ثروة مهدرة
وخلص تقرير الأمم المتحدة إلى أن النفايات الإلكترونية عام 2022 تحتوي على معادن بقيمة 92 مليار دولار، مثل النحاس والذهب والحديد، وهي معادن بدأ بعضها في النفاد من سطح الأرض مع زيادة الطلب عليها لاستخدامها في الصناعات المختلفة.
ولتفادي إهدار مزيد من هذه المعادن القيمة، يشدد بالدي على ضرورة توفير التمويل الكافي وإصدار التشريعات القانونية المناسبة من الحكومات والمنتجين المسؤولين عن النفايات التي يولدونها، إذ يقول “بدءا من عام 2023، كان لدى 81 دولة شكل من أشكال التشريعات المتعلقة بالنفايات الإلكترونية، مقارنة بـ78 دولة عام 2019. وقد أحدث هذا فرقا. الدول التي لديها تشريعات لديها، في المتوسط، معدل جمع وإعادة تدوير يبلغ 25%، في حين أن غالبية الدول التي ليست لديها تشريعات تقترب من 0%”.
في الولايات المتحدة -على سبيل المثال- لا يوجد تشريع فدرالي بشأن النفايات الإلكترونية، ولكن 25 ولاية بالإضافة إلى العاصمة لديها قوانين إعادة تدوير الإلكترونيات، و27 ولاية لديها قوانين الحق في الإصلاح. من ناحية أخرى، لدى الاتحاد الأوروبي قانون لإعادة تدوير واسترداد الإلكترونيات وتوجيهات بشأن الحق في الإصلاح.
وتبلغ معدلات إعادة التدوير في كلتا المنطقتين أكثر من 40%، لكن مؤلفي التقرير يشيرون إلى أن تشريعات الاتحاد الأوروبي أقوى، حيث تحظر تصدير النفايات الإلكترونية إلى البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي تفتقر إلى البنية التحتية لإدارة هذه النفايات.
ويضيف بالدي أن عديدا من الأجهزة الإلكترونية ليست مصممة للإصلاح أو إعادة التدوير، في تلك الحالات، لا تزال التشريعات وتكنولوجيا إعادة التدوير المحسنة غير قادرة على استعادة المعادن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العراق خارج تصنيف الأمم المتحدة في الحوكمة الإلكترونية لعام 2024

آخر تحديث: 19 شتنبر 2024 - 12:22 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- تصدرت السعودية والإمارات والبحرين قائمة الدول العربية في مؤشر تصنيف مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية للعام 2024، بينما العراق خاجه، ، فيما جاءت الدنمارك وإستونيا وسنغافورة عل رأس التصنيف العالمي الذي يضم 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.ويقيس المؤشر العالمي نطاق وجودة الخدمات عبر الإنترنت، وحالة البنية التحتية للاتصالات والقدرات البشرية.وأشار المؤشر إلى أن الدول الثماني عشرة الرائدة في التنمية الرقمية هي دول ذات دخل مرتفع.وبالنسبة للقادة الإقليميين، أظهر التقرير تصدر جنوب إفريقيا لقارة أفريقيا، والولايات المتحدة للأميركيتين، وجاءت سنغافورة على رأس قائمة دول آسيا، وبالنسبة لأوروبا فتصدرتها الدنمارك، واحتلت أستراليا صدارة دول منطقة أوقيانوسيا.واحتلت السعودية المركز السادس عالميا لتقفز بذلك 25 مرتبة وتصبح في قائمة أفضل 10 دول على مستوى العالم. وكانت المملكة تقدمت 12 مرتبة في عام 2022 مدعومة بالمبادرات المتخصصة بالحكومة الإلكترونية. وكذلك احتلت مدينة الرياض المركز الثالث بعد تالين ومدريد في مؤشر الخدمات الإلكترونية المحلية من بين 193 مدينة حول العالم.ولحقت الإمارات بالسعودية لتحتل المركز الـ11 عالميا، ثم البحرين في المرتبة الـ18، وتلاهما سلطنة عمان في المركز 41، وقطر 53، والكويت 66، والمغرب 81، وتونس 87، ومصر 95 وذكر التقرير أنه رغم الأزمات العالمية المتقاطعة والمتفاقمة في السنوات الأخيرة، فقد سارعت الدول والمناطق في جميع أنحاء العالم إلى الالتزام باستراتيجيات الحكومة الرقمية.

مقالات مشابهة

  • وفد استثماري من موريشيوس يبحث إنشاء مشروع لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية في مصر
  • منسقة الأمم المتحدة في لبنان: لا حل عسكري مع تصاعد خطر الكارثة الوشيك
  • السودان: تصاعد معدلات الإصابة بالكوليرا في «نهر النيل» بتسجيل «197» حالة جديدة
  • الأمم المتحدة تحذر من خطورة تصاعد العنف في الشرق الأوسط
  • الجمعية العامة تلتئم وسط تصاعد الأزمات واحتدام الصراعات
  • المشاط: آمال كبيرة مُنعقدة على قمة المستقبل لتحقيق اتفاق دولي حول القضايا الملحة
  • تحذيرات في كوردستان من أزمة بيئية.. 7 آلاف طن نفايات يومياً ولا حلول لإعادة التدوير
  • مركز النخيل ووزارة البيئة يدشنان منتج الفحم الحيوي من خلال إعادة تدوير خامات النخيل
  • مؤشر الأمم المتحدة حول الحكومة الإلكترونية.. المغرب يحرز تقدماً بـ11 درجة
  • العراق خارج تصنيف الأمم المتحدة في الحوكمة الإلكترونية لعام 2024