عربي21:
2025-12-14@21:18:17 GMT

هل تندلع حرب مياه بين المغرب والجزائر؟

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

هل تندلع حرب مياه بين المغرب والجزائر؟

استعرض تقرير لصحيفة، "جون أفريك" الفرنسية التوتر بين المغرب والجزائر خصوصا في ملف المياه، متسائلة إن كانت حرب المياه قد اقتربت بين المغرب والجزائر؟

وذكرت المجلة، "أن مدينة تيارت شمال غرب الجزائر، شهدت أعمال شغب عنيفة بسبب العطش التي حيث تم إغلاق طرقات ومصادرة شاحنات الصهاريج وسط استنكار الأهالي لتقاعس السلطات العامة وتوقف مشاريع تزويد مياه الشرب مع فرض تقنين صارم عليها ومنذ ذلك الحين تم إرسال العديد من الوزراء للاعتذار للسكان ووعدهم باستعادة الوصول إلى المياه".



وبينت المجلة، أن هناك سد "بخدة" الذي يمد المنطقة بالمياه، ويقع على بعد أكثر من 500 كيلومتر من الحدود المغربية الجزائرية".



واتهم وزير المياه الجزائري طه دربال الشهر الماضي المغرب علنا بتدبير الجفاف المتفاقم في بلاده، والذي أصبح مثيرا للقلق بشكل متزايد.

وكانت حدة التصريحات التي ألقيت على هامش المنتدى الدولي العاشر للمياه، الذي نظم في بالي بإيطاليا في الفترة من 18 إلى 24 مايو/أيار، مثلت صدمة للكثيرين.

وأكد دربال، أن “إحدى الدول المجاورة، من خلال سلوكها غير المسؤول، أخلت بالتوازن البيئي، مما أثر بشكل خطير على الحيوانات والنباتات على طول الحدود الغربية للجزائر”، دون أن يذكر المغرب صراحة.

ولم ترد السلطات المغربية على هذه التصريحات المثيرة للجدل، وفي الوقت نفسه، تجاهلت وسائل الإعلام المغربية الاتهامات الجزائرية واتهمت الوزير بالشعبوية. ومع ذلك، فإن الترابط المائي بين البلدين على الحدود هو واقع جغرافي،وفقا للمجلة.

ونقلت المجلة، عن محمد سعيد كروك أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء قوله، إن 
حظ المغرب، يكمن في أن موارده المائية تنبع من التراب الوطني بمعنى آخر، لا يجد أي من أنهار أو وديان البلاد منبعه خارج حدود المملكة وهو أصل قوي، في حين أن ظاهرة الاحتباس الحراري تساهم في ندرة الذهب الأزرق، وهي معضلة ليس المغرب في مأمن منها".

المغرب تحت الضغط
وأضاف، "أنه إذا كان المغرب في موقف إيجابي بشأن هذه القضية بسبب جغرافيته وتضاريسه وتوزيع أحواضه، فإن الجزائر يمكن أن تتأثر بالسلوك المغربي في منطقة الحدود، حيث إن المغرب إذا قام ببناء سدود عند المنبع، فإن ذلك يمكن أن يؤثر منطقيا على تدفق الأنهار التي تعبر الجزائر".

وتابع، "هذه الحالة ليست استثنائية، فالبلدان التي تتقاسم أحواض الأنهار غالبا ما تكون مترابطة من حيث المياه لكن القوانين الدولية هي في صالح المغرب وليس العكس”.

وبينت المجلة، "وفي هذين التحليلين، يجب أيضًا دمج الواقع السياسي المتمثل في الأزمة الدبلوماسية التي يعيشها البلدان منذ آب/ أغسطس 2021 والتي تمنع أي حوار”.

وأكدت المجلة، "تكمن مستجمعات المياه التي تمتد إلى ما وراء الحدود المغربية باتجاه شرق الجزائر  وعلى وجه الخصوص، وادي ملوية الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط، على بعد 14 كلم من الحدود، والذي يستخدم بشكل مكثف لري المحاصيل الزراعية. ويتم تسهيل ذلك من خلال العديد من السدود الموجودة في مجراه، خاصة سدي الحسن الثاني ومحمد الخامس".

وأردفت، "بالإضافة إلى العدد الكبير من البنى التحتية على طوله، أدى الاستغلال المفرط له في عام 2021 إلى انخفاض تدفق نهر الملوية، لأول مرة، لدرجة أنه لم يعد يصل إلى البحر اليوم، وبات المزارعون في هذه المنطقة الفقيرة وفي منطقة الريف الشرقي يرون أن الوضع يزداد سوءًا من سنة إلى أخرى".

وبما أن نسبة ملئه لا تصل أبدا إلى 30 بالمئة فقد أعلنت وكالة الحوض المائي لملوية يوم 5 حزيران/ يونيو عن تنفيذ برنامج واسع لتنمية إمدادات المياه في أفق 2050، وفقا لتقرير المجلة.

ومن المقرر أن تخصص ميزانية تبلغ حوالي 19 مليار درهم لتمويل بناء خمس محطات كبيرة، وتهدف السدود إلى زيادة حجم المياه في الحوض بنحو مليون متر مكعب، بدءاً من الأشهر المقبلة، وتلك أخبار جيدة للقطاع الزراعي المغربي، لكنها مصدر جديد محتمل للخلاف مع الجارة الجزائر، وفقا "لجون أفريك”.



سدود متقابلة
وأوضحت “جون أفريك”، أن هناك نقطة خلاف أخرى تتمثل في عواقب استخدام مياه وادي غير، أحد أطول الأودية في شمال إفريقيا (433 كم)، والذي ينبع من الأطلس الكبير المغربي، بعد التقائه بالأراضي الجزائرية مع وادي زوزفانة. ومع ذلك، فإن وادي زوزفانة يغذي رابع أكبر سد جزائري، وهو سد جورف توربا، الذي تم تشييده في الستينيات وتبلغ طاقته الاستيعابية 365 مليون م3، ويوفر الماء الصالح للشرب لساكنة بشار.

وبين الجفاف المتوطن في المنطقة وتقادم المنشآت الهيدروليكية وتشغيل سد قدوسة المغربي (220 مليون متر مكعب) في عام 2021، انخفض تدفق جرف التربة بشكل كبير، لدرجة أنه خلال صيف 2022، أظهرت عدة مقاطع فيديو آلافاً من أسماك المياه العذبة الميتة في قاع السد الجاف بحسب تقرير المجلة.

وتابعت، في العام التالي، في المغرب، حافظت السلطات على مسار المخطط الوطني للمياه 2020-2050.

وأعلنت وكالة الحوض المائي بولاية الرشيدية وحدها، عن إنجاز ثلاثة سدود بطاقة إجمالية قدرها 5 ملايين م3 وتم تصميم مشروع سد قدوسة، الذي بلغت كلفته 650 مليون درهم، تنفيذا للاستراتيجية الوطنية الفلاحية، مخطط المغرب الأخضر، التي انطلقت سنة 2008.

كان من المقرر أن يروي هذا السد 5000 هكتار من الأراضي الزراعية وحماية مناطق الواحات من الفيضانات ولكن أيضًا لتوفير مياه الشرب لسكان فجيج، وهي منطقة صحراوية تنتظم فيها الحياة حسب توفر المياه الجوفية. ومع بداية عام 2024، وعلى مدى مئة يوم، ضاعف سكانها المسيرات والاعتصامات السلمية، خشية خصخصة المياه.

دبلوماسية المياه
وبينت المجلة، في المغرب كما في الجزائر، فإن عواقب الإجهاد المائي على السكان متشابهة، أما فيما يتعلق بما إذا كان المغرب يقوم بشكل ممنهج بتجفيف السدود ومصادر المياه في الجزائر، فمن الصعب تحديد ذلك بدقة.

وأوضحت أنه سيكون من الصعب إجراء هذه التجربة في الرباط، لأنه في مواجهة نفس التحديات، بين إنشاء محطات تحلية المياه ومعالجة المياه قليلة الملوحة واستمرار تكاثر السدود، فإن استراتيجيات زيادة موارد البلدين ما زالت غير واضحة.



ويتمتع البلدان أيضا بامتيازات نسبية مقارنة بالدول الأخرى المعزولة هيدرولوجيًا تمامًا. وحتى لو بقي من المفهوم أنه بالنسبة للجزائر، التي تتكون من 84% من الأراضي الصحراوية، فإن أي اعتماد على هذا المستوى على دولة ثالثة يمكن أن يكون مصدر قلق.

وتعتمد جميع بلدان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط تقريباً على موارد المياه العابرة للحدود لتلبية احتياجاتها المائية.

وختمت المجلة، ينطبق هذا بشكل خاص على الصراع حول نهري دجلة والفرات الذي تديره تركيا من جانب واحد على حساب سوريا والعراق وإيران، ولكن أيضا حول نهر النيل، حيث تطالب كل من مصر والسودان وإثيوبيا بموقع سيادي على النهر أو حول مياه الأردن المستغلة بشكل مفرط من قبل الأردن وإسرائيل وسوريا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المغرب المياه الجزائر الجفاف المغرب الجزائر المياه التغير المناخي الجفاف سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

كوزمين يجهز «الأبيض» لموقعة «مربع الذهب» في «كأس العرب»

معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة 37 ألف مشارك في «النسخة السابعة» من «ماراثون أبوظبي» عبدالله بن زايد يستقبل وزير الخارجية الصربي


يؤدي منتخبنا الوطني لكرة القدم تدريبه الأخير في الدوحة مساء الأحد، استعداداً للقاء المرتقب أمام المغرب يوم الاثنين، في نصف نهائي كأس العرب، ويخوضه «الأبيض» محمّلاً بزخم فني ومعنوي كبير، عقب واحدة من أكثر مبارياته اكتمالاً على المستوى التكتيكي والفني والبدني، حين فرض نفسه على مواجهة منتخب الجزائر القوي على مدار 120 دقيقة، في لقاء كشف عن تطور واضح في شخصية «الأبيض»، وقدرته على مجاراة منافسه ذهنياً وبدنياً وفنياً.
وكان منتخبنا تأهل إلى نصف نهائي كأس العرب، بعد الفوز على الجزائر 7-6 بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافة بهدف لكل فريق.
وسيطرت حالة من ارتفاع المعنويات على بعثة منتخبنا الوطني، بعد استعادة الثقة التي غابت بسبب تراجع النتائج، ووداع فرصة التأهل إلى «مونديال 2026»، ويسعى الجهاز الفني بقيادة الروماني أولاريو كوزمين لتصحيح الصورة، وتقديم المستوى المتميز أمام المغرب، يؤكد من خلاله امتلاك «الأبيض» لمقومات المنافسة أمام جميع الفرق والمنتخبات مهما اختلفت البطولات.
وشدد كوزمين على أهمية استمرار شخصية المنتخب القوية، ويراهن وجهازه المعاون على تكرار الأداء الرائع الذي قدمه منتخبنا أمام الجزائر، في اللقاء المرتقب أمام المغرب، حيث أجاد «الأبيض» أمام مدرسة «شمال أفريقيا» التي ينتمي إليها كلا المنتخبين، والتي تعتمد على المهارة والسرعة والقوة البدنية والانضباط التكتيكي.
وبالعودة إلى أرقام مباراة ربع النهائي أمام الجزائر، يتضح أن «الأبيض» لم يكن مجرد طرف صامد، بل كان فاعلاً، وخلال فترات طويلة من اللقاء، حافظ منتخبنا على توازن الاستحواذ، ونجح في صناعة الفرص، رغم قوة التنظيم الدفاعي الجزائري.
وأنهى «الأبيض» اللقاء بعدد تسديدات إجمالي جيد، مع محاولات على المرمى، إلى جانب تفوق واضح في الضربات الركنية وحالات التسلل، ما يعكس الجرأة الهجومية والضغط المتقدم في لحظات كثيرة من المباراة.
كما أظهرت الأرقام ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الهجمات المنظمة، مقارنة ببداية البطولة، مع قدرة على استعادة الكرة بسرعة وتقليص المساحات، وهو ما ساعد المنتخب على الصمود بدنياً حتى الأشواط الإضافية، من دون تراجع حاد في النسق.
بينما الأهم من ذلك، أن المنتخب خرج من المباراة بثقة كبيرة في منظومته الدفاعية، حيث نجح في تقليل خطورة الجزائر داخل منطقة الجزاء، ومنعها من تحويل الاستحواذ إلى فرص محققة، وهو مؤشر إيجابي قبل مواجهة منتخب يعتمد كثيراً على الكثافة الهجومية مثل المغرب.
وفي المقابل، يستعد المغرب لمواجهة منتخبنا بكل تركيز، حيث يعد من المنتخبات المرشحة لحسم اللقب، كما يملك أرقاماً هجومية لافتة في آخر مواجهتين، وخلال الفوز على السعودية وسوريا بنتيجة واحدة «1-0»، فرض المغرب سيطرته الواضحة على مجريات اللعب، حيث تجاوز نسبة استحواذ 55% في المباراتين، مع عدد تسديدات مرتفع وصل إلى أكثر من 20 محاولة في إحدى المباراتين، منها نسبة كبيرة على المرمى، كما يتميز المنتخب المغربي بتنوع الحلول الهجومية، سواء عبر الأطراف أو التسديد من خارج المنطقة، إضافة إلى نشاط واضح في الكرات الثابتة، وهو ما تعكسه أرقام الركنيات العالية مقارنة بمنافسيه.
وأخضع كوزمين المنتخب المغربي للمتابعة والتحليل الفني الدقيق، ويتوقع أن تدور «المعركة التكتيكية» أمامه حول قدرة «الأبيض» على كبح الزخم الهجومي المغربي، والحد من عدد التسديدات، مع استغلال التحولات السريعة والمساحات خلف الظهيرين، ونجح «الأبيض» في تكرار انضباطه الدفاعي أمام الجزائر، مع رفع جودة اللمسة الأخيرة، سيكون العامل الحاسم في عبور تاريخي إلى النهائي.
واستغل كوزمين حالة التركيز التي كان عليها المنتخب وجميع اللاعبين، وعقد اجتماعاً موسعاً في مقر إقامة المنتخب، وطالب اللاعبين باستعادة التركيز، ومواصلة الأداء بحماس وقوة بدنية وتكتيكية، كما شدد على ضرورة استثمار عودة التفاف الجماهير حول المنتخب بتقديم أفضل مستوى ممكن، في ظل قوة المنتخب المغربي المتوقعة.
من جانبه، أعرب أولاريو كوزمين عن سعادته بتأهل «الأبيض» إلى نصف نهائي كأس العرب، عقب الفوز على الجزائر، مؤكداً أن لاعبيه أظهروا روحاً قتالية عالية، واستحقوا الوصول إلى «مربع الذهب».
وقال كوزمين في تصريحاته عقب اللقاء: «تهانينا لكل اللاعبين الذين قاتلوا حتى النهاية، وأثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، وكان لديهم إصرار واضح على الفوز».
وأضاف: «واجهنا خصماً صعباً للغاية وعانينا كثيراً خلال المباراة، لكنني سعيد جداً لأننا نواصل تطوير هذه المجموعة خطوة بخطوة».
واختتم كوزمين تصريحاته بالحديث عن المواجهة المقبلة أمام المغرب، وقال: «المغرب فريق قوي للغاية، وعلينا أن نستعد جيداً لهذه المباراة، الأهم الآن هو الاستشفاء والتركيز، لأن لدينا فرصة كبيرة للوصول إلى النهائي».

مقالات مشابهة

  • سفير الإكوادور بالرباط : الجزائر أوقفت إستيراد الموز من بلادنا إحتجاجاً على فتح سفارة في المغرب
  • «مياه أسيوط» تعلن عن ضعف المياه لمدة 3 أيام بمناطق شرق ومركز لأعمال الصيانة
  • بيتكوفيتش: التأهل للدور الثاني هدفنا الأول والجزائر المرشح الأبرز في مجموعته
  • مياه المنوفية:أنشطة توعوية وزيارات ميدانية واستطلاعات رأى للتوعية بترشيد المياه
  • كوزمين يجهز «الأبيض» لموقعة «مربع الذهب» في «كأس العرب»
  • الإمارات تُقصي الجزائر وتتأهل لمواجهة المغرب في نصف نهائي كأس العرب
  • الإمارات تهزم الجزائر وتضرب موعداً مع المغرب في نصف نهائي كأس العرب
  • مياه الأقصر تعلن انقطاع المياه عن عدة مناطق بالطود
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • أنواع عديدة للحرائق تندلع بشكل متكرر فى المنشآت.. اعرفها