الملك يتابع ثاني استعراضٍ عسكري مهيب في عهد المملكة الرابعة - بث مباشر
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
الاستعراض العسكري المهيب - براً، جواً وبحراً - هو الثاني بهذه الأبعاد الضخمة منذ اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني عرش الأردن مطلع 1999.
الاستعراض الأول نُظِم في 10 حزيران/يونيو 2006، في الذكرى الستين لاستقلال المملكة وبعد سبع سنوات على اعتلاء الملك الشاب عرش وطنٍ بُنيَ على إرث الجيش العربي المصطفوي مطلع عشرينيات القرن الماضي، امتداداً لشرارة الثورة العربية الكبرى عام 1916.
بين الحدثين الكبيرين، شهد الملك - القادم من المؤسسة العسكرية - عدّة استعراضات لأسلحة منتقاة برّية وجوية في مناسبات وطنية؛ خصوصا عيد الجيش.
ففي "استعراض العلم"، نظّمت القوات المسلحة مشهدية مؤثرة في الثاني من حزيران/يونيو 2016 ضمن احتفالات المملكة بمئوية الثورة العربية الكبرى وعيد النهضة العربية.
شاركت في ذلك الاستعراض كتيبتاَ المدرعات الثانية الملكية وخالد بن الوليد المهمّات الخاصة/15 إلى جانب لواءْي الملك الحسين بن علي للمهمّات الخاصة/30 وحمزة بن عبدالمطلب (سيد الشهداء) الحرس الملكي وموسيقات القوات المسلحة. تحركت الآليات والهجانة والفرسان تحت ظلال طائرات عسكرية قديمة كان لها دور في التاريخ العسكري الأردني وأخرى حديثة، عكست تطور الجيش العربي.
ونظّم ذلك الحدث العسكري في "ميدان الراية"، الذي استحدث آنذاك تخليدا لراية الثورة العربية الكبرى ومبادئها السامية.
يشارك في العروض العسكرية مختلف صنوف القوات المسلحة البرية، الجوية والبحرية إلى جانب تشكيلات الأمن العام والدفاع المدني والعمليات الخاصة. وللمتقاعدِين العسكريين والمحاربين القدماء وجرحى الحروب حُصّة في إلقاء تحية "رفاق السلاح" أمام القائد الأعلى للقوات المسلحة في المنصة الملكية.
وتتهادى المواكب باختيال تحت أزيز نسور سلاح الجو الملكي و فرسان المظّلات الملكية. وتبدأ بحجل كتائب الفرسان والهجانة وقوات الدرك الملكي؛ نواة الجيش قبل تدريعه في النصف الأول من القرن العشرين.
وفي 28 آذار/مارس 2017، احتضن "ميدان الراية" استعراضاً عسكرياً أمام جلالته وضيفه ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وفي 29 آب/أغسطس 2022، احتفلت القوات المسلحة بتسليم علم "القائد الأعلى" وراية الثورة العربية الكبرى بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: جلالة الملك عبدالله الثاني اليوبيل الفضي الجلوس الملكي الثورة العربیة الکبرى القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
مأزق الوحدة العربية الكبرى
في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.
ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.
إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.
إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».