الإمارات والاستعداد لما بعد 100 عام!
تاريخ النشر: 4th, August 2023 GMT
رسخت دولة الإمارات نفسها نموذجا كبيرا للنجاح ليس فقط على المستوى الإقليمي بل والعالمي، وأصبحت هذه الدولة، الصغيرة نسبيا، كبيرة بقدرتها على الاستفادة المثلى من طاقاتها.
إقرأ المزيداختطت الإمارات منذ وقت بعيد سياسة لتنويع الاقتصاد، وأدركت مبكرا المتغيرات على الأرض ومخاطر الاعتماد على النفط، مصدرا وحيدا للدخل، فقامت باستخدام جميع الموارد الطبيعية المتاحة لديها، فبرزت دولة "موهوبة" بأكثر من بعد اقتصادي ما منحها قادرة عملية على التكيف مع المتغيرات جعلتها تمضي في طريقها بثقة كبيرة في المستقبل.
موارد الإمارات الطبيعية:
الثروة النفطية والغازية على الرغم من أن أهميتها تتراجع نسبيا أمام القطاعات الاقتصادية الأخرى، إلا أنها تبقى رافدا رئيسا بخاصة أن احتياطاتها تزايدت حيث جرى الإعلان في عام 2021 أنها ارتفعت من 99 إلى 111 مليار برميل نفط مكافئ، والغاز الطبيعي إلى 289 تريليون قدم مكعبة قياسية.
النفط الإماراتي المستخرج يتميز بأنه من النوع الخفيف بتركيز منخفض من الكبريت ما يعطيه جودة عالية، فيما يتم تصدير المنتجات البترولية المكررة إلى اليابان بنسبة تصل إلى 70 بالمئة من الإجمالي، وكوريا الجنوبية وتايلاند والهند وسنغافورة والصين.
بالنسبة لاحتياطيات الغاز الطبيعي كانت الإمارات تحتل باستمرار المرتبة السابعة إلا أن الاكتشافات الأخيرة ترفع مرتبتها إلى المركز الخامس في التصنيف العالمي.
وبحسب التقديرات الأخيرة، ومستوى إنتاج النفط والغاز المحلي، تكفي الاحتياطات المتوفرة من وسائل الطاقة البلاد لمدة 100 عام أخرى على الأقل .
الإمارات العربية المتحدة تعد أيضا واحدة من الدول التي تتمتع بأعلى مستوى من التعرض لأشعة الشمس في العالم، ما يجعل منها مكانا محتملا لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
الإمارات تستغل تأثير الشمس وإمكانات الطاقة المتجددة لتطوير استراتيجية للطاقة النظيفة، وهي تأمل في تحقيق توازن بين إنتاج الطاقة واستهلاكها بحلول عام 2050، وستلعب الطاقة الشمسية دورا رئيسا في تحقيق هذا الهدف. معادلة الطاقة المستهدفة الطموحة بحلول ذلك الوقت تتمثل في التالي، 44 ٪ طاقة متجددة و38 ٪ غاز و13 ٪ فحم و 6 ٪ طاقة نووية.
نفس طويل وأبعاد متعددة:
علاوة على ذلك، تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بموارد طبيعية أخرى حيث يجري استخراج الكثير من المواد والمعادن مثل الفحم والحديد والكروم والنحاس والنيكل والبلاتين وأكسيد النحاس والمغنسيت والأسبستوس والبوكسيت. كل ذلك يتيح إمكانية لتطوير صناعات مثل الهندسة الميكانيكية وبناء السفن والإنتاج الكيميائي.
للإمارات قطاع للصيد البحري يجني من مياه الخليج المنتجات البحرية والأسماك، ويتم تصدير المنتجات البحرية الطازجة والمجمدة والمجففة إلى دول الجوار وإلى اليابان والصين وسنغافورة وتايلاند.
تتوفر أيضا أصداف محار اللؤلؤ في مياه الخليج، لذلك يجري تصدير اللؤلؤ الطبيعي عالي الجودة والذي تتم معالجته وتحويله إلى مجوهرات في مصانع محلية. وتعد الإمارات من بين المراكز الرائدة في تصدير الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
قطاع إعادة التصدير هو الآخر يجلب أرباحا ضخمة للبلاد، بفضل العديد من المناطق الاقتصادية الحرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا المجال العامل يترك بصمة حيوية وهامة على مظهر الاقتصاد الحديث للإمارات، يرفد جهودها للتخلص من الارتهان للنفط.
وجه الإمارات العصري الأكثر شهرة يتمثل في أنها قطب سياحي دولي هام، حيث تتزايد شعبية شواطئها ومراكزها السياحية باضطراد، فيما تكبر وتتكامل بنيتها التحتية بوتيرة سريعة.
هي قطب سياحي، ومركز إعادة تصدير دولي، علاوة على كونها مصدر طاقة هام، بلد صغير المساحة و بمناخ صحراوي وندرة مائية، لكنه لم ينجح في حل مشكلاته الحياتية الرئيسة وحسب بل تحول إلى نموذج ناجح للتنويع الاقتصادي والاستفادة من الموارد المحلية بطريقة متكاملة ومستقرة، ولذلك يمكن القول إنها بلاد استعدت بجدارة لما بعد مئة عام من النفط.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أبو ظبي أرشيف النفط والغاز دبي
إقرأ أيضاً:
الإمارات ترد في بيان على قرار السودان بقطع العلاقات الدبلوماسية
أبوظبي- الوكالات
أعلنت الإمارات مساء الأربعاء، أنها "لا تعترف بقرار السودان قطع علاقاته الدبلوماسية معها".
وقالت الخارجية الإماراتية -عبر بيان الأربعاء- "إن الإمارات "لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه الكريم"، على حد تقديرها".
وأضافت "أن البيان الصادر عن مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين".
دولة الإمارات لا تعترف بقرار سلطة بورتسودانhttps://t.co/baBR1C1tof pic.twitter.com/A4zRpu56Xm
— MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) May 7, 2025واعتبرت أبو ظبي أن "قرار سلطة بورتسودان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات رد فعل عقب يوم واحد فقط من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من قِبل سلطة بورتسودان".
والثلاثاء، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، متهما إياها بشن "عدوان" على البلاد، عبر دعمها قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني.
ونفت الإمارات، في أكثر من مناسبة، تقديمها أي دعم للدعم السريع، وشددت على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للسودان.
والاثنين، رفضت المحكمة الدولية دعوى تقدم بها السودان يتهم فيها الإمارات بالضلوع في إبادة جماعية ضد مجموعة "المساليت" العرقية بإقليم دارفور (غرب)، وذلك لعدم الاختصاص.
كما اعتبرت الإمارات أن الاتهامات الموجهة إليها "مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام".
وقالت إنها تقف إلى جانب الشعب السوداني، خاصة الجالية السودانية الكبيرة المقيمة على أرض الإمارات والزائرين السودانيين الذين لن يتأثروا بالقرارات الأخيرة.