ارتفاع الحرارة يجذب أسماك السلمون إلى شمال المحيط الهادي
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
ربطت دراسة جديدة بين ارتفاع درجات حرارة المحيط وزيادة وفرة سمك السلمون في المحيط الهادي بالقطب الشمالي الكندي، وهو مؤشر على أن تغير المناخ يخلق ممرات جديدة للأسماك لتوسيع نطاقها.
وحددت الدراسة التي نشرت يوم 5 يونيو/حزيران الجاري في مجلة غلوبال تشينج بيولوجي، أن هناك آلية من جزأين مرتبطة بوجود سمك السلمون في القطب الشمالي الكندي.
ويعد سلمون المحيط الهادي أحد الأنواع التي تأثرت بتغيرات المناخ فتراجعت أعدادها بدرجة كبيرة. ومع ذلك فإن احترار تيارات القطب الشمالي والتيارات شبه القطبية بالإضافة إلى تراجع الأنهار الجليدية، يمكن أن يخلق موائل جديدة محتملة للسلمون.
تغيّر الظروف المناخيةأدت الظروف الدافئة في أواخر الربيع في بحر تشوكشي شمال غرب ألاسكا، إلى جذب سمك السلمون إلى القطب الشمالي. وعندما استمرت تلك الظروف الدافئة في بحر بوفورت الصيفي شمال شرق ألاسكا، تمكّن سمك السلمون من مواصلة طريقه إلى كندا.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة "كارين دونمال"، وهي أستاذة العلوم البيولوجية المساعدة في جامعة كارلتون الكندية: إن السبب الرئيسي وراء جذب هذه المنطقة (القطب الشمالي الكندي) لأسماك السلمون، هو توافر شرطين؛ الأول وجود مياه مفتوحة، والثاني خلو هذه المياه من الجليد.
وأضافت "دونمال" في حديث مع "الجزيرة نت" أن مجتمعات السكان الأصليين في القطب الشمالي الكندي تقوم بصيد سمك السلمون من مصائد الأسماك والمحيطات الكندية كجزء من برنامج حماية سمك السلمون في القطب الشمالي. ولأكثر من 20 عاما، سُجل سمك السلمون الذي يُصطاد خارج نطاقه النموذجي.
وكان سمك السلمون الصديق والسوكي أكثر أنواع السلمون التي تُصطاد بشكل متكرر، يليهما السلمون الوردي. وتتوافق هذه المعلومات إلى حد كبير مع الأبحاث السابقة التي أظهرت أن سمك السلمون الصديق والسوكي لديهما قدرة أكبر على تحمل درجات الحرارة الباردة مقارنة بأنواع السلمون الأخرى، مما يسمح لهما بالانتقال بسهولة أكبر إلى مياه القطب الشمالي، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك آلارت".
ولوحظت أسماك السلمون للمرة الأولى في القطب الشمالي الكندي بمنطقة نهر بيغ فيس في عام 2010. وفي ذلك الوقت كان سمك السلمون نادرا جدا في المنطقة، وأصبحت مشاهدات سمك السلمون أكثر تواترا في السنوات التي تلت ذلك. وتتنبأ النماذج المناخية بأن الظروف التي تسمح لسمك السلمون بالهجرة عبر بحر تشوكشي وبحر بوفورت ستصبح شائعة في وقت مبكر من أربعينيات القرن الحادي والعشرين.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة إنه على الرغم من أن الدراسة ركزت على غرب كندا، فإن تلك الظروف المتغيرة تتسبب بالتأكيد بتوسيع نطاق السلمون في جميع أنحاء المنطقة القطبية.
وعند نمذجة تراجع الأنهار الجليدية في ظل سيناريوهات مختلفة لتغير المناخ، اكتشف الباحثون أنه في ظل زيادة معتدلة في درجة الحرارة، يمكن للأنهار الجليدية أن تكشف عن موطن جديد محتمل لسمك السلمون في المحيط الهادي يساوي تقريبا طول نهر المسيسيبي (6275 كلم).
ووفق الدراسة فإنه بمجرد استقرار الظروف الطبيعية في الجداول حديثة التكوين، يمكن للسلمون أن يستعمر هذه المناطق بسرعة كبيرة، ويمكن أن يحدث الاستعمار بواسطة السلمون بسرعة نسبيا بعد أن يؤدي تراجع الجليد إلى خلق موئل مناسب للتكاثر في التيار الجديد.
ومن خلال مقارنة بيانات الأقمار الصناعية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة منذ عام 2000 بمعدلات صيد سمك السلمون، وجد الباحثون علاقة بين وفرة سمك السلمون وظروف المحيط التي شجعت حركتهم إلى القطب الشمالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی القطب الشمالی سمک السلمون فی المحیط الهادی
إقرأ أيضاً:
السلمون أم التونة؟ دليلك لاختيار الأسماك الأنسب لصحتك
في عالم المأكولات البحرية، تبرز التونة والسلمون كأكثر أنواع الأسماك استهلاكًا حول العالم، إذ تتوافر طازجة ومبردة ومعلّبة، وتدخل في عدد لا يحصى من الأطباق. هذا الانتشار الواسع جعلهما جزءا راسخا من الثقافة الغذائية العالمية، سواء تم تناولهما مشويين بنكهات مدخنة، أو نيئين في أطباق السوشي والساشيمي، أو معبّأين للاستخدام السريع. ورغم قيمتهما الغذائية العالية، فإن المقارنة بين محتواهما الغذائي وفوائدهما الصحية تساعد على اختيار النوع الأنسب لاحتياجاتك وأهدافك الصحية.
مواجهة غذائية.. من يتفوق؟يتميّز السلمون بكونه أحد أغنى مصادر أحماض أوميغا 3 الدهنية، الضرورية لصحة القلب والدماغ. فكل 100 غرام منه تحتوي على نحو 2.3 غرام من هذه الأحماض الثمينة، إضافة إلى نكهته الغنية وقوامه الزبدي الذي يمنحه حضورا لافتا على المائدة. وتلعب أوميغا 3 دورا مهما في تقليل الالتهابات، خفض ضغط الدم، وحماية الأوعية الدموية من التلف.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا يُعد الجاودار خيارا أفضل من الخبز الأبيض؟list 2 of 2الشاي الأبيض.. من تعزيز المزاج إلى نضارة البشرة وإنقاص الوزنend of listأما التونة، فهي خيار مثالي لمن يبحثون عن بروتين عالي الجودة مع سعرات ودهون أقل. إذ توفر نحو 30 غراما من البروتين لكل 100 غرام، أي أكثر بقليل من السلمون، مما يجعلها مناسبة للرياضيين ولمن يتبعون أنظمة غذائية لخسارة الوزن. ويساعد محتواها العالي من البروتين على بناء العضلات وتعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول.
يُعد السلمون خيارا ممتازا إذا كان هدفك تعزيز صحة القلب؛ فالأوميغا 3 التي يحتوي عليها تسهم في خفض الدهون الثلاثية، والحد من الالتهابات، ودعم توازن الدهون في الدم. كما يتفوق السلمون عندما يتعلق الأمر بـتحسين الذاكرة والتركيز، إذ تساعد الأحماض الدهنية فيه على دعم بنية الدماغ وتعزيز الوظائف الإدراكية، مما يجعله مناسبًا للطلاب والموظفين الذين يحتاجون إلى تركيز طويل ومستمر.
إعلانوينصح بتناول السلمون أيضًا عند نقص فيتامين "دي" الناتج عن قلة التعرض للشمس، فهو من أغنى المصادر الغذائية بهذا الفيتامين الضروري لصحة العظام والمناعة. أما إذا كنت تبحث عن وجبة شهية ومشبعة، فإن قوام السلمون الطري ونكهته العميقة يقدمان تجربة طعام متكاملة تجمع بين الجودة الغذائية والمذاق المميز في آن واحد.
متى تختار السلمون؟يُعد السلمون خيارا ممتازا إذا كان هدفك تعزيز صحة القلب؛ فالأوميغا 3 التي يحتوي عليها تسهم في خفض الدهون الثلاثية، والحد من الالتهابات، ودعم توازن الدهون في الدم. كما يتفوق السلمون عندما يتعلق الأمر بتحسين الذاكرة والتركيز، إذ تساعد الأحماض الدهنية فيه على دعم بنية الدماغ وتعزيز الوظائف الإدراكية، مما يجعله مناسبًا للطلاب والموظفين الذين يحتاجون إلى تركيز طويل ومستمر.
وينصح بتناول السلمون أيضا عند نقص فيتامين دي الناتج عن قلة التعرض للشمس، فهو من أغنى المصادر الغذائية بهذا الفيتامين الضروري لصحة العظام والمناعة. أما إذا كنت تبحث عن وجبة شهية ومشبعة، فإن قوام السلمون الطري ونكهته العميقة يقدمان تجربة طعام متكاملة تجمع بين الجودة الغذائية والمذاق المميز في آن واحد.
تحتوي بعض أنواع التونة الكبيرة الحجم مثل الألباكور والزعنفة الزرقاء على مستويات أعلى من الزئبق، فبسبب كبر حجمها وطول عمرها يرتفع خطر تراكم الزئبق في أنسجتها مما قد يؤثر في الجهاز العصبي عند استهلاكها بكميات كبيرة. لذلك ينصح بالاكتفاء بحصتين أسبوعيا للبالغين وحصة واحدة للأطفال والحوامل. اما السلمون، خاصة البري، فيعد اكثر أمانا لكونه أقل تعرضا لتراكم الزئبق في أنسجته، مما يجعل مخاطره أقل عند تناوله..
مصدر السمكةليست كل أصناف السلمون تقدم الجودة نفسها، فالسلمون المستزرع قد يحتوي على ملوثات بيئية أعلى، ومع ذلك يشكل أكثر من 70 بالمئة من المعروض العالمي بسبب ارتفاع الطلب. أما التونة فيفضل اختيار الأنواع الأصغر حجما مثل التونجول أو سكيب جاك لأنها أقل في محتوى الزئبق، مما يجعلها أكثر أمانا للاستهلاك. لذلك من المهم مراجعة مكونات عبوات التونة المعلبة لاختيار الخيار الأنسب والأعلى جودة.
تحذير خاص للحوامليجب على النساء الحوامل والمرضعات الحد من تناول التونة بشكل كبير بسبب محتوى الزئبق الذي يمكن أن يؤثر على نمو الجنين العصبي، في حين يعتبر السلمون البري خيارا أكثر أمانا لهن، حيث يوفر العناصر الغذائية الضرورية دون الأخطار.
الحساسية: العدو الخفيكلا السمكتين من الممكن أن تسبب حساسية شديدة لدى البعض. إذا ظهرت أي أعراض مثل حكة، تورم في الوجه أو الشفاه، صعوبة في التنفس، أو طفح جلدي، توقف عن التناول فورا واستشر طبيبك.
أفضل طريقة لطهي السلمون هي الشوي أو الطهي في الفرن على حرارة متوسطة تتراوح بين 190 و200 درجة مئوية، إذ تساعد هذه الحرارة على الحفاظ على أحماض أوميغا 3، ويكفي عادة 12 إلى 15 دقيقة ليصبح السلمون جاهزا بقوام وردي فاتح يسهل تفكيكه بالشوكة. يمكن أيضا إعداده بطريقة السوتيه (ستيك) على نار هادئة لمدة 4 إلى 5 دقائق لكل جانب ليظل رطبا ولذيذا.
إعلانولتحسين النكهة دون الإضرار بقيمته الغذائية، ينصح بإضافة قليل من زيت الزيتون والليمون والأعشاب الطازجة، مع تجنب القلي العميق الذي يفسد الدهون الصحية ويضيف سعرات وزيوتا ضارة.
للتونة: احفظ البروتينالتونة الطازجة مثالية للطهي السريع على نار عالية، حيث يكفي طهوها لمدة دقيقتين لكل جانب للحصول على طبقة خارجية مقرمشة مع قلب وردي يحافظ على رطوبتها ونكهتها الطبيعية وقيمتها الغذائية. ولأفضل نتيجة، يفضل ترك التونة بدرجة حرارة الغرفة لمدة 15 دقيقة قبل الطهي وتتبيلها بالملح والفلفل فقط لإبراز مذاقها الغني، مع تجنب الطهي الزائد الذي يجعلها جافة وقاسية. أما عند استخدام التونة المعلبة، فمن الأفضل اختيار الأنواع المحفوظة بالماء وشطفها جيدا لتقليل الصوديوم والحفاظ على خيار صحي قدر الإمكان.
أفضل طرق الطهييُعد الطهي بالبخار واحدا من أصح طرق إعداد الطعام، إذ يساعد على الحفاظ على العناصر الغذائية كاملة دون الحاجة لإضافة الدهون أو أي سعرات حرارية إضافية. كما تعد السلطات خيارا منعشا ومغذيا، ويمكن إعدادها باستخدام السلمون المدخن أو التونة المعلّبة عالية الجودة، مع مزيج من الخضراوات الملونة والأفوكادو وصلصة خفيفة للحصول على وجبة كاملة ومشبعة.
وفي المجمل، يشكّل كل من السلمون والتونة خيارين ممتازين، إلا أن الاختيار بينهما يرتبط بأهدافك الغذائية ونمط حياتك. فالسلمون يناسب من يبحث عن نسبة مرتفعة من أوميغا 3 ودعم لصحة القلب والدماغ، أما التونة فتُعد خيارا عمليا لمن يركزون على اللياقة البدنية وراغبي خسارة الوزن، بفضل محتواها العالي من البروتين وقلة الدهون فيها. ومع مراعاة احتياجاتك الشخصية، يمكنك دمج النوعين ضمن نظام غذائي متوازن لتحقيق أفضل فائدة صحية ممكنة.