السفير الايراني و حزب الله في البقاع تقبلا التعازي برئيسي و عبداللهيان في بعلبك
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
تقبَّلت السفارة الإيرانية في لبنان و "حزب الله" ممثلاً برئيس الهيئة الشرعية فيه الشيخ محمد يزبك، التعازي بوفاة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبداللهيان ورفاقهما، وذلك في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك. ومن المعزين مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي على رأس وفد علمائي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، ورؤساء بلديات واتحادات بلديات بعلبك الهرمل، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية، مخاتير وفاعليات دينية وروحية، وتربوية وثقافية واجتماعية.
يزبك
وتحدث الشيخ يزبك فقال: "بعلبك بشبابها وشيبها يلتقون من أجل تقديم التعزية لسماحة الإمام السيد علي الخامنئي ولكل الشعب الايراني في هذا المصاب الجلل، مؤكدين على استمرارية الولاء للإمام القائد، والتزام كل توجيهاته".
وتابع: " بعلبك كانت المنطلق للمقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي، وبعلبك والبقاع هما خزان المقاومة، فلا يوجد بلدة بقاعية إلا وفيها رايات نور لشهداء تقدموا على طريق القدس منذ بداية المواجهة مع العدو الاسرائيلي، وتؤكد اليوم استمرارية المسيرة، شاكرة للإمام القائد الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية وللمقاومين جميعا".
وختم يزبك: "عهدا للدماء الزاكية التي سفكت على طريق التحرير، وخدمة الشعوب، اننا سنواصل جهادنا مهما بلغت التضحيات، وسنبقى الداعمين لأهلنا وشعبنا في فلسطين وغزة، كما وجه وأمر الإمام الخامنئي، وستبقى جبهتنا جبهة المساندة لمقاومة العدو، وإننا سنعبِّد الطريق، لنصل في نهاية المطاف إلى الوعد الالهي بالنصر وتحرير فلسطين، وتحرير الأمة العربية والإسلامية من هيمنة الشيطان الأكبر والإستكبار العالمي، وما ذلك على الله بعزيز".
أماني بدوره، قال السفير أماني: "أشكر سماحة الشيخ محمد يزبك والسيد حسين النمر لدعوتي في هذا اليوم المبارك، للتعزية باستشهاد الرئيس ووزير الخارجية ومرافقيهما، في الحادث الأليم بسقوط المروحية، وأشكر أهالي بعلبك".
وأضاف: "هذه هي المرة الثانية التي أحضر فيها إلى بعلبك للمشاركة بمراسم العزاء، فقد كنت أول أمس في مقام السيدة خولة، وهذا يدل على أن هذه المنطقة هي كباقي المناطق في لبنان التي تقيم المراسم لإحياء ذكرى هؤلاء الشهداء".
وأردف: "نحن طيلة 45 سنة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، كنا نشاهد فقدان بعض المسؤولين لأسباب مختلفة، إما وفاة أو بإغتيالهم أو بالإنفجارات، ولكن مثلما قال الإمام الخميني عند استشهاد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ربنا موجود، ودعمه للثورة وللجمهورية الإسلامية المباركة واضح لنا".
وتابع: "خلال العقود الثلاثة الماضية كان الأعداء يفرحون عندما يستشهد بعض المسؤولين الإيرانيين، لأنهم يظنون بأن إيران إذا فقدت أحد هؤلاء فلن يملأ شخص آخر مكانه، ولكن بتجربتهم فهم أعداء الجمهورية الإسلامية أن بعد هذه الشهادات وفقدان هؤلاء الأخوة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تضعف بل تقوى، وتكون مكانتها أعلى من قبل في الداخل الإيراني أو في الخارج. وعند وفاة الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اعتقدوا أن إيران ستكون أضعف من قبل، ولكنهم أيضاً عرفوا بأنهم مخطئون".
وقال: "الآن هم لا يفرحون لأنهم فهموا أن بعد هذا الفقدان سيجدون أشخاصا يستمرون في نفس النهج، فقد كان رئيس الجمهورية يشكل نموذجا لخدمة الناس، ووزير خارجية هو النموذج لخدمة المقاومة، ودائما سيكون هناك في المستقبل رئيس جمهورية ووزير خارجية أكثر خدمة للناس وأكثر دعما للمقاومة، وإن شاء الله هذا الخط المبارك سيستمر، وسيكون أقوى من قبل".
وختم السفير الإيراني: "أشكركم، ونحن فهمنا وعرفنا أن الشعب اللبناني مثلما كان على الدوام، يحزن لحزننا ويشاركنا في عزائنا، ويفرح لفرحنا".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
آداب الرجوع من الحج.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها مضمونه: "ما هي آداب الرجوع من الحج؟ فوالدي سافر إلى الحج هذا العام، وطلب مني أن أسألكم عن أهم الآداب التي تُراعى لمن هو عائد من الحج.
لترد دار الإفتاء، موضحة: الآداب التي تُراعى للعائد من الحج كثيرة، من أهمها: أن يُعجِّل بالرجوع إلى أهله، والدعاء، وعمل النقيعة، وإخبار أهله بموعد قدومه، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي، ومداومة التعلق بالدار الآخرة، حتى يحافظ على نقائه الذي عاد به من الحج، فيكون حاله بعد الحج أفضل منه قبله.
بيان فضل الحج، وتأثيره على الحاج
حج بيت الله الحرام نفحة ربانية فارقة في حياة المسلم؛ فالإنسان إذا أتمَّ حجه ولم يرفث أو يفسق، رجع من ذنوبه إلى بلاده كيوم ولدته أمه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» متفق عليه. وفي رواية: «خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده".
والناس ينظرون إلى من أتم الله عليه النعمة بأداء هذه الفريضة نظرة إكبار وتبجيل وتوقير؛ لقرب عهده ببيت الله الحرام، ولِمَا لفريضة الحج في نفوسهم من مكانة عظيمة؛ ولذلك ينبغي على الحاج أن يكون على قدر هذه المنزلة، وأن تتغير أخلاقه وتتحسن سلوكياته، فقد رُوي أنَّ مِنْ عَلَامَةِ الْحَجِّ الْمَبْرُورِ أَنْ يَكُونَ الْمَرْءُ بَعْدَ حَجِّهِ خَيْرًا مِنْهُ قَبْلَهُ. ذكره الإمام الماوردي في "الحاوي الكبير" (4/ 199، ط. دار الكتب العلمية)، كما ينبغي عليه التعلق بالله سبحانه وتعالى، وطلب الدار الآخرة، بملازمة العمل الصالح، فقد قيل للحسن البصري: ما الحج المبرور؟ قال: "أن ترجع زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة" أورده الشجري في "ترتيب الأمالي"، بحيث يُري الله من نفسه خيرًا؛ حتى تظهر عليه أنوار الحج التي تفضل الله تعالى عليه بها في معاملة خالقه جلَّ وعلا وفي معاملة الناس، فإن ذلك مما يحبه الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ» رواه الترمذي، وأحمد، والبخاري في "التاريخ الكبير".
آداب الرجوع من الحجهناك مجموعةٌ من الآداب التي ينبغي أن يراعيها مَنْ حج البيت المعظم، وهي مأخوذة من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبمراعاتها يَعْظُم أجره، وتحصل له بعد الحج بركته، ومن هذه الآداب:
- أن يتعجل في الرجوع إلى بلده وأهله: فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ حَجَّهُ فَلْيُعَجِّلِ الرِّحْلَةَ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِأَجْرِهِ» رواه الدارقطني، والبيهقي، والحاكم.
- أن يقرأ دعاء السفر أثناء ركوبه، ولفظه: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَليفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ، وإذا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ، تائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» رواه الإمام مسلم.
- أن يدعو بالدعاء الوارد في خصوص ذلك في السنة المطهرة: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قَفَلَ من غزو أو حج أو عمرة، يُكَبِّرُ على كل شَرَفٍ من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ» متفق عليه؛ وذلك تعظيمًا لله ومواظبةً على ذكره وإظهارًا لكلمته، وإنما كان يَخُصُّ بذلك الشرف؛ لأن منه يرى من الأرض ما يقع عليه بصره، فكان يستحب أن يفعل ذلك أول ما يرى من الأرض مما فتحه الله عليه ويستقبله بالتكبير والتعظيم، ولأن ما شُرِعَ فيه الإعلان من الذكر فالأحق به ما علا من الأرض كالأذان والتلبية؛ لأن في ذلك إظهارًا للذكر، وفي تخصيص المطمئن به من الأرض ضرب من التَّسَتُّرِ، كما قال الإمام الباجي في "المنتقى" (3/ 77، ط. مطبعة السعادة).
- أن يُخبر أهله بموعد قُدُومه: قال الإمام النووي في "الإيضاح في مناسك الحج والعمرة" (ص: 514، ط. دار البشائر الإسلامية): [يُستحب إذا قَرُبَ من وطنه أن يبعث قُدَّامَهُ من يخبر أهله؛ كي لا يقْدَم عليهم بغتة؛ فهذا هو السنة] اهـ، ومعلوم أن الإخبار يكون في كل زمان بحسبه.
- أن يدعو بالدعاء المستحب عند الإشراف على بلده ووطنه: فإذا أشرف على بلده فَحَسَن أن يقول: اللهم إني أسألك خيرها، وخير أهلها، وخير ما فيها، واستحب أن يقول: اللهم اجعل لنا بها قرارًا، ورزقًا حسنًا، اللهم ارزقنا جَنَاها، وأعذنا من وبالها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا. كما أفاد الإمام النووي في "الإيضاح" (ص: 514).
- أن يجمع الناس على الطعام، كما هو الحال في كل عائد من سفر، ويسمى نقيعة، وعمل النَّقِيعَةِ ودعوة الناس إليها عند قدوم المسافر من حج وغيره هو صنيع مُستحسَنٌ أقرَّه الشرع وجاءت بأصله السنة النبوية المشرفة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ "لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، نَحَرَ جَزُورًا أَوْ بَقَرَةً" أخرجه البخاري، وبوَّب له بـ(باب الطعام عند القدوم). وفيه: استحباب الضيافة والإطعام عند القدوم من السفر... وهو من فعل السلف، كما في "شرح صحيح البخاري" للإمام ابن بطال (5/ 243، ط. مكتبة الرشد).
قال الإمام بدر الدين العيني في "عمدة القاري" (15/ 16، ط. دار إحياء التراث): [وهذا الطعام يسمى النَّقِيعة، بفتح النون وكسر القاف: مشتق من النقع، وهو الغبار؛ لأن المسافر يأتي وعليه غبار السفر] اهـ.
وقال المُلَّا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (6/ 2516، ط. دار الفكر) عند شرح حديث جابر رضي الله عنه السابق: [السُّنَّةُ لمن قَدِم من السفر: أن يُضيِّفَ بِقَدْر وُسْعِهِ، ذكره الطيبي، وقال ابن الْمَلَكِ: الضيافة سُنَّةٌ بعد القُدوم] اهـ.
- جلب الهدايا والهبات وما يُدخل به السرور على نفوس الأهل وغيرهم، ويبعث في نفوسهم الشوق إلى زيارة بيت الله الحرام، كالثياب والسواك والمسبحة والطيب وسجادة الصلاة، وغير ذلك.
وفي الجملة: فإن الأنفع للعائد من الحج أن يتخلق بكل أدب يتوافق مع إتمام هذه الشعيرة العظيمة، وبما يحافظ له على البركة التي شملته من خلال الشعائر والمناسك والبقاع الطاهرة.
الخلاصة
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن الآداب التي تُراعى للعائد من الحج كثيرة، من أهمها: أن يُعجِّل بالرجوع إلى أهله، والدعاء، وعمل النقيعة، وإخبار أهله بموعد قدومه، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي، ومداومة التعلق بالدار الآخرة، حتى يحافظ على نقائه الذي عاد به من الحج، فيكون حاله بعد الحج أفضل منه قبله.