لبنان ٢٤:
2025-08-01@01:04:36 GMT

صيف البترون 2024: المشهد قد يتبدّل والخسائر كبيرة

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

صيف البترون 2024: المشهد قد يتبدّل والخسائر كبيرة

 
يبدو أن فوضى الدراجات و"الهرج والمرج" الحاصل في شوارع وأزقة البترون انتهى هذا الصيف؛ فالقرار بمنع إيجار الدراجات الكهربائية والنارية اتخذ قبل أيّام إلّا أن الأصداء انقسمت بين مؤيّد وناقد له، اذ ان سوق البترون انتعش بشكل كبير بفضل هذا النشاط الذي استقطب فئة الشباب للاستجمام والاستمتاع بالسياحة الداخلية من دون الحاجة للتنقل بالسيارات.

. فما هي تداعيات هذا الأمر على صيف 2024؟
 
 
المشهد يتبدّل بعد القرار
لا يمكن ذكر البترون من دون التطرق الى الزحمة في شوارعها، فالحياة تدبّ في عاصمة السياحة الشمالية الساحلية. هنا لا حاجة للسيارات.. الدراجات الملوّنة و"الغولف كار" والتوك توك تمنح السياح، المغتربين والمقيمين، تجربة فريدة من نوعها في التجوّل بحرية أكثر واستكشاف المنطقة.
"البترون لا تهدأ"، هذا ما يؤكده السيد جوي رزق، صاحب إحدى مكاتب تأجير الدراجات والغولف كار في البترون، مشيراً الى أن قرار محافظ الشمال بمنع الايجارات انعكس سوءاً على المنطقة. فقبل اعتماد هذه الاجراءات، كانت البترون ناشطة وتتهيأ لصيف عامر، لكن في الأيام الماضية اختلف المشهد، وفقاً لرزق.
 
ويقول رزق في حديثه لـ"لبنان 24" إن "الاتصالات تأتي من كل صوب استنكاراً لقرار محافظ الشمال بشأن الدراجات النارية والهوائية"، مضيفاً: "البترون تستقطب سياحاً من بيروت وزحلة ومختلف المناطق، الكل يقصدها للقيام بنزهة مميزة على الدراجات"، ويتابع: "قبل القرار كانت المدينة لا تهدأ لكن الحركة بعده انكمشت".
 
 
الخسائر كبيرة لأصحاب محال التأجير
قطاع ايجار الدراجات النارية والهوائية وجد له المكان الأمثل لنحو 4 أعوام، فالاستثمار به كان أحد أبرز ما قام به البترونيون. هذه المدينة التي لا تنطفئ استقطبت اليها الفئات الشبابية وكان نشاط التجول عبر الدراجات من أكثر الأمور الجاذبة والمحرّكة للسياحة فيها.
 
ويشير رزق لـ"لبنان 24" الى أن "هناك أشخاصا وأصحاب عمل يسترزقون من هذا القطاع"، ويضيف: "هؤلاء ينتظرون موسم الصيف للاستفادة من الأجواء وتأمين مردود مادي يعيلهم في الفترات الأخرى الاقل انتاجية من العام".
 
كما يلفت الى أن "البعض قرروا مضاعفة استثمارهم في القطاع هذا العام واشتروا دراجات وآليات جديدة لهذا الموسم، ثم صدر قرار المحافظ"، مستطرداً: "بعد وقف تأجير الدراجات، كيف سيتمكّن هؤلاء التجار من استرداد ما انفقوه؟ الخسائر كبيرة".

 
القرار مجحف.. ما البدائل الممكنة؟
من المؤكد أن لقرار منع استئجار الدراجات النارية والهوائية وقعا سلبيا على الحركة الاقتصادية في البترون، غير أن ما أحدثته فوضى هذا القطاع من حوادث وإشكالات فرض اتخاذ اجراءات عاجلة، مع قرب حلول موسم الاصطياف، حفاظاً على السلامة العامة وراحة المواطنين والسياح على السواء.. القرار بالنشاط صدر لكنه أتى مجحفاً!
 
أصحاب المحال التي تقدم خدمة تأجير الدراجات النارية والهوائية و"الغولف كار" تلاقوا في عريضة موجهة لمحافظ الشمال استنكاراً لما سبق أن أوعز به من إجراءات تتلخص بالآتي: "منع إيجار الدراجات الكهربائية والنارية، منع إيجار الغولف كار دون موافقة مسبقة من البلدية ولمن لديه بطاقة مصادق عليها من قبل البلدية للقيام بهذا العمل حصراً، منع  دخول الغولف كار الى أماكن في السوق القديم تحددها البلدية، منع وضع الموسيقى في الغولف كار أو التوكتوك خلال التجوال في المدينة ومنع وضع مكبرات الصوت والطبل والدربكة خلال التجوال في المدينة".
 
أما عن الاقتراحات الموصى باعتمادها بدلاً من المنع الكلي للنشاط، فيشير رزق لـ"لبنان 24" الى أنه "من بين الاجراءات البديلة التي تم التداول بها، حجز الدراجات المخالفة والتي يقودها من هم دون الـ18 عاماً، اقفال المحلات التي تؤجر الدراجات لمن هم دون السنّ القانونية وأن يصبح استئجار الدرجات مرتبطاً بامتلاك طالب الخدمة لدفتر قيادة بدلاً من الاعتماد على بطاقة الهوية".
 
غير أن الاجراءات المقترحة لا تكفي لتنظيم القطاع، بحسب ما يؤكده مصدر أمني لـ"لبنان 24"، فالدراجات تنتشر بشكل عشوائي في الطرقات وقيادة الدراجة النارية تطلب نيل دفتر قيادة مخصص للدراجات مختلف عن دفتر قيادة السيارات.
 
ويذكّر المصدر بأن بلدية البترون سبق وتوقفت في العام الماضي عن إعطاء أرقام وأذونات لدرجات نارية وهوائية بهدف الجولات السياحية، بسبب تخطي قدرة المدينة على إستيعاب المزيد منها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟

لماذا تُستهدف مصر؟ ولماذا الآن بالذات؟ سؤال يتكرر كلما ارتفعت حدة الحملات ضد الدولة المصرية، وكلما بدا واضحًا أن هناك من لا يريد لمصر أن تنهض أو تستعيد دورها التاريخي والمركزي في المنطقة. وفي الحقيقة، فإن استهداف مصر لم يكن يومًا جديدًا، لكنه يشتد حين تتقدم الدولة خطوة للأمام، ويتراجع حين تتعثر أو تتباطأ. واللحظة التي نعيشها الآن هي لحظة صعود مصري حقيقي، لا على مستوى البنية التحتية فقط، بل على مستوى الإرادة الوطنية والقرار السياسي المستقل، وفي لحظات كهذه، تظهر الأيادي التي تعبث، والأصوات التي تهاجم، والحملات التي تتخفى وراء شعارات زائفة.

مصر اليوم تسترد دورها  بثبات. تخرج من دوائر الفوضى والانقسام، وتتجه نحو البناء والانضباط. مدن جديدة ترتفع من الرمال، شبكات طرق وموانئ وشرايين طاقة تقطع الصحراء، وجيش يُعاد بناؤه وتحديثه، واقتصاد يحاول أن يفك أسره من سنوات طويلة من التبعية والعجز. هذه التحركات تزعج كثيرين، داخليًا وخارجيًا. لأن مصر حين تبني وتنهض، لا تفعل ذلك بمعزل عن محيطها، بل تهدد تلقائيًا مشاريع الآخرين، وتعيد ترتيب أولويات الإقليم، وتفرض على اللاعبين الكبار أن يعيدوا حساباتهم.

وفي التوقيت نفسه، تعيش المنطقة واحدة من أكثر مراحلها اضطرابًا وإعادة التشكيل. الحدود لا تزال مرسومة بالدم، والقضايا العالقة تُدفع قسرًا نحو نهايات يراد لها أن تكون أمرًا واقعًا. ومن بين كل دول المنطقة، تبدو مصر وحدها الدولة التي استطاعت أن تحافظ على كيانها، ومؤسساتها، وجيشها، بل وتعيد صياغة علاقتها بشعبها في اتجاه جديد. ولذلك، لا غرابة أن تكون على رأس قائمة الدول المستهدفة، لأن وجود مصر قوية ومستقرة يعني بالضرورة أن مشاريع التوسع والهيمنة لا يمكن تمريرها، وأن فكرة “الفراغ العربي” لم تعد قائمة.

ثم جاء المشهد الفلسطيني ليزيد الأمور تعقيدًا. فمع تفجر الحرب في غزة، وارتكاب إسرائيل لمذابح غير مسبوقة، عادت القضية الفلسطينية إلى صدر المشهد العربي والدولي. ومصر، بطبيعتها الجغرافية ودورها السياسي، لا يمكنها أن تقف على الهامش. لكنها أيضًا لا يمكن أن تنزلق إلى فخاخ تم رسمها بعناية. مصر رفضت أن تكون جزءًا من مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. رفضت أن تُستخدم معبرًا لقتل القضية الفلسطينية تحت عنوان “المساعدة الإنسانية”. وتمسكت بموقفها الثابت: لا لتصفية القضية، لا لتغيير الطبيعة الديموغرافية لغزة، ولا لمشاريع الوطن البديل. هذه المواقف لم تعجب كثيرين، وبدأت حملة ممنهجة لتشويه صورة مصر، واتهامها زورًا بالتقصير أو التواطؤ، بينما الحقيقة أن مصر وحدها التي تتعامل مع الموقف بحسابات دقيقة ومسؤولية تاريخية.

لكن في زمن الحروب الجديدة، لم يعد العدو يطرق الأبواب بالدبابات، بل يدخل من نوافذ الإعلام، ومواقع التواصل، والمحتوى المموَّل. تُصنع حملات التشويه ببراعة، وتُزرع الشائعات باحتراف، ويُصوَّر كل تقدم على أنه فشل، وكل إنجاز على أنه وهم. يُستهدف وعي المواطن، ويُدفع الناس دفعًا إلى الشك واليأس والانسحاب من المشهد. كل هذا يحدث لأن مصر بدأت تقول “لا”، وتخط طريقها وفقًا لأولوياتها، لا وفقًا لأوامر تأتي من الخارج.

تتعقد المشهد أكثر إذا وضعنا ذلك في سياق عالمي مشحون. فالعالم كله يعيش حالة من الفوضى غير المعلنة. القوى الكبرى تتصارع من خلف الستار، الأزمات الاقتصادية تطحن الجميع، وسباق السيطرة على الموارد والمواقع الإستراتيجية بلغ ذروته. في وسط هذا الجنون، تظل مصر قطعة أساسية في لوحة الشطرنج الدولية. دولة بحجمها وسكانها وموقعها لا يمكن تجاهلها، لكنها أيضًا لا يمكن السماح لها بأن تكون مستقلة بالكامل دون ثمن. ومن هنا، يأتي الضغط، تارة من مؤسسات مالية، وتارة من تقارير دولية، وتارة من “ناشطين” و”صحفيين” و”حقوقيين” يظهرون فجأة كلما قررت الدولة أن تمضي في مسارها دون استئذان.

إذًا، لماذا مصر الآن؟ لأن مصر ترفض الانحناء. لأنها تُعيد تعريف دورها في محيطها العربي والإفريقي. لأنها تقود مبادرات تنموية حقيقية وليست شعارات. لأنها توازن بين علاقاتها شرقًا وغربًا دون أن تُستَتبَع. لأنها تتحدث عن الصناعة والزراعة والموانئ والمناطق اللوجستية، لا عن الفوضى والحروب. لأن مصر ببساطة تختار أن تكون دولة ذات سيادة، تدير شؤونها من داخلها لا من سفارات أو عواصم أجنبية.

إن من يهاجمون مصر اليوم لا يفعلون ذلك حبًا في الشعوب، ولا دفاعًا عن حقوق الإنسان، بل لأنهم يدركون أن عودة مصر إلى مكانها الطبيعي تعني أن اللعبة ستتغير، وأن شعوبًا أخرى ستطالب بما طالبت به مصر: بالكرامة، والاستقلال، والتنمية، وبأن تكون شريكًا لا تابعًا. لهذا، تُستهدف مصر. ولأنها تختار النهوض الآن، يُفتح عليها النار الآن.

ورغم كل هذا، فإن الشعب المصري الذي عبر محنًا لا تُحصى، يظل هو الرهان الحقيقي. لأنه يمتلك حسًا تاريخيًا يعرف متى تكون الحرب حربًا على الوطن، ومتى تكون الأزمات مفتعلة، ومتى تكون الأكاذيب أكبر من أن تُصدق. الشعب المصري لا يخون تاريخه، ولا يبيع بلده، ولا يترك دولته وحيدة في وجه العاصفة. ولهذا، فإن مصر ستظل، رغم كل شيء، قادرة على الصمود، لأنها لم تقرر فقط أن تبقى… بل قررت أن تتقدم، وهذا هو السبب الحقيقي وراء استهدافها.

طباعة شارك الدولة المصرية المشهد الفلسطيني غزة إسرائيل

مقالات مشابهة

  • شاحنة تسقط على سيارة في البترون... إصابة شخص وحالة من الذعر
  • رئيس اتحاد الدراجات يبحث استعداد الرياض لبطولة العالم الحضرية 2025
  • تدخل غينيس بـ 711 «وتد غولف» في شعرها
  • ذي قار تمنع حركة الدراجات النارية لتسهيل حركة زوار الأربعينية
  • منتخب الدراجات يحصد ميداليتين في البطولة الإفريقية للمدارس بالجزائر
  • ترامب من ملعب الغولف: سأعود لإخماد حرائق العالم وتسوية نزاع غزة
  • أربيل ودهوك تستضيفان مرحلتين من دوري الدراجات العراقي
  • آل علي يتقدم إلى وصافة الترتيب العالمي في «الدراجات المائية»
  • أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟
  • تظاهرات غاضبة تهز المكلا