تستمر سلطة الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي في تعنتها ووحشيتها ضد الشعب الفلسطيني المدني الأعزل، فمع حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها منذ السابع من أكتوبر، تستمر في استخدام المعابر التي تنقل للفلسطينيين المساعدات الإنسانية كسلاح بيدها لتواصل حرب التجويع في غزة.

ووفق لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، تواصل قوات الاحتلال، إغلاق معبري رفح الحدودي، وكرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، لليوم الثامن عشر على التوالي، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني، بسبب عدم تدفق الامدادات المنقذة للحياة للمواطنين في أنحاء متفرقة.

وفي 5 من شهر مايو الجاري أغلقت قوات الاحتلال بشكل كامل معبر كرم أبو سالم جنوب شرق مدينة رفح، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية، والطبية، وفي السابع من الشهر ذاته، احتلت قوات الاحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، وأوقفت تدفق المساعدات إلى القطاع، وما زالت تغلق المعبرين حتى اليوم.

وبالرغ من تحذيرم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير في غزة، إذا لم تبدأ المساعدات في دخول القطاع بكميات كبيرة، إلا أن الجاني العبري لم يستجب.

ومن جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي في بيان صحفي، إن توزيع المواد الغذائية في الجنوب متوقف باستثناء بعض المخزونات المحدودة التي يتم تقديمها للمطابخ المجتمعية لإعداد الوجبات الساخنة، معرباً عن الأمل في العمل مع الشركاء كي يتم فتح المزيد من المطابخ المجتمعية في مناطق، مثل خان يونس، التي تستضيف الأشخاص الذين فروا من الأعمال العدائية المتصاعدة في رفح..وفقًا لـ "وفا".

وأوضح الناطق الإعلامي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن نحو مليون لتر من الوقود دخل إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان على رفح في السادس من أيار الجاري، مضيفًا:"هذا يعني أننا، في المتوسط، نحصل على 29 بالمئة فقط من مخصصات الوقود التي كنا سنحصل عليها بموجب الترتيبات المعمول بها قبل السادس من أيار "مما يزيد من عرقلة عمل المخابز، والمستشفيات، وآبار المياه وغيرها من البنية التحتية الحيوية".

 الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: 900 ألف شخص نزحوا قسرا من رفح 

وكانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية صرحت بإن نحو 900 ألف شخص نزحوا قسرا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، وأوضحت، في بيان مقتضب، صدر اليوم الجمعة، أن النازحين توجهوا إلى مناطق تستضيف أعدادا كبيرة، وتعاني من نقص في الخدمات.

 

وقد بدأت قوات الاحتلال في السادس من الشهر الجاري عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب القطاع، وطالبت المواطنين والنازحين إلى المناطق الشرقية من المدينة (الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتبة زراع)، بالتوجه إلى مدينة خان يونس جنوب القطاع، وبعدها توسعت عمليتها العسكرية لتطال مناطق أخرى من المدينة، مع تواصل القصف المدفعي والصاروخي المكثف، برا وجوا وبحرا.

وفي 5 من شهر مايو الجاري أغلقت قوات الاحتلال بشكل كامل معبر كرم أبو سالم جنوب شرق مدينة رفح، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية، والطبية، وفي السابع من الشهر ذاته، احتلت قوات الاحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، وأوقفت تدفق المساعدات إلى القطاع، وما زالت تغلق المعبرين حتى اليوم.

وكانت مدينة رفح، قد شهدت منذ بدء العدوان على قطاع غزة حركة نزوح كبيرة للمواطنين من مختلف مدن القطاع، حيث وصل عدد المواطنين فيها إلى نحو 1.5 مليون، ومع بدء العملية العسكرية في رفح اضطر 600 ألف منهم إلى النزوح مرة أخرى إلى مناطق أخرى.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي إلى 35 ألفا و800 شهيد، إضافة إلى 80 ألفا و200 مصاب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاحتلال فلسطين إسرائيل غزة رفح قطاع غزة معبر رفح معبر كرم أبو سالم الأمم المتحدة برنامج الأغذية العالمي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قوات الاحتلال السابع من مدینة رفح أبو سالم قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

المجاعة تشتّد بغزة.. أطفالُ تحولوا لـ"هياكل عظمية"

غزة - خاص صفا مع تفاقم المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية وخطيرة" في قطاع غزة، تحولت أجساد الأطفال الذي يصلون المستشفيات إلى "هياكل عظمية"، بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد. وبدأت تُبرز العظام من تحت جلد العديد من الأطفال، وتظهر علامات واضحة على نقص التغذية.  ويعاني أطفال غزة أوضاعًا صحية مأساوية للغاية، بفعل المجاعة والنقص الحاد في الغذاء، وتدهور الوضع الصحي، في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أشهر. ولا يجد الأطفال ما يسد رمقهم أو يروي ظمأهم، ما يؤدي لموت بعضهم جوعًا، بينما يصارع آخرون الهزال وسوء التغذية والأمراض.  ويواجه الفلسطينيون في القطاع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي. وفق تقرير أممي وبحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، فإن قطاع غزة يواجه النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. ويواجه 100% من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتقرير. وقال برنامج الأغذية العالمي: إن "هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان". وأشار البرنامج في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء، إلى أن "الجوع ينتشر بسرعة" في غزة. وأضاف "هناك حاجة ملحة لزيادة هائلة في المساعدات الغذائية لقطاع غزة للوصول إلى كل المجوعين في كل أنحاء القطاع، قبل فوات الأوان". وذكر أن لديه مخزون من الغذاء يكفي لكل الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، مشددًا على ضرورة أن تسمح "إسرائيل" بدخول هذه المساعدات. وطالب بإدخال مزيد من شاحنات المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر كل المعابر، وبفتح مسارات أكثر داخل القطاع لعبور الشاحنات لتقليل التأخير في الوصول إلى كل الفلسطينيين المجوعين في القطاع. بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن أهالي غزة يواجهون الموت بالتجويع والقصف والمستشفيات مكتظة بالشهداء والجرحى. وأوضح أبو سلمية "للتليفزيون العربي"، أن 147 شهيدًا، منهم 88 طفلًا ضحايا التجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة وأشار إلى أن الاحتلال يقصف مناطق يدعي أنها آمنة غربي مدينة غزة، كما يدعي وجود مسارات إنسانية ويقصف منتظري المساعدات ومن يحاول تأمينها. بدوره، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الطبيب خليل الدقران إن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة في قطاع غزة. وأشار إلى أن ما تم إدخاله من مساعدات قليل ولا يفي بحاجات سكان القطاع. وأضاف أن ما يقوم به الاحتلال في حق غزة يضرب جميع المواثيق والقوانين الدولية. وأكد أن الحاجة ملحة في قطاع غزة لحليب الأطفال بشكل أساسي، مشيرًا إلى أن ما يحدث في قطاع غزة بشأن الأطفال والنساء الحوامل فظيع بسبب الجوع. وبين أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، موضحًا أن الأطفال يصلون إلى المستشفيات في غزة على هيئات هياكل عظمية. وحذرت مؤسسات دولية وأممية من انهيار الأوضاع الإنسانية وتفاقم الكارثة غير المسبوقة في قطاع غزة. وحسب الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) فإن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء يواجهون خطر الموت جوعًا ومرضًا، بفعل استمرار الاحتلال في استخدام التجويع الجماعي كأداة ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرًا. وبات أهالي القطاع يعيشون مرحلة المجاعة الكاملة (المرحلة الخامسة) والمجاعة الحادة (المرحلة الرابعة) حسب التصنيف الأممي، وفق تقارير موثقة صادرة عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة "الفاو"، في ظل حاجة القطاع اليومية لأكثر من 500 شاحنة مساعدات إغاثية و50 شاحنة وقود. وحذرت "حشد" من تداعيات المجاعة علي سكان القطاع، والتي أدت حتى الآن لاستشهاد 147 مواطنًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، عدا عن 650 من المرضى والنساء وكبار السن ، في وقت لا تستطيع 50 ألف أم إرضاع أطفالها، بسبب سوء التغذية. ولا يزال 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، و60 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الجوع، منهن 11 ألف حالة حرجة. وتظهر التقارير أن نصيب الفرد اليومي من المياه الصالحة للشرب انخفض بنسبة 100%، فيما بات 99% من السكان يعانون من انعدام أمن غذائي حاد وأكثر من ثلث السكان لم يأكل أي طعام لأيام متتالية ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، تفاقمت مع تشديد حصارها وإجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار الجوع في غزة
  • الأمم المتحدة تحذّر من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بغزة وتدعو لإدخال المساعدات
  • 3 شهداء من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • شاحنات المساعدات تدخل إلى غزة لليوم الرابع على التوالي عبر معبر كرم أبو سالم
  • شهداء بنيران الاحتلال قرب 3 مراكز مساعدات في غزة
  • عاجل.. إدخال 126 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم
  • الأغذية العالمي واليونيسف: الوضع الإنساني في غزة يتدهور بوتيرة مقلقة
  • المجاعة تشتّد بغزة.. أطفالُ تحولوا لـ"هياكل عظمية"
  • إدخال شاحنات مساعدات إنسانية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لنقلها لأهل غزة
  • المستشار الألماني يصف الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ “الكارثي”