تُولي الدولة المصرية اهتمامًا خاصًا بملف البيئة، إذ شهدت السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في هذا المجال، تمثلت في الاهتمام بالمحميات الطبيعية، والتحول نحو الطاقة النظيفة وإنشاء منظومة مُتكاملة لإدارة المخلفات. 

وبالتزامن مع يوم البيئة العالمي، ترصد «الوطن» ملامح منظومة المخلفات، وما شهدته من تطورات خلال السنوات الأخيرة، وفقا لتصريحات الدكتور ياسر محجوب، القائم بأعمال رئيس جهازتنظيم إدارة المخلفات.

تحويل أزمة المخلفات إلى فرصة اقتصادية

أكد محجوب أن مصر نجحتمن خلال تنفيذ مشاريع ضخمة بمشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني، في تحويل أزمة المخلفات إلى فرصة اقتصادية، ما أدى إلى خلق فرص عمل جديدة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وتقليل الآثار البيئية السلبية، بالإضافة إلى المشاريع الأخرى التي تهدف إلى تحويل المخلفات إلى موارد اقتصادية تعود بالفائدة على المجتمع والاقتصاد المصري.

أكبر مدينة لمعالجة المخلفات

وعن أبرز المبادرات والمشاريع قال محجوب، إن مبادرة إنشاء أكبر مدينة لمعالجة المخلفات في الشرق الأوسط وأفريقيا، تهدف إلى تحويل النفايات إلى موارد، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين نوعية الحياة للمجتمعات المحلية على مساحة 1228 فدانًا بالعاشر من رمضان، وتشمل المشاريع الأخرى البدء في تنفيذ أول مشروع لتحويل المخلفات إلى طاقة، بتشجيع الشركات الوطنية على دخول هذا المجال، بإجمالي حجم استثمارات يتراوح بين 340 و400 مليون دولار بأبو رواش، وإنشاء وتأهيل البنية التحتية لمنظومة المخلفات البلدية الصلبة الجديدة.

المنظومة في أرقام

وأضاف: «من أهم الأهداف إنشاء البنية التحتية للمنظومة، من خلال إقامة 19 محطة وسيطة ثابتة، وتوريد 14 محطة وسيطة متحركة، وإنشاء 13 مصنعًا لتدوير ومعالجة المخلفات، وتأهيل 4 خطوط في مصنع دفرة، وإنشاء 4 محطات فرز بمحافظة جنوب سيناء، وإنشاء 24 مدفنًا صحيًا».

وأشار إلى تخصيص 20 مليون يورو من بنك التعمير الألماني و6 ملايين يورو من وكالة التعاون الدولي الألماني للبنية التحتية، لمحافظات البرنامج الوطني للمخلفات.

وتابع: «ارتفعت نسبة جمع ونقل المخلفات من 60% إلى 76%، ونسب التدوير من 10% إلى 29%، والدفن الصحي المحكوم من 4% إلى 30%، وجرى التعاقد مع 549 شركة وجمعية أهلية لتقديم خدمات الجمع والنقل ونظافة الشوارع والمرافق العامة من المخلفات البلدية الصلبة، وأيضًا المعالجة والتخلص الآمن من المخلفات الصلبة، فضلا عن إصدار 690 ترخيصًا وموافقة إلكترونية لشركات القطاع الخاص للعمل في مجال الإدارة المتكاملة للمخلفات».

وأضاف أن الدولة استطاعت جذب الاستثمارات في مجال المخلفات، لإنتاج الوقود البديل والطاقة الكهربائية والهيدروجين الأخضر ووقود الطائرات المستدام، وتنفيذ 184 وحدة بيوغاز منزلية في 19 محافظة، وإنشاء وحدة بحديقة الحيوان بالجيزة لإعادة استخدام المخلفات الزراعية والحيوانية لإنتاج غاز حيوي وسماد عضوي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إعادة استخدام إنتاج الوقود الاقتصاد المصري البنية التحتية التعاون الدولي الدولة المصرية الشرق الأوسط آثار آمن أبو رواش المخلفات إلى

إقرأ أيضاً:

اقتصادية قناة السويس تجذب استثمارات بـ 20.5 مليون دولار في قطاعي الملابس والمنسوجات بالقنطرة غرب

قام وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم، بتوقيع عقدين لمشروعين جديدين في منطقة القنطرة غرب الصناعية التابعة للهيئة. ويختص المشروعان بقطاعي المنسوجات والملابس الجاهزة، وتبلغ قيمة الاستثمارات الإجمالية لهما 20.5 مليون دولار، ومن المتوقع أن يوفرا نحو 4.6 ألف فرصة عمل مباشرة على مساحة إجمالية تقدر بـ 68 ألف متر مربع.

المشروع الأول تم توقيعه مع شركة "توب نيو جارمنت جروب" الصينية، والتي تهدف إلى إنشاء مصنع متكامل لصناعة الملابس الجاهزة والملابس الرياضية الجاهزة بمنطقة القنطرة غرب الصناعية. وتبلغ قيمة الاستثمارات المخصصة لهذا المشروع 7.2 ملايين دولار، ويقام على مساحة 28 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يوفر حوالي 4000 فرصة عمل مباشرة.

ويستهدف المصنع إنتاج أكثر من 25 مليون قطعة ملابس سنويًا، مع توجيه كامل الإنتاج للتصدير إلى الأسواق الخارجية. وقد قام بتوقيع العقد وو جين بينج، رئيس مجلس إدارة شركة "توب نيو جارمنت".

أما المشروع الثاني، فقد تم توقيعه مع شركة "جواندونج هونشين تكستايل" المتخصصة في صناعة المنسوجات. ويشمل المشروع إنشاء مصنع لتصنيع الأقمشة والمنسوجات باستثمارات تبلغ 13.3 مليون دولار، ومن المتوقع أن يوفر 600 فرصة عمل مباشرة.

يقام المشروع على مساحة إجمالية قدرها 40 ألف متر مربع، وتبلغ طاقته الإنتاجية السنوية ما يزيد عن 28 ألف طن، مع استهداف تصدير 80% من الإنتاج إلى الخارج. وقد قام بتوقيع العقد لياو هان وين، رئيس مجلس إدارة الشركة.

وعلى هامش مراسم التوقيع، أعرب وليد جمال الدين عن تقديره العميق لجميع الشركاء من الشركات والمستثمرين، مشيدًا بدورهم المحوري في تحويل رؤية تطوير منطقة القنطرة غرب الصناعية إلى واقع ملموس.

وأوضح أن المرحلة الأولى من مشروع تنمية القنطرة غرب قد أثمرت حتى الآن، بإضافة المشروعين الموقعين اليوم، عن إجمالي 17 مشروعًا ما بين التعاقد النهائي وبدء الإنشاء، باستثمارات إجمالية تجاوزت 504.5 مليون دولار، وتغطي هذه المشروعات مساحة إجمالية تبلغ نحو 1.098 مليون متر مربع، وتوفر حوالي 24.7 ألف فرصة عمل مباشرة، وذلك في أقل من عامين.

وأكد رئيس اقتصادية قناة السويس أن هذا الإنجاز الكبير يأتي تتويجًا لجهود الهيئة المكثفة في الترويج للمنطقة وجذب الاستثمارات المتنوعة، حتى أصبحت وجهة جاذبة لصناعات الملابس والمنسوجات، بالإضافة إلى الصناعات الغذائية والتصنيع الزراعي.

وأشار رئيس اقتصادية قناة السويس، إلى أن ما يميز المنطقة هو موقعها الاستراتيجي الفريد، وتوافر العمالة الفنية المدربة، والتكامل مع الموانئ البحرية، مما يمنحها ميزة تنافسية قوية كنقطة انطلاق نحو الأسواق الإقليمية والعالمية.

لفت رئيس اقتصادية قناة السويس إلى الدور الفاعل للهيئة في تعزيز جاهزية البنية التحتية وتقديم كافة التسهيلات اللازمة للمستثمرين، والتي تشمل توفير الخدمات اللوجستية المتكاملة، وتيسير إجراءات التراخيص، بما يسهم في خلق بيئة استثمارية محفزة ومتكاملة.

وأكد أن هذه الجهود المستمرة تعزز من مكانة المنطقة كمحور صناعي ولوجستي عالمي، من خلال منظومة حوافز اقتصادية متنوعة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، لجذب المزيد من الاستثمارات النوعية.

مقالات مشابهة

  • رفع العقوبات عن سوريا: فرصة اقتصادية للعراق أم رهان محفوف بالمخاطر؟
  • رفع 230 طنًا من المخلفات الصلبة بجوار كوبري نزلة عبد اللاه بحى شرق أسيوط
  • إرث العقوبات على إيران.. أزمة اقتصادية وجهود للاكتفاء الذاتي
  • خبيرة اقتصادية: المملكة اليوم لاعب أساسي في الاقتصاد العالمي
  • اقتصادية قناة السويس تجذب استثمارات بـ 20.5 مليون دولار في قطاعي الملابس والمنسوجات بالقنطرة غرب
  • "الوزير" يبحث تقديم خدمة جمع المخلفات الصلبة من السفن العابرة لقناة السويس
  • وزيرة البيئة تبحث مع المقاولون العرب التعاون فى تدوير مخلفات البناء والصرف
  • وزيرة البيئة: لدينا استراتيجية واضحة لإعادة تدوير أشكال وأنواع المخلفات
  • البيئة تبحث مع المقاولون العرب التعاون في إعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء
  • وزيرة البيئة تبحث مع رئيس شركة المقاولون العرب التعاون فى مجال إعادة تدوير المخلفات