في أول حضور لوسيط المملكة داخل قبة البرلمان، اليوم الأربعاء، حرص محمد بنعليلو على بعث رسائل إلى المؤسسة التشريعية وإلى الحكومة، معربا عن أسفه لعدم توصل مؤسسة الوسيط بطلب إبداء الرأي حول مشاريع القوانين، بسبب « انعدام الإرادة ».

وقال بنعليلو، الذي كان يتحدث في لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، « لم تتمكن مؤسسة وسيط المملكة من أن تبدي رأيها بشأن مجموعة من مشاريع القوانين، لأن الإرادة لم تقتض إحالتها عليها بكل أسف ».

وتنص المادة 43 من القانون المتعلق بقانون الوسيط، على أن مؤسسة الوسيط « تبدي في مجال اختصاصها، رأيها في مشاريع القوانين والنصوص التنظيمية المحالة إليها من لدن رئيس الحكومة، ومشاريع ومقترحات القوانين المحالة إليها من لدن رئيس أحد مجلسي البرلمان داخل أجل لا يتجاوز شهرين ابتداء من تاريخ توصلها بها ».

وأعرب وسيط المملكة عن سعادته بتلبية دعوة لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، لـ »ممارسة التمرين الدستوري والحقوقي الذي يجسد عمق علاقة البرلمان بمختلف المؤسسات الدستورية ومنها وسيط المملكة ».

وأضاف بنعليلو، « صحيح نلتقي لأول مرة في رحاب هذه المؤسسة بالتزام مشترك من أجل حرصنا الجماعي على دعم التراكم الديمقراطي الذي حققته بلادنا، ومن أجل تثمين المكتسبات الحقوقية في ما نقدمه معا، برلمان ومؤسسات، باختصاصات مختلفة لكن في النهاية بمجهودات غايتها الأساسية تيسير سبل خدمة المواطن المغربي ».

وقال وسيط المملكة أيضا، « نستحضر الدلالات الحقوقية والديمقراطية التي يجسدها اللقاء، وفق ما ينص عليه النظام الداخلي لمجلس النواب والقانون المنظم لمؤسسة وسيط المملكة، في سياق تعليلات المحكمة الدستورية ذات الصلة ».

من جهته، قال سعيد بعزيز، رئيس لجنة العدل والتشريع، إن « رئيس مؤسسة الوسيط يحضر لأول مرة في البرلمان تكريسا للتعاون بين المؤسسة البرلمانية ومؤسسة الوسيط ».

وأضاف، « نلتقي من أجل تقديم ملخص تركيبي وليس مناقشة السيد الوسيط في التقرير، على أساس أنه من الممكن تقديم ملاحظات أو طلب توضيحات، لكن المناقشة الحقيقية ستكون مع الحكومة، لأن المناقشة تكون معها وليس مع المؤسسات الدستورية ».

كلمات دلالية المغرب المملكة برلمان بنعليلو حكومة وسيط

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب المملكة برلمان حكومة وسيط وسیط المملکة من أجل

إقرأ أيضاً:

«لِنَتَسِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا… ونُعَلِّم قلوبنا فنّ احترام الرأي الآخر»

في كل مجتمع حيّ، يظل الاختلاف علامة صحة لا علامة خلاف، ودليل نضج لا دليل صدام. فالآراء المتعددة مثل الألوان، لا يكتمل الجمال إلا بتجاورها، ولا تكتمل الصورة إلا بتكاملها. 

ومع ذلك، لا تزال بعض العقول – للأسف – تنظر إلى الرأي المخالف على أنه غزوٌ لفكرتها، أو تهديدٌ لهيبتها، أو مساسٌ بمكانتها، بينما الحقيقة أن الاختلاف لا يجرح إلا القلب الضيق، ولا يزعج إلا العقل المغلق، أما الصدور الواسعة فتتعامل مع التنوع باعتباره غنى للفكر ومساحة للتعلم.

إننا اليوم في حاجة إلى أن ننقل ثقافة احترام الاختلاف من كونها شعارات مثالية، إلى كونها ممارسة يومية في بيوتنا، ومساجدنا، ومؤسساتنا، ومدارسنا، ووسائل إعلامنا. لأن المجتمعات لا تُبنى بالاتفاق الكامل، وإنما تُبنى بإدارة الاختلاف إدارة راقية.

■ القرآن الكريم… مدرسة الاحترام قبل الحوار

حين نفتح كتاب الله تعالى، نجد قيمة احترام الرأي والحوار الحضاري راسخة منذ أول يوم.
يقول سبحانه وتعالى:
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
لم يقل: "جادلهم بالعنف"، ولم يقل: "بالغلظة"، بل قال: بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ… أي بأفضل وأرقى ما يمكن.

وهذا دليل عظيم على أن الحوار لا بد أن يكون قائمًا على الأدب قبل الفكرة، وعلى الهدوء قبل الحدة، وعلى الفهم قبل الرد. فكيف إذا كان القرآن يأمرنا بذلك مع المخالف في العقيدة؟ فكيف بمن يخالفنا في الرأي داخل الوطن الواحد والبيت الواحد؟

والله سبحانه يعلّمنا كذلك أدب الاختلاف في قوله:
﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾،
وهذا إقرار صريح بحق الآخرين في عرض ما لديهم، وحقنا في مناقشته دون تسفيه أو تجريح.

■ السنّة النبوية… قمة الأخلاق في إدارة الاختلاف

لقد قدّم النبي ﷺ نموذجًا راقيًا في احترام الرأي حتى مع أصحابه وهم في قمة الخلاف.
ولنا في موقفه يوم غزوة بدر خير شاهد، حين قال للصحابة:
"أشيروا عليّ أيها الناس"،
فأخذ برأي الحباب بن المنذر، وهو رأيٌ عسكري يخالف رأي النبي الأول، ومع ذلك قبله النبي بكل صدر رحب.
هذا هو الأدب النبوي… وهذا هو احترام العقول.

وفي حديث آخر قال ﷺ:
«رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى»،
والسماحة خلق لا يولد إلا من صدر واسع يقبل الآخر ولا يتضايق من اختلافه.

بل إن النبي ﷺ علّمنا ألا نُقصي المخالف ما دام لا يخالف الثوابت، فقال:
«إنما بُعثتم مُيسرين ولم تُبعثوا مُعسرين».

■ أدب الاختلاف… مسؤولية مجتمع كامل

إن احترام الرأي الآخر ليس وظيفة المثقفين وحدهم، ولا واجب الدعاة وحدهم، بل هو مسؤولية مجتمع بأكمله.
فالأب في بيته حين يفرض رأيه بالقوة يخسر الحوار مع أبنائه، والمعلم حين يسخر من رأي تلميذه يخسر احترامه، والمسؤول حين يضيق بالنقد يخسر ثقة الناس.

والحقيقة أن قوتنا لا تُبنى من خلال الصوت الأعلى، بل من خلال القدرة على الاستماع، ولا من خلال الإقصاء، بل من خلال الاحتواء.
فنحن أمة جعلها الله أمة وسطًا، والوسطية ليست رأيًا واحدًا جامدًا، بل فضاء واسع يتسع للجميع.

■ لماذا نخاف من الاختلاف؟

نخاف لأننا لم نتربَّ على ثقافة السؤال.
نخاف لأننا نتصور أن اختلاف الآخر يعني ضعف موقفنا.
نخاف لأننا نخلط بين الرأي والفكرة… وبين الشخص والفكرة.
بينما الحقيقة أن الفكرة التي لا تتحمل النقد هي فكرة لم تُبنَ جيدًا من البداية.

إن المجتمعات التي تتسع قلوب أفرادها للآراء المختلفة هي المجتمعات التي تطور نفسها، وتتعلم من بعضها، وتبني جسورًا لا جدرانًا.

■ فلنتسع لبعضنا… ولنربِّي في قلوبنا أدب الاختلاف

علينا أن نؤمن بأن الاستماع للآخر لا يعني التراجع، وأن قبول اختلافه لا يعني التنازل، وأن احترام رأيه لا يعني الانسحاب.
بل يعني أننا نملك وعيًا وإيمانًا بأن الحقيقة أكبر منّا جميعًا.

وفي الختام…
إن احترام الرأي الآخر ليس مجرد خُلق، بل هو مشروع حضاري يعيد للمجتمع توازنه، وللإنسان قيمته، وللنقاش روحه.
فدعونا نتسع لبعضنا، ونسمع لبعضنا، ونقترب من بعضنا…
فالوطن لا يبنيه رأي واحد… وإنما تبنيه قلوب تتسع للجميع.

مقالات مشابهة

  • منزل السامرائي يجمع خمس زعامات سنية لاختيار رئيس البرلمان
  • رئيس مجلس النواب يجدد التأكيد على دعم البرلمان الكامل لكافة الاستحقاقات الانتخابية
  • الكشر: الخطر على حقوق المرأة في ليبيا من فوضى السلاح لا من القوانين
  • لميس الحديدي لشريين عبد الوهاب:إنفضي كل الغبار وإرجعي للناس
  • «لِنَتَسِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا… ونُعَلِّم قلوبنا فنّ احترام الرأي الآخر»
  • رئيس برلمان ليختنشتاين يستقبل رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام
  • ملتقى نجوم الإرادة يحتفي بإبداعات الطلبة في برامج الدمج الفكري ببهلا
  • تايلاند.. رئيس الوزراء يحل البرلمان ويعلن موعد إجراء الانتخابات
  • سفير المملكة لدى مصر يلتقي نائب أول رئيس مجلس الوزراء المصري
  • بارزاني وسيط مفصلي ومهمة الإطار حساسة.. رحيل السوداني يهدد التنسيق العراقي - التركي