الناس فى أسوان لا تتخيل أبداً أن فصل الصيف فلكياً لم يبدأ بعد، وان هذا الجحيم الذى يعيشون فيه مجرد مؤشرات على مدى سخونة ولهيب الجو فى قادم الأيام، فماذا سيفعلون إذن فى شهرى يوليو واغسطس القادمين؟!
فدرجة الحرارة وصلت فى الظل لحوالى الـ٥٠ درجة، يعنى شرعًا وقانوناً ينبغى أن يظل المواطن الاسوانى فى بيته، ولا يغادره لأى عمل حتى لا يعرض نفسه للهلاك!!
ومع كل ذلك لم ترحمه حكومة مدبولى سواء المستقيلة أو المكلفة بتسيير الأعمال، لم ترحمه من خطة تخفيف الأحمال وتقطع عنه الكهرباء ساعتين كل يوم!!
وكأن الحكومة تحالفت مع موجة الطقس السيئة فى إذلال الناس فى أسوان!!
رغم أن أبسط حقوق الإنسان تقول بمراعاة المواطن الاسواني، وعدم قطع الكهرباء عنه لأى سبب من الأسباب، فليس معقولًا ولا مقبولًا معاملة الناس فى أسوان كما تعامل الناس فى اسكندرية مثلًا، والتى تقل فيها درجة الحرارة عن أسوان حاليًا بأكثر من ١٠ درجات!!
بل لا أبالغ إذا ما قلت إن على الحكومة أن تحاسب الناس فى أسوان، بأسعار كهرباء أقل من كل مواطنى الجمهورية، لما لا والناس هناك لا تستطيع الاستغناء عن أجهزة التكييف، والذى لا يعد هناك جهازًا ترفيهياً كما تتعامل معه الوزارة فى باقى المحافظات، وانما هو ضرورة من ضرورات استمرار الحياة نفسها!!
خاصة بعد رفع الدعم عن فواتير الكهرباء والمياه والغاز بشكل شبه كامل، لدرجة أن المواطن المصرى بات يعمل من أجل أن يتمكن فقط من تسديد الفواتير المستحقة عليه، والحكومة هنا تدعى أنها أسعار عالمية، رغم أنها تحاسب المواطن البائس بمرتبات لا تعرف العالمية هذه، ولم تسمع عنها فى يوم من الأيام!!
كل ذلك ولا ينبغى أن تنسى الحكومة أن محافظة أسوان محافظة سياحية فى المقام الأول، وبها عشرات الفنادق والسفن والمنشآت السياحية وهذا المناخ الرهيب إنما يعنى هروب السياحة منها فورًا، إذا استمرت سياسة تخفيف الاحمال الحكومية، والتى لا تراعى الله ورسوله فى مواطنيها!!
والعدالة تقول استثناء هذه المحافظة من هذه الخطة، خاصة فى أشهر الصيف الملتهبة يونيو ويوليو وأغسطس!!
يا ناس أنقذوا الناس فى أسوان قبل فوات الآوان!!
.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إشراقات الجحيم ا
إقرأ أيضاً:
حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
عبد العزيز السليماني
أرسل ما تشاء من رسائلك القصيرة أو الطويلة، فلا صوت يصدح، ولا جواب يأتي، ولا أبواب تُفتح لقراءة ما تودّ قوله! هذا هو حال الكثير من الناس الذين يضعون تصنيفًا شخصيًّا للبشر؛ كلما بَعُدت درجة الأهمية بالنسبة لهم، كلما كنت بعيدًا عن مرمى التواصل معهم.
أصبحت خدمة الرسائل «الوتسابية» من أكثر وسائل التواصل استخدامًا بين ملايين البشر، سواء كان هذا التواصل صوتيًّا أو كتابيًّا أو مرئيًّا.
في أماكن مختلفة، تجد الناس يشغلون أوقاتهم في مراسلة الآخرين والتواصل معهم، لكن بعض الناس، حتى وإن كان التواصل معهم من أجل العمل، لا يردون على المكالمات الهاتفية، وتبقى الرسائل «الوتسابية» معلقة دون أن تحصل على إذن أو إيضاح لما بها من كلمات.
هذه الأفعال تصدر من فئة معينة من الناس، سرّ ذلك هو أنهم يرون أنك لست مهمًّا بالنسبة لهم، حتى وإن كنت شخصًا بسيطًا «على باب الله». اهتمامات هذه الفئة هي قطع كل حبال التواصل مع الآخرين، حتى وإن لم يكن الأمر يتعلق بطلب شخصي.
عندما تسأل نفسك: لماذا لا يرد على الاتصال؟ ترى من الواجب ألا تزعجه، وتكتفي بإرسال رسالة يتيمة، لتفاجأ بأنها هي الأخرى تظل «عالقة في مكانها»، وتعلم أنك في قائمة الانتظار، وتتمنى الحصول على الرد. والواقع الذي تتنبه له فيما بعد أن كل رسائلك القديمة والحديثة محبوسة في خانة الأرشيف أو تابوت المهملات ــ كما يسميه البعض.
أصبحت «المصلحة» هي التي تحرّك الكثير من الناس نحو اتجاهات الحياة، والارتباط بالأشياء، والتواصل مع الآخرين. وغياب «المصلحة» هو ما يُخرج البعض من نطاق الإنسانية إلى التعامل مع الغير بطريقة غير آدمية. فطالما أنك لست من المُرحّب بتواصلهم معهم -حتى وإن كنت نقيًّا، غير مؤذٍ أو متسلق- تبقى بعيدًا عن «العين والقلب».
عندما تلتقي بشخص لا تريد منه شيئًا سوى أنك تظن به خيرًا، وتخبره بأنك دوما تحاول الاتصال به صوتيًّا وكتابيًّا، وتطالبه بمعرفة الجواب الذي يُقنعك ويفك عنك شر التساؤلات والتخمينات وسوء الظن أحيانًا! تجده يُسرع لفتح كتاب «المبررات»، يذكر لك بأنه مشغول جدًّا في أعماله اليومية، أو لم ينتبه لكثرة الرسائل التي تصل إليه، أو ليس لديه الوقت الكافي للرد حتى وإن قرأ ما كتبت. لذا، فهو «عذر أقبح من ذنب». لكن، لو كانت هناك مصلحة تُرجى منك، فستجده متصلًا طوال الوقت، ولربما منحك اهتمامًا خاصًّا ووقتًا أطول من أي شيء آخر يعترض طريقه.
بعض الناس يتبنى فكرة الرد فقط على الأرقام المسجلة في هاتفه، أما الأرقام الأخرى فلا يرد عليها، حتى وإن كانت لا تطالبه بشيء أو تلزمه بأمر. يرى بأن حياته يجب أن يُسخّرها لنفسه، دون أن يعي أن عليه حقوقًا يجب أن يؤديها للآخرين.
من خلال المواقف والأحداث نكتشف أن أرشفة الرسائل في الهواتف النقالة قد حرمت البعض من فرصة الحصول على الردود، وأصبحت عبارة عن «صندوق مظلم» يرمي فيه بعض الناس مطالب الآخرين، أو يحجب البت في بعض الأمور المهم الرد عليها.
باختصار شديد، الحياة لم تُخلق من أجل الهروب من الآخرين أو تصنيفهم على حسب «المصلحة»، وإنما البشر سواسية في الحصول على الحقوق وأداء الواجبات. فلو لم يكن لدى الآخر شيء عندك، لما طرق بابك. تأكد بأن كف اليد عن مساعدة الغير سلوك سوف يحاسبك الله عليه يومًا، وربما تقع في شر أعمالك إذا اعتقدت بأن حوائج الناس لا تُقضى إلا من خلالك.
بعض المواقف والتصرفات تكشف الكثير من السواد الذي يُخفيه البعض عن الآخرين، فمثلًا عندما تتصل بشخص ما وتجد حسن استقباله لمكالمتك، ثم يدر وجهه عنك، لتجد نفسك غير مرغوب في الرد عليه، فأفضل الأشياء أن تحفظ كرامتك، وأن تنأى بنفسك جانبًا عن هذه النوعية من البشر الذين لا يهمهم إلا أنفسهم، ويُغلّبون مصلحتهم فوق أي شيء.