الجزيرة:
2025-05-18@13:32:21 GMT

استخدام فيروس آمن لعلاج السرطان

تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT

استخدام فيروس آمن لعلاج السرطان

توصلت دراسة حديثة إلى أن فيروسا ضعيفا يمكن أن يساعد في القضاء على السرطان لدى الفئران. بالإضافة إلى ذلك، كانت الفئران التي عولجت بهذا الفيروس أكثر مقاومة لتطور الأورام في وقت لاحق من الحياة.

وأجرى الدراسة باحثون من كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرج في الولايات المتحدة الأمريكية ونشرت الدراسة في 11 يونيو/حزيران الجاري في مجلة كلينكال انفستيجشن (Journal of Clinical Investigation) وكتب عنها موقع يوريك أليرت (EurekAlert).

استخدم الباحثون في هذه الدراسة فيروس التهاب السحايا والمشيمية اللمفاوي (إل سي إم في) الموهن (الضعيف) (lymphocytic choriomeningitis virus (LCMV))، وهو فيروس آمن حتى في الفئران التي تملك مناعة ضعيفة. وهذا اكتشاف بالغ الأهمية، حيث إن العديد من مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي وعلاجات السرطان الأخرى تكون مناعتهم ضعيفة.

أظهر علماء نورث وسترن في نماذج أورام متعددة – بما في ذلك سرطان الجلد وسرطان القولون- أن حقن الفئران الحاملة للورم بهذا الفيروس أدى إلى تقليص الورم وزيادة البقاء على قيد الحياة.

وضحت المؤلفة المسؤولة عن الدراسة الدكتورة بابلو بينالوزا-ماكماستر، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرج والعضو في مركز روبرت لوري الشامل للسرطان بجامعة نورث وسترن أن أحد الجوانب المهمة في هذا العلاج الفيروسي هو أنه يُظهر السلامة والفعالية حتى في الجسم الذي يعاني من ضعف المناعة. ويضيف أن الفئران التي كانت خالية من الخلايا التائية القاتلة والخلايا البائية (الخلايا المناعية) كانت تستجيب لهذا العلاج.

وبينت بينالوزا-ماكماستر أن فيروس التهاب السحايا والمشيمية اللمفاوي ولد استجابة مناعية عالية، لكنه يمكن أن يسبب المرض خاصة لدى مرضى زراعة الأعضاء (يتم اعطاؤهم أدوية تثبط المناعة حتى لا يرفض الجسم العضو الجديد المزروع فتكون مناعتهم ضعيفة). وتضيف أنه ومع ذلك، باستخدام البيولوجيا الجزيئية، من الممكن إضعاف هذا الفيروس وجعله مخففا لاستخدامه كعلاج آمن، مع الحفاظ على قدرته على توليد المناعة. والميزة الأخرى هي أنه يبدو أنه يمكن استخدامه لأنواع مختلفة من السرطان.

حاليا، يتم استخدام ما يسمى بـ "الفيروسات المحللة للورم" (Oncolytic Viruses) وهي فيروسات تستهدف الخلايا السرطانية وتقتلها بشكل انتقائي مع الحفاظ على الخلايا الطبيعية مثل فيروس الهربس (herpes simplex virus)  لكن بينالوزا ماكماستر قالت إن هذه العلاجات ليست فعالة مع بعض الأورام، واستخدامها يشكل مخاوف تتعلق بالسلامة، خاصة في المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، مما يؤكد الحاجة إلى بدائل أكثر أمانا.

كيف يعالج الفيروس السرطان؟

تتمتع الأورام بمهارة تجنب الاستجابة المناعية من خلال تطوير استراتيجيات لإبقاء الجهاز المناعي بعيدا عن الورم. إن حقن الفيروس في الورم يجعل الفيروس يرفع ما يشبه الأعلام الحمراء على الورم لتنبيه الجهاز المناعي بوجود دخيل.

لم يكن لدى الفئران المثبطة المناعة خلايا تائية أو خلايا بائية أو بلاعم (خلايا مناعية رئيسية). وعلى الرغم من غياب هذه الخلايا المناعية المهمة، تمكن الفيروس من تنشيط مسارات مناعية بديلة لمحاربة السرطان. إحدى الطرق التي تم بها تحقيق ذلك كانت من خلال الإنترفيرون، وهي جزيئات تشير إلى وجود دخيل وتساعد في حشد آليات الدفاع في الجسم.

الوقاية من الإصابة بالسرطان في المستقبل

بالإضافة إلى المساعدة في إزالة الأورام، ساعد العلاج أيضا في الوقاية من الإصابة بالسرطان في المستقبل في هذه الفئران. كانت الفئران السليمة التي عولجت لأول مرة باستخدام علاج فيروس التهاب السحايا والمشيمية اللمفاوي أكثر مقاومة لتطور الأورام في وقت لاحق من الحياة.

ويمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال عملية بيولوجية غير مفهومة جيدا تعرف باسم "المناعة المدربة". وتحدث المناعة المدربة عندما تؤدي الإصابة السابقة إلى تعزيز قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة للأمراض المختلفة في المستقبل. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين تلقوا لقاح السل أظهروا حماية أفضل ضد الكائنات الحية الدقيقة الأخرى، وليس فقط مرض السل. وهذا يختلف عن استجابة اللقاح النموذجية، كما هو الحال مع لقاح فيروس سارس كوف 2 (SARS-CoV-2)، الذي يحمي في المقام الأول من هذا الفيروس المحدد.

وقالت بينالوزا-ماكماستر: "في الأساس، قد يوفر هذا العلاج حماية مناعية أوسع، مما يساعد الجسم على الحماية من أمراض مختلفة تتجاوز الهدف الأصلي".

الخطوة التالية في هذا البحث هي اختبار النهج على الكلاب المصابة بالساركوما (وهو السرطانات النادرة التي تتطور في العظام والأنسجة الرخوة، بما في ذلك الدهون والعضلات والأوعية الدموية والأعصاب وأنسجة الجلد العميقة والأنسجة الليفية). وإذا أظهرت الكلاب أيضا تحسنا، يأمل العلماء في إطلاق تجربة سريرية باستخدام العلاج على البشر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذا الفیروس

إقرأ أيضاً:

كورونا يضرب من جديد.. الفيروس القاتل يهاجم منطقة شرق آسيا

من جديد؛ فيروس كورونا المتجدد يهدد منطقة شرق آسيا حيث الارتفاع الملحوظ في حالات الإصابة بكوفيد-19، لا سيما في هونغ كونغ وسنغافورة، وسط تحذيرات من عودة تفشي الفيروس مع دخول فصل الصيف.

ففي هونج كونج، أعلنت السلطات الصحية أن المدينة دخلت موجة جديدة من تفشي الفيروس، مع ارتفاع معدل الإصابات بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية.

وابانت بيانات مركز حماية الصحة أن نسبة العينات الإيجابية ارتفعت من 1.7 % في منتصف مارس إلى 11.4 % حاليا، متجاوزة بذلك ذروة أغسطس 2024.

ومن جانبه؛ ذكر ألبرت أو، رئيس فرع الأمراض المعدية في المركز، إن النشاط الفيروسي في المدينة "مرتفع جدا" في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن نسبة العينات التنفسية التي تثبت إصابتها بالفيروس وصلت إلى أعلى مستوى لها خلال عام.

أما في سنغافورة، كشفت وزارة الصحة عن ارتفاع بنسبة 28 في المئة في عدد الإصابات التقديرية ليصل إلى 14 ألفا و200 حالة خلال الأسبوع المنتهي في 3 مايو، مقارنة بالأسبوع الذي سبقه وذلك في  أول تحديث بشأن إصابات كوفيد منذ نحو عام.


وأكدت وزارة الصحة وهيئة الأمراض المعدية أنهما تتابعان عن كثب الارتفاع في عدد الإصابات داخل البلاد، مشيرتين في الوقت ذاته إلى أن الزيادة لا تعود إلى ظهور سلالات أكثر شدة أو سرعة في الانتقال، بل إلى تراجع المناعة لدى السكان.

وبحسب الوزارة، فإن عدد حالات الدخول إلى المستشفيات ارتفع بنحو 30 في المئة، لكنها شددت على أن الوضع لا يدعو للقلق في الوقت الحالي.

ويعد متحورا LF.7 وNB.1.8، المنحدران من السلالة JN.1، الأكثر انتشارا في سنغافورة حاليا، إذ يشكلان أكثر من ثلثي الحالات التي تم تحليلها جينيا، وفقا للسلطات الصحية.

يشار الي أن سنغافورة توقفت عن إصدار تحديثات منتظمة عن كوفيد، ولم تعد تنشر الأرقام إلا عند حدوث طفرات ملحوظة في عدد الإصابات.

جرس إنذار.. علاقة عاطفية تهدد البشرية بكارثة أشد من كورونا| تفاصيلوباء جديد بعد كورونا.. 600 ألف شخص يعانون منه | ما القصة؟فيروس كورونا يلوح مجددا.. تحذيرات عالمية وهذه أبرز الأعراض ووسائل الحمايةكورونا الأمعاء.. اعرف الأسباب والأعراض وطرق الوقاية والعلاج طباعة شارك فيروس كورونا شرق آسيا هونج كونج سنغافورة الأمراض المعدية فصل الصيف

مقالات مشابهة

  • افتتاح مركز للعلاج بالبروتون في النرويج: خطوة متقدمة لعلاج مرضى السرطان
  • تقوية المناعة... ماهي الخضروات الورقية المفيدة للمسنين؟
  • نهج جديد للقاحات المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية يظهر نتائج مبكرة واعدة
  • الصحة العالمية تعلن خروج آخر مستشفى لعلاج السرطان بغزة من الخدمة
  • كورونا يضرب من جديد.. الفيروس القاتل يهاجم منطقة شرق آسيا
  • خروج آخر مستشفى لعلاج السرطان في غزة عن الخدمة
  • موجة جديدة من كورونا تضرب مناطق بآسيا وسط تحذيرات من عودة تفشي الفيروس
  • غزة.. آخر مستشفى لعلاج السرطان يخرج عن الخدمة
  • إعلان من المركز الوطني لعلاج الأورام للمناقصة العامة رقم (5) لسنة 2025م -1446هـ
  • إعلان من المركز الوطني لعلاج الأورام للمناقصة العامة رقم (6) لسنة 2025 -1446