بعد حادث الشريط الحدودي.. سياسيون: ممارسات جيش الاحتلال جميعها "مستفزة" وتؤثر على المنطقة العربية بأكملها
تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT
علقَّ خبراء سياسيون وأساتذة العلوم السياسية، على حادثة إطلاق النار على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل جندي مصري، مؤكدين أن ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي من ممارسات جميعها "استفزازية" وتهدد المنطقة العربية بأكملها وليس الأمن القومي المصري فقط، لافتين إلى استمرار تصاعد التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية على كافة الأصعدة بسبب العناد الإسرائيلي.
الدكتور حسن سلامة
من جانبه، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني جميعها "مستفزة"، وليست فقط مسألة استهداف الجنود على الحدود المصرية، وإنما منذ بدء العدوان على قطاع غزة والتجاوز في محور "فيلادلفيا"، وما تبعها من الضربات في اتجاه معبر رفح جميعها تصرفات استفزازية.
تهدد الأمن القومي العربي
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر": الأمر ليس مقصور فقط على فكرة استهداف الجنود على الحدود المصرية، قائلًا: لو لم يكن هناك استفزاز لتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتًا إلى أن ممارسات الاحتلال تهدد الأمن القومي العربي والمنطقة العربية بأكملها، وليس فقط الأمن القومي المصري.
وتابع قائلًا: لا ننظر إلى حادثة مقتل "الجندي المصري" على أنها حادثة منفصلة عن سلسلة الأحداث منذ بدء العدوان، مؤكدًا أن هناك بالتأكيد استفزازات إسرائيلية لكل المنطقة العربية وجميعها مرفوضة، مستطردًا: المراهنة على صبر مصر مسألة خاطئة تمامًا، مضيفًا: مصر دولة كبيرة ولها خبرات في التعامل مع إسرائيل، وإسرائيل تحذر من الصدام المباشر مع مصر، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدرك جيدًا لحجم الصدام المباشر مع مصر وحجم الخسائر التي ممكن أن يتلقاها على كافة الأصعدة عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا.
محاولات للضغط على مصر
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن نتنياهو يعلم أن مصر كشرت عن أنيابها بعدة صور سواء بالتحذير من الانسحاب من الوساطة وهو لا يتحمل ذلك، أو الانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا سواء بالدعم السياسي في المحافل الدولية دعمًا للقضية الفلسطينية، موضحًا أن كل ما يحدث محاولات للضغط على مصر ولكن جميعها باءت بالفشل، لأن مصر تدعم القضية الفلسطينية عن اقتناع، وهي صاحبة الملف.
وأكد الدكتور حسن سلامة، أن العلاقات بين مصر وإسرائيل في قمة التوتر، ويراكم عليها التوتر بسبب العناد الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مصر لم تكن بادئة أبدًا ودولة تحترم اتفاقيتها وتعاهداتها، وكذلك تحترم الجوار وتصبر على العدوان لكنها لا تصبر على الضيم أبدًا ويومًا ما سوف ترد الصاع صاعين.
وأكمل قائلًا: كل الأخطاء تأتي من الجانب الإسرائيلي دون شك، لافتًا إلى أن عودة إسرائيل عن العدوان هو الشرط الرئيسي لخفض التوتر ولم يمكن الاستغناء عنه، استمرار العدوان مهدد للمنطقة العربية ككل.
اللواء محمد الغباشي
وفي السياق ذاته، قال اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، إن ما حدث في واقعة مقتل "الجندي المصري برصاص الاحتلال الإسرائيلي" أنه كان هناك اشتباكات ما بين عناصر من الجيش الإسرائيلي وقوات المقاومة، وأسفر الاشتباك عن طلقات في كافة الاتجاهات، وبعض من هذه الطلقات جاءت في اتجاه الجانب المصري أثناء الاشتباك مما أسفر عن استشهاد الجندي المصري.
وأشار في تصريح خاص لـ "الفجر" إلى أن القوات المسلحة أعلنت على لسان المتحدث العسكري أن الدولة المصرية والقوات المسلحة تقوم بتحقيق وسوف تتخذ الإجراءات التي تراها لازمة، مؤكدًا على ضرورة الخروج من تعبير الاستهداف، مشيرًا إلى أن هذا التعبير يعني الاعتداء على جندي مصري بشكل مقصود وفي هذه الحالة سيكون رد الدولة والقوات المسلحة صعب للغاية على كافة المستويات سواء الرسمية أو السياسية والدبلوماسية أو العسكرية.
تصاعد توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية
ولفت إلى أن التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية بدأ منذ لحظة وصول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى رفح وما فعلوه على الشريط الحدودي محور صلاح الدين أو ما يسمى بمحور "فيلادلفيا"، وهو منصوص عليه في الاتفاقيات السابقة بين مصر وإسرائيل بأنها منطقة منزوعة السلاح ولا يجوز أن تتواجد فيها إسرائيل بأي قوات.
وأضاف، كذلك ما حدث من التعدي الإسرائيلي على الجانب الآخر من معبر رفح، والذي كان من المفترض تحت مسئولية السلطة الفلسطينية وعناصر دولية أوروبية طبقًا لاتفاقية المعابر وما حدث بعدها من بروتوكولات وتعديلات متتالية آخرها 2019/2020 الخاصة بالمعابر.
رفض الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري
وأكد اللواء محمد الغباشي، أن كافة هذه الانتهاكات جعلت مصر تأخذ إجراءات تصعيدية متتالية ضد إسرائيل وجيش الاحتلال، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات بها تسلسل تراه القيادة السياسية، مشيرًا إلى إعلان مصر في كافة المحافل الدولية عن رفضها ما يتم في رفح ورفضها عملية الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري، وكان الإجراء الحاسم والقوي الأخير الخاص بأن مصر تدخلت ودعمت دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، تصعيد كبير وخطير من جانب مصر ضد إسرائيل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حادث الشريط الحدودي مقتل جندي مصري معبر رفح الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة مصر
إقرأ أيضاً:
روسيا تدين وواشنطن تؤيد العدوان الإسرائيلي على إيران
نيويورك – أكد سفير روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو تدين بشدة العدوان الإسرائيلي على إيران، فيما عبّر الجانب الأمريكي عن تأييده للعدوان متذرعاً بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
جاء ذلك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي عقدت السبت، لمناقشة العدوان الإسرائيلي على إيران.
ووصف السفير الروسي هجوم إسرائيل بأنه “لا مبرر له”، مشيراً إلى أنه يشكل “انتهاكاً جسيماً” لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال: “روسيا تدين بشدة هذا العمل من قبل إسرائيل. المغامرة العسكرية لإسرائيل تقرب المنطقة من حافة حرب واسعة النطاق، ومسؤولية كل عواقب هذه الأعمال تقع بالكامل على القيادة الإسرائيلية ومن يدعمها. نحن قلقون من العواقب الإشعاعية المحتملة لاستهداف المنشآت النووية”.
وأضاف نيبينزيا أن مجلس الأمن وجد نفسه مضطراً اليوم لمناقشة “المغامرة الجديدة والأخطر والأكثر تهورًا” لإسرائيل التي دفعت المنطقة إلى شفا كارثة نووية واسعة النطاق.
وأشار إلى أن عدوان إسرائيل هو “نتيجة مباشرة لموافقة الدول الغربية”، وأن أفعال تل أبيب تهدف إلى إحباط جهود تخفيف التوترات المتعلقة بالبرنامج النووي السلمي الإيراني.
من جانبه، أكد الدبلوماسي الأمريكي ماكوي بيت، أن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، مستذكراً تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إنه “لن يُسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية”.
وتابع: “نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ تأسيسه يدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل؛ وشن هجمات مباشرة غير مبررة ضد المدنيين الإسرائيليين، مما أدى إلى إرهاب وعدم استقرار ومعاناة إنسانية لا توصف في المنطقة”.
وأضاف أن أولوية واشنطن القصوى هي حماية مواطنيها وموظفيها في المنطقة، مؤكدًا أن إيران لا يجب أن تستهدف المصالح أو الأفراد الأمريكيين، وأن عواقب ذلك إذا حدث، ستكون “مروعة” لإيران.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن هجومه “الاستباقي”، الذي تواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن “هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية والعديد من القدرات العسكرية”.
ومساء الجمعة، بدأت إيران في الرد على الهجوم الإسرائيلي بهجوم صاروخي واسع شمل أكثر من 150 صاروخا باليستيا، وأصاب 9 مناطق، بينها حريق قرب وزارة الدفاع في تل أبيب، وأسفر الرد عن مقتل إسرائيلية وإصابة 70 على الأقل بينهم اثنان بجروح خطيرة، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمباني، وفق إعلام عبري.
والهجوم الإسرائيلي على إيران اليوم يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
بينما وصف ترامب الهجوم الإسرائيلي بـ”المثالي”، مشيرا إلى أنه منح إيران 60 يوما للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وأن هذه المهلة انتهت الخميس، تتصاعد تحركات واتصالات إقليمية، في مسعى لتجنيب المنطقة تصعيدا قد يتحول لحرب شاملة.
الأناضول