لماذا نشعر بالرغبة في دخول الحمام فور شرب القهوة؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
الولايات المتحدة – يعتقد معظم الناس أن الكافيين الموجود في القهوة يحفز حركة الأمعاء، ما يدفع الأشخاص إلى دخول الحمام مباشرة بعد شرب القهوة.
لكن القهوة منزوعة الكافيين يمكن أن تحفز حركات الأمعاء أيضا.
تعد القهوة مشروبا معقدا يحتوي على أكثر من 1000 مركب كيميائي، العديد منها له خصائص مضادة للأكسدة وللالتهابات.
عندما يدخل الكافيين إلى الجسم، يحرك العضلات المعوية، وبالتالي تتحرك محتويات الأمعاء من خلال الجهاز الهضمي. كما تقدم سخونة القهوة مساعدة إضافية في حركة الجهاز الهضمي، لذلك تعد السوائل الدافئة عموما وسيلة لتحفيز كامل الجهاز الهضمي.
وقد تساهم التأثيرات الهضمية العامة للقهوة والحليب، والوقت الذي تشربها فيه، في التأثير المليّن.
وتقول جيل دويتش، مديرة برنامج اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية في جامعة ييل: “الأمر يتعلق بالقهوة ككل، وليس الكافيين بمفرده. يبدو أن التركيبة الشاملة للقهوة هي التي تساعدنا على التبرز”.
ولا توجد كمية محددة من القهوة يمكنها تحفيز حركة الأمعاء، لأن الأمر يختلف من شخص لآخر. وتقول دويتش: “لا يحصل الجميع على الفوائد الملينة نفسها من شرب القهوة. وفي الواقع، لا يتأثر بعض الأشخاص على الإطلاق بشرب القهوة”.
وقال الدكتور روبرت مارتنديل، أستاذ الجراحة والمدير الطبي لخدمات التغذية في المستشفيات بجامعة أوريغون للصحة والعلوم، إن شرب فنجان من القهوة يمكن أن يحفز الجهاز الهضمي في غضون دقائق، ما يعني أن وصول القهوة إلى المعدة يرسل رسالة إلى الدماغ، الذي ذلك يحفز القولون والحاجة إلى التبرز”،
وافترض الخبراء أن رسائل القهوة إلى الدماغ قد تكون ناجمة عن واحد أو أكثر من المواد الكيميائية العديدة الموجودة في القهوة، وربما تتوسطها بعض الهرمونات الخاصة بنا التي تلعب أدوارا مهمة في عملية الهضم، مثل الغاسترين أو الكوليسيستوكينين (كلاهما يمكن أن يرتفع مستواه بعد شرب القهوة).
وفي حين أن الآلية لا تزال غامضة، فإن تأثيرات القهوة على الأمعاء قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص، بما في ذلك أولئك الذين يتعافون من أنواع معينة من الجراحة.
وإذا كان الأمر مناسبا لك، فقد يكون من الصحي شرب القهوة كمليّن، كما تقول دويتش.
وتقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنه من الآمن “بالنسبة لمعظم الناس” شرب 400 ملغ من الكافيين (الكمية الموجودة في حوالي 4 أو 5 فناجين من القهوة) يوميا. لكن هذه العتبة قد تختلف من شخص لآخر، وينبغي الحذر واستشارة الطبيب عند الضرورة.
المصدر: بيزنس إنسايدر + نيويورك تايمز
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجهاز الهضمی شرب القهوة
إقرأ أيضاً:
دراسة توضح كيفية تناول الطعام بعد المضادات الحيوية
أميرة خالد
نقل موقع New Atlas عن دورية Nature، أنه يمكن أن يعالج تناول جرعة من المضادات الحيوية العدوى، لكن الأمعاء قد تستغرق وقتاً أطول للتعافي لأن المضادات الحيوية تقضي على جميع البكتيريا في الأمعاء، سواء كانت مفيدة أم لا.
ووفقا للدراسة يستغرق الأمر وقتاً حتى يستعيد هذا المجتمع الحيوي عافيته بعد إكمال جرعة الدواء، مما يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، بما يشمل الإسهال والغازات وأنواعا أخرى من اضطرابات المعدة.
وبحثت الدراسة تأثير الأنظمة الغذائية على إعادة بناء ميكروبيوم الأمعاء – مجتمع الميكروبات التي تعيش في القولون – بعد الآثار المدمرة أحياناً للمضادات الحيوية.
ويُشبّه يوجين تشانغ هو، من جامعة شيكاغو والباحث الرئيسي في الدراسة، آثار المضادات الحيوية في الأمعاء بحريق غابة، ويقارن النظام الغذائي بالطريقة التي يتطور بها النظام البيئي بعد ذلك.
وقال تشانغ هو: “إن ميكروبيوم أمعاء الثدييات يشبه الغابة، وعندما تُلحق به أضرار، يجب أن يشهد سلسلة من الأحداث التي تحدث بترتيب محدد ليستعيد صحته السابقة”.
وتابع: “عند اتباع نظام غذائي غربي، لا تتوفر عادة العناصر الغذائية اللازمة للميكروبات المناسبة في الوقت المناسب للتعافي، بل ينتهي الأمر ببضعة أنواع تحتكر هذه الموارد، ولا تُهيئ البيئة المناسبة لكائنات حية أخرى مطلوبة للتعافي”.
وبدأ تشانغ وفريقه الدراسة بمجموعتين من الفئران، فتم إطعام المجموعة الأولى طعاماً يحاكي النظام الغذائي الغربي النموذجي، أي المكون من أطعمة غنية بالدهون وقليلة الألياف، أما المجموعة الأخرى، فتناولت طعاماً عادياً للفئران، وهو قليل الدسم ويحتوي على مجموعة واسعة من الألياف النباتية، يشبه إلى حد كبير النظام الغذائي المتوسطي.
ثم أعطى الفريق كلتا المجموعتين من الفئران جرعة من المضادات الحيوية، وفي محاولة لاستعادة ميكروبيوم أمعائهم إلى حالته قبل المضادات الحيوية، استخدم الباحثون عمليات زرع ميكروبات برازية FMT من فئران سليمة لم تعالج بالمضادات الحيوية إلى أمعاء الفئران الخاضعة للاختبار.
وقالت ميغان كينيدي، طالبة في برنامج تدريب علماء الطب بجامعة شيكاغو وباحثة في الدراسة: “تبين أنه إذا اتبعت الفئران نظاماً غذائياً غير مناسب، فلن تلتصق الميكروبات، ولن يتنوع المجتمع (البكتيري)، ولن يتعافى”.
ويعتقد الفريق أن النتائج يجب أن تطبق التجارب على البشر، ويمكن أن تكون جزءاً من خطة لمساعدة المرضى على التعافي بشكل أسرع من الإجراءات الطبية الرئيسية، بما يشمل علاجات السرطان وزراعة الأعضاء، عند إخضاعهم لمضادات حيوية شديدة الفعالية.
وأضاف تشانغ: “ربما يمكن استخدام النظام الغذائي لإعادة بناء الميكروبات المتعايشة التي تم قمعها تحت تأثير هذه العلاجات”، مضيفا: “يمكن استعادة الميكروبيوم الصحي بشكل أسرع بكثير ومنع ظهور المزيد من الكائنات المقاومة للأدوية المتعددة”.
وأكمل: “بالتأكيد، لا ضرر من تعديل النظام الغذائي قليلاً قبل الخضوع لإجراء يتطلب متابعة بالمضادات الحيوية، أو بعد تناول جرعة من الدواء”.
واكتشف الباحثون خلال الدراسة، أن تناول المزيد من الأطعمة النباتية يقلل من العمر البيولوجي، ويخفض مستويات الكوليسترول الضار، ويحسن صحة القلب وتنظيم الأدمغة، بينما أظهرت دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام أن استبدال الزيوت النباتية بالزبدة يمكن أن يقلل من خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 16%.
واختتم تشانغ قائلاً: “الطعام يمكن أن يكون علاجاً، في الواقع، يمكن أن يكون له دور في تحديد العلاج، لأنه بات من الممكن، في نهاية المطاف، تحديد مكونات الطعام التي تؤثر على مجموعات ووظائف ميكروبيوم الأمعاء”.