محافظ أسيوط يناقش جهود التضامن الاجتماعي استعداداً لعيد الأضحى المبارك
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
ناقش اللواء عصام سعد محافظ أسيوط جهود واستعدادات مديرية التضامن الاجتماعي لاستقبال عيد الأضحى المبارك خاصة مع الاهتمام الذي يوليه الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتقديم خدمات أفضل للمواطنين في القطاعات المختلفة والاهتمام بالأسر الأكثر احتياجاً تحقيقاً لرؤية مصر 2030 تحقيقاً لخطط التنمية المستدامة.
مؤكداً على تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات والمعوقات وتسخير كافة الإمكانات وتقديم الدعم للحالات الإنسانية والأسر الأكثر إحتياجاً بتوفير السلع الأساسية وإحداث تغيير فعلي في واقع حياة المواطنين مؤكداً على أهمية تضافر الجهود بين كافة المؤسسات والهيئات والجهات الحكومية وغير الحكومية في المساهمة ودعم الأسر ومساندتهم وتوفير المساعدات لهم من أجل حياة كريمة ومعيشة لائقة بكافة الطرق الممكنة، ذلك خلال لقاءه بمكتبه بديوان عام المحافظة مع مجدي نجيب وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بأسيوط.
وقد استعرض وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، الخطة الموضوعة لما سيتم تنفيذه من أنشطة وفعاليات ومبادرات لدعم الأسر الأكثر احتياجاً بالمراكز والقرى والنجوع وفقاً للإمكانات المتاحة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني فضلاً عن مناقشة ما تم تنفيذه خلال الفترة القادمة.
ووجه محافظ أسيوط بتوزيع لحوم الأضاحي على الاسر الأولى بالرعاية والأشخاص لغير القادرين بالتنسيق مع وزارتي الأوقاف والتموين والتجارة الداخلية وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية الشريكة المنتشرة في أرجاء المحافظة وذلك من خلال قوائم بيانات معتمدة وذلك بعد إجراء أبحاث ميدانية عليهم للتأكد من أحقيتهم وبما يتفق مع المعايير والقرارات المنظمة في هذا الشأن لإدخال الفرحة على المضحى من خلال التأكد من وصول لحوم أضحيته إلى مستحقيها في الوقت الذي يدخل الفرحة والسعادة للأسر الأكثر احتياجاً بتوصيل لحوم الأضاحي لمنازلهم..
لافتاً إلى فتح غرفة العمليات وإدارة الأزمات بمديرية التضامن والتواصل والربط المباشر بغرفة العمليات المركزية بالمحافظة على مدار الـ 24 ساعة خلال عطلة العيد لمتابعة أية مستجدات وإرسال تقارير دورية لحل أي مشكلات أولاً بأول مشيراً إلى متابعته المستمرة والدورية للأعمال والفعاليات والأنشطة التي يتم تنفيذها بالمراكز والقرى سواء بالنزول ميدانياً أو عقد الاجتماعات الدورية أو تكليف رؤساء المراكز والأحياء وغيرها وذلك لتقديم خدمات أفضل للمواطنين في القطاعات المختلفة والارتقاء بها وخاصة الفئات المستحقة بما يتوافق مع القوانين والقرارات الصادرة.
كما تناول اللقاء، الموقف التنفيذي وآخر المستجدات بشأن مشروعات قطاع التضامن الاجتماعي بالمراكز والقرى ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" والمشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري.
يذكر أن المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" يستهدف 7 مراكز بالمحافظة خلال مرحلته الجديدة بإجمالي 149 قرية و894 تابع وبلغ إجمالي عدد المشروعات التي تم ويجرى تنفيذها في كافة القطاعات ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة بلغت 2000 مشروع حتى الآن، بتكلفة إجمالية تجاوزت 44 مليار جنيه ويتولى جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية بعدد 4 مراكز هي "ساحل سليم وأبو تيج وأبنوب والفتح" ويتولى جهاز تعمير الوادي الجديد تنفيذ المشروعات بمركزي "منفلوط وديروط" ويتولى جهاز تعمير جنوب الصعيد تنفيذ المشروعات بمركز صدفا يتضمن تطوير شامل للبنية الأساسية والخدمات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية فضلًا عن تحسين أوضاع الفئات الأولي بالرعاية بتلك القرى والنجوع.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسيوط التضامن الاجتماعى التضامن الاجتماعي الأسر المنتجة عيد الأضحى الأكثر احتياج ا التضامن الاجتماعی حیاة کریمة
إقرأ أيضاً:
حياة الغرب.. وجه «مظلم» للفقر الاجتماعي والعاطفي
في مقطع مرئي، تحدّث ذلك الرجل الذي يعيش منذ سنين طويلة في المهجر عن حالة الانعزال التي يعيشها بعض الناس في أماكن مختلفة من العالم، خاصة في القارة العجوز.
كان يعقد في حديثه المليء بالشجن مجموعة من المقارنات بين العالم الغربي المتطور، والشرقي «المحافظ» على عاداته وتقاليده الأصيلة، وعلى كل ما فُطر عليه.
ذكر الرجل معلومات قيّمة، وأسرد تفاصيل مثيرة للاهتمام، ومن بين ما قاله: إن ثمة أحياءً بأكملها لا تجد بها أصواتًا أو حركة غير طبيعية توحي بأن مئات من البشر يعيشون في ذلك المكان. كل شيء جامد وصامت، أحياء كاملة لا روح تحلّق بين شوارعها، السكان يعيشون في «زجاجة منغلقة»، وزاوية منعزلة عن العالم.
هناك انغلاق تام على ما يدور في الخارج، وانفصال متعمّد عما يدور حولهم من أشياء يظنون بأنها لا تعنيهم. في الحي الذي يقف فيه ذلك الرجل وهو يتحدّث عن وجه الحياة، كل شيء من حوله فعليًّا لا حياة فيه. ثم يقول: «هذه بعض الحدائق التي شُيدت لتكون متنفسًا للكبار وواحة للهو عند الصغار، لكن انظروا جيدًا»، ثم يلتفت تارة شمالًا ويمينًا، ثم يقول: «ها هي الحديقة فارغة، وقبلها أيضًا الشوارع خالية من المارة».
إنها حياة الغرب، كلٌّ في حال سبيله. يشير بيديه قائلًا: «في هذه المساكن الجميلة، المغلقة على أصحابها، يعيش الكثير من الناس بصمت الأموات. يعيشون يومهم دون أن يحدثوا ضجيجًا يمكن أن يُعرّفوا به عن أنفسهم أنهم لا يزالون أحياء».
الأغرب من ذلك، أن البعض من السكان يموت وحيدًا، وبعد مضي نحو قرابة شهر كامل، تفوح رائحته النتنة في الحي الذي يسكنه، مما يدفع «الصامتين» إلى الحديث عبر الهاتف، حيث يطلبون حضور رجال الشرطة من أجل معاينة الشقة المغلقة التي تنبعث منها رائحة كريهة. وما أن يأتي رجال الشرطة والقسم المختص ويفتحوا الباب على صاحبها، حتى يكتشفوا بأنه قد فارق الحياة منذ فترة تجاوزت الشهر! مات دون أن يعلم أحد بوفاته!
أي فقر عاطفي واجتماعي هذا الذي يعيشه الناس؟! حياة يسودها انعدام تام لمعنى البُعد الاجتماعي والأسري. في بلداننا الشرقية، وإن كنا نراها أحيانًا مليئة بالفوضى، إلا أنها نابضة بالحياة. فعندنا نفتقد بعضنا بعضًا حتى وإن كنا غير أصدقاء. إذن، نحن نعيش نمط الحياة بوجهة نظر مغايرة لحياة الغرب الصامتة.
قد نكون فضوليين أكثر من غيرنا من البشر، وربما كثير منا لديه شغف المعرفة والتطفل في معرفة الخصوصيات: أين ذهبت؟ لماذا اختفت؟ وهكذا. لكن، مع كل هذه العيوب، نحن لا نعيش حياة الانزواء والتفرد والانطواء على أنفسنا.
لذا، عندما يموت شخص ما، يلتف الناس من كل حدب وصوب، يشاركون في وداعه، سواء في حضور الجنازة أو تقديم واجب العزاء. تجد الناس، رغم كل العيوب التي فيهم، يتضامنون مع بعضهم بعضًا.
نحن لسنا فقراء عاطفة اجتماعية وأسرية، بل نحن أفضل من غيرنا بكثير ممن يعتقدون أن سؤالنا عن أحوالهم هو تدخل في حياتهم الخاصة!
علّمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن نؤدي الواجب الذي علينا، سواء لجيراننا أو من يعيش إلى جوارنا، كالمقيمين على أرضنا الطيبة.
ولذا، نحن نحاول أن نؤدي ما فُرض علينا كبشر، وألا نتجاهل ما أُمرنا به. أما الغرب، فالحياة فيه مختلفة تمامًا عن الشرق.
في دفتر الذكريات، أتذكر شيئًا خاصًّا، عندما ذهبت ذات مرة إلى إحدى المدن الغربية، منذ الوهلة الأولى شعرت بغربة الروح قبل أي شيء آخر. كل شيء صامت، يدعو إلى الرهبة والخوف والضياع. الحياة «تموت» مبكرًا على غير العادة، والناس مختلفون عنا كثيرًا في طريقة عيشهم وفهمهم للحياة التي يسيرون في طرقاتها. حتى في تصرفاتهم وأفكارهم، نحن مختلفون عنهم. فكيف هي عواطفهم تجاه بعضهم بعضًا؟!
الكثير من كبار السن في الغرب يعيشون حياة الانعزال التام عن العالم المحيط بهم، حتى إن حركاتهم واهتماماتهم أشبه بغربة أخرى يدخلون أنفسهم فيها.
أما نحن في الشرق، فالكبار يهتمون كثيرًا بالسؤال عن الآخرين من حولهم، حتى وإن لم يكونوا من أهلهم وذويهم. يعيشون أجواء الأُلفة مع الجيران والحي الذي يسكنون فيه، ينسجمون مع الواقع والحياة معًا.
عدة مرات حاولت أن أفهم الواقع الغربي، وما فيه من اضطراب في المشاعر، وبعدٍ عن العواطف والمشاعر التي وُجدت بداخلنا كبشر، لكني فشلت في تحديد سرّ إصرار الكثير منهم على الانعزال عن الآخرين من حولهم.
ولذا، فإن أغلب كبار السن «العجزة» يُفضّلون قضاء ما تبقى من أعمارهم محاصرين بين وجع المرض، وغربة الروح، وانعزال عن الناس. يُفضّلون أن تكون خاتمتهم إما في دار العجزة، أو على سرير المستشفيات، أو منعزلين في مسكنهم، لا يعرفون شيئًا عمّا يدور في الخارج!