عيد الأضحى هو شعيرة من شعائر الدين، ومظهر من مظاهر الفرح والاحتفال فى الإسلام، ختم به الله أياماً معلومات، وليالى مباركات، وهو فرصة جليلة لصفاء النفوس، ونقاء القلوب، وتجديد الحياة بين العباد، فهو يوم من أعظم الأيام عند الله وأفضلها، إنه يوم النحر، يوم الحج الأكبر، يعقبه أيام التشريق الثلاثة، ويسمى «العيد الكبير» فى بعض الدول ومنها مصر، هو يوم للفرح والسرور وذكر الله وتكبيره.
يعد عيد الأضحى ذكرى لقصة إبراهيم عليه السلام عندما رأى رؤيا أمره الله فيها بالتضحية بابنه إسماعيل، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، أمره الله بعدها بذبح أضحية بدلاً من ابنه، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله فى هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام «خروف، أو بقرة، أو جمل» وتوزيع لحم الأضحية على الأرقاب والفقراء وأهل بيتهم، وشرعت الأضحية لحكم سامية كثيرة منها أن الأضحية شكر لله تعالى على نعمتى المال والحياة، كما أنها شعيرة من شعائر الإسلام، والأضحية سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، يفوت المسلم خيراً كثيراً بتركها إذا كان قادراً عليها، ووقت الأضحية يبدأ بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهى بغروب شمس الثالث عشر من ذى الحجة، ويستحب توزيعها أثلاثاً، ثلثاً للمضحى، وثلثاً للهدية، وثلثاً للفقراء.
من ترك الأضحية مع قدرته عليها كما جاء فى فتوى لدار الإفتاء، لم يكن آثماً، لأنها سنة مؤكدة، إلا أنه قد حرم نفسه من الأجر العظيم والفضل الحميم لفعلها، ورغب بنفسه عما رغب فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم).
وبذلك فلا محل لتلك الدعوات التى تنادى بإلغاء الأضحية بسبب غلاء الأسعار، لأنها منوطة بالملاءة المالية للمضحى ومدى تحقق زيادة الثمن الذى يحصل به الأضحية عن حاجته، ومن يعول فى يوم عيد الأضحى وليلته وأيام التشريق. وإذا ضحى الأغنياء، ووأسوأ الفقراء كان فى ذلك خير للجميع، فما دام المسلم قادراً، وثمن الأضحية خلال لم يأخذ من مال اليتم، فإنه يشرع أن يضحى، ولا ينبغى الدعوة إلى عدم التضحية بحجة غلاء الأسعار، لأن فى هذا تعطيلاً لهذه الشعيرة، ومن نعم الله عز وجل أنه كما اختص الحجاج بالهدايا يذبحونها تقرباً إلى الله فى أيام العيد شرع الله لمن لم يحج أن يضحى، حتى يشاركونا الحجاج فى شىء من شعائر الله عز وجل.
لا يمكن أن ينسينا الاحتفال بعيد الأضحى أشقاءنا فى قطاع غزة الذى يتعرضون لحرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر الماضى على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى، يأتى عيد الأضحى على أهل غزة هذا العام وما زالت الحرب الصهيونية المجنونة مستمرة وآثارها السيئة بكل المستويات وعلى كل الأصعدة ما زالت تضرب فى أهل غزة أينما تواجدوا فى هذا اليوم المبارك ندعو الله أن ينتقم من الظالمين للمظلومين، ويأخذ فيه من الغاصبين للمغصوبين ويجعل كيد قوات الاحتلال فى نحرهم، ويكافئ سكان قطاع غزة وباقى المناطق الفلسطينية على صبرهم وتمسكهم بأرضهم بأن ينصرهم نصراً عزيزاً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب أعظم الأيام حكاية وطن عيد الأضحي
إقرأ أيضاً:
أحمد نبوي: الصحة والفراغ من أعظم النعم.. والإجازة ليست مساحة للكسل والتساهل
قال الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، يعكس غفلة كثير من الناس عن استغلال هاتين النعمتين في الخير، مشيرًا إلى أن "الغبن" هنا هو الخسارة الناتجة عن إهدار النعمة دون فائدة.
وأوضح الدكتور نبوي، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، أن كثيرًا من الناس لا يشعرون بقيمة الصحة إلا عند المرض، وكذلك لا يشعرون بخطورة الفراغ إلا بعد أن يتحول إلى خمول أو تساهل، كما يحدث مع كثير من الشباب في الإجازات الصيفية، حيث تتحول أوقات الراحة إلى ساعات طويلة من إدمان الألعاب الإلكترونية أو مواقع التواصل.
وأضاف أن الإجازة الصيفية تمثل فرصة ذهبية ينبغي استغلالها في أمرين أساسيين: الرياضة والقراءة، مشددًا على أهمية تحفيز الأبناء على ممارسة أي نوع من الرياضة المحببة إليهم، لما فيها من فوائد بدنية ونفسية.
وأكد الدكتور أحمد نبوي أن القراءة لا تقل أهمية عن الرياضة، بل ربما تتفوق عليها، خاصة إذا ارتبطت بالقرآن الكريم، داعيًا أولياء الأمور إلى إشراك أبنائهم في دور تحفيظ القرآن خلال الإجازة، وغرس حب الكتاب في نفوسهم منذ الصغر، لأن ما يُحفظ في الصغر يبقى مع الإنسان طوال حياته.
وتابع: "الإجازة لا تعني الغفلة، بل هي فرصة لبناء العقول والأجساد والنفوس، وما يغرس في الأطفال اليوم هو ما يثمر غدًا في شباب نافع لدينه ووطنه".