الرئاسة الفلسطينية: واشنطن ضالعة بمجزرة النصيرات في غزة
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
حملت الرئاسة الفلسطينية، واشنطن المسؤولية عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة وآخرها مجزرة النصيرات التي راح ضحيتها 210 شهداء ومئات الجرحى، خلال عملية استعادة عدد من الأسرى الإسرائيليين.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن مسلسل المجازر الدموية اليومية وآخرها ما جرى في مخيم النصيرات، استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو ردينة: "نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عما يجري من مجازر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
وطالب "بوقف هذه الحرب التي ستدمر كل شيء".
وأشار أبو ردينة إلى أن المطلوب الآن من مجلس الأمن الدولي، والمجتمع الدولي، التدخل بشكل فوري لوقف هذه المجازر الدموية، وإلزام سلطات الاحتلال بالتوقف فورا، عن كل هذه الأعمال، التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية.
في وقت سابق، قال مسؤول أمريكي لموقع "أكسيوس" إن خلية المساعدة الأمريكية في إسرائيل دعمت جهود استعادة أربعة أسرى كانوا لدى المقاومة في غزة، بعد أكثر من ثمانية أشهر على الحرب.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أنه تم تحرير أربعة أسرى إسرائيليين في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي والشاباك ووحدة مكافحة الإرهاب بالشرطة الإسرائيلية.
وقال الجيش إنه خاض معارك مع المقاومة في غزة لتحرير الأسرى، قتل خلالها أحد عناصر الشرطة التي شاركت في العملية.
وقالت شرطة الاحتلال إن الضابط في وحدة اليمام، أرنون زامورا، والذي كان مشاركا في العملية، قُتل في وسط غزة.
وأضاف البيان أن زامورا أصيب بجروح خطرة، ونُقل إلى المستشفى بحالة حرجة، قبل أن يتم الإعلان عن مقتله وإبلاغ ذويه.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة في النصيرات، بعد أن شنت قصفا عنيفا على أجزاء واسعة من المدينة ومخيمها، تسبب في سقوط أكثر من 210 شهداء وعشرات الجرحى، نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بالتزامن مع توغل محدود في الأجزاء الشرقية والشمالية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
فوق الجوع.. مخيم النصيرات في غزة بلا مياه أو خدمات بلدية
غزة- لليوم الثاني على التوالي تتوقف كامل مرافق البنية التحتية عن العمل في مخيم النصيرات للاجئين، وسط قطاع غزة، نتيجة نفاد الوقود، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد حياة أكثر من 180 ألف نسمة.
وقال مدير مكتب رئيس بلدية النصيرات، المهندس محمد الصالحي، إن السبب الرئيسي للأزمة هو الحصار المشدد والإغلاق التام للمعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي، الذي منع إدخال أي كميات من الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تضخ المياه العذبة وتتخلص من النفايات الصلبة والصرف الصحي.
وأوضح الصالحي، في حوار خاص مع الجزيرة نت، أن خزَّان المياه الرئيس في النصيرات توقف عن العمل، وأن المخيم أصبح مشلولا بالكامل، مع تعطل 26 بئر مياه، وخزانين رئيسيين بسعة 4 آلاف متر مكعب من المياه، و7 محطات تحلية، ومحطة صرف صحي مركزية، و17 آلية خدمية كانت تُستخدم في النظافة العامة والخدمات اليومية.
وأشار إلى أن استمرار الوضع الحالي، سيراكم أكثر من 80 ألف طن من النفايات الصلبة في الشوارع، ما يشكّل بؤرة خصبة للأوبئة والحشرات والقوارض.
مطالب للإنقاذوفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، وصف الصالحي أزمة المياه بأنها الأخطر، مشيرا إلى أن انقطاع المياه الصالحة للشرب سيؤدي إلى تفشّي أمراض مثل الكوليرا، والتيفوئيد، والإسهالات الحادَّة.
كما لفت إلى أن أحد مصادر المياه الرئيسية في المدينة، وهو خط مياه قادم من إسرائيل، معطّل منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ولا يسمح الاحتلال بصيانته، ما ضاعف من شدة الأزمة وأثقل كاهل البلدية.
ودمّر الاحتلال -حسب الصالحي- خلال الحرب 7 آبار مياه بالكامل وألحق الضرر بـ5 أخرى، مضيفا "مع ذلك تمكنا من حفر 5 آبار جديدة لضمان الحد الأدنى من التزود بالمياه.. لكن اليوم، كل ذلك مهدد بالتوقف".
وأشار الصالحي إلى أن البلدية وجّهت نداءات إنسانية عاجلة إلى جهات دولية كالأمم المتحدة، والصليب الأحمر، والمؤسسات الإغاثية، مطالبة بـ:
إعلان إدخال وقود طارئ لتشغيل المولدات والمرافق الأساسية. السماح بصيانة خط المياه القادم من إسرائيل. توفير تمويل فوري لإعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي. إدخال المعدات الثقيلة لرفع الركام وفتح الطرق. دعم شراء وصيانة المولدات والمضخات التي خرجت عن الخدمة.وحذّر من أن أي تأخير إضافي في الاستجابة لهذه المطالب يعني انهيارا شاملا لمنظومة الصحة العامة في المدينة.
وختم الصالحي حديثه موجها نداء إلى "ضمير العالم" وقال إن "أي تأخير إضافي في الاستجابة لهذا النداء يعني تفاقم الكارثة، وتعريض حياة آلاف المدنيين لخطر حقيقي، نناشد العالم التحرّك فورا، فالصمت اليوم هو مشاركة في المأساة".
وفي ظل الانقطاع الكامل للمياه في مدينة النصيرات، يروي المواطن محمد عاشور، جانبا من المعاناة اليومية التي تتفاقم مع مرور الوقت، ويقول للجزيرة نت "كانت المياه تصلنا مرتين في الأسبوع، ثم مرة واحدة، أما الآن فهي مقطوعة تماما، ولدي أسرة من 10 أفراد".
ويشير عاشور إلى تضاعف المعاناة في منطقته قائلا: "يسكن بالقرب منا مئات النازحين من كل مناطق القطاع، وكنّا نزودهم بالماء، لكن الآن، الجميع أصبح بلا ماء".
وأوضح أن السكان في الوقت الحالي، في أزمة كبيرة، خاصة أنهم غير قادرين على شراء الماء، في ظل الفقر الشديد الذي يعاني منه الجميع بفعل الحرب.
وتساءل قائلا "نحن لا نملك المال لشراء الطعام، فكيف سنشتري الماء؟!"، موجها تحذيرا من تبعات استمرار الأزمة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وأضاف "ستتفجّر كارثة كبرى، لأن البلدية لن تتمكن من جمع النفايات أو سحب مياه الصرف الصحي، وسيخرج الوضع عن السيطرة".
من بلدة بيت حانون إلى مخيم النصيرات، لم تنتهِ رحلة النزوح ولا فصول المعاناة بالنسبة لمحمد العفيفي، الذي غادر منزله بعد أن دمّره القصف الإسرائيلي، ضمن موجات التهجير القسري لسكان شمال القطاع.
ويستضيف مخيم النصيرات -حسب المسؤول البلدي محمد الصالحي- قرابة 80 ألف نازح من مختلف مناطق قطاع غزة.
ويقول العفيفي، الذي يعيش اليوم مع أسرته في خيمة لا تقي من حرّ الصيف ولا برد الشتاء، إن المعاناة لم تتوقف عند حدّ فقدان المسكن والطعام، بل امتدت إلى أكثر الاحتياجات الأساسية، وهو "الماء".
ويضيف للجزيرة نت "إضافة للجوع وقلة الطعام، أصبحنا نعاني من انعدام المياه، سواء للشرب أو حتى للنظافة، ونبحث عنها في كل مكان ولا نجد، نحن في حالة جوع وعطش معا".
ويلفت العفيفي إلى أن الحصول على كمية بسيطة من الماء، غدا تحديا يوميا مرهقا، مضيفا "نقف في طوابير طويلة أمام ماسورة مياه ضعيفة تغذّي مئات السكان، وننتظر ساعات لملء دلو واحد (بضعة لترات)، ومنذ 10 أيام لم تصلنا المياه نهائيا، والبلدية توقفت عن الضخ بسبب نفاد الوقود".
ويعاني العفيفي وأفراد أسرته الستة بشدة، ويوضح أنهم حتى لو أرادوا شراء الماء، فلا يجدونه، ويقول "نبحث عن شاحنات مياه عذبة بلا جدوى، ونعيش مجاعة وعطشا في وقت واحد، فالماء مقطوع، والغذاء شحيح، وحياتنا باتت مشلولة بالكامل".
إعلان