موقع النيلين:
2025-10-16@17:59:54 GMT

عادل الباز: التسامح وفخ الكراهية

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

مقدمة
أود أن أهنئ الأخوة في طيبة برس على (ورشة السياق القانوني لخطاب الكراهية 14-16 مايو 2023)..ذلك لعمري عمل نافع لو انصرف داعموا الجنجويد وحلفائهم لمثل تلك الأعمال المفيدة لكنا الآن على ضفة أخرى.. ولكن… يلا سيبك.!.
تمنيت لو حصلت على كل الأوراق كاملة، ولكن ما حصلت عليه من ملخصات كان مفيداً، فلقد غطت الندوة كثير من الجوانب التي تستحق أن تدرس وتستحق التوقف عندها.


في مفتتح الندوة أشار الأستاذ محمد لطيف (إلى تصاعد خطاب الكراهية وازدياد وتيرته خاصة في ظل الحرب الدائرة الآن حتى بات مهدداً للعيش المشترك).
وإنه لقول حق وهي أول كلمة حق يقولها الأستاذ لطيف فيما ما بعد سقوط أحبابه الانقاذيين.!!.
وقال بروفيسور جمعة كندة في ورقته (نحن جميعاً متورطون في ممارسة خطاب الكراهية بشكل أو بآخر وأن خطاب الكراهية بما أنه تواصل فهو يعبر عن نفسه بأشكال مختلفة كالكلام والايماءة).
وقد صدق بروف جمعة كندة “كلنا متورطون”…مناهضو خطاب الكراهية الآن فى ورشة طيبة برس كان عليهم ممارسة النقد الذاتي لما كان يبث من خطاب كراهية في فترة ما بعد التغيير وتلك واحدة من الفترات التي فاضت بخطاب الكراهية.
الأعضاء فى ورشة طيبة برس متورطون إما بالفعل وإما بالصمت، الآن تذكروا خطورة خطاب الكراهية على العيش المشترك حين بدأ المتنمرين عليهم يسلقونهم بألسنة حداد فشربوا من ذات الكأس الذي كانوا يسقون منها خصومهم الإسلاميين .
كانت أجهزة الإعلام الرسمية تبث سموم خطاب الكراهية في الرأي العام وكان للأسف صديقنا فيصل محمد صالح الصحفي وداعية الحقوق وزيراً للإعلام من عجب هو ذاته اليوم على سدة طيبة برس داعية لمناهضة خطاب الكراهية.. بالله شوف.!!
كنت قد حذرت من السقوط في فخ خطاب الكراهية قبل أربع سنوات من ندوة طيبة برس وتحديدا في May 25, 2020 في مقال منشور بعنوان (التسامح وفخ الكراهية). ولكن وقتها كان أهل الثورة منتشون بانتصارهم فلم يكن هناك من يسمع لدعوتنا لوقف التنمر والعنف والكراهية ، وللأسف لاذ ذات المنتدون اليوم بيوغندا بالصمت تجاه خطاب الكراهية وأفعالها لأن الضحايا وقتها كانوا خصومهم.!! أرأيتم كيف تتبدل المواقف؟ لا أحد يتعظ من التجارب والتاريخ… إنها تدور يا سادة.!!.
أهدي للأخوة في ورشة طيبة برس هذا المقال (القديم/الجديد) وهناك مقال آخر حول “أبلسة الخصوم” سنشره أيضاً بمناسبة انعقاد ندوتهم القيمة في كمبالا. ومزيداً من الورش والندوات المفيدة.
التسامح وفخ الكراهية (1)
1
”كراهية الآخر في السودان، خاصة بين نخبه، لم تقف فقط عند الانفعالات العاطفية العابرة، بل صارت سلوكاً. مثل هذا السلوك اعتبرته المسيحية خطيئة، فقد جاء في إنجيل متى “سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأنا أقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم .
من كتاب منصور خالد ” شذرات وهوامش”
2
الذين حاولوا حقن شعارات ثورة ديسمبر بمصل الكراهية، لم يدركوا أنهم إنما يدفعون البلاد إلى أتون العنف والإبادة، وأنهم لن يحصدوا سوى رماد شعاراتهم، وإشعال مزيد من الفتن. جهِل هؤلاء أن جمال الثورة في سلميتها وتسامحها حتى مع أعدائها. أيما ثورة في التاريخ تبنت شعارات الكراهية، سقطت في براثن العنف. أنظر إلى شعار الثورة (حرية سلام وعدالة) والذى جرى على ألسنة الثوار وتلقفه الشارع العريض، قبل أن يتلوث بشعارات الكراهية.. الدوس والموت والدم.
3
يُعرّف خطاب الكراهية عموماً على أنه “أنماط مختلفة من التعبير العام، التي تنشر الكراهية أو التمييز أو العداوة، أو تحرض عليها أو تروج لها أو تبررها، ضد شخص أو مجموعة من الناس، بناءً على هويتهم وانتماءاتهم السياسية أو الدينية، أو بسبب العرق أو أي عامل هوية آخر).
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش في خطابه أمام الأمم المتحدة 18/6/2019 (خطاب الكراهية هو بحد ذاته هجوم على التسامح والإدماج والتنوع، وعلى جوهر معايير ومبادئ حقوقنا الإنسانية. على نطاق أوسع، إنه يقوض التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة، ويمكن أن يرسي الأساس للعنف، معيقاً بذلك قضية السلام والاستقرار والتنمية المستدامة، وكفالة حقوق الإنسان للجميع.)
فى ذات السياق يقول د. منصور خالد فى كتابه الأخير “شذرات وهوامش”: “فقدان التسامح لا يميط اللثام عن الجهل بماهية الديمقراطية فحسب، بل يكشف أيضاً عن جهل مريع بمقوماتها، حتى من جانب أكثر الناس ترداداً لهذه الكلمة الطنانة (buzzword) فالديمقراطية تبيح للناس الخلاف فيما بينهم، تاركة لهم مساحة يتحاورون فيها، ثم يتفقون أو يختلفون، ولكنهم لا يتجادلون في المسلمات أو يشتجرون حول القيم الإنسانية المشتركة، أو تحدثهم نفوسهم بأن رأيهم هو القول الفصل.نواصل

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: خطاب الکراهیة

إقرأ أيضاً:

عبد السلام العوامي: مصر صاغت السلام بقوة المبدأ وحكمة الدبلوماسية

قال الشيخ عبد السلام الزارف العوامي، رئيس الهيئة الدولية لاتحاد القبائل العربية بالمجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة السلام بشرم الشيخ تُمثل درة الخطاب السياسي والقيادي في الأزمات، موضحًا أن خطاب الرئيس السيسي يستحق إشادة بالغة لا تقتصر على محتوى الكلمات، بل تتعداه إلى الرؤية الاستراتيجية والإرادة الدبلوماسية التي تقف خلفها.

وأضاف “العوامي”، أن خطاب الرئيس السيسي هو وثيقة قيادة شاملة تستحق إشادة قوية، موضحًا أن الرئيس السيسي ارتفع بالنقاش من كونه أزمة إقليمية إلى مستوى مسؤولية إنسانية عالمية، فقوله إن اتفاق غزة سيغلق صفحة أليمة في تاريخ البشرية هو اعتراف عميق بمدى المعاناة، وتأكيد على أن الهدف ليس مجرد هدنة، بل إنهاء حقبة مُظلمة، وتوصيف القمة بأنها لحظة تاريخية فارقة يُلهم القادة ليتحملوا مسؤوليتهم أمام التاريخ، ويُرسخ مصر كصانع للتاريخ ومحور للتغيير الإيجابي.

وأوضح أنه في عالم مُتقلب، قدم الرئيس السيسي رسالة ثبات لا يلين بقوله أن السلام سيظل خيار مصر الاستراتيجي، وهذا التعهد يُرسخ الثقة الدولية في الدور المصري كمرتكز للاستقرار، والأهم هو الإصرار على العدالة؛ حيث أكد الرئيس السيسي أن الشعب الفلسطيني له الحق في تقرير مصيره، وهذه الجملة هي أساس السلام الدائم، وتؤكد أن رؤية مصر تتجاوز التسوية المؤقتة إلى حل يقوم على الحق والكرامة.

ولفت إلى أن خطاب الرئيس السيسي أظهر براعة استثنائية في استخدام كل أدوات التأثير، موضحًا أن دعوته للرئيس ترامب للانضمام إلى قادة العالم الداعين إلى السلام، ثم تتويجه بـإهداء قلادة النيل، هي لفتة عبقرية؛ تُكرس الدور الأمريكي كمُحفز أساسي للسلام وتزيد من الزخم الدولي لدعم الاتفاق، وتضع مصر في موقع القوة التي تُقدر وتُوجه الشراكات الاستراتيجية، علاوة على أن إدراكه أن السلام لا تصنعه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب وتحويل هذا المبدأ إلى عمل من خلال توجيه رسالة مباشرة للشعب الإسرائيلي "مدوا أيديكم بالسلام العادل"، يُعد قمة في الشجاعة وبُعد النظر، وهذه رسالة لبناء بنية تحتية للتعايش المستدام.

وأكد أن هذا الخطاب هو خارطة طريق مُلهمة تؤكد أن مصر لم تستضف السلام فحسب، بل صاغته بقوة المبدأ وحكمة الدبلوماسية، لتفتح أمامنا جميعًا فرصة للوصول إلى شرق أوسط تنعم فيه جميع الشعوب بالسلام.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يشيد بدعم رئيس الدولة لرسالة الأزهر ويثمن جهود الإمارات في تعزيز قيم التسامح
  • سلوى خطاب تكشف سبب اعتذارها عن المشاركة بمسلسل نسر الصعيد
  • تعزيز قيم التسامح والانتماء الوطني لدى النشء والشباب بثقافة البحر الأحمر
  • سلوى خطاب ضيفة برنامج «ورقة بيضا».. اليوم
  • داليا الباز: تعاون البريد مع جامعة طنطا خطوة لتعزيز التحول الرقمي داخل المؤسسات التعليمية
  • 6 ادعاءات مضللة في خطاب ترامب أمام الكنيست
  • إبدأ يومك بدعاء الرزق.. تذكير يومي ببداية طيبة ومليئة بالبركة
  • جامعة طيبة تُطلق حملة توعوية ومعرضًا مصاحبًا لتعزيز صحة المرأة
  • الرئيس يدافع عن القضية الجنوبية ويلقي خطابًا هامًا للشعب
  • عبد السلام العوامي: مصر صاغت السلام بقوة المبدأ وحكمة الدبلوماسية