أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) اليوم الأربعاء، تعرض مناطق في محافظة الحُديدة الساحلية لغارات أميركية بريطانية، في حين أُصيبت سفينة تجارية بعد تعرّضها لهجوم في البحر الأحمر، في أعقاب إعلان القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم) أمس تدمير منصتي إطلاق صواريخ كروز مضادة للسفن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وأوضحت وسائل إعلام تابعة للحوثيين ان غارتين أميركية وبريطانية استهدفتا منطقة الفازة بمديرية التحيتا جنوب مدينة الحديدة، بعد أن استهدفت غارة منطقة الجبّانة في المدينة نفسها، في حين لم يصدر تعليق من قبل واشنطن أو لندن بشان تلك الغارات حتى الساعة.

وسبق أن أفادت جماعة الحوثي بأن عدة غارات أميركية وبريطانية استهدفت مطار الحديدة، الذي يضم مدرجا بطول 3 كيلومترات، كان يقدم خدمات للرحلات الداخلية والدولية، قبل أن يتوقف منذ سنوات بسبب تداعيات الحرب والصراع في البلاد.

عاجل | المتحدث العسكري باسم أنصار الله: إصابة بالغة لحقت بالسفينة توتار في البحر الأحمر وهي معرضة للغرق

وكانت القيادة المركزية الأميركية  قالت أمس الثلاثاء، إنها نجحت خلال الـ 24 ساعة الماضية،  في تدمير منصتي إطلاق صواريخ كروز مضادة للسفن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وأوضحت القيادة الأميركية أن تدمير منصات الإطلاق تلك يأتي لأنها "تمثل تهديداً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية التي تبحر في المنطقة"، مشيرة إلى أنها ستواصل  اتخاذ الإجراءات التي قالت إنها تحمي حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أمناً للسفن في منطقة البحر الأحمر.

إصابة سفينة

واليوم، أُصيبت سفينة تجارية ووجّهت نداء استغاثة بعد تعرّضها لهجوم في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، بحسب ما أفادت وكالتان بريطانيتان للأمن البحري.
وقالت شركة إمبري إنّ السفينة أُصيبت على بعد حوالى 68 ميلاً بحرياً جنوب غرب ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.

وفي وقت لاحق، أفادت وكالة "يو كاي أم تي أو" البريطانية بأن "زورقاً صغيراً اصطدم بمؤخر السفينة"، لافتة إلى أن ربان السفينة "أبلغ عن تسرب المياه إليها، وليست تحت قيادة الطاقم"، وأنه أفاد بأنها بإصابتها للمرة الثانية بقذيفة مجهولة محمولة جواً.

وتضامنا مع غزة -التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها.

ويشن تحالف تقوده الولايات المتحدة منذ مطلع العام الجاري غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن ردا على هجماتها البحرية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على غزة خلفت أكثر من 120 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

جوّكم خاب وبحركم خاسر.. اليمن ثابت وفلسطين في القلب

 

 

في تطور يكشف حجم اليأس والإحباط، أقدم العدو الإسرائيلي على استخدام سلاح البحرية في عدوان مباشر على ميناء الحديدة، بعد أن أثبت سلاح الطيران فشله الذريع في إخضاع اليمن وكسر إرادته.. وهذا التحول ليس تصعيدًا نوعيًا بقدر ما هو اعتراف صريح بالعجز في الجو، ومحاولة أخيرة بائسة للالتفاف على صمود لا يُكسر.. ولكن كما خابت طائراتهم، ستغرق سفنهم في وهم السيطرة، فاليمن اليوم ليس فقط مستعدًا للمواجهة، بل ماضٍ في معركة الوعي والثبات حتى كنس العدوان والانتصار للقضية الفلسطينية التي كانت وستبقى في قلب كل يمني حر.
العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة ليس إلا فصلًا جديدًا من سلسلة الفشل المتواصل لكيان غاصب لم يعد يملك من القوة إلا ضجيج السلاح، ولا من الهيبة إلا ما تصنعه الشاشات. بعد أن انكسر طيران العدوان على صخرة الصمود اليمني، وبعد أن عجزت غارات الأعداء الصهاينة عن إخضاع الإرادة الحرة، لجأوا إلى البحر، ظنًّا منهم أن الموج أضعف من الجبال، وأن الموانئ أسهل من السماء، لكنهم نسوا أو تجاهلوا أن اليمن لا يُؤخذ من الجو، ولا يُركع من البحر، ولا يُساوم على الأرض ولا على المبدأ.
لقد فشل العدوان الإسرائيلي، وسيفشل في كل مرة يظن فيها أن اليمن ساحة مفتوحة لتجريب أدوات القتل، لا البحر ولا الجو سيمنحه نصرًا، ولا كل حلفائه سيمنحونه شرعية، اليمن اليوم أقوى مما يظن، وأكثر وعيًا مما يتخيل، وأشد تصميمًا على كسر كل عدوان، مهما كانت الجهة التي تقف وراءه، والحديدة التي أراد الأعداء أن يجعلوها بوابة لفرض الحصار، ستكون بوابة لسقوط وهمهم العسكري، ونقطة تحول جديدة في ميزان الردع الإقليمي.
اليمن ليس دولة عابرة، أو شعبًا يمكن عزل بوصلته، هذا الشعب، الذي تحمل الحصار والحرب والمؤامرات، لم يتزحزح يومًا عن موقعه الأصيل في خندق فلسطين. لم تبعده الجراح، ولم تشغله المعارك، ولم تثنه الضغوط، اليمن لا يخذل القدس، ولا يتخلى عن غزة، ولا يصافح قتلة الأطفال في نابلس وجنين، فلسطين ليست مجرد قضية في الوجدان اليمني، بل عهد تاريخي وواجب إيماني وثابت لا يُمَسّ، ولو اجتمع العالم على تغييره.
من يراهن على أن العدوان سيجعل اليمن يراجع مواقفه من القضية الفلسطينية فهو واهم، ومن يعتقد أن القصف سيجبره على الصمت، لا يعرف شيئًا عن شعب لا يعرف الركوع، اليمن لا يباع، ولا يُبتز، ولا يُهدد، وميناء الحديدة سيبقى شامخًا، كما بقيت، صنعاء، وحجة، والجوف، والحديدة، وكل مدن اليمن التي لم تنحنِ لقصف ولا حصار.
العدوان الإسرائيلي فشل وسيفشل، لأن ما يواجهه في اليمن اليوم ليس مجرد مقاومة، بل وعي عربي أصيل بدأ يستعيد أنفاسه من أقصى اليمن حتى أقصى فلسطين، اليمن باقٍ، وفلسطين في قلبه، ومن يعتقد أن القنابل تستطيع تغيير الحقائق، فليقرأ تاريخ الشعوب الحرة، بل ليقرأ تاريخ اليمن.

مقالات مشابهة

  • قفل وحب للأبد .. حكاية شارع العشاق في قرية سياحية بالبحر الأحمر
  • هاتفيا.. مباحثات إماراتية - بريطانية بشأن التطورات في الشرق الأوسط
  • جوّكم خاب وبحركم خاسر.. اليمن ثابت وفلسطين في القلب
  • دون تسجيل أي شكاوى.. هدوء تام في أول أيام امتحانات الثانوية العامة بالبحر الأحمر
  • طلاب الثانوية العامة بالبحر الأحمر يؤدون التربية الدينية والوطنية وسط استعدادات مشددة
  • كنز بحري مذهل في أعماق المتوسط.. اكتشاف سفينة من القرن الـ16 | ماذا يوجد بها؟
  • الثروة السمكية تعلن اغلاق موسم اصطياد الحبار في البحر الأحمر
  • اغلاق موسم اصطياد الحبار في منطقة البحر الأحمر
  • باحث يمنى: الحوثيون سيهاجمون إسرائيل بعد ضرب إيران
  • دبلوماسي أمريكي: الحوثيون سيظلون قوة فاعلة ولاعبًا أساسيًا في أي خيارات تُرسم لمستقبل اليمن (ترجمة خاصة)