يمانيون- متابعات
على وَقْعِ قلقٍ أمريكيٍّ معلَنٍ من امتلاك القوات المسلحة اليمنية القُدرَةَ على استهداف السفن المتجهة إلى العدوّ الصهيوني في البحر الأبيض المتوسط، كشف قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن تطورات جديدة في مسار المرحلة الرابعة من التصعيد، حَيثُ أعلن عن وجود تنسيق عسكري مع المقاومة العراقية، وتوعد بعمليات يمنية مباشرة ستكون ذات زخم وتأثير كبيرَينِ؛ الأمر الذي يضع الأعداء أمام المزيد من التداعيات المزلزلة والضاغطة التي سترفع كلفة الإصرار على استمرار الإبادة الجماعية إلى ذروة قصوى جديدة ليس على مستوى الخسائر الاقتصادية فحسب، بل على مستوى المعادلات والضربات الاستراتيجية التي ستزيد حجم ومستوى التحولات الكبرى التي تشهدُها المنطقة.

تنسيقٌ إقليمي لتصعيد أشدَّ تأثيرًا وأعظمَ زَخَمًا:

القائد أكّـد في معرض حديثه عن المرحلة الرابعة من التصعيد خلال خطابه الأسبوعي الأخير أن “التنسيقَ مع الإخوة في العراق سيكون له إسهام إضافي” إلى جانب “عملية التطوير المُستمرّة” للقدرات اليمنية؛ وهو ما يؤكّـد استجابة فصائل المقاومة العراقية لدعوة قائد الثورة التي وجَّهها في الخطاب السابق للاشتراك في مرحلة التصعيد الجديدة ضد العدوّ، والتي تركِّزُ على تشديد الحصار البحري على كيان الاحتلال من خلال استهداف السفن المتوجّـهة إليه عبر البحر المتوسط وَأَيْـضاً حظر سفن كُـلّ الشركات التي تنقل البضائع إلى موانئ فلسطين المحتلّة، وهو تصعيد تستطيع المقاومة العراقية أن تساهم فيه بضربات فاعلة؛ نتيجةَ قُربِ المسافة إلى البحر المتوسط وموانئ العدوّ هناك بالمقارنة مع المسافة إلى اليمن، وقد تكون هناك مساهمات أُخرى مفاجئة من شأنها أن تجعل التصعيد أشدًّ وَقْعًا وتأثيرًا على العدوّ.

ويمثل اشتراكُ اليمن والمقاومة العراقية في مسار تصعيدي واحد بحد ذاته ضربةً للعدو الصهيوني ورعاته الغربيين، حَيثُ يعزِّزُ هذا التنسيقُ وَحدةَ ولُحمةَ الجبهات الإقليمية المساندة للشعب الفلسطيني بشكل أكثر تنظيمًا وتركيزًا يفتح المجال لمسارات عمل استراتيجية تستطيع من خلالها الجبهات المساندة أن تضاعف الضغط على العدوّ ورعاته بشكل كبير وتضيق خياراتهم.

في السياق نفسه، وفيما يتعلق أَيْـضاً بالمرحلة الرابعة من التصعيد، أكّـد قائد الثورة أن “العمليات المباشرة من الأراضي اليمنية سيكون لها أَيْـضاً تأثير وهناك بشائر قادمة وستشهد الزخم العظيم والكبير والمؤثر” وهو إعلان يشي باقتراب تدشين مسار عمليات مكثّـفة ونوعية قد تم الإعداد لها بما يتطلب من القدرات العسكرية والجهوزية الاستخباراتية والتنسيق العملياتي؛ الأمر الذي يضع العدوّ أمام احتمالات صعبة ومزعجة للغاية؛ فإعلان قائد الثورة قد يعني تنفيذ عمليات مكثّـفة ضد السفن المتجهة إلى موانئ العدوّ في البحر المتوسط؛ وهو ما سيشكل كارثة اقتصادية كبرى على كيان الاحتلال؛ كونه لم يعد يملك سوى هذا الطريق الملاحي للتزود بالبضائع، كما أن الإعلان قد يعني أَيْـضاً استئناف الضربات المباشرة على الأراضي الفلسطينية المحتلّة ولكن بقدرات أكثر تطوُّرًا لا يستطيعُ العدوُّ اعتراضَها، كما حدث في مارس الماضي عندما وصل صاروخ كروز يمني مطور إلى “أُمِّ الرشراش” المحتلّة ولم تستطع أنظمة العدوّ رصدَه والتصديَّ له، وقد أكّـد قائد الثورة وقتَها أن تلك الضربةَ فتحت أُفُقًا جديدًا أمام التصنيع الحربي اليمني.

وبالنظر إلى المسار التصاعدي الكبير للجبهة اليمنية المساندة لغزة، من المرجَّح أن يتم العملُ على المسارَينِ معًا في وقت واحد: تكثيف العمليات باتّجاه المتوسط، مع تنفيذ ضربات نوعية على الأراضي المحتلّة.

وقد أشار قائدُ الثورة أَيْـضاً إلى جُزءٍ مهمٍّ من معادلة التصعيد اليمني الجديد، حَيثُ أوضح أن إحدى العملياتِ البحرية التي نُفِّذَت خلال الأسبوع الماضي استهدفت سفينة تابعة لشركة خرقت الحظر المفروض على الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة، وهي إشارة واضحة إلى بدء تنفيذ العقوبات الشاملة التي أعلنت عنها القوات المسلحة في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد، والتي تتضمن حظرَ كُـلّ السفن التابعة للشركات المتورطة في إمدَاد العدوّ بحريًّا، مهما كانت وِجهةُ تلك السفن أَو جنسيتها؛ الأمر الذي قد تزيدُ وتيرته في إطار مسارات العمل التي توعَّد بها القائد خلال الفترة المقبلة.

قلقٌ أمريكي معلَنٌ من القدرات اليمنية:

وتأتي التأكيداتُ الجديدةُ لقائد الثورة على وَقْعِ اعتراف أمريكي معلَن بالقلق من قدرات الجبهة اليمنية المساندة لغزة، حَيثُ نقلت وكالات أنباء ووسائل إعلام أمريكية نهايةَ الأسبوع المنصرم عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية قوله: إن القوات المسلحة اليمنية “لديها مجموعة متقدمة من الأسلحة، وتمتلكُ أسلحةً يمكنُها الوصولُ إلى البحر الأبيض المتوسط” مُضيفاً أن هذا الأمرَ “يُثيرُ القلقَ” لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

وجاء تصريح المسؤول الأمريكي الكبير توازيًا مع تحَرُّكٍ جديدٍ للولايات المتحدة في المنطقة يهدفُ إلى تشكيلِ درع دفاعي إقليمي بالتنسيق مع دول الخليج؛ مِن أجلِ حماية الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، سواء على مستوى الهجمات الصاروخية والجوية أَو على مستوى التهديد البحري، حَيثُ قال مسؤولون أمريكيون في البنتاغون إنهم بدأوا عقدَ لقاءات مع دول الخليج في هذا السياق؛ الأمر الذي يترجمُ إدراكَ الولايات المتحدة لجديةِ وخطورةِ مسار واحتمالات التصعيد من الجبهات المساندة، بما في ذلك اليمن.

وقد ألمح قائدُ الثورة في خطابه الجديد إلى أن “الأمريكيَّ يحاولُ إعاقةَ المرحلة الرابعة من التصعيد ويشتغلُ بالكثير من الأحزمة والأنشطة لكنه سيفشل” في إشارة واضحة إلى أن القوات المسلحة اليمنية قد وضعت في حسبانها كافةَ الإجراءات التي يعملُ عليها العدوّ ورعاته في إطار محاولة عرقلة التصعيد المساند لغزة.

وبرغم أن تأكيداتِ قائد الثورة ألمحت إلى ما يبدو أنه سيكونُ مفاجآتٌ نوعية، فَــإنَّه حرص على إبقاءِ مجال التصعيد مفتوحًا بلا خطوط حمراء أَو قيود أَو توقعات محدودة، حَيثُ أكّـد أن الإرادَةَ الشعبيّةَ اليمنيةَ للتصعيد لا زالت تفوقُ حجمَ ما هو ممكن من ناحية القدرات؛ وهو ما يعني أن العملَ سيتواصلُ؛ مِن أجلِ ابتكارِ وخلقِ كُـلِّ ما يمكن من وسائل وأدوات ومعادلات التصعيد المؤثر والفاعل؛ الأمر الذي يوصل رسالة واضحة للأعداء بأنَّ مستوى قلقهم من القدرات اليمنية (والذي يبدو أن ارتفع إلى حَــدٍّ كبيرٍ حتى يتم التصريح به) لن يقفَ عند حَــدٍّ معين، بل سيظل مرشَّحًا للتصاعد دائماً، وبوتيرة غير متوقعة؛ فالأعداء لم يكونوا يتوقعون أن تصلَ العمليات اليمنية إلى المحيط الهندي والبحر المتوسط، ولا يمكنهم أن يخمِّنوا إلى أي مدى قد يصلُ التصعيدُ بعد المرحلة الرابعة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المرحلة الرابعة من التصعید القوات المسلحة البحر المتوسط قائد الثورة الأمر الذی ة الیمنیة على مستوى المحتل ة أ ی ـضا

إقرأ أيضاً:

قيادي في “حماس”: قدمنا رؤية واقعية والموقف الأمريكي مُستغرب 

الثورة نت/..

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الدكتور غازي حمد، اليوم السبت، أن الحركة تعاملت بجدية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال عضو الوفد التفاوضي لحركة “حماس” في مقابلة مع تلفزيون “العربي”، إن “الموقف الأميركي مُستغرب ولم يقدم أي تفسيرات”، مشيرًا إلى أن الحركة قدمت “رؤية موضوعية وواقعية تقرب من التوصل إلى اتفاق”.

وأكد أن “حماس” خاضت من خلال المفاوضات “معركة شرسة ومليئة بالمخاطر لا تقل خطورة عن معركة الميدان”.

وأشار إلى أنّ ما لم يحصل العدو الصهيوني عليه في الميدان حاول الحصول عليه عبر المفاوضات.

وأضاف: “نجحنا خلال المفاوضات في منع العدو الصهيوني من فرض خرائط الانسحاب الخاصة به”.

وتابع: “كنا أمام خيارين إما اتفاق سريع يعطي إسرائيل التحكم في كل شيء أو اتفاق جيد”.

ولفت إلى أن “حماس”، لم تكن إطلاقًا عقبة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مبيناً: “كلما اقتربنا من التوصل إلى اتفاق نجد مماطلة وتصعيدًا عسكريًا من العدو الصهيوني”.

وكشف أن حركة “حماس” نجحت خلال المفاوضات الأخيرة في تحسين كثير من الشروط التي حاول العدو الصهيوني فرضها خلال المفاوضات.

وأكد حمد أن الهدف من المفاوضات أيضًا هو إخراج أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين في أي اتفاق مع العدو، مشيراً إلى أن “حماس” تحلت بالمرونة والإيجابية في كل الأمور المطروحة بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال: “نعمل على اتفاق يفضى إلى وقف الحرب وانسحاب العدو بعد هدنة 60 يومًا”.

وطالب القيادي في “حماس” بتحرك عربي ودولي للضغط على العدو لوقف جرائمه في غزة.

وأوضح حمد أن العمل مستمر مع الوسطاء من أجل استئناف المفاوضات، وأن هناك إرادة حقيقية من الأطراف المختلفة لتجنب انهيارها.

وأضاف: “لا أحد يريد للمفاوضات أن تنهار، ونحن التزمنا الصبر والتريث من أجل الوصول إلى اتفاق جيد يحقق تطلعات أهلنا، وقد حققنا إنجازات في أكثر من ملف مطروح”.

وذكر أن حماس نسّقت وتشاورت مع باقي الفصائل الفلسطينية بشكل دائم، بهدف بلورة موقف وطني موحد يضمن حقوق أبناء القطاع.

وأكد حمد أن العدو الصهيوني يسعى إلى “محو غزة من الخارطة السياسية، وتفكيك الفصائل الفلسطينية”، مشدداً على أن ذلك “أمر غير مقبول بالمطلق، ولن نسمح بإقصاء أي طرف فلسطيني من المعادلة”.

ووجّه القيادي في “حماس” رسالةً لأهالي قطاع غزّة، قائلاً: “نحن نتفهم جيدًا الألم والمعاناة، وهذه القسوة، وهذا الدمار، وهذا العذاب الذي يطال أهلنا في قطاع غزة”.

وأدرف: “أنا أعرف أننا تحت ضغط كبير من أجل أن نسارع لتوقيع اتفاق، لكن نحن عملنا بكل جهد وبكل مثابرة من أجل أن نصل إلى اتفاق يُشرّف أبناء قطاع غزة، وأن يُحقق طموحاتهم في مسألة وقف الحرب، وفي دخول المساعدات، وفي رسم حياة كريمة لهم”.

وعلى مدى أكثر من 21 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين العدو “الإسرائيلي” وحماس، بوساطة قطر ومصر.

وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر 2023، والثاني في يناير 2025 .

مقالات مشابهة

  • وقفات طلابية تضامنية في حجة مع الشعب الفلسطيني
  • وقفات تضامنية لعدد من المدارس في حجة مع الشعب الفلسطيني
  • وقفات طلابية في مدارس مدينة البيضاء نصرة لغزة والشعب الفلسطيني
  • المشترك يبارك المرحلة الرابعة من التصعيد البحري ضد العدو الصهيوني
  • “ذا نيويورك صن”: تطور القدرات اليمنية يزيد قلق أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهما
  • الديمقراطية : تحية إلى شعب اليمن الشقيق ووقوفه الصادق إلى جانب شعبنا الفلسطيني ومقاومته
  • تدخل رئاسي لإنتشال شركة الخطوط الجوية اليمنية يفضي للكشف عن الجهة التي تسببت في تدهورها الكبير
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية
  • وقفات طلابية في بني صريم وحبور ظليمة بعمران نصرةً لغزة
  • قيادي في “حماس”: قدمنا رؤية واقعية والموقف الأمريكي مُستغرب