بوابة الوفد:
2025-06-10@17:05:00 GMT

لا غنى عنها ولا بديل لها

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

فى عمله الأبرز «شخصية مصر وتعدد الأبعاد والجوانب» يصف الدكتور جمال حمدان أهمية ومركزية الدولة المصرية فقال: «سواء من حيث الموضع أو الموقع؛ تحتل مصر مكانا وسطًا: وسطا بين خطوط الطول والعرض، وبين المناطق الطبيعية وأقاليم الإنتاج، وبين القارات والمحيطات، حتى بين الأجناس، والسلالات، والحضارات، والثقافات.

وليس معنى هذا أننا أمة نصف، ولكننا أمة وسط: أمة متعددة الجوانب، متعددة الأبعاد، الآفاق، مما يثرى الشخصية الإقليمية والتاريخية، ويبرز عبقرية المكان فيها..».
نعم مصر فاعل لا غنى عنه ولا بديل له فى صياغة السياسات والتفاعلات الإقليمية والدولية، وهى ركيزة الاستقرار الكبرى فى المنطقة أفريقيا وعربيا وشرق أوسطيا، شاء من شاء وآبى من آبى. من غزة للخرطوم ومن ليبيا إلى اليمن والصومال الدور المصرى ريادي. القاهرة تستضيف نهاية يونيو الجارى مؤتمرا يضم كافة القوى السياسية المدنية السودانية، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين. بيان وزارة الخارجية المصرية قال إن « المؤتمر يأتى بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم فى السودان، عبر حوار وطنى سوداني/ سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة. البيان أضاف أن هذه الدعوة جاءت فى إطار حرص مصرى على بذل كافة الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق على تجاوز الأزمة التى يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السودانى وأمن واستقرار المنطقة، لاسيما دول جوار السودان».
على عكس ما يدعى البعض مصرُ حاضرة منذ اللحظة الأولى فى الأزمة التى شهدها السودان المأزوم، القاهرة أول من تحركت لاحتواء الأزمة منذ بدايتها، واستضافت مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع المحتدم بين أبناء الشعب الواحد، لكن تدخلات الفواعل الخارجية الذى حذرت منه مصر حال دون التوصل لاتفاق يحقن الدم السوداني، طافت القضية السودانية شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، وها هى تعود مرة أخرى لأحضان القاهرة. ليس لأن القاهرة تمتلك وحدها مفاتيح الحل، فالحل أولا وأخيرا بأيدى الأشقاء فى السودان، لكن لأن مصر لا مأرب لها ولا هدف سوى حقن الدماء السودانية، واستقرار وأمن ووحدة السودان، باعتبار أن ذلك أحد المرتكزات الرئيسة للأمن القومى المصري.
الحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى أحد أعرق أحزاب السودان، والذى تأسس ــ فعليا ـ فى القاهرة عام 1953، أعرب رئيسه محمد عثمان الميرغنى عن قبوله وترحيبه بدعوة مصر لاستضافة مؤتمر لكافة أطياف القوى السياسية السودانية نهاية شهر يونيو 2024، وثمن الحزب جهود مصر لمساعدة السودان على تجاوز الأزمة الراهنة من خلال تسهيل الحوار الوطنى السوداني. مستشار الميرغنى السياسى والقيادى البارز بالحزب الاتحادى حاتم السر قال إن الدور المصرى لا يمكن الاستغناء عنه لحل الأزمة فى السودان، وأن توازن مصر فى التعاطى مع الأزمة السودانية جعلها تتميز عن الآخرين، وتابع أن الاتصالات والتحركات الدبلوماسية والسياسية التى قامت بها مصر مع كل الأطراف استباقا لعقد الملتقى تمهد لضمان النجاح.
هذا التوازن فى الدور المصرى تجاه السودان أدركه أخيرا بعض القوى فى السودان التى كانت تنظر للدور المصرى بشيء من الشك والارتياب مدفوعة فى ذلك ببعض الأجندات التى يمكن أن نصف أنها متنافسة للدور المصري، لكن هؤلاء الفواعل وأجنداتهم يعلمون لكن ربما يتناسون أن الدور المصرى فى المنطقة فى غزة وفلسطين، فى السودان وليبيا، وحتى على مستوى البحر الأحمر، والقرن الأفريقي، هو دور راسخ رسوخ التاريخ لا غنى عنه ولا بديل له.    
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وليد عتلم الشعب السوداني الأمن القومى المصرى الدور المصرى فى السودان

إقرأ أيضاً:

أضواء على الأزمة بين (ماسك وترامب)وكيف ستُكسّح ترامب !

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: قالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً ( أنا رجل صفقات ). وهذا يعني انه ( تاجر سياسي) .اي يوظف السياسة لصالح التجارة والصفقات. وهذه السياسة خطر على دولة كبيرة ومهمة مثل الولايات المتحدة التي تقود العالم. لانه سيستغلها خصوم واعداء أمريكا لدفع ادواتهم لعقد صفقات تجارية وإغراءات مالية مع ترامب ومن ثم التغلغل داخل المؤسسات الأميركية .وبالتالي انها سياسة غبية ومعيبة ومخيبة للآمال ان تنهجها دولة كبرى تقود العالم وهي الولايات المتحدة .والسيد إيلون ماسك ( الذكي الماكر ) استشعر الخطر مبكرا ،وعرف ان سياسات ترامب مضرة بالولايات المتحدة ومستقبلها كقوة عظمى وكدولة تقود العالم . فسارع للانتقاد والوقوف بوجه ترامب الذي يعتقد انه للآن لم يُخلق الذي يقف بوجهه .ولذا فالتاريخ سوف ينصف إيلون ماسك وسوف ترون. لاسيما وان دخول ماسك بقوة ودون سابق انذار على الحملة الانتخابية ثم دعم ترامب إعلاميا وماليا واستشاريا وشراء الأصوات لصالح ترامب ثم دخوله بقوة للبيت الأبيض ولبيت ترامب ولخصوصيات ترامب ،وكيف يفكر ترامب .والاهم دخوله لعمق المؤسسات الاميركية. كل هذا لم يأت من فراغ اطلاقاً .بل ان وراء ماسك قوة عظيمة دفعته هكذا !
ثانيا :-ومن الجانب الآخر لن نستبعد أبدا ان الدولة العميقة نفسها والتي هي غير راضية عن سياسات ترامب ايضا هي التي نجحت بالتنسيق مع إيلون ماسك ليقف بوجه ترامب لان الأخير بحاجة إلى صدمة كبيرة ليوقف غروره ويوقف ديكتاتوريته التي باتت تهدد مصالح الولايات المتحدة، وباتت تُكثر من خصوم أمريكا ،وباتت تُفقد أمريكا اقرب حلفاءها التاريخيين والتقليديين.ولن نستبعد اطلاقاً ان فكرة ( تأسيس حزب ثالث ) في أمريكا هي أصلا فكرة وتخطيط الدولة العميقة .وبهذا ستوجه الدولة العميقة ومن خلال إيلون ماسك ضربة استراتيجية ضد طموحات ومشروع دونالد ترامب الذي يخطط لتأسيس حزب ثالث والبقاء في السلطة للابد . وستكون لهذه الضربة الاستراتيجية ارتدادات في الايام القادمة داخل أمريكا وداخل ادارة ترامب نفسها ( ونستطيع القول سوف نشاهد ازمات قادمة ومتتالية سيعيشها ترامب وادارته ) ….ولا تفرح ايران ولا حلفاء إيران بهذا لان كل شيء باشراف الدولة العميقة !
رابعا : ونتيجة ما تقدم ف آيلون ماسك لن يخسر شيء في هذه المعركة والخسائر هي من حصة ترامب . وان خسر ماسك فقط سيخسر ماديا وهذا لا يهمه لانه قادر وبسرعة البرق التعويض المالي ( فالرجل موهوب، ومحظوظ ،وذكي خارق ولن استبعد أنا كاتب المقال ان وراء ماسك قوة ماورائية واكتفي بهذه الاشارة في الوقت الحالي !) . فترامب أصبح في ورطة حقيقية وسوف تؤثر على أدائه. فهو يتظاهر بالقوة والتماسك الآن والحقيقة هو يشعر بكسر الظهر . فاي تصعيد من قبل ترامب سوف يخسر هو وليس ماسك والذي وعلى مايبدو بحوزته اسلحة واسرار فتاكه ضد ترامب . وهنا ينطبق على ترامب المثل العراقي الذي يقول ( ام حسين كنتي بوحده هسه صرتي بثنين) فترامب يداري ويجامل بروسيا وبوتين منذ ولايته الاولى وللآن لأن بوتين لديه اسرار وافلام ووثائق خطيرة عن ترامب منذ كان يقيم حفلات ومهرجانات مسابقات ملكات جمال العالم ومسابقات الملاكمة العالمية … الخ والتي كان يقيم معظمها في موسكو ايام زمان . والآن ظهر له الآخر وهو ماسك الذي يمتلك نفس اسلحة بوتين بل اقوى وهو التنافس السياسي والتجاري الصاعد والذي حال شعوره بالخطر لي ماسك سوف ينتقل إلى موسكو او كندا او جنوب أفريقيا ويخوض حربا خطرة ضد ترامب لا سيما وان الدول الثلاثة لا تحب ترامب !
الخلاصة : لقد دخل ترامب بمرحلة وجع الرأس والعظام وعدم التركيز . ونجزم سوف يصل إلى مرحلة التكسيح ومن خلال الادوات التي سيحاربه بها ماسك إيلون. فليس امام ترامب إلا الانبطاح امام ماسك . ولا ندري هل سيولد ( طرف ثالث) مثل ما ولد بالعراق ويقوم باغتيال إيلون ماسك .. فهذا وارد في حسابات المافيات وربما سيحدث حال اقتراب توقيع اتفاق بين ترامب والخامنئي ( والعاقل يفتهم) لكي يتم اتهام ترامب بانه وراء عملية الاغتيال !
سمير عبيد
٨ حزيران ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • تصل لـ50 ألف جنيه غرامة.. ملاك العقارات يواجهون عقوبة حال ارتكابهم هذا الفعل
  • الأهلي يحدد بديل فيغا
  • سكر جوز الهند..هل يُعتبر بديلًا أفضل من السكر الأبيض العادي؟
  • جينا إبنة نجيب الريحاني تزور قبر والدها في ذكرى رحيله
  • المنشآت الفندقية: نجحنا في حل مشاكل 5 فنادق مع الضرائب
  • الهلال يبدأ المفاوضات مع بديل أوسيمين
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 348 أضحية في محلية ود مدني الكبرى بولاية الجزيرة السودانية
  • عن أحداث لوس أنجلوس… ونحن
  • الاتحاد يتحرك للتعاقد مع حارس أجنبي بديلًا لرايكوفيتش وسط مخاوف من تأخر عودته
  • أضواء على الأزمة بين (ماسك وترامب)وكيف ستُكسّح ترامب !