جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق النموذج اللغوي الكبير K2-65B
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
أعلنت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، اليوم، وبالتعاون مع شركة "بيتووم" ومنصة "LLM360"، إطلاق نموذج "K2-65B" الجديد، وهو نموذج لغوي كبير رائد مفتوح المصدر يستند إلى 65 مليار مُعامِل.
ويتميز هذا النموذج بأنه يرفع من مستوى معايير الشفافية والأداء في مجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر؛ إذ يوفر نهجاً محتملاً لتوثيق ودراسة دورة الحياة الكاملة للنماذج اللغوية الكبيرة، بما في ذلك جميع تفاصيل عملية الاستنساخ.
وتوفر منصة "LLM360" إطاراً لإصدار النماذج اللغوية الكبيرة يعزز جهود المجتمع التي تهدف إلى تحقيق رؤية الذكاء العام الاصطناعي، وذلك من خلال تمكين عمليات البحث والتطوير مفتوحة المصدر في مجال النماذج اللغوية الكبيرة، والتي تكون خاضعة لمراجعة النظراء، وتتسم بالشفافية وتكون قابلة للاستنساخ، كما تكون نتاج تعاون بين مختلف الأطراف المعنية.
أما نموذج "K2-65B" فهو متاح مجاناً على مستوى العالم بموجب رخصة "أباتشي 2.0"، وهو النموذج اللغوي الكبير الوحيد القابل للاستنساخ من طرف ثالث، والذي يتفوق في الأداء على أهم النماذج اللغوية الكبيرة المتقدمة المتوفرة في القطاع الخاص، مثل نموذج "لاما 270B".
وأصبحت النماذج اللغوية الكبيرة واحدة من أهم الأدوات في مجال معالجة اللغات الطبيعية، إذ إنها تُمكّن أجهزة الحاسوب من فهم النص وتوليده بطريقة تشبه إلى حد كبير التَواصل البشري.
وأحرزت الشركات الإماراتية تقدماً هائلاً في هذا المجال في السنوات الأخيرة، لا سيما من خلال إطلاق "جيس"، وهو النموذج اللغوي الكبير الأكثر تقدماً في العالم باللغة العربية، والذي يُعتبر ثمار التعاون الوثيق بين شركة "كور 42"، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وشركة "سيريبراس سيستمز".
وقال البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ، الذي دعم تطوير نموذج "K2"، بالإضافة إلى غيره من أنظمة الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق التي يعمل عليها معهد النماذج التأسيسية التابع للجامعة:"إن إطلاق نموذج "K2-65B" يُثبت كفاءة دولة الإمارات في تطوير النماذج اللغوية الكبيرة عالية المستوى، وهي كفاءة تزداد يوماً بعد يوم، وإن هذا النموذج يجسد أهمية تبني نهج مفتوح يقوم على التعاون بين مختلف الأطراف بهدف إنشاء نماذج لغوية كبيرة تتميز بمستوى استثنائي من الأداء والكفاءة والقدرة على إحداث تغيير جذري في جميع القطاعات والمنظمات".
أخبار ذات صلةوقد تم تدريب نموذج "K2-65B" على مرحلتين، وخضع إلى 22 عملية تقييم صارمة وشاملة لتحديد مستوى أدائه في مختلف التخصصات، مثل الرياضيات والبرمجة والطب ومجالاتٍ أخرى، فتفوق على نموذج "لاما 270B" في كل مجالٍ من هذه المجالات.
كما أظهر هذا النموذج مستويات أداء عالية حتى في المجالات التي يُعتبر التنافس فيها صعباً مع أفضل النماذج اللغوية الكبيرة المفتوحة، وقد تفوق نموذج الدردشة الخاص به على نموذج الدردشة الخاص بـ"لاما 270B" على جميع المستويات التي شملها التقييم، إذ أثبت قدرته على الفهم وتوليد إجابات شبيهة بإجابات الإنسان في مختلف السيناريوهات.
وقال هيكتور ليو، رئيس قسم الهندسة في شركة "بيتووم" والمطور الرئيسي للنموذج، إن إصدار نموذج بهذا الحجم وبهذه الجودة سيؤثر بشكل إيجابي في منظومة المصادر المفتوحة، إذ سيتفاعل المجتمع مع النموذج ويستفيد من الحلول التي توصلنا إليها، على غرار ما شهدته النماذج السابقة على منصة "LLM360"، مثل "أمبر" و"كريستال كودر".
أما الخصائص الأخرى التي يتميّز نموذج "K2-65B" عن النماذج اللغوية الكبيرة المتوفرة حالياً، فتشمل الشفافية التامة التي يحققها من خلال توفير "مجموعات التدريب المسبق والتطوير" على منصة "LLM360"، فهو يضمن بذلك، ومن خلال التوجيهات التدريبية المفصلة، ومحطات التدقيق، ونتائج التقييم التي يوفرها، إمكانية الاستنساخ والتدقيق في جميع مراحل عملية تطويره.
ويستخدم هذا النموذج، إضافة إلى ذلك، قدرات حاسوبية أقل من تلك التي تستخدمها النماذج اللغوية الكبيرة المشابهة، فيدعم زيادة الكفاءة التشغيلية ويسهم في الحد من استهلاك الطاقة، ما يمكّن المستخدمين في جميع أنحاء العالم من الالتزام بممارسات الحوسبة المستدامة.
يذكر أن فريق العمل الذي طوّر هذا النموذج يدرس إمكانية إعداده لفهم الصور، إلى جانب المبادرات التي أطلقها لتطويره وتقييمه والتي تهدف إلى تحسين أدائه بشكل مستمر وتعزيز استخداماته المتعددة.
المصدر: الاتحاد - أبوظبيالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي محمد بن زاید للذکاء الاصطناعی النماذج اللغویة الکبیرة هذا النموذج من خلال
إقرأ أيضاً:
ترامب يطلق أكبر مشروع وطني للذكاء الاصطناعي لثورة علمية وصناعية جديدة
في خطوة تُعد من أكثر التحركات جرأة في ملف التكنولوجيا المتقدمة داخل الولايات المتحدة، أصدر الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا جديدًا يعلن فيه إطلاق مهمة جينيسيس، وهي مبادرة ضخمة تُركز على الذكاء الاصطناعي وتقودها وزارة الطاقة الأمريكية، بهدف مضاعفة إنتاجية وتأثير العلوم والهندسة خلال عقد واحد فقط.
المبادرة الجديدة تمثل، بحسب خبراء، نقطة تحول في استراتيجية الولايات المتحدة نحو بناء منظومة ذكاء اصطناعي وطنية قادرة على قيادة المستقبل العلمي والتكنولوجي عالميًا.
تتمحور مهمة جينيسيس حول بناء منصة مركزية عملاقة تضم مزيجًا هائلًا من مجموعات البيانات التي تم جمعها على مدى عقود من الاستثمارات الفيدرالية، إلى جانب بيانات من الجامعات ومؤسسات القطاع الخاص. وتؤكد وزارة الطاقة أن هذه البيانات الضخمة ستُستخدم لتدريب نماذج ذكاء اصطناعي علمية متقدمة، وتحسين أتمتة سير عمل الأبحاث، وتعجيل الاكتشافات العلمية عبر كافة التخصصات.
وتقول الوزارة في بيانها: "ستربط المنصة أفضل الحواسيب العملاقة في العالم، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية من الجيل التالي، بأحدث الأجهزة العلمية في البلاد". هذا الربط غير المسبوق يهدف إلى تحويل ما كان يستغرق سنوات من البحث إلى إنجازات يمكن تحقيقها خلال شهور وربما أسابيع.
دعم من أضخم الحواسيب العملاقة في تاريخ وزارة الطاقةوتشير الخطة إلى أن المنصة الجديدة ستتصل مباشرة باثنين من حواسيب الذكاء الاصطناعي العملاقة السيادية، يجري بناؤهما حاليًا في مختبر أوك ريدج الوطني، أحد أهم مراكز الأبحاث والتطوير في العالم.
تقوم شركة هيوليت باكارد إنتربرايزز بتصنيع هذه الأجهزة العملاقة، التي ستكون حجر الأساس في خطة ترامب للذكاء الاصطناعي. وقد أكدت وزارة الطاقة أن هذه الحواسيب ستعتمد على رقائق AMD المتقدمة وستُستخدم لمعالجة التحديات الأكثر تعقيدًا في مجالات الطاقة والطب والصحة والأمن القومي.
ويشير محللون إلى أن دخول هذه الأجهزة الخدمة سيمنح الولايات المتحدة قوة حسابية غير مسبوقة، خصوصًا في لحظة تتسابق فيها القوى العالمية على تطوير منصات ذكاء اصطناعي قادرة على المنافسة في ميادين الطاقة النووية، التنبؤات المناخية، الهندسة المتقدمة، والدفاع.
الدكتور داريو جيل، وكيل الوزارة للعلوم ومدير مشروع جينيسيس، وصف المبادرة بأنها "لحظة فارقة" في تاريخ الابتكار الأمريكي. وأضاف: "نحن نربط أحدث المرافق والبيانات والحوسبة في البلاد بنظام حلقة مغلقة واحد لإنشاء أداة علمية تُواكب العصر. هذا النظام سيكون بمثابة محرك اكتشاف قادر على مضاعفة إنتاجية البحث والتطوير والتعامل مع تحديات كانت تُعتبر مستحيلة في السابق".
تصريحاته تؤكد طموح المشروع في تحويل البحث العلمي من عملية بطيئة تعتمد على التجارب المتتابعة، إلى منظومة يعمل فيها الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية في الوقت الحقيقي لاختبار الفرضيات وتوليد النتائج بشكل أسرع من أي وقت مضى.
وفقًا للأمر التنفيذي، يجب على وزارة الطاقة خلال الأشهر الأربعة المقبلة تحديد مجموعتها الأولية من البيانات والنماذج العلمية التي ستُبنى عليها المنصة. وخلال تسعة أشهر، ينبغي على الوزارة إثبات القدرة التشغيلية الأولية للنظام من خلال مواجهة تحدٍ واحد على الأقل من التحديات الوطنية الكبرى المحددة من قبل الحكومة.
هذه التحديات تشمل مجالات متعددة، لكن مهمة جينيسيس ستركز على ثلاثة أهداف رئيسية:
المبادرة تهدف إلى تسريع الابتكار في مجالَي الطاقة النووية وطاقة الاندماج، وتحسين كفاءة الشبكات الكهربائية عبر حلول ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بالأعطال وإدارة الأحمال في الوقت الفعلي.
ستُستخدم نماذج الأساس العلمي في تسريع تطوير الأدوية، مواد البناء المستقبلية، تقنيات الفضاء، ومحاكاة الأنظمة الحيوية والفيزيائية بشكل غير مسبوق.
من بين الأهداف الأكثر حساسية، تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي يمكنها ضمان موثوقية الترسانة النووية الأمريكية وتسريع تصميم المواد الدفاعية المتقدمة.
من الواضح أن مهمة جينيسيس ليست مجرد مشروع تقني، بل رؤية استراتيجية لمستقبل أمريكا العلمي في مواجهة سباق عالمي متسارع، تقوده قوى مثل الصين والاتحاد الأوروبي. وهذا المشروع، في حال نجاحه، قد يمنح الولايات المتحدة تفوقًا يستمر لعقود في مجالات الطاقة، البحث العلمي، الأمن القومي، والصناعة.
ومع دخول الأمر التنفيذي حيز التنفيذ، تبقى الأنظار متجهة نحو وزارة الطاقة لمعرفة مدى قدرة هذا المشروع الطموح على إعادة صياغة قواعد اللعبة العلمية في الولايات المتحدة والعالم.