الراجمات في غزة والراقصات في جرش
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
نعم. . هذا هو المشهد المعروض أمامكم بالألوان الصارخة. . راجمات تقصف المدنيين الأبرياء بلا رحمة في غزة، وراقصات يتمايلن بمؤخراتهن السليكونية على قرع الدفوف ونفخ المزامير في جرش حيث يختلط الحابل بالنابل، والجاهل بالسافل. .
أتراح هنا وأفراح هناك، شهداء هنا وسعداء هناك يردحون فوق توابيت الموتى.
أعطني إعلاماً بلا ضمير أصنع لك جمهوراً من الحمير. فقد تكتمت الأبواق الأردنية على اخبار ضحايا حملات الإبادة، وفتحت الملاهي الترفيهية والنوادي الليلية لإلهاء الناس، لا توجد تغطية إعلامية تخبرهم أن غزة بكل خيامها وملاجئها تُقصف الآن. تفحمت الجثث، تقطعت أجساد الأطفال. . غزة تُبادُ والأردن تعزف المارش العسكري على الطريقة الاسكتلندية لإظهار بطولاتها المزيفة. . ليتهم غسلوا بعضاً من العار بشيءٍ من الكرامة. لكنهم جاهروا به، ثم وشموه على جبينهم، وسجدوا للجارشات في جرش. .
مملكة أثبتت أنها بلا مروءة وبلا نخوة. لا توجد كلمات تعبر عن مدى خذلانها لنا. إخوانهم يُذبحون وهم يصفقون ويرقصون ويسكرون ويمرحون. .
تزامنت احتفالاتهم في جرش مع تسارع وتيرة المجازر الدموية وسط غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتلازمت مع مجازرهم في جنوب لبنان. وتزاملت مع القصف الأمريكي البريطاني على القرى اليمنية. ومع المجازر وسط السودان على يد ميليشيات الدعم السريع. . .
حكاية لها علاقة بالموضوع: حين أراد الذئب تعليم صغيره دروساً في الحياة وفن العيش ذهب به إلى قطيع الأغنام. وقال له: لحوم هذه الماشية لذيذة. ثم أشار إلى راعي الأغنام، وقال له محذراً: عصا هذا الرجل مؤلمة فأحذر منه. ولما رأى الذئب الصغير كلباً يقف بجوار الأغنام قال له: هذا يشبهنا يا أبي. . فأجابه الأب: اهرب حين ترى هذا الكائن. لأن كل ما عانيناه في حياتنا كان بسبب أولئك الذين يشبهوننا ولا ينتمون إلينا. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی جرش
إقرأ أيضاً:
مراكش: تعليمات أمنية مشددة لمنع مرور شاحنات الأضاحي بعد القرار الملكي بإلغاء شعيرة النحر.
بقلم شعيب متوكل.
تنفيذًا للتعليمات الملكية القاضية بمنع نحر الأضاحي لهذه السنة، أصدرت السلطات الأمنية بمدينة مراكش توجيهات صارمة لمنع دخول شاحنات الأضاحي إلى المجال الحضري، مع مباشرة عمليات حجز ضد الخرفان الموجهة لعيد الأضحى.
وتأتي هذه الإجراءات الاستثنائية في سياق الوضع المناخي الحرج الذي عرفته البلاد، في ظل تواصل موجة الجفاف خلال السنوات الماضية وكذلك نذرة الموارد المائية، ما دفع إلى اتخاذ قرار استباقي يروم الحفاظ على القطيع الوطني من الأغنام، باعتباره ثروة استراتيجية مهددة.
وانطلقت أمس حملات أمنية مشتركة بمداخل المدينة، ونقاط المراقبة الثابتة، حيث تُمنع كل أشكال نقل الأغنام المرتبطة بمناسبة العيد، وتُصادر الخرفان التي تُنقل بطرق غير قانونية. كما شُددت المراقبة على الأسواق العشوائية لتفادي أي محاولات للتحايل على القرار.
ولقي القرار دعمًا من جهات فلاحية وبيئية، اعتبرت أن الخطوة ضرورية لتفادي انهيار محتمل للقطيع الوطني، خاصة في ظل توالي سنوات الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف.
وتعكس هذه الإجراءات التزام الدولة بحماية الأمن الغذائي والمائي، مع الحفاظ على التوازن البيئي والاقتصادي في هذه المرحلة الدقيقة.