عربي21:
2025-08-03@06:34:17 GMT

لقد ظن نتنياهو أنها ستكون نزهة!

تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT

إن مثل نتنياهو كمثل التي ذهبت تأخذ بثأر أبيها فعادت حاملا!

هذا مثل مصري ذكرته بصياغة مختلفة تجعله صالحا للنشر، وشرحه يصلح لمقال عن ظاهرة الأخذ بالثأر في الصعيد، مقاربة أنثروبولوجية. وهو مثل عميق في دلالته، لكن الظاهر منه واضح، ويشرح نفسه بنفسه، وهو ما نريده في هذه السطور!

فلم تنجح الحرب الإسرائيلية على غزة في تحقيق أهدافها، والحروب بالأهداف، وقد ذكر الملأ من الصهاينة أن هدفها القضاء على حركة حماس قضاء مبرما، حتى إذا جاءت الهدنة، وبدأت عملية تسليم عدد من الأسرى، ظهر رجالها كما لو كانوا قادمين من الفنادق، لا من الخنادق، على نحو كاشف بأن آلة القتل الإسرائيلية لن تتمكن من ذلك، فكان بدء العدوان أشد من المرة السابقة، وأُحكم الحصار على الشعب، وصارت الحرب أكثر إجراما في حق المدنيين.

إنه يريد انتصارا ولو شكليا وفق قواعد الصورة الأمريكية، عندما كنا نشبه حركة الكاميرا التي يشتعل ضوؤها وتسمع صوت الضغط على زر العمل بها، دون التقاط صورة، بأنها لقطة أمريكاني، أي وهمية، وهذا ما سعى له نتنياهو!

فالأيام تمر دون تحقيق الحرب لأهدافها، حتى اقتربت من عامها الثاني، وإذا ألقت ما فيها وتخلت، فهذا إعلان نهاية زمن نتنياهو، ليصبح ذكرى إن لم يحاكم وزوجته، وتشهد محاكمتهما فضائح ليست بالصغيرة، فانتقل إلى إيران، ليقع في المحظور، ويكون كالذي تتخبطه الشياطين من المس!

إيران تغري بالالتهام، فقادتها يفتقدون الإرادة لخوض حرب حقيقية، وإن كان لا بد من وقوف مع المقاومة الفلسطينية، فإن المال يجبر التقصير، وليس سرا أنهم يدفعون للمقاومة عطاء سنويا كريما، كما أن حزب الله كان يقوم ببعض المناوشات مع الجانب الإسرائيلي، وقد التحق به ذراعهم في اليمن، الحوثي، فكفّى ووفّى. وليس سرا أنها حالت دون تحقيق رغبة حزب الله في الدخول بشكل حقيقي للحرب، ليكون التردد وافتقاد الإرادة سببا في إخراجه من المعادلة، وتدمير قوته، وقتل العديد من قادته، مع ما ترتب على ذلك من آثار أخصها سقوط نظام الحليف في سوريا!

بعد جس النبض:

الأكثر إغراء لنتنياهو في ضرب ضربته، هو أن الموساد كما نجح في اختراق حزب الله فقد نجح في اختراق إيران، فضلا عن أنه "جس نبض" طهران من قبل باستهداف قيادات لها، وكان الرد الإيراني باهتا وضعيفا!

إنها ساحة تغري مهزوما متوترا مثله على تحقيق النصر السريع، ولعله كان يحلم بضربات مؤثرة ومباغتة، ترد عليها إيران ردا ضعيفا كما هي العادة، أو تعلن أنها تحتفظ بحق الرد، كما احتفظ به الأسد الأب والأسد الابن، حتى موت الأول وخلع الثاني.. والأمور بدأت هكذا في يومها الأول، وبدا كما لو كانت إيران في عجلة لوضع نهاية للحرب قبل طلوع شمس اليوم التالي، لكن هذا التردد، دفع نتنياهو لمواصلة العدوان، وتصوره أنه يملك القدرة على تحقيق النصر على الجيوش النظامية وإن كان قد فشل في تحقيقه على المقاومة في غزة!

كان ما جرى حتى صباح اليوم التالي، يشير إلى أن نتنياهو على وشك أن يدشن زعيما لإسرائيل مدى الحياة، لكن إيران تخلصت من ترددها، وربما خوفها، فطلبت الموت لتكتب لها الحياة، وكانت النتيجة تشفي الصدور، وقد كنا قبل قليل نعتقد أنه النصر الإسرائيلي الكبير، الذي سيمكنها من أن تفرض هيمنتها كاملة على الإقليم، لكن الله سلم!

الوضع الإيراني قبل الحرب:

لم تتوقع إيران الحرب، لكن وضعها صار مغريا بالعدوان عليها؛ فبجانب كل ما سبق، فقد خسرت أذرعها في المنطقة، وهذا من ضمن ما أغرى نتنياهو بها، وعدم تحقيق حربه المجنونة على غزة لأهدافها دفعه للهروب إلى منطقة أمنة فعاد حاملا في التاسع، وقد أتى لأهله بالعار، يقولون إنه الآن مختف، فلا أحد يعرف أين مخبؤه، وقد نجح رد الفعل الإيراني في أن يجعلنا نرى المباني التي تهدمت فلا نعرف إن كانت الصورة من تل أبيب أم من خان يونس!

كان يمكن للدول الكبرى أن تتدخل وتوقف الحرب في يومها الأول، وأعتقد أن إيران كان يمكن أن تكتفي بردها الضعيف مساء هذا اليوم، لكن نتنياهو ظن أنه يستطيع أن يُركع الإيرانيين، وأن يحقق النصر المبين، لكن الرد الإيراني أصاب مباني ومنشآت عسكرية، والأهم من ذلك أنه نجح في أن يجعلنا نرى الإسرائيليين يهرعون عشرات المرات إلى الملاجئ، ليكون دخولهم لها أكثر من دخولهم دورات المياه لقضاء الحاجة!

وإن أقواما يُهزمون مع كل الحروب، حتى تلك التي تدور بعيدا عنهم، من المثبطين؛ يقيسون الحروب بمقياس خناقات الشوارع، بعدد القتلى، والخسائر في البنايات، ومن هنا ينطلقون إلى إعلان نصر إسرائيل، في وقت لا يعترف الإسرائيليون أنفسهم بذلك، ربما لأنهم في الملاجئ لا يملكون هذا الترف، لكنهم من داخلهم يساوون بين إسرائيل وطهران، ويعلنون أن الحرب هي نتيجة دعاء العاطلين والنائمين على بطونهم أن يسلط الله الظالمين على الظالمين، وهو دعاء سلبي من الذين لا ينتصرون لحق، ولا يقفون أمام باطل!

إنني أقدر تماما غضب السوريين، حيث ساهمت إيران في بقاء طاغية الشام كل هذه السنوات، والذين هاجروا من أوطانهم بسبب هذا الدعم، ودُمرت بيوتهم ومدنهم بسبب استمرار بشار الأسد!

وأتفهم تماما من لا ينظرون إلا لنصف الكوب الفارغ، الذين نظروا للأمر من ثقب الطائفية الدينية، سنة وشيعة، وللأسف فإن طهران الدولة، تحركت بالغزو الأمريكي للعراق من أرضية طائفية، لأنه حقق لها منافع كبيرة وتمددا في المنطقة، وأرضا لم يكونوا بالغيها ولو بشق الأنفس، ولا أنسى أن صدام حسين أُعدم بواسطة رجالها خارج القانون، وكان الحرص على تحديد اليوم طائفيا بامتياز؛ وفي يوم عيد الأضحى للمسلمين السنة، في إشارة لا تخطئ العين دلالتها!

بيد أن الحسنات يذهبن السيئات، وإيران الآن تخوض حربا بالأصالة عن نفسها ونيابة عن الأمة، والصدور التي شفيت بنتائجها ليست صدور الشيعة وحدهم، لكن صدور الشيعة والسنة، والأحرار في كل العالم! إنها تردع عدونا المشترك، فماذا لو انتصرت إسرائيل كما توهم نتنياهو؟!

ظن نتنياهو أنها ستكون نزهة، ولهذا أوّب ترامب معه، بتحطيم إيران ثم تأتي لمائدة المفاوضات مهانة، وسوابق إيران في الرد معروفة؛ تُحدث دويا ولا تصيب هدفا، لكنها فاجأته وفاجأتنا
المد الصهيوني:

لقد كنا سنعيش مرحلة المد الصهيوني في المنطقة، وكانت نهاية المقاومة، وبداية عهد جديد هو زمن إسرائيل الكبرى!

ولو توقفت الحرب الآن، وخسائر إيران أكبر بكل تأكيد، لكان ما حدث من رد إيراني أذهلني على المستوى الشخصي، يعني أن المنتصر هو طهران، وسيضع حدا لهذا الإجرام الإسرائيلي الذي يحسب أن لن يقدر عليه أحد!

لقد ظن نتنياهو أنها ستكون نزهة، ولهذا أوّب ترامب معه، بتحطيم إيران ثم تأتي لمائدة المفاوضات مهانة، وسوابق إيران في الرد معروفة؛ تُحدث دويا ولا تصيب هدفا، لكنها فاجأته وفاجأتنا، وتصرفت وفق قاعدة: اطلب الموت توهب لك الحياة.

بيد أن السؤال: ماذا بعد أن تلقي الحرب أوزارها، والحروب بأهدافها، ووفق هذه النظرية فقد انتصرت إيران؟!

إن هذه النتيجة لأنها ليست نصرا كاسحا ينهي إسرائيل من الوجود، ولأن إيران ستخرج منها متعبة، فإن الخوف من أنها تسعى للهيمنة على المنطقة ليس في محله، وفكرة نشر المذهب الشيعي هذه من الخزعبلات، ففي ظل وسائل الاتصال الحديثة فإن نشر المذاهب والأفكار لا يحتاج للاحتكاك المباشر، ومطلوب من أهل السنة ألا يسيئوا الظن بمذهبهم فيتصورون أن أي ريح قادمة من طهران يمكن أن تكون سببا في التشيع وهزيمة المذهب السني، كم بقيت الدولة الفاطمية في مصر؟ 216 سنة؟ هل تشيع المصريون؟!

لقد ظن نتنياهو أنه سيعوض هزيمته في غزة نصرا مؤزرا على إيران، فعاد من هناك حاملا في التاسع!

"يتربى في عز والده"!

x.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه نتنياهو الحرب الإسرائيلية إيران إيران إسرائيل نتنياهو حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إیران فی

إقرأ أيضاً:

جدعون ليفي: نتنياهو يرتكب أسوأ جرائم الحرب في غزة بحماية من ترامب

قال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إن الوقت قد حان للاعتراف بأن التجويع يستخدم كسلاح وأداة في السياسة الإسرائيلية وأن التدمير الممنهج لقطاع غزة يمثل إبادة جماعية تحول الولايات المتحدة دون وقفها.

وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن غالبية الإسرائيليين يرغبون بشكل كبير في عودة الأسرى من غزة بينما الحكومة لا تريد إنهاء الحرب، مؤكدا أن "هذا هو جوهر المشكلة".

لكن ليفي لفت إلى أن كثيرين في إسرائيل فقدوا تعاطفهم من المدنيين في القطاع بعدما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مضيفا أن إسرائيل تنزع الإنسانية عن الفلسطينيين منذ 1948، ولم تتحمل أي مسؤولية لها عن النكبة.

وأكد الكاتب الإسرائيلي أنه لم يسمع عن النكبة إلا وهو في الـ25 من عمره، مؤكدا أن إسرائيل تمارس نفس سياسة الإنكار لكل ما تقوم به في غزة "حتى تكون قادرة على الاستمرار فيه".

إسرائيل تتحمل مسؤولية المجاعة

وفيما يتعلق بالحديث عن وصول وجبات للفلسطينيين ونفي المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف وجود مجاعة في غزة، قال ليفي إنه يرفض مناقشة هذا الأمر لأن الصورة واضحة جدا، والأقوياء بدنيا فقط يمكنهم الحصول على جزء بسيط من الطعام.

واعتبر أن الجدل مع ويتكوف فيما يقوله ليس مطروحا لأن ما يحدث في القطاع "هو تجويع فعلي تمارسه إسرائيل بشكل ممنهج، وهي من يتحمل مسؤوليته".

كما حمل ليفي المجتمع الدولي مسؤولية إنقاذ غزة وإيقاف الإبادة والتجويع والحرب، وقال إن إسرائيل لن تفعل هذا من جانبها، وإن الأميركيين يمكنهم وقف كل هذا خلال ساعات. وأكد أن "على الدول وقف هذا الأمر لأن الناس يموتون كل ساعة".

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن بنيامين نتيناهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- يتعمد تجويع الناس لدفعهم إلى جنوب القطاع بنية تهجيرهم، واصفا الأمر بأنه "أحد أسوأ الجرائم ضد الإنسانية التي يجب على العالم التدخل لوقفها".

إسرائيل مدللة الغرب

وفسر هذا الصمت الدولي على ما يجري في غزة بأن إسرائيل "هي مدللة الغرب الذي لا يزال يحمل مخاوف الماضي، ويخشى محاسبة دونالد ترامب لكل من يفكر في معاقبتها".

إعلان

وقال إن دول الغرب تشعر بالشلل بسبب وجود ترامب الذي قال إنه لا يعرف ما الذي يريده بالضبط، مضيفا "أعتقد أن ترامب نفسه لا يعرف ما الذي يريده".

وكان ترامب قد تحدث خلال الأيام الماضية عن ضرورة إدخال المساعدات للقطاع الذي قال إنه شاهد "الصور المروعة القادمة منه"، كما زار ويتكوف غزة الجمعة الماضية وتفقد مراكز توزيع المساعدات.

وأمس السبت، قال السيناتور الأميركي كريس فان هولين إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة انتقلت من كونها "مروعة "إلى "جحيم على الأرض"، مشددا على أن الأطفال هناك يتضورون جوعا، وسكان القطاع يواجهون خطر المجاعة الشاملة.

ودعا فان هولين حكومة نتنياهو إلى السماح فورا باستئناف نظام توزيع المساعدات بقيادة الأمم المتحدة، محذرا من أن الوضع الإنساني الكارثي في غزة لم يعد يحتمل مزيدا من التأخير أو العراقيل.

مقالات مشابهة

  • محللون: نتنياهو يرفض إنهاء مشكلة التجويع
  • جدعون ليفي: نتنياهو يرتكب أسوأ جرائم الحرب في غزة بحماية من ترامب
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة
  • ترامب يعتقد أن نتنياهو يسعى لإطالة الحرب في غزة
  • «لم يعلم أنها ستكون الأخيرة».. صور توثق آخر ظهور لـ لطفي لبيب
  • أولمرت يصف حرب غزة بـغير المشروعة ويتهم نتنياهو بارتكاب جرائم حرب
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • كامل إدريس.. من “سويسرا” إلى “بورتسودان”
  • إيران تطالب أمريكا بتعويضات عن خسائرها خلال الحرب مع جيش الإحتلال