استعراض جاهزية المنظومات الأساسية بقطاع الهيدروجين الأخضر لإيجاد خارطة عمل تحقق النمو الاقتصادي المستهدف
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
الرؤية- فيصل السعدي
نظمت شركة هيدروجين عُمان "هايدروم" أولى حلقات العمل لمتابعة تقدم منظومة الهيدروجين الأخضر في خططها الطموحة، وذلك برعاية معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن ورئيس مجلس إدارة شركة هيدروجين عُمان "هايدروم"، وبحضور عدد من رواد وقادة قطاعات الطاقة واللوجستيات والخدمات.
وهدفت الحلقة إلى تعزيز الجهود الوطنية لتحقيق أهداف إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث جمعت حلقة العمل بين المسؤولين الحكوميين وأصحاب المصلحة لتقديم الخطط الاستراتيجية ومناقشة التحديات والحلول ومراجعة خطط العمل لتحقيق أهداف الإنتاج لعام 2030 مسترشدة برؤية عُمان 2040. ومن المقرر أن تصبح سلطنة عُمان واحدة من أكبر الدول المُصدرة الهيدروجين منخفض الكربون في المنطقة، حيث وضعت السلطنة أساسات راسخة وخططاً طموحة لتطوير قطاع الطاقة والتحول إلى اقتصاد يعتمد على الهيدروجين لمستقبلٍ مستدام.
وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، في كلمته: "نحن فخورون بالتقدم الكبير الذي تحقق في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، حيث تم توقيع 8 مشاريع رائدة بتكلفة استثمارية تقدر 49 مليار دولار أمريكي، بهدف إنتاج 1.38 مليون طن من الهيدروجين الأخضر، وهذا الإنجاز يعكس التزامنا بالتحول نحو مستقبل مستدام واعد، ويشكل تطوير هذا القطاع تحديات وفرصا متعددة تتطلب التعاون الشامل بين القطاعين الحكومي والخاص، لذا فإن تأمين جاهزية القطاعات المختلفة، بما في ذلك قطاع المقاولين وقطاع القوى العاملة وقطاع الاشتراطات والتصاريح والقطاع اللوجستي، يعد أمرًا ضروريًا لضمان نجاح هذه المشاريع، وبفضل مكانة سلطنة عمان كمنتج ومصدر موثوق دوليًا للهيدروجين الأخضر ومشتقاته، فإننا نتطلع من خلال تسخير الإمكانات لإنتاج الهيدروجين الأخضر إلى توفير فرص عمل للمواطنين ونمو اقتصادي، وتحقيق التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة وضمان توفر الكوادر البشرية القادرة على تشغيل هذا القطاع".
وأكد معاليه أهمية حلقة العمل في إيجاد منظومة عمل واضحة ودقيقة لتبسيط إجراءات التصاريح، وتطوير القطاع اللوجستي، وإعداد قوى عاملة وطنية، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يوفر قطاع الهيدروجين الأخضر أكثر من 200,000 فرصة وظيفية للعمانيين، إضافة إلى جاهزية البنية الأساسية المحلية لتسهيل تعد نقلة النقلة النوعية هامة في رؤية عمان 2040.
واستعرض المهندس عبد العزيز بن سعيد الشيذاني المدير العام لشركة هيدروجين عُمان "هايدروم"، أهم إنجازات الشركة، حيث قامت الشركة بمنح ما يزيد عن 2300 كيلومتر مربع من الأراضي لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر من أصل 50,000 كيلومتر مربع، كما أرست الشركة مشاريع بإجمالي استثمارات 49 مليار دولار أمريكي مع تحالفات طاقة لشركات من آسيا وأوروبا وأستراليا ومنطقة الشرق الأوسط، مما يؤكد ثقة المستثمرين في قدرة عُمان على تحقيق مساعيها الإنتاجية.
وتابع الشيذاني: "إن التزامنا ببناء قطاع طاقة مرن وتنافسي في عُمان يشمل تحسين قدرات سلسلة قيمة الهيدروجين مما يعني توفير فرص وظيفية، ونمو الإمكانات المؤسسية على جميع الأصعدة في القطاع، ونحن نتقدم بخطى سريعة وواثقة منذ انطلاق رحلتنا في عام 2022م، ولا نعتزم التوقف حتى نحقق أهدافنا، ويؤكد تنظيم حلقة العمل هذه بحضور قادة القطاعات التزامنا بالعمل جنباً إلى جنب لتوفير مصدر طاقة مستدام وآمن بتكلفة تنافسية من أجل مستقبل عُمان".
وتضمنت الحلقة مراجعة دقيقة لجاهزية أربعة منظومات أساسية لنمو قطاع الهيدروجين الأخضر في عُمان، وهي قطاع المقاولين، وجاهزية قطاع القوى العاملة، وجاهزية منظومة التصاريح، وجاهزية القطاع اللوجستي.
وفي قطاع المقاولين قام المشاركون بتقييم قدرات وإمكانات مقاولي أعمال الهندسة والمشتريات والبناء المحليين وإعداد الاستراتيجيات اللازمة لتطوير قدراتهم، إضافة إلى استكشاف الفرص لإقامة شراكات مع مقاولي أعمال الهندسة والمشتريات والبناء الدوليين، وفي قطاع القوى العاملة، ركزت حلقة العمل على وضع خارطة للتعاون مع مختلف الجهات المعنية لإيجاد كوادر مُدربة تتماشى مع متطلبات القطاع، وراجع المشاركون القواعد والسياسات المتبعة فيما يتعلق بإمكانات العمالة الأجنبية للتأكد من استقطاب المواهب المناسبة، وتحديد الفجوات القائمة في المهارات المحلية وإعداد البرامج التدريبية اللازمة لسدّها.
وكان التحول الرقمي أحد محاور مناقشات جاهزية منظومة التصاريح، حيث استعرض المشاركون السبل الممكنة لتبسيط أنظمة إصدار التصاريح، أما جاهزية القطاع اللوجستي، فركزت على توسيع هياكل الموانئ، ومرافق المناولة المتخصصة، والبنية الأساسية والخدمات اللازمة لتمكين شركات الهيدروجين الأخضر في القطاع.
واختتم برنامج حلقة العمل بخارطة طريق واضحة لتحقيق النمو الاقتصادي وتمهيد الطريق أمام بناء وتطوير وتوطين قطاع هيدروجين تنافسي ومستدام.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
10 تخصصات جامعية مستقبلية تمنحك وظيفة في أي دولة
يفكر كثير من الشباب في العالم العربي في العمل خارج بلدانهم، في ظل شح فرص العمل المحلية والبطالة المتفشية بين خريجي الجامعات في العديد من الدول العربية.
ولكن، مع عالم يتغير بسرعة بفعل الثورة الرقمية والتحولات الاقتصادية ومتطلبات سوق العمل المستقبلية، لم يعد اختيار التخصص الجامعي قرارا فرديا فقط، بل أصبح خيارا إستراتيجيا يتطلب عقلية عالمية تتجاوز حدود الدولة التي نعيش فيها.
وبحسب تقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس)، يُتوقع أن تسهم عوامل متعددة مثل الابتكار التكنولوجي، والتقلبات الاقتصادية، والتحولات الديمغرافية، والاتجاه المتزايد نحو الاقتصاد الأخضر في إعادة تشكيل سوق العمل العالمية بحلول عام 2030.
وتعد الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا من بين الأسرع نموًّا من حيث الطلب، وتشمل مجالات مثل تحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، وتعلّم الآلة، وتطوير البرمجيات والتطبيقات. كما تسجل الوظائف المرتبطة بالتحول البيئي والطاقة المستدامة نموا ملحوظا، وفقًا للمصدر ذاته.
وفي ظل هذه المتغيرات، يسعى الشباب العربي اليوم إلى اكتساب تعليم ومهارات تمكّنهم من المنافسة في سوق العمل العالمية لا المحلية فقط.
إعلانفي هذا السياق، يستعرض هذا التقرير أبرز 10 تخصصات جامعية مستقبلية ذات طابع عالمي، تُميّزها قدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية وتوفير فرص مهنية واسعة ومتنوعة لخريجيها في مختلف القطاعات والدول في العالم.
جاء اختيار هذه التخصصات وترتيبها استنادًا إلى معيار رئيسي، هو معدل النمو المتوقع في فرص التوظيف خلال السنوات القادمة، بناء على تقارير ومؤشرات من مصادر دولية موثوقة.
مع تنامي الوعي العالمي بقضايا تغيّر المناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، يشهد قطاع الطاقة المتجددة والاستدامة طلبًا متزايدًا على الكفاءات المتخصصة.
ووفقًا لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي، تُعد الوظائف في هذا القطاع من بين الأسرع نموا خلال العقد القادم. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يرتفع الطلب على فنيي خدمة توربينات الرياح بنسبة تصل إلى 60%، وعلى مُركّبي أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 48% بحلول عام 2033، وهي نسب تفوق بكثير المتوسط العام لنمو الوظائف.
كما تتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن يصل عدد الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة عالميا إلى نحو 43 مليون وظيفة بحلول عام 2050، مقارنة بـ12.7 مليون وظيفة فقط في عام 2021، وذلك يعكس النمو الهائل الذي يشهده هذا المجال الحيوي.
الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة نسبة النمو في التوظيف: 40% بحلول عام 2027يُعد الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة من أبرز التخصصات التي تُعيد تشكيل مختلف القطاعات، من الرعاية الصحية إلى التمويل والتكنولوجيا.
وبحسب تقرير "مستقبل الوظائف 2025″، يُتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في خلق 170 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، مقابل إلغاء 92 مليون وظيفة، وذلك يؤدي إلى صافي زيادة قدره 78 مليون وظيفة.
ويشير التقرير إلى أن 86% من الشركات في العالم ستتأثر بتقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، مما يعزز الطلب على المهارات المرتبطة به، مثل تحليل البيانات الضخمة، وتطوير الخوارزميات، والأمن السيبراني.
إعلانكما تشير منصة "الإحصاءات السوقية" إلى أن نمو الوظائف في هذا المجال سيبلغ 40% بحلول عام 2027، مما يجعله من أسرع القطاعات نموا عالميا.
يُعد التمريض من أقدم المهن الإنسانية وأكثرها تأثيرًا، ولا يزال يحتفظ بدوره المحوري في أنظمة الرعاية الصحية في أنحاء العالم.
ووفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأميركي، من المتوقع أن ينمو الطلب على الكوادر التمريضية بنسبة تصل إلى 40% بحلول عام 2033، مما يجعل التمريض من أسرع المهن نموا خلال العقد المقبل.
ورغم هذا النمو اللافت، يُعاني قطاع التمريض من نقص عالمي حاد في الأيدي العاملة، حيث يُقدَّر العجز الحالي بنحو 5.9 ملايين ممرضة وممرض، وفقًا لتقرير صادر عن المجلس الدولي للممرضات. ويُشكّل الممرضون ما يقارب 60% من القوى العاملة في القطاع الصحي، ومع ذلك تواجه العديد من الدول تحديات كبيرة في ملء الوظائف الشاغرة وتلبية الطلب المتزايد.
علوم البيانات والتحليلات نسبة النمو في التوظيف: 36% حتى عام 2033مع دخول البشرية إلى عصر البيانات الضخمة، أصبح تخصص علوم البيانات في غاية الأهمية، في ظل التدفق الهائل للمعلومات الرقمية من مصادر مثل وسائل التواصل الاجتماعي، وأجهزة إنترنت الأشياء، والأنظمة التفاعلية.
تُعرف علوم البيانات بأنها مجال متعدد التخصصات يستخدم العمليات والنماذج العلمية لاستخلاص المعرفة من البيانات، ويُمكّن صانعي القرار من اتخاذ قرارات مبنية على أدلة دامغة، وفقًا لمنصة "أكاديمية علوم البيانات".
وتشير بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي إلى أن نسبة نمو الطلب العالمي على وظائف علوم البيانات ستبلغ 36% حتى عام 2033.
مع تزايد التهديدات الرقمية، يُتوقع نمو الطلب على خبراء الأمن السيبراني بشكل ملحوظ في السنوات القادمة.
إعلانووفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأميركي، من المتوقع أن ينمو توظيف محللي أمن المعلومات بنسبة 33% من عام 2023 إلى عام 2033، وهو معدل أسرع بكثير من المتوسط العام.
وعلى المستوى العالمي، هناك حاجة ماسة إلى 4 ملايين متخصص حاليا لسد فجوة المواهب في صناعة الأمن السيبراني. وقد يصل النقص العالمي في المهارات، والذي يمتد عبر الدول والصناعات، إلى 85 مليون وظيفة بحلول عام 2030، مما يتسبب في خسائر سنوية غير محققة تقدر بنحو 8.5 تريليونات دولار، وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.
الهندسة الطبية الحيوية نسبة النمو في التوظيف: 24% حتى عام 2030يجمع هذا التخصص بين الطب والهندسة لتطوير تقنيات طبية متقدمة، ويشهد قطاع الرعاية الصحية تطورًا سريعًا، مع إسهام التكنولوجيا في ابتكار الأجهزة والأنظمة الصحية وتصميمها وتطويرها، مثل الأطراف الصناعية والأعضاء الإلكترونية، وأنظمة إدارة المعلومات الطبية.
ووفقًا لتقرير صادر عن المجلس الدولي للتعليم والثقافة في لندن، يُتوقع أن تشهد المجالات الصحية، ومنها الهندسة الطبية الحيوية، نموًّا في التوظيف بنسبة 24% حتى عام 2030. وقد أكدت جامعة الشرق الأوسط هذه التوقعات استنادًا إلى المصدر ذاته.
الخبراء الأكتواريون نسبة النمو في التوظيف: 22% حتى عام 2033الخبراء الأكتواريون هم محللو بيانات متخصصون في قياس احتمالات الأحداث المستقبلية وتقدير أثرها المالي باستخدام الرياضيات والإحصاء والنماذج المالية.
وتزداد الحاجة إلى هؤلاء المتخصصين في شركات التأمين، والبنوك، والحكومات، لتقديم تصورات دقيقة عن المخاطر المستقبلية، وفقًا لمعهد وكلية الأكتواريين في المملكة المتحدة.
ويُتوقع أن ينمو توظيف الخبراء الأكتواريين بنسبة 22% من عام 2023 إلى عام 2033، وهو نمو يفوق المتوسط العام لجميع المهن، بحسب مكتب العمل الأميركي.
تُعنى هندسة البرمجيات بتطبيق مبادئ الهندسة في تصميم البرمجيات والتطبيقات وتطويرها وصيانتها. وتُعد من التخصصات التي تشهد طلبًا متزايدًا في مختلف القطاعات، في ظل الاعتماد المتزايد على الحلول الرقمية في الحياة اليومية والعمل.
إعلانوتتوقع بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي أن تنمو وظائف مطوري البرمجيات ومحللي ضمان الجودة بنسبة 17% حتى عام 2033.
التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية نسبة النمو في التوظيف: 8% حتى عام 2033يُعتبر التسويق الرقمي من أكثر المهارات طلبًا في سوق العمل العالمية. وقد تصدّر قائمة المهارات الأسرع نموا لعام 2024، بحسب "تقرير المهارات العالمي 2024" الصادر عن منصة "كورسات تعليمية"، مما يعكس التحول الرقمي المتسارع في مختلف القطاعات.
وتُشير بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي إلى أن وظائف مديري التسويق والإعلان ستنمو بنسبة 8% خلال الفترة من 2023 إلى 2033.
كذلك توقعت مجلة "فوربس" أن تصل قيمة سوق التسويق الرقمي العالمي إلى 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2030، مدفوعة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل تحليل البيانات وإنشاء المحتوى الذكي.
الهندسة البيئية وعلوم المناخ نسبة النمو في التوظيف: 7% حتى عام 2033يعمل المهندسون البيئيون وعلماء المناخ على إيجاد حلول لتحديات تلوث الهواء والماء والتربة، ومعالجة النفايات، ودراسة تغير المناخ، وتطوير السياسات البيئية والتقنيات الخضراء.
وتُشير مجلة "علوم الهندسة البيئية" إلى أن هذا القطاع سيشهد نموًّا في التوظيف بنسبة 7% من عام 2023 إلى عام 2033، وهو معدل يفوق متوسط نمو جميع المهن وفقًا لبيانات مكتب العمل الأميركي.
لا شك أن التخصصات التي استعرضناها لا توفر فقط فرص عمل عبر الحدود، بل تُعد انعكاسًا لتحولات عالمية كبرى في سوق العمل، حيث يتقدّم الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والبيانات، لتُصبح مفاتيح الاقتصاد القادم. إن اختيار أحد هذه التخصصات لم يعد ترفًا أكاديميا، بل خطوة إستراتيجية للنجاة في سوق تنافسية متسارعة، تتطلب ليس فقط شهادة جامعية، بل عقلية متجددة قادرة على التكيّف المستمر والتعلّم مدى الحياة.