سودانايل:
2025-06-01@01:41:54 GMT

هذا ما فعلت بنا الإنقاذ

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

بقلم عمر العمر

أبو النورة شاهد على ما فعلت بنا الإنقاذ.ففي المذبحة الجماعية يتساوى الجلادوالضحية.كلاهما انتاج بؤس ثقافة الإنقاذ وطيشها.فالدولة كائن حي ينمو ويتطوركالانسان.إبان الطفولة والصبا يميل إلى المغامرة حد التحطيم.حينما يبلغ مرحلة النضوجيتجه إلى الإنتاج حد الإبداع.الإنقاذ بلغت الثلاثين ولم تشارف الرشد، إذ حصيلة تدميرهاأعلى من حصاد تعميرها.

الإنسان انشغل بالموت -ولا يزال- حتى حوّله من طقس طبيعيإلى فعل ثقافي .الباحثون وصموا انشغال بعض المجتمعات بالموت حد الاسراف ب(ثقافةالموت).لكن دولة الإنقاذ كرّست (ثقاقة التقتيل).ففي قرية أبو النورة يتساوى الجلاد والضحيةمن حيث شهوة القتل لديهما ليس انشغالًا أو انفعالا ب (ثقافة الموت). الوعي يشكل برزخابين الفسطاطين.فمع اليقين بحقيقة الموت ينبت دوما شعور مخيف بالرحيل من البقاء إلىالفناء بينما يفجّر ج فجور القتل احساس الزهو بعدد الضحايا في انتصار زائف متوهم أوثأرلفعل سابق.

*****
بؤس الإنقاذ غيّب عمدا الوعي بين البقاء والفناء في خلطه الممنهج بين الموت والشهادة،القتل والفداء. فماكينات النظام متباينة الموديلات ،متعددة التروس، الدائرة بوقود الدينظلت تطحن عقول الفتية طوال عقود ثلاثة حداً عطّلت عندهم حرية الاختيار. فمع أن أبانا ادموحواء اختارا شجرة المعرفة على الخلود فإن شياطين الإنقاذ لم يوفروا للشباب طوال ثلاثينعام غير خيار القتل أو الموت تحت وهم (حرب مقدسة). إبان هذه السنين الطوال تحولت كلالمنابر في المساجد، المدارس و الإعلام إلى محطات للشحن و التحريض على الموت المجاني والقتل العشوائي.كما ساهمت منظومة التعليم في التنشئة على التعالي و الكراهية.ذلكجهد استهدف جعل الموت أمنية ومناسبة للفرح تحت أهازيج تلبيس كذوب خلطت عمدا بين قيْم الدين وأطماع الدنيا فسيق الشباب إلى بؤر الهلاك.

*****
في ظل تكريس بؤس ثقافة التقتيل لم يتورع النظام عن استيلاد فيالق للتعذيب وجيوشالإبادة على كل المستويات.القيم المجتمعية المورثة والضوابط الأخلاقية أصبحت أولالضحايا حتى تسهل عمليات غسل الأدمغة وتجفيف الضمائر .عندما تتحول الدولة إلىممارس وراع منظم لعمليات العنف تصير مشاهد القتل حدثا يوميا تألفه الأذن والعين.ماحدث في الجزيرة ليس سوى حصاد لهذه الثقافة البائسة حيث يتحول الشباب من رصيدلبناء المستقبل إلى حطام في محرقة يتساوى فيها القاتل والقتيل اذ كلهم معاول للهدم .كلهمضحايا ثقافة القتل.كلهم أشلاء مجتمع متخثر.فالقتلة لا يصلحون جنودا في معارك إعادةبناء مرتجاة ف وطن منتظر .ذلك مستقبل يبدأ من الكف عن دفع الشباب قتلة ومقتولينكالقطيع إلى مستنقع الحرب حيث لا يجدون خيارا غير الانغماس في لعبة التقتيل .

*****
وقف الحرب يتطلب الانتقال على عجل من ثقافة القتل إلى ثقافة الحياة.كما بتطلب إخراجكافة مكونات الشعب من ثنائية النصر والهزيمة.أقرب الطرق لبلوغ تلك الغاية يأتي عبر نشرالوعي ،المعرفة ، بث الحب الخير و الجمال. حب الدين والوطن ينبعان من الروح المؤمنةبالتفاني من أجل الآخر دون طمع أو مقابل. الثورة من أجل وطن أفضل عمل تراكمي -ليسرهين فرد بعينه - في سياق مشروع متكامل ليس عبر حرق المراحل ،دع عنك حرق الوطننفسه.ثقافة الحياة لاتعني فقط محبة العيش الرغد بل أكثر من تلك وقبلها حب الحريةوالعدالة. البون شاسع بين التضحية في حب الوطن والموت في سبيل النظام .

*****
كلمة الحياة و مشتقاتها وردت في القرآن ١٩٠ مرة بينما الموت ١٣٥. ذلك تغليب رباني للخير على الشر .لعبة القتل تستشري على إيقاع موت البعد الروحي في المجتمع. ليس كما يصوردعاة الحرب بتحويل الفتية قنابل موقوتة. في أصول الفقه الأولوية للحفاظ علىالحياة.منطق الرسول الشريف مع الخيار الأيسر.كلاهما يرجحان السلام على الحرب،التعايش، على التناحر،التضامن على التعالي،الطهارة على الفساد.رغم الشحن المكرسلثقافة تكديس الثروة لم ينجح أنصار الإنقاذ في تجفيف ثقافة الزهد واسعة الانتشار فيالتربة الاجتماعية السودانية .على النقيض حوّلها المتعففون الحقيقيون إلى ضرب منمقاومة ممارسات النظام العدوانية. إنغماس الانقاذيين في ترف الحياة يؤكد مثل توغلهم فيممارسات الإستعلاء والإقصاء اخفاقهم في فهم شفرة الإنسان السوداني.

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أهم ليلة على مسرح برودواي.. متى سيُقام حفل توزيع جوائز توني؟

حصل 29 عرضًا على مسرح برودواي على ترشيحات لجوائز توني هذا الموسم، ولكن لن يفوز جميعها بجوائز، ولن يحصدوا نفس القدر من الاهتمام الذي يحظون به عادةً في شباك التذاكر.

إليكم بعض المعلومات الأساسية التي يجب معرفتها مع اقتراب أهم ليلة في برودواي، بما في ذلك كيفية المشاهدة، ومن سيصنع التاريخ، وأي من نجوم برودواي المحبوبين سيحتفل بالفوز، وكيف يمكنكم مشاهدة جورج كلوني على مسرح برودواي من راحة أريكتكم.

متى سيُقام حفل توزيع جوائز توني؟

سيُبث حفل توزيع جوائز توني على الساحلين الأمريكي يوم الأحد 8 يونيو، مباشرةً من قاعة راديو سيتي ميوزيك.

من سيُقدّم حفل جوائز توني؟

سينثيا إيريفو، الحائزة على جوائز توني وإيمي وغرامي والمرشحة ثلاث مرات لجوائز الأوسكار، نجمة مسلسل "Wicked"، ستُقدّم حفل جوائز توني لأول مرة. فازت إيريفو بجائزة توني لأفضل ممثلة رئيسية في مسرحية موسيقية عام ٢٠١٦ عن مسرحية "The Color Purple"، وأصدرت مؤخرًا ألبومها الجديد "I Forgive You".

سيُبثّ عرض تمهيدي على قناة بلوتو تي في من الساعة ٦:٤٠ مساءً حتى ٨:٠٠ مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة/٣:٤٠ مساءً حتى ٥:٠٠ مساءً بتوقيت المحيط الهادئ، حيث سيتم توزيع بعض جوائز توني. سيُقدّم هذا البثّ دارين كريس ورينيه إليز جولدسبيري. يُمكن للمشاهدين مُشاهدته على أجهزة التلفزيون الذكية، أو أجهزة البث، أو تطبيقات الهواتف المحمولة، أو عبر الإنترنت من خلال زيارة بلوتو تي في والنقر على قناة "Live Music" الموجودة ضمن فئة الترفيه على الخدمة.

كم عدد الجوائز المتاحة؟

يبلغ إجمالي الفئات التنافسية 26 فئة، من أفضل الممثلين الرئيسيين والممثلات المميزين إلى تصميم الديكور والأزياء والإضاءة. قد تكون بعض جوائز الجوائز التقنية مسجلة مسبقًا، ولن يظهر الفائزون في العرض المباشر، بل سيتم اختصارها إلى أجزاء مُحررة ومُدمجة في البث التلفزيوني.

ما هو أبرز المرشحين؟

هناك ثلاثة منها: "نادي بوينا فيستا الاجتماعي"، المستوحى من الفيلم الوثائقي للمخرج فيم فيندرز عام 1999، والذي رُشح لجائزة الأوسكار، و"الموت يصبح لها"، المُقتبس من الفيلم الكلاسيكي الشهير عام 1992، و"الخارج عن القانون الميت"، وهو فيلم موسيقي يتناول قصة متشرد مدمن على الكحول يُقتل رميًا بالرصاص عام 1911، وتبين أن حياته بعد الموت أغرب من الخيال. وقد حصد كلٌّ منهما 10 ترشيحات رئيسية.

من يتنافس على جائزة أفضل مسرحية أو مسرحية موسيقية جديدة؟

للمسرحيات الموسيقية الجديدة، تتنافس "نادي بوينا فيستا الاجتماعي"، و"الخارج عن القانون الميت"، و"الموت يصبح هي"، و"ربما نهاية سعيدة"، و"عملية اللحم المفروم: مسرحية موسيقية جديدة".

للمسرحيات الجديدة، تتنافس "الإنجليزية"، و"تلال كاليفورنيا"، و"جون بروكتور هو الشرير"، و"يا ماري!"، و"الغرض".

تشهد العديد من السباقات هذا العام منافسة حامية على غير العادة، نتيجة ازدحام مسارح برودواي بالعروض بعد تعافيها بشكل كبير من الجائحة.

تقول لوي كانينجهام، المنتجة الرئيسية لمسرحية "الموت يصبح هي" وأحد المصوتين لجوائز توني: "لم أشاهد عرضًا مرشحًا إلا وأذهلني. كل شيء يحمل في طياته شيئًا مميزًا".

وتقول مازحةً: "كيف يجرؤ مجتمع برودواي على التعاون في عمل ممتاز كهذا؟ كنت أتمنى أن يكون كل شيء آخر أسوأ بكثير، وأنا لا أُقدّر ذلك".

اقرأ أيضاًبعد وفاتها.. من هى لوريتا سويت الحائزة على جائزة إيمي؟

ليست الأولى.. ابنة أنجلينا جولي تتبرأ من والدها | تفاصيل

مقالات مشابهة

  • القتل الرحيم والمساعدة على الانتحار: مفهومان مختلفان لإنهاء الحياة في أوروبا
  • أهم ليلة على مسرح برودواي.. متى سيُقام حفل توزيع جوائز توني؟
  • أسر الرهائن الإسرائيليين: المحتجزون الأحياء لن يظلوا على قيد الحياة
  • نجاة معمرة صينية من الموت بعد قفزها من نافذة الطابق الثالث .. فيديو
  • مصيدة المساعدات: فخ التهجير أو الموت جوعا
  • الإمارات: دوامة القتل في غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية
  • الموت يفجع المنتجة منى قطب في حفيدها
  • الكتابة في زمن الحرب.. هكذا يقاوم مبدعو غزة الموت والجوع
  • مصطفى: خطط استراتيجية وتحرك سريع لإعادة الحياة إلى غزة بعد وقف الحرب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (…. بس)