توقع بارتفاع حرارة المياه الجوفية بمقدار 2.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
يتوقع علماء التربة والمناخ أن يرتفع متوسط درجة حرارة المياه الجوفية بحلول عام 2100، بمقدار 2.1 درجة مقارنة بما كانت عليه في بداية القرن الـ 21.
إقرأ المزيدتشير مجلة Nature Geoscience، إلى أنه وفقا للعلماء سيكون لهذا الارتفاع في درجة الحرارة تأثير خطير على الموارد المائية والنشاط الحيوي لكائنات التربة.
ويقول العلماء: "تحتوي التربة على أكبر كمية من المياه العذبة على وجه الأرض، ما يجعل المياه الجوفية ضرورية لبقاء الحياة عليها. وتظهر حساباتنا أن درجات حرارة المياه الجوفية سترتفع بمقدار 2.1 درجة مئوية بحلول عام 2100. ونتيجة لذلك، بحلول نهاية القرن سيعيش حوالي 588 مليون شخص في مناطق لا يمكن فيها استهلاك المياه الجوفية بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة".
وتوصل العلماء إلى هذه الاستنتاجات من دراستهم لكيفية تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على نقل الحرارة داخل الطبقات العليا من التربة، وكذلك في المياه الجوفية. ومن أجل ذلك درسوا وحللوا كيفية تغير متوسط درجات حرارة طبقات المياه الجوفية العالمية خلال أعوام 2000-2020.
وقد استخدم العلماء هذه النتائج في تطوير نموذج مناخي عالمي يسمح بتتبع عملية تراكم الطاقة الحرارية في التربة وتحديد كيفية تغير درجة حرارتها مع زيادة الاحترار العالمي. وباستخدام هذا النموذج، احتسبوا كيفية تغير درجات حرارة التربة والمياه الجوفية بحلول نهاية القرن، اعتمادا على مدى فعالية البشرية في مكافحة تغير المناخ.
إقرأ المزيدوأظهرت حسابات العلماء أن متوسط درجة حرارة الطبقة العليا من المياه الجوفية سيرتفع بمقدار 2.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن إذا خفضت البشرية بشكل فعال حجم غازات الدفيئة المنبعثة، وبمقدار 3.5 درجة مئوية إذا زادت الانبعاثات بالمستوى الحالي. وستعمل كلتا الزيادتين على تسريع عملية التمثيل الغذائي لميكروبات التربة بشكل كبير، وكذلك تسريع دخول أيونات المعادن الثقيلة وغيرها من الملوثات الخطيرة المحتملة إلى المياه الجوفية.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت حسابات العلماء أن متوسط درجة حرارة المياه الجوفية سيرتفع في العديد من المناطق الاستوائية في العالم بما فيها أجزاء من إفريقيا والشرق الأوسط وغرب أستراليا، إلى 34 درجة مئوية أو أكثر. ووفقا لهم، سيعقد هذا بشكل كبير إمكانية حصول 588 مليون شخص سيعيشون في هذه المناطق من العالم في نهاية القرن، على مياه عذبة صالحة للشرب.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغيرات المناخية المياه دراسات علمية معلومات عامة بمقدار 2 1 درجة درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
98 درجة تحت الصفر.. سر أبرد بقعة على كوكب الأرض| إيه الحكاية؟
كشف علماء المناخ سر أبرد مكان معروف على سطح الأرض، وهو هضبة شرق القارة القطبية الجنوبية، حيث تسجل درجات حرارة تصل إلى 98 درجة مئوية تحت الصفر خلال الليل القطبي الذي يغرق المنطقة في ظلام تام لشهور طويلة في منتصف الشتاء.
هذه المنطقة النائية تعد واحدة من أكثر البقاع inhospitable على الكوكب وقد شهدت سابقا انخفاضا شديدا سجلته محطة فوستوك الروسية بلغ 89.2 درجة تحت الصفر عام 1983، ما يجعلها صحراء جليدية قاحلة شبه خالية من أي شكل من أشكال الحياة.
بيانات الأقمار الصناعية تكشف الحقيقةدراسة حديثة أجراها باحثون من المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد في جامعة كولورادو ببولدر، استخدمت بيانات جمعت بين عامي 2004 و2016 لتحديد المناطق الأكثر برودة بدقة.
وتبين أن أعلى أجزاء الهضبة، الواقعة على ارتفاع يتراوح بين 3,800 و4,050 مترا فوق مستوى سطح البحر، هي الأكثر عرضة لهذه البرودة القصوى وتعزى هذه الظاهرة إلى وجود دوامة قطبية قوية تعمل كجدار هوائي غير مرئي يحبس الهواء البارد داخل القارة، مما يسمح بانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
برودة مختبرية تفوق الطبيعةورغم أن هذه الهضبة تعد الأبرد على الأرض طبيعيا، فإن ما يحدث داخل المختبرات يتجاوز ذلك بكثير ففي عام 2021، نجح فريق ألماني في تسجيل أبرد درجة حرارة في التاريخ عبر تبريد غاز إلى 38 بيكو كلفن، أي قريب للغاية من الصفر المطلق (-273.15°C).
وقد تم ذلك من خلال إسقاط 100,000 ذرة روبيديوم داخل فخ مغناطيسي مثبت أعلى برج يبلغ ارتفاعه 110 أمتار، ما أدى إلى تكوين ما يعرف بـ تجمع بوز–أينشتاين؛ وهي حالة كمومية تتحرك فيها آلاف الذرات كوحدة واحدة شبحية.
أثناء الهبوط، تمدد التجمع الذري وازدادت برودته خلال ثانيتين فقط، وهي فترة زمنية قصيرة لكنها كافية لدراسة سلوك المادة في درجات حرارة لا يمكن للطبيعة تحقيقها.
حدود الفيزياء تنهار والكم يفرض قانونهعند هذه المستويات من البرودة، تصبح حركة الذرات شبه معدومة، وتبدأ القوانين الفيزيائية التقليدية في الانهيار لصالح ظواهر كمومية غريبة ويتيح ذلك للعلماء فهماً أعمق لطبيعة المادة، ويفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية في فيزياء الكم والطاقة والتقنيات المتقدمة.
من أشد بقاع الأرض تجمدا إلى أبرد تجارب البشرتُظهر هذه الاكتشافات مدى اتساع نطاق درجات الحرارة الممكنة بين البيئة الطبيعية والتجارب العلمية فهي رحلة تبدأ من هضاب جليدية تعيش في الظلام القطبي، وتنتهي في مختبرات تدفع حدود العلم إلى ما وراء الممكن.
وتؤكد هذه الدراسات أن فهمنا للمادة والحرارة لا يزال في بدايته، وأن المستقبل يحمل المزيد من الاكتشافات المثيرة في عالم الفيزياء والظواهر الكمومية.