بدعم ترامب… نتنياهو يقود المنطقة نحو الهاوية!
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
عمد الرئيس ترامب التضليل بالانخراط بالدبلوماسية مرتين ـ بالتنسيق وإعطاء الضوء الأخضر لشن إسرائيل حربها على إيران وفي اليوم العاشر دخلت أمريكا الحرب بقصف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان ما يدفع المنطقة لحافة الانفجار!
أقحم نتنياهو ترامب وإدارات جمهوريين وديمقراطيين في حروب خدمة لمصالح إسرائيل وليس أمريكا!! بتهور وتصعيد غير محسوب النتائج، بعواقب كارثية بتداعياته وإخلاله بموازين القوى ـ وتكريس العربدة بلا قيود.
لكن يبقى الهدف النهائي لأمريكا وإسرائيل زعزعة النظام وشل عصب الحياة وتعميق صعوبة الحياة للإيرانيين وإحداث فوضى بتداعيات كارثية في الداخل الإيراني والمنطقة. والواضح أن تدخل إسرائيل وأمريكا تمت بالتنسيق والدعم والإسناد ونسف الجهود الدبلوماسية ووساطة دول خليجية، وآخرهم سلطنة عمان في خمس جولات منذ أبريل الماضي.
والملفت هو نجاح إسرائيل عسكريا وباختراق أمني واستخباراتي من خارج وداخل إيران بعملاء الموساد أدخلوا قطع مسيرات واستهدفوا قادة في الحرس الثوري وعلماء ذرة وشن غارات استهدفت قواعد عسكرية ومنشآت نووية في عدة مدن خاصة العاصمة طهران وأصفهان وشيراز وكيشان وكرمنشهاه-وضرب منشآت نووية في نطنز وأصفهان واراك.
وبسبب عدم قدرة إسرائيل تدمير درة تاج برنامج إيران النووي منشأة فوردو ـ طلبت مساعدة ولا تملك سوى الولايات المتحدة اختراق الأعماق بقنبلة GBU-57-بزنة 13 كلغ يمكنها اختراق يصل لـ60 مترا تحملها مقاتلة الشبح الأمريكية B-2.
لذلك دأب نتنياهو كعادته على التحريض منذ 30 عاماً من خطر اقتراب إيران من امتلاك السلاح النووي الذي يشكل تهديداً وجوديا لإسرائيل، برغم السر المفضوح الذي لا يجرؤ أحد على الحديث عنه ـ وهو امتلاك إسرائيل ما لا يقل عن 90 قنبلة نووية!
وبرغم أن المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أصدر فتوى عام 2003 تحرم امتلاك إيران السلاح النووي!! يكرر نتنياهو أن سلاح إيران النووي يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل.
وسبق وحرّض نتنياهو ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة )5+1( في إدارة أوباما عام 2015-لينسحب ترامب من الاتفاق النووي في مايو 2018-وفرض نظام أقسى العقوبات على إيران. وينخرط بمفاوضات غير مباشرة مع إيران مع التلميح بإعطاء الأولوية للدبلوماسية قبل اللجوء لعمل عسكري. ليتبين لاحقا أن المفاوضات وطرح ترامب مهلة أسبوعين ليقرر موقفه، كانت عملية تضليل مشتركة بين ترامب ونتنياهو.
شنت إسرائيل وأمريكا حربا غير مبررة تحت ذرائع منع إيران من تطوير قدراتها النووية وامتلاك سلاح نووي-وأضافتا لاحقا استهداف برنامج وترسانة إيران الصاروخية الكبيرة بأنواعها ومداها التي تصل إلى 2000 كلم تطال مدن فلسطين المحتلة. كما نتابع موجات الصواريخ الإيرانية تستهدف كامل الأراضي المحتلة من حيفا والجليل شمالا إلى ديمونا وبئر السبع والنقب جنوباً!! وهذا للمرة الأولى بتاريخ الاحتلال الإسرائيلي يخضع سكانها إلى الحصار ويقبعون بالملاجئ بشكل يومي وتخاض الحرب داخل أرض الكيان!! والملفت نجاح الصواريخ البالستية المتطورة الإيرانية وخاصة سجيل وفتّاح وخيبر باختراق أنظمة وطبقات الدفاعات الجوية الإسرائيلية وبإطلاقها بكثافة تربك وتعطل منظومات الدفاعات الجوية. ما يعمق المعضلة الأمنية لكيان الاحتلال وسكانه.
بدأت إيران في الأسبوع الثاني باستخدام صواريخ متطورة يتفجر رأس الصاروخ الحربي إلى 26 صاروخا صغيرا ويتسبب بدمار كبير وإصابات عديدة بالإسرائيليين وكذلك مسيرات شاهد. وللمرة الأولى تذكر مشاهد الدمار في تل أبيب وحيفا وبئر السبع بمشاهد الضاحية الجنوبية في بيروت!!
تحذر نظريات الحرب من خطورة شن حرب بناء على حسابات خاطئة تتسبب بنتائج كارثية. وليس بالضرورة من يبدأ حرباً يحقق أهدافه منها، وقد لا ينجح بحسمها لمصلحته!! ولنا في حرب أمريكا على أفغانستان والعراق وحروب إسرائيل المتكررة على تنظيمات وفصائل مسلحة وآخرها حرب إبادة إسرائيل على غزة في شهرها الـ21!! دون تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة وغير المعلنة!!
وما نشهده اليوم من عدوان إسرائيل على إيران وانضمام أمريكا إلى الحرب-ورغم الدمار الهائل من غاراتها على إيران وشعبها وقتل 450 وجرح 3500 معظمهم مدنيون-ويكبد القصف الصاروخي الإيراني المتصاعد لأهداف عسكرية وحساسة وتكلفة مالية كبيرة، والأخطر تعميق عقدة عقلية الحصار للإسرائيليين.
ونجح نتنياهو بممارسة ضغط مع اللوبي الأمريكي-الإسرائيلي المتنفذ بإقحام ترامب بحرب تهدد مصالح أمريكا وتخدم مصالح وحلم نتنياهو وحكومته. والمشاركة شريكا لإسرائيل وذلك بعدما جيشت وحشدت إدارة ترامب القدرات والأصول العسكرية من مقاتلات وقطع بحرية وحاملة طائرات ثانية وفي الطريق ثالثة، وإقامة جسر جوي يزوّد إسرائيل بالسلاح والعتاد والمضادات الجوية.
الخطورة أمام دولنا وشعوبنا هو القفز إلى المجهول بانضمام إدارة ترامب في حرب تدفع المنطقة لحافة الهاوية وتهديد ترامب إيران من الرد الانتقامي وحجمه وتجاوز الخطوط الحمراء، يعمّق مـأزق دولنا الأمني، ويهدد استقرار المنطقة وينسف الاستقرار المطلوب للتنمية والتطوير والاستثمارات!! وهو ما أكدت دول المجلس عليه لترامب في زيارته الخليجية الشهر الماضي!! مشاركة ترامب بالحرب ضد إيران لا يخدم مصالح أمريكا، بل مصالح إسرائيل، ويهدد مصالح الحلفاء الخليجيين!!
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب إيران نتنياهو إيران نتنياهو ترامب القصف الأمريكي مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة رياضة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على إیران
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء يؤكد مواجهة الحرب الاقتصادية للحوثيين ويطالب بدعم سعودي لتثبيت تحسن العملة الوطنية
أكد مجلس الوزراء اليمني، عزمه الإنتصار ومواصلة الحرب الاقتصادية التي تشنها جماعة الحوثي، في الوقت الذي دعا لتقديم دعم مالي للحكومة اليمنية بشكل عاجل بما يمكّنها من تثبيت المكاسب وضمان استدامة التعافي، واستكمال مسار التصحيح الاقتصادي، وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء بالعاصمة المؤقتة عدن، برئاسة رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، لمناقشة التطورات الاقتصادية والخدمية على ضوء التغيرات الإيجابية في سعر صرف العملة الوطنية، وما يترتب على ذلك من مسؤوليات على مختلف الجهات الحكومية لعكس هذا التحسن على الواقع المعيشي للمواطنين.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن أعضاء المجلس بحثوا الإجراءات الحكومية المتواصلة بالتعاون مع البنك المركزي اليمني لتعزيز استقرار العملة وديمومة تعافيها، بما في ذلك ضبط السوق المصرفي، والأدوار التي تقوم بها الوزارات والجهات المختصة للرقابة والتفتيش لضبط أسعار السلع والأدوية والخدمات، وضمان توافقها مع التحولات الإيجابية في سعر الصرف في إطار جهود الدولة لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.
وأكد مجلس الوزراء عزم الحكومة وبدعم من مجلس القيادة الرئاسي على الانتصار في الحرب الاقتصادية الممنهجة التي تشنها جماعة الحوثي ضد الشعب اليمني واقتصاده الوطني من خلال استهداف موانئ تصدير النفط الخام ومنع التداول القانوني للعملة الوطنية في مناطق سيطرتها وتزويرها، وفرض سياسات تجويع وإفقار ممنهجة بالتوازي مع استمرار انقلابها المسلح بدعم إيراني على السلطة الشرعية.
وأوضح المجلس أن الحرب الاقتصادية تمثل جبهة حيوية ومتقدمة في مواجهة الانقلاب الحوثي، وستُواجَه بكل حزم عبر مواصلة الإصلاحات، وتعزيز الصمود المالي والنقدي، وتقوية التعاون مع الأشقاء وشركاء اليمن، وتفعيل أدوات الدولة وتحسين كفاءة المؤسسات العامة، وصولاً إلى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
وبحسب الوكالة الحكومية، فقد قدّم رئيس الوزراء إحاطة شاملة لأعضاء المجلس حول الأوضاع العامة في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، مؤكداً أن التحسن في سعر صرف العملة الوطنية جاء ثمرة مباشرة لتكامل السياسات المالية والنقدية التي اتبعتها الحكومة خلال الفترة الماضية، وأن الأولوية الآن هي لضمان أن ينعكس هذا التحسن بشكل ملموس في حياة المواطنين.
وحمل بن بريك، الوزارات والجهات المختصة مسؤولية كاملة في ترجمة هذا التحسن إلى واقع ملموس، من خلال تخفيض أسعار السلع والخدمات وضبط الأسواق ومكافحة الاحتكار والمضاربة، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية دون تهاون أو تأخير.
ووجّه رئيس الوزراء السلطات المحلية بالتفاعل الجاد مع المتغيرات الإيجابية في سعر الصرف، وتنظيم حملات رقابة تموينية مكثفة لعكس هذا التحسن على أسعار السلع والخدمات الأساسية، وضمان أن يلمس المواطن أثر ذلك في حياته اليومية، داعياً كافة الأجهزة المختصة إلى التنسيق والعمل المشترك لضمان الالتزام بهوامش ربح منصفة، وأن تكون التخفيضات فعلية وليست شكلية، ومكافحة الاحتكار والمضاربة، بما يعزز الاستقرار الاقتصادي ويحمي حقوق المستهلكين.
وأكد رئيس الوزراء، أن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز الدعم السعودي والإماراتي للحكومة اليمنية، بشكل عاجل، بما يمكّنها من تثبيت المكاسب وضمان استدامة التعافي، واستكمال مسار التصحيح الاقتصادي، وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين.
وخلال الاجتماع، وجه رئيس الوزراء وزارة الخارجية بإعداد ضوابط بشأن المشاركات الخارجية وسفر الوفود ومستوى التمثيل في الفعاليات المختلفة، ورفع تقرير متكامل بذلك إلى المجلس للمناقشة واتخاذ ما يلزم.
وأشارت الوكالة الحكومية، إلى أن مجلس الوزراء استمع إلى تقرير وزير الصناعة والتجارة حول جهود الوزارة في تنظيم نزولات ميدانية مكثفة لضبط الأسواق في عدن والمحافظات المحررة، وضمان التزام التجار بتخفيض الأسعار تماشياً مع التحسن في سعر الصرف، مشيراً إلى استجابة المواطنين والتجار للتفاعل مع فرق الرقابة عبر الخط الساخن، والتعاون في رصد المخالفات وإحالة المتلاعبين إلى النيابة المختصة.
وشدد مجلس الوزراء على تطبيق القانون فيما يتعلق بالتعامل الحصري بالريال اليمني، ومنع استخدام العملات الأجنبية في البيع والمعاملات التجارية والعقارية وغيرها حفاظاً على السيادة النقدية وتعزيزاً لاستقرار العملة الوطنية.
وجدد المجلس تأكيد حرص الحكومة على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص الوطني باعتباره شريكاً محورياً في التنمية الاقتصادية، داعياً التجار والمستوردين إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية في هذه المرحلة الحساسة، وتخفيض الأسعار بما يتناسب مع سعر الصرف، وتثبيت هوامش ربح منصفة، والمساهمة في تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين.
ووافق مجلس الوزراء على اتفاقية تصميم وإنشاء وتمويل وتشغيل مصفاة لتكرير النفط الخام وصهاريج خزن ومنطقة حرة بمحافظة حضرموت، مع الأخذ بالملاحظات المقدمة عليها، وكلف وزير النفط والمعادن باستكمال الإجراءات اللازمة والمطلوبة للتنفيذ.
وأقر مجلس الوزراء تشجيع الاستثمار في صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية كمرحلة أولى في توطين الصناعة الدوائية، حيث يتضمن القرار منح مزايا تشجيعية وتسهيلات لإقامة مصانع أدوية وطنية لتغطية الاستهلاك المحلي من الدواء والتخفيف من فاتورة الاستيراد.