غاب الضمير العالمى لإنقاذ غزة.. فحدثت «مجزرة الخيام»
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
سوف تظل المجازر الوحشية والدموية لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلى، على المدنيين الأبرياء فى فلسطين وقطاع «غزة»، سبة ووصمة عار على جبين العالم كله، قبل أن تكون لوثة فى شرف الدول الكبرى والمنظمات الدولية، بعد أن صموا آذانيهم أمام دموية وفظائع هذه الجرائم المرتكبة فى حق الإنسانية جمعاء، وكانت آخرها المجزرة التى وقعت مساء أمس، فى مخيم النازحين فى منطقة «البركسات»، شمال غرب مدينة رفح الفلسطينية، وقد أسفر هذا الحادث المأساوى كما تناقلته وكالات الانباء العالمية، عن استشهاد ٤٠ مواطنًا فلسطينيًا وإصابة ٦٥ آخرين أغلبهم من الأطفال والنساء، إن هذا القصف المؤلم ثبت إهمال إسرائيل للنداءات الدولية، التى تطالب بوقف عدوانها المتصاعد على الأبرياء واللجوء إلى مفاوضات السلام، إلا أنها قد أهملت كل هذه النداءات والآراء، بل انتهكت كل قواعد القانون الدولى العام والإنسانى، وضربت بهما عرض الحائط، واستخفت بقرارات المنظمات الدولية التى تطالب بوقف هذه الجرائم ووضع حدا لها، ولكنها أظهرت عن رغبتها فى مواصلة الإبادة الجماعية فى حق الشعب الفلسطينى.
إن ازدياد الجرائم الدموية وصم الأذن عن وقفها، تكون إسرائيل بذلك قد أغلقت جميع الأبواب أمام السلام، والعمل على تمهيد المنطقة إلى خطر الحروب وقسوتها، رغم التحذيرات من هذه الأخطار، التى سوف يدفع ثمنها العالم كله إذا حدثت لا قدر الله، بعد أن جن جنون قادة جيش الاحتلال، فى تحويل قطاع «غزة» إلى جحيم أرض يعيش شعبها فيها.. ويصبح هذا الشعب عبارة عن أشلاء جثث متفحمة وهياكل وجماجم عظمية، ولعل المحرقة التى طالت «خيام النازحين» التابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فى قلب رفح الفلسطينية، خير شاهد على أبشع الجرائم التى ارتكبت ضد الإنسانية، بعد أن وقف ضمير العالم مكتوفى الأيدى، ضد بشاعة هذه الجرائم العدوانية والتى راح ضحيتها دماء الشهداء من الشعب الفلسطينى الأعزل.
وإن كان الضمير العالمى قد غاب عنه مؤازرة الشعب الفلسطينى، واستخفاف إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، بخصوص إلزامها بوقف العدوان وعدم عرقلة جهود السلام، أو إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى الأهالى فى «غزة»، إلا أن مصر حكومة وشعبًا لا تغيب عنها حقوق الشعب الفلسطينى.. فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. وحقه فى تقرير مصيره.. إلى جانب جهودها المبذولة فى وقف سفك دماء الشهداء الذكية.. وفك الحصار المفروض على الأهالى فى القطاع لوصول المساعدات الغذائية لهم، وقد نجحت مصر فى دخول هذه الإمدادات عبر طريق ميناء «كرم أبوسالم»، وتم تجهيز ٢٠٠ شاحنة محملة بالاطنان من المساعدات الإنسانية، من أجل إنقاذ حياة الأشقاء من الموت جوعًا.. ثم أن دور مصر فى احترام وصيانة حقوق الشعب الفلسطينى، والتى تمليها عليها اعتبارات الإنسانية.. والقومية.. وروابط العروبة والنسب والدين... والاستناد إلى حق دول الجوار.. ونأمل أن تحذو الدول كلها حذو مصر فى نجدة ومساندة الشعب الفلسطينى، ضد بطش وهمجية قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى.. لأنه واجب قانونى على المجتمع الدولى ومنظماته يجب مراعاته والسير على مقتضاه، وقد سبقت مصر الجميع فى تقديم يد العون فى إغاثة الأشقاء فى «غزة»، دون أن يكون هناك أى تأثير من قوى خارجية، تفرض عليها طابعها الإنسانى والأدبى والأخلاقى، فى مراعاة حقوق أبناء الشعب الفلسطينى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجزرة الخيام المجازر الوحشية فلسطين وقطاع غزة البركسات مخيم النازحين الشعب الفلسطینى
إقرأ أيضاً:
حفريات لكشف حقيقة دور فرنسا في مجزرة تياروي بالسنغال
بعد 80 عامًا من واحدة من أكثر الصفحات دموية في تاريخ ما بعد الاستعمار، أطلقت السنغال رسميًا عمليات تنقيب أثرية غير مسبوقة في مقبرة تياروي العسكرية، شرقي العاصمة دكار، في محاولة لتحديد العدد الحقيقي لضحايا "مجزرة تياروي"، وهم من الجنود السنغاليين الذين خدموا في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية.
ذاكرة منسيةفي الأول من ديسمبر/كانون الأول 1944، فتح الجيش الفرنسي النار على مئات الجنود السنغاليين – المعروفين باسم "التيرايور"؛ بعد احتجاجهم على تأخر صرف مستحقاتهم المالية عقب عودتهم من الجبهة الأوروبية.
ورغم أن الرقم الرسمي للضحايا ظل لعقود عند 35 قتيلا، فإن شهود عيان ومؤرخين يقدرون عدد القتلى بما يصل إلى 300، دُفن كثير منهم في مقابر جماعية لم تُكشف بعد.
حفريات لكشف المستورأعلن رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو في فبراير/شباط الماضي عن انطلاق الحفريات التي تشرف عليها فرق متعددة التخصصات تضم علماء آثار من جامعة الشيخ أنتا ديوب، ومهندسين عسكريين، وخبراء في علم الإنسانيات والتاريخ.
تركّز العمليات على موقعين أساسيين: المقبرة العسكرية في تياروي والمعسكر القديم الذي وقعت فيه المجزرة، بهدف تحديد عدد القتلى بدقة، وتحليل بقايا العظام -إن وُجدت- وتوثيق النتائج في تقرير شامل يُقدّم إلى رئيس الجمهورية خلال الأسابيع المقبلة.
إعلان أبعاد سياسية وإنسانيةتأتي هذه المبادرة في ظل دعوات متكررة من مؤسسات حقوقية ومثقفين سنغاليين لمطالبة فرنسا باعتذار رسمي وتعويضات عن الجرائم الاستعمارية، وعلى رأسها مجزرة تياروي.
ويُنظر إلى الحفريات باعتبارها خطوة تتجاوز البعد العلمي، تمثّل محاولة لإعادة الاعتبار للضحايا وإنصاف الذاكرة الوطنية.
وقد وصف وزير الثقافة السنغالي هذه الخطوة بأنها "عمل من أجل الحقيقة، ولإعادة كتابة تاريخنا بأيدينا، لا بأقلام المستعمر".
نحو عدالة تاريخيةالسنغال ليست الدولة الوحيدة التي تعيد النظر في ماضيها الاستعماري، لكن هذه المبادرة تحمل رمزية قوية، لكونها تعالج جرحًا مفتوحًا في العلاقة مع فرنسا، المستعمر السابق.
وفي وقت تتصاعد فيه المطالب في أفريقيا بإعادة كتابة التاريخ وتحرير الذاكرة الجماعية من الروايات الرسمية، تبرز تياروي اليوم -أكثر من أي وقت مضى- رمزًا للنضال من أجل العدالة التاريخية.