محمد بن حمد: المؤسسات التعليمية تُمكن العقول
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
التقى سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، في مكتبه بالديوان الأميري، الدكتورة أميرة حسن الأهبش، مدير مجمّع زايد التعليمي بالفجيرة، الحاصلة على جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي في نسختها ال29 عن فئة القائد التربوي المتميز.
أكد سمو الشيخ محمد بن حمد خلال اللقاء، دور المؤسسات التعليمية في تمكين العقول واستثمارها في بناء المجتمعات ورفع وعي أفرادها، مشيراً إلى حرص صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على تعزيز مسيرة التميز التعليمي في إمارة الفجيرة.
وهنأ سموه، الدكتورة أميرة الأهبش، على هذا الإنجاز المتميز.
من جانبها، أعربت الدكتورة أميرة الأهبش، عن شكرها وتقديرها لسمو ولي عهد الفجيرة، على دعمه المتواصل للتعليم والتربويين، مؤكدة عزمها مواصلة العمل الجادّ لتحقيق أفضل مستويات العمل في منظومة التعليم على مستوى إمارة الفجيرة، والدولة.
كما أكد سمو الشيخ محمد بن حمد، أهمية حماية البيئة وثروات الأرض الطبيعية والحفاظ عليها عبر مختلف المبادرات الوطنية والدولية، منوهًا بضرورة توحيد الجهود بين مختلف القطاعات ذات العلاقة لتحقيق الأهداف المنشودة. وأشار سموه، إلى توجيهات صاحب السمو حاكم الفجيرة، بتفعيل المبادرات واستدامة مشاريع حماية البيئة على مستوى المؤسسات والأفراد، إسهامًا في تحقيق رؤية الدولة وتوجّهاتها العالمية في هذا القطاع.
جاء ذلك خلال لقاء سموه، في مكتبه بالديوان الأميري، المهندسة أصيلة المعلا، مدير هيئة الفجيرة للبيئة وفريق عمل الهيئة، حيث اطّلع على مستجدات عمل الهيئة في مجال العمل البيئي والتغير المناخي، وخططها ومشاريعها البيئية المختلفة.
واستعرض فريق عمل هيئة الفجيرة للبيئة، البرامج الحالية والمستقبلية في مجال الحفاظ على المياه الجوفية، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز الاستدامة البيئية.
كما تمّ تسليط الضوء على أعمال اللجنة التنفيذية لشبكة «العرب ماب» التي تترأسها دولة الإمارات متمثلةً في إمارة الفجيرة، والمختصة في تنفيذ الأهداف الإستراتيجية للبرامج المتعلقة بالتعليم، والتوعية العامة، والبحث، والتنمية.
وثمّن سمو ولي عهد الفجيرة، جهود الهيئة في دعم منظومة العمل البيئي والتغير المناخي وتداعياته العالمية.
من جانبها، أعربت المهندسة أصيلة المعلا، عن شكرها وتقديرها لسمو ولي عهد الفجيرة، على دعمه المتواصل للمشاريع البيئية.
حضر اللقاءين، الدكتور أحمد حمدان الزيودي، مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة.(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات ولي عهد الفجيرة إمارة الفجيرة سمو ولی عهد الفجیرة محمد بن حمد سمو الشیخ
إقرأ أيضاً:
تهميش النخب في الأردن: إقصاء العقول وتعطيل المستقبل
#تهميش_النخب في #الأردن: #إقصاء_العقول و #تعطيل_المستقبل
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
يمر الأردن اليوم بلحظة حرجة في تاريخه السياسي، تتقاطع فيها التحديات الاقتصادية والاجتماعية مع أزمة صامتة، لكنها عميقة وفاعلة: أزمة تهميش النخب وإقصائها من المشهد العام. هذه الأزمة، التي تتجذّر بصمت منذ سنوات، باتت تعرقل إمكانية الإصلاح الحقيقي، وتغلق نوافذ التحديث، وتعمّق الفجوة بين الدولة والمجتمع، وبين السلطة والمواطن، وبين الخطاب والواقع.
لقد أدت السياسات المتراكمة إلى تغييب النخب السياسية والفكرية التي تمتلك رؤية وطنية نقدية ومسؤولة، نخب كان بإمكانها أن تقود المجتمع في لحظات التحول، وأن تسهم في تشكيل وعي جمعي ناضج، يعيد الثقة بالعملية السياسية. إلا أن تلك النخب وجدت نفسها، عبر آليات مقصودة، خارج دائرة الفعل، تُستبعد من مواقع القرار، وتُقصى من الحضور الإعلامي، وتُهمّش في التشريع والتنفيذ، حتى غدت بلا دور، أو أُجبرت على الصمت أو الانسحاب.
مقالات ذات صلةفي المقابل، جرى تمكين نخب بديلة لا تحمل بالضرورة كفاءة سياسية أو فكرية، وإنما تمتلك مواصفات الولاء، وتُجيد البقاء في الظل دون مساءلة أو طموح في التغيير. وهذا التحول البنيوي لم يكن عبثيًا أو عرضيًا، بل جاء نتيجة لتراكمات قانونية وإدارية، أبرزها النظام الانتخابي الذي صُمّم بشكل لا يتيح للتيارات الوطنية المنظمة أن تصل إلى البرلمان، ولا يسمح للقيادات الحقيقية أن تعبّر عن قواعدها الاجتماعية بصورة حرة وفاعلة. فبدلًا من أن يكون البرلمان منبرًا للنقاش السياسي وإنتاج السياسات العامة، تحوّل إلى ساحة للمصالح الفردية والمناطقية، وغابت عنه روح المصلحة الوطنية.
إن تهميش النخب لا يعني فقط إبعاد أشخاص عن مواقعهم، بل يعني قبل كل شيء تعطيل العقل السياسي الوطني، وتفريغ الدولة من طاقتها النقدية، وكفاءتها المؤسسية. الدولة الحديثة لا تُبنى بالمجاملات ولا تدار بالشعارات، بل تحتاج إلى رجال دولة حقيقيين، وإلى مفكرين يحملون مشروعًا، لا مجرد موقع. النخبة ليست فئة متعالية أو معزولة عن المجتمع، بل هي الطبقة الواعية التي تُعبّر عن وجدان الناس، وتملك أدوات التفكير الاستراتيجي، وتُحسن صياغة المستقبل بعيدًا عن التكتيك اللحظي وضغوط اللحظة.
غياب هذه النخب عن مواقع التأثير أدى إلى حالة من الشلل السياسي، حيث تتكرر الأزمات دون حلول، وتتفاقم المشاكل دون مساءلة، ويُعاد إنتاج الفشل بصيغ مختلفة. المواطن فقد الثقة، ليس فقط في العملية السياسية، بل في جدوى المشاركة برمتها، لأن الخيارات المتاحة لا تُمثله، ولا تُشبهه، ولا تعبر عن طموحه في العدالة والكرامة والتنمية. نحن لا نعاني من نقص في الكفاءات، بل من تغييب مُمنهج لها، ومن إقصاء كل من يمتلك الجرأة على التفكير المستقل، أو الطموح في بناء وطن مختلف.
إن استمرار هذه السياسات لا يؤدي إلا إلى مزيد من التكلس، ومزيد من العزلة، ومزيد من الاحتقان الصامت الذي لا يلبث أن يتحول إلى سخط عام. لا يمكن أن نبني دولة قانون ومؤسسات، أو نُنجز إصلاحًا حقيقيًا، دون أن نعيد الاعتبار للنخب الوطنية، ودون أن نمنحها المساحة الآمنة والعادلة للمشاركة والتأثير. التغيير يبدأ بإعادة الاعتراف بقدرة العقول لا العناوين، وبجدارة الفكر لا المجاملات، وبأن الاستقرار الحقيقي لا يأتي من إسكات الأصوات، بل من إشراكها في صياغة المستقبل.
اللحظة الراهنة تستدعي وقفة جادة مع الذات، ومراجعة شجاعة لخياراتنا السياسية، فالدول لا تُقاس فقط بعدد الطرق والمشاريع، بل بنوع النخب التي تديرها، وبمدى احترام العقل والكفاءة والاختلاف. ولعل أول الطريق يبدأ من الاعتراف بأن النخب التي أُقصيت عن المشهد لم تكن عبئًا، بل كانت فرصًا ضُيّعت في لحظة كان الوطن أحوج ما يكون إليها.
???? عن الكاتب:
أ.د. محمد تركي بني سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، وباحث متخصص في شؤون الإصلاح السياسي والحوكمة في الأردن. له العديد من المؤلفات والأبحاث المحكمة التي تناولت التحول الديمقراطي، المشاركة السياسية، ومأزق النخب في السياق الأردني، ويُعد من أبرز الأصوات الأكاديمية الناقدة للسياسات العامة في المملكة.